ما ستجده في هذا المقال:
هل تعلم أن الإجهاد النفسي في العمل يكلف الشركات مليارات الدولارات سنوياً؟ هذا الرقم الضخم يعكس التكلفة الباهظة التي ندفعها جميعاً بسبب عدم قدرتنا على إدارة الضغوط. ولكن، هل هناك حل لهذه المشكلة؟ بالتأكيد! تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على الطرق الفعالة في التعامل على الإجهاد النفسي وتحقيق التوازن في العمل والحياة.
ما هي أسباب الإجهاد النفسي في مكان العمل؟
هناك الكثير من الأسباب وراء الشعور بالإجهاد النفسي في العمل، ومن ضمنها:
- انخفاض الأجور.
- تحمل الكثير من أعباء العمل.
- قلة فرص النمو أو التقدم.
- افتقار العمل للتحفيز والدافعية.
- عدم وجود الدعم الاجتماعي.
- عدم تطبيق القرارات المتعلقة بالعمل بالشكل الصحيح.
- توقعات أداء غير واضحة.
ما هي أفضل طرق للتعامل مع الإجهاد النفسي في العمل؟
لا بد من التقليل من الإجهاد النفسي أو التعامل معه بأساليب واستراتيجيات تحد من تأثيراته على الحياة المهنية. ويمكن ذلك من خلال:
- تتبع مسببات التوتر: سجل كل ما يجعلك تشعر بالتوتر (Stress) خلال أسبوعين. ماذا تفعل عندما تشعر بالتوتر؟ أين أنت؟ مع من؟ هذا سيساعدك على فهم أسباب توترك وكيف تتعامل معه.
- تطوير استجابات صحية: استبدل العادات غير الصحية مثل تناول الأطعمة الضارة أو الإفراط في تناول الكحول بعادات صحية. مارس الرياضة بانتظام، خصص وقتاً للاسترخاء، واحرص على الحصول على نوم جيد. هذه العادات ستساعدك على الشعور بالهدوء والاسترخاء بشكل أكبر.
- وضع الحدود: من المهم الفصل بين العمل والحياة الشخصية. فمن خلال تحديد مكاناً محدداً للعمل وآخر للاسترخاء، وتجنب العمل خلال عطلات نهاية الأسبوع والإجازات، يمكن الاستمتاع بوقت الفراغ وبالتالي تجديد الطاقة والحيوية والتقليل من الشعور بالارتباك والاستياء.
- التحدث مع المدير المسؤول: أخبر مديرك أنك ترغب في تحسين أدائك في العمل. اقترح عليه التعاون معك لتحديد العوامل التي تعيق إنتاجيتك، مثل التوتر أو الضغط (Pressure). يمكنكم معاً وضع خطة عمل تشمل تحديد أهداف واضحة وتوفير الموارد اللازمة لتحقيقها.
ترتفع مخاطر الإصابة في اضطراب القلق 20% عند مواجهة ضغوط العمل، تأكد من درجة قلقك مع اختبار القلق المجاني
كيف يؤثر الإجهاد النفسي على الأداء في العمل؟
الإجهاد النفسي هو رد فعل طبيعي يدفعنا لتحقيق المزيد في الأوقات الاعتيادية. لكنه قد يتحول إلى أمر سلبي إذا زاد عن حده، حيث أن التعرض للإجهاد المفرط، يفقد الشخص قدرته على التأقلم، مما ينعكس على أدائه في العمل. ومن أوجه هذا التأثير:
عدم القدرة على اتخاذ القرار
القشرة الجبهية هي مركز التحكم في الدماغ، وهي المسؤولة عن التفكير المنطقي وحل المشكلات. لكن التوتر يقلل من كفاءة عمل هذه المنطقة، مما يؤثر على قدرتنا على التركيز واتخاذ القرارات السليمة.
عدم القدرة على الانتباه
التوتر يضعف جزءاً مهماً من الدماغ يسمى القشرة الجبهية الأمامية، مما يجعل الشخص غير قادر على التركيز. هذا الأمر يزداد سوءاً عندما لا يحصل على نوم كافي بسبب التوتر.
النسيان
نستخدم الحُصين الدماغي لتخزين الذكريات. لكن بسبب لهرمونات التوتر المرتفعة مثل الكورتيزول يمكن أن تضعف عمل هذا الجزء من الدماغ، مما يسبب تكرار النسيان عندما التعرض للتوتر.
التسويف
من خلال تأجيل القيام بالأمور والمهام المطلوبة يمكن للشخص تجنب مشاعر التوتر وتشتيت انتباهه بمهمة أخرى قد تكون أسهل ولكنها بالتأكيد أقل أهمية. وغالباً ما يتم اللجوء إلى التسويف بشكل غير مقصود في حالة الإجهاد النفسي.
الإجهاد النفسي يجعلنا نستخدم الجزء العاطفي في دماغنا بدلاً من الجزء المنطقي، مما يجعلنا نتفاعل بعنف أو نندم على تصرفاتنا لاحقاً.
كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية في العمل؟
إن كنت ترغب بتعزيز صحتك النفسية وضمان عدم التأثر بتراكم ضغوط العمل، فلا بد من الأخذ بالنقاط التالية:
- الاهتمام بروتين ما قبل العمل: بدلاً من شرب كوب من القهوة تناول وجبة إفطار صحية، وحاول التقليل من الغضب الناتج عن الازدحامات المرورية. هذا من شأنه أن يحد من التفاعل مع التوتر في مكان العمل.
- وضع توقعات واقعية: ترتبط التوقعات غير الواضحة بالإرهاق الوظيفي. عندما لا تعرف بدقة ما هو متوقع منك، يصبح من الصعب تحديد أولوياتك وتقدير أدائك. مما يزيد من مستويات الإجهاد النفسي والقلق (Anxiety) في مكان العمل ويصعب التعامل معه.
- تجنب الصراعات: العلاقات الإيجابية مع الزملاء هي أساس بيئة عمل صحية وفعالة. من خلال تجنب الصراعات والحفاظ على التواصل المفتوح، يمكنك بناء علاقات قوية مع زملائك وتحسين أدائك في العمل.
- التخطيط المسبق: من خلال التخطيط المسبق وتنظيم وقتك ومهامك، يمكنك زيادة إنتاجيتك، وتحسين جودة عملك، وتقليل مستوى التوتر والإجهاد.
- تجزئة المهام: قد تجد أن تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر وتخصيص وقت محدد لكل جزء يساعدك على الشعور بقدر أكبر من التركيز والسيطرة.
غالباً ما تتأثر بضغوط العمل عندما يكون لديك صباح مرهق. لذلك ابدأ يومك بالتخطيط والتغذية الجيدة والموقف الإيجابي، عندها تجد أن ضغوط عملك تزول عن ظهرك بسهولة أكبر.
ما دور تحقيق التوازن بين العمل والحياة في التعامل مع الإجهاد النفسي؟
لا يمكن إعطاء وصفة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة تناسب الجميع. لكن من خلال النقاط التالية يمكن الوصول إلى ما الشعور بالسعادة والرضا في مكان العمل:
- تقبل حقيقة عدم وجود توازن مثالي بين العمل والحياة: كل شخص لديه تعريفه الخاص للتوازن، لذلك من المهم إيجاد ما يناسبك أنت شخصياً.
- ابحث عن الوظيفة التي تحبها: لأن الحياة المهنية جزء لا يتجزأ من الحياة بشكل عام، فلا بد من اختيار عمل يتوافق مع القيم والأهداف الشخصية قدر الإمكان.
- أعطِ صحتك الأولوية: قد يتطلب ذلك إجراء تغييرات على نمط حياتك، ولكن الفوائد ستكون كبيرة على المدى الطويل.
- ابتعد عن الأجهزة الإلكترونية: إن أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم يساعد على زيادة الإنتاجية والتركيز. خلال هذه الفترات مارس مثلاً تمارين بسيطة للتمدد، أو المشي القصير، أو مجرد الجلوس والاسترخاء.
- خذ إجازة: لا تتردد في أخذ الإجازات التي تستحقها، فهي ليست رفاهية بل ضرورة. ابدأ بتخطيط إجازتك بحيث تستفيد منها بشكل كامل وتعود إلى العمل مستعدًا لمواجهة التحديات.
هل يساعد العمل المرن على تقليل الشعور بالإجهاد النفسي؟
تعد المرونة في العمل مفتاحاً لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. من خلال منح الموظفين حرية أكبر في اختيار وقت ومكان عملهم، يمكن لذلك أن يساهم في:
- تحسين رضا الموظفين، وتعزيز ولائهم، وزيادة إنتاجيتهم.
- تحقيق التوازن بين التزاماتهم المهنية والشخصية، مما يؤدي إلى تحسين صحتهم النفسية والجسدية وتقلل من الشعور بالإرهاق (Fatigue) والانزعاج.
إذا كنت تبحث عن وظيفة تسمح لك بالعيش حياة متوازنة، فمن المهم أن تبحث عن شركات تقدم خيارات عمل مرنة.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم اليوم المليء بالتحديات، يبقى الاهتمام بصحتك النفسية أمراً حيوياً. دع فريقنا المتخصص في عرب ثيرابي يمد يد العون لك. اكتشف كيف يمكن للعلاج النفسي عبر الإنترنت أن يحد من إجهادك ويعزز توازنك النفسي. ابدأ رحلتك نحو الشعور بالراحة والتفوق النفسي اليوم معنا.