ما ستجده في هذا المقال:
من منا لم يتذوق مرارة عدم النجاح؟ من منا لم يشعر باليأس يوما ما؟ هذه المشاعر الإنسانية المشتركة تدفعنا لطرح سؤال هام: ما أفضل طريقة للتعامل مع لحظات الفشل والإحباط؟ وكيف نحولها إلى نقاط قوة تدفعنا إلى الأمام؟
كيف يمكن التعامل مع مشاعر الفشل والإحباط؟
من الطبيعي أن يشعر الشخص بالفشل (Failure) والإحباط مع المرور بالمواقف والضغوط الحياتية، لكن من خلال معرفة كيفية التعامل مع هذه المشاعر يصبح الأمر أكثر سهولة وخفة على النفس. لذلك لا بد من الانتباه إلى النقاط التالية:
تقبل المشاعر والعواطف
المشاعر التي نمر بها بعد الفشل جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، فهي تجعلنا أقوى وأكثر صلابة. لذلك يجب تعلم كيفية نتعلم كيفية التعامل معها بحكمة، بدلاً من السماح لها بالسيطرة علينا أو محاولة تجنبها.
في المرة القادمة التي تنتابك هذه المشاعر حاول احتضانها لنكتشف قوتك الداخلية التي تساعدك على التغلب على التحديات وتحقيق أهدافك.
الاستمرار بالحياة
الفشل جزء لا يتجزأ من الحياة، لكن من خلال المرونة النفسية الحقيقية يستطيع الشخص النهوض بعد السقوط. فعندما نفشل، لدينا خياران إما أن نستسلم أو أن نتعلم وننمو.
من هنا تظهر أهمية التركيز على أن هذه الإخفاقات لا تعكس الشخص وحقيقته، بل تظهر ما يمر به فقط. فلا داعي للإحباط واليأس (Despair) لأن الفشل لا يحدد الهوية إن تم التعامل معه بشكل صحيح.
التعلم من الفشل
الفشل يساعد في صقل الشخصية وجعل الشخص أقوى. فكل تجربة فشل هي فرصة لاكتشاف القدرات الخفية وتحديد نقاط القوة. لذلك تذكر، القوة الحقيقية تكمن في القدرة على النهوض بعد السقوط والتعرض للإخفاق، وتحديد أهادفاُ جديدة واستراتيجيات أكثر فاعلية.
تغيير المكان يعني تغيير الفكر. السفر يمنحك منظورًا جديدًا للحياة ويجعلك تقدر الأشياء الصغيرة. عندما تغير بيئتك، ستغير أيضًا طريقة تفكيرك.
مقاومة الاستسلام
تمتلئ الحياة بالتحديات، ولكن الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح. كن سعيداً بما لديك وقدر كل لحظة. أثبت للعالم ولنفسك أنك قادر على تحقيق كل ما تصبو إليه.
لا تنسى أن النجاح يولد من المثابرة والاجتهاد، فأنت قادر على ذلك، فقط ثق بنفسك وقدراتك، ولا تدع أي شيء يوقفك ولا تشعر بالهزيمة (Defeat).
كن عاطفيًا
الدافع الداخلي هو أقوى من أي دافع خارجي. عندما تكون شغوفاً بشيء ما، فمن الطبيعي أن يكون لديك الطاقة والإلهام اللازمين لتحقيق أهدافك. لا تنتظر حتى يفرض عليك الآخرون القيام بشيء ما، بل ابحث عن شغفك بنفسك وابدأ رحلتك نحو النجاح.
اختر دائرتك بحكمة، فالشخص الذي تقضي معه معظم وقتك سيحدد طريقة تعاملك مع مشاعرك السلبية.
تجنب الانسحاب من الآخرين
من الطبيعي أن نشعر بالحزن والاكتئاب أو الكآبة والقلق والتوتر والإحباط (Frustration) والعجز عند الفشل، لكن لا حاجة للتعامل مع هذه المشاعر لوحدك. حيث أن وجود الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء والمجتمع يساعد على تجاوز هذه المشاعر السلبية بسهولة أكبر.
حاول مشاركة ما تشعر به مع الأشخاص الذين تثق بهم، فهذا سيساعدك على الشعور بتحسن كبير والتقليل من التأثيرات النفسية السلبية.
قد يهمك: اختبار أنماط الشخصية الـ 16
ما هي أسباب الإحباط الشائعة؟
يشعر الكثير منا بالإحباط وخيبة الأمل (Disappointment) عند الفشل، سواء كان ذلك في العمل أو في الحياة الشخصية. هذه المشاعر طبيعية، ولكنها قد تدفعنا لتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى الفشل. حيث أن الشعور بالإحباط والفشل في هذه الحالة قد يكون ناتج عن الأسباب التالية:
- شعور باليأس.
- القلق أو الشعور بالاكتئاب.
- سيطرة مشاعر العجز.
- عدم وجود علاقات اجتماعية داعمة.
- تدني احترام الذات.
- إجراء المقارنات مع الآخرين.
- الحديث السلبي مع النفس.
- وضع توقعات غير واقعية.
كيف يؤثر الإحباط على الصحة النفسية؟
عندما نواجه الفشل، نشعر بمجموعة واسعة من المشاعر، مثل الحرج والخوف والحزن. هذه المشاعر طبيعية جدًا، ولكنها قد تكون مؤلمة. قد يدفعنا هذا الألم إلى محاولة تجنب الألم العاطفي بأي طريقة ممكنة، على الرغم من تأثيرات ذلك النفسية السلبية على المدى البعيد.
كما تشير الدراسات أن الإحباط طويل الأمد في يمكن أن يؤدي أيضاً إلى رؤية الكوابيس بشكل مستمر. حيث أن عدم القدرة على تحقيق الرضا في الحياة اليومية فقد يؤدي ذلك إلى قلة النوم والكوابيس.
في بعض الأحيان، قد يؤدي الإحباط المفرط إلى إظهار سلوك عدواني، ويعود ذلك إلى مزيج من العوامل مثل المشكلات الشخصية والقضايا المجتمعية المتعلقة بالنظرة السلبية للفشل.
اجترار الأفكار أو التفكير بسوداوية أو سلبية من الأمور الشائعة عند الشعور بالإحباط أو الفشل. مما قد ينعكس سلباً على السلوكيات الحياتية.
هل التعامل مع الفشل والإحباط بشكل صحيح يحولها إلى فرصة؟
يتطلب التعامل مع الفشل والإحباط المهني بذل المزيد من الجهد. وفيما يلي بعض النصائح حول كيفية تحويل الفشل إلى فرصة:
- بدلاً من النظر إلى الفشل على أنه نهاية المطاف، انظر إليه كمعلم يقدم لك دروسًا قيمة.
- الفشل هو فرصة للتعلم والتطور، بينما الإخفاق هو ضياع للفرص. عندما تتعلم من أخطائك وتستمر في المحاولة، فإنك تقترب من النجاح خطوة بخطوة.
- حدد أهدافك بوضوح مما يسهل عليك قياس تقدمك وتحديد ما يعتبر نجاحاً بالنسبة لك. ومن ثم سيساعدك على فهم معنى الفشل والإحباط وكيفية التعامل معهما.
- استخدم ذكاءك العاطفي لتقييم الموقف واتخاذ القرارات المناسبة.
- الاعتراف بالفشل هو الخطوة الأولى نحو التعلم والتطور. إن هذه القدرة على تقييم الذات وتحمل المسؤولية هي علامة على النضج المهني.
- رغم أهمية الدعم الخارجي، إلا أن المحرك الحقيقي للنجاح يكمن بداخلك. ثق بقدراتك واستمر في السعي لتحقيق أهدافك. حدد خطواتك بدقة واعمل بجد لتحقيقها.
- بدلاً من التعلق بالخطأ، ركز على الحلول. فكر في الخيارات المتاحة أمامك واتخذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الموقف.
كيف يمكن تحفيز النفس بعد الإحباط؟
لاستعادة تحفيز النفس بعد السقوط في الإحباط، لا بد أن تساعد نفسك من خلال:
- تمارين التنفس: جرب تقنية التنفس 4-7-8 لتساعد نفسك على الهدوء والاسترخاء. هذه التقنية البسيطة تساعد على زيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مما يقلل من الشعور بالتوتر ويساعدك على التفكير بوضوح.
- الاسترخاء العضلي التدريجي: عندما تشعر بالتوتر، جرب الاسترخاء العضلي التدريجي. استلقِ في مكان هادئ وشد كل مجموعة عضلية واحدة تلو الأخرى، ثم أرخها ببطء أثناء الزفير..
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني هو دواء سحري لمزاجك! فهو يساعد على تنظيم هرمونات السعادة ويقلل من التوتر والقلق. جرب الجري، فهو طريقة رائعة لتحرير الطاقة السلبية وتعزيز الشعور بالسعادة والراحة.
بدلًا من التركيز على الغضب، تحدث مع صديق موثوق به أو اكتب عن مشاعرك في دفتر يوميات. هذا يساعدك على تهدئة نفسك والتعامل مع الموقف بشكل أفضل.
كلمة عرب ثيرابي
نختتم تجربة عرب ثيرابي ببوابة الأمل، حيث يُعزز كل دورة علاجية قدرتك على تحويل الفشل والإحباط إلى قوة وتطوير النفس. انضم إلينا لنمضي سوياً في رحلة التغلب على التحديات واستعادة السيطرة على حياتك النفسية. اكتشف القوة التي تحملها داخلك وابدأ رحلتك نحو الشفاء والنجاح اليوم.