ما ستجده في هذا المقال:
تعد الوسوسة من الاضطرابات النفسية ويطلق عليها اضطراب الوسواس القهري. ويتميز هذا الاضطراب بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى سلوكيات قهرية متكررة. ويمكن لهذه السلوكيات مثل تنظيف اليدين المتكرر، والتحقق من الأشياء أن تتداخل مع الأنشطة اليومية والاجتماعية. ويتضمن العلاج عادة الأدوية والعلاج النفسي، وكلما كان التشخيص أبكر كان العلاج أفضل. فما هو علاج الوسوسة؟
علاج الوسوسة
يُعالج الوسواس القهري بعلاجات مختلفة، من أهمها ما يأتي:
العلاج النفسي للوسوسة
يطلق على العلاج النفسي العلاج بالكلام، وتهدف هذه التقنيات إلى تحديد المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحيحة. وتوجد عدة أنواع من العلاج النفسي، أهمها ما يأتي:
- العلاج المعرفي السلوكي:
يساعد العلاج المعرفي السلوكي على فهم الأفكار والعواطف، وتغييرها إن كانت غير صحيحة وسلبية. واستبدالها بأفكار وطرق سليمة. وقد يستمر العلاج إلى عدة جلسات.
- العلاج بالتعرض:
يتعرض المريض في هذا العلاج إلى المواقف والصور التي تؤثر فيه ويُطلب منه مقاومة رغبته في أداء السلوك القهري. فمثلاً قد يُطلب منه لمس أشياء متسخة ثم يُمنع من تغسيل يديه. وبهذا يتعلم أن أفكاره ليست حقيقة.
- العلاج بالقبول والالتزام:
يساعد هذا العلاج على زيادة المرونة النفسية وتغيير السلوك، ورؤية أن الأفكار الوسواسية ما هي إلا مجرد أفكار وربما غير منطقية. ويساعد هذا العلاج أيضاً على العيش بحياة يومية هادئة على الرغم من أعراض الوسوسة الموجودة.
اعرف المزيد: علاج القبول والالتزام (ACT) | تعلّم كيف تتواصل مع نفسك
علاج الوسوسة بالأدوية
تستطيع بعض الأدوية النفسية أن تساعد في السيطرة على الأفعال القهرية أو الهواجس المتعلقة باضطراب الوسواس القهري.
ومن أمثلة العلاجات المستخدمة في علاج الوسوسة مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق: مثل أنافرانيل، أو باكسيل، أو زولفت، أو بروزاك، أو بوسبيرون. إضافة إلى بعض الأدوية المضادة للاختلاج مثل نيورونتين، أو بعض أدوية ضغط الدم، أو بعض مضادات الذهان.
قد يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى تبدأ أدوية الوسواس القهري في إظهار نتائجها، كما يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، مثل جفاف الفم، أو الغثيان، أو الأفكار الانتحارية.
علاج الوسوسة بالجراحة العصبية
أظهرت بعض الدراسات أن خزع المحفظة البطنية بسكين جاما يمكن أن يكون فعالاً لمرضى اضطراب الوسواس القهري الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى. ومع ذلك ما يزال هذا العلاج صعب التطبيق في كافة المستشفيات، وإنما يقدم في عدد محدود منها.
علاجات أخرى للوسوسة
قد لا تكون العلاجات النفسية أو الدوائية فعالة في علاج الوسوسة، ولهذا يمكن تقديم خيارات أخرى مثل:
-
- التحفيز العميق للدماغ:
يستخدم هذا العلاج لعلاج البالغين من 18 عاماً فما فوق ممن لا يستجيبون لأساليب العلاج التقليدية. يشمل هذا العلاج زرع مسارات كهربائية داخل الدماغ. ثم تصدر هذه المسارات نبضات كهربائية يمكنها أن تساعد في تنظيم النبضات غير الطبيعية.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة:
يستخدم التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين (22 – 68) عاماً. وهو من العلاجات غير الجراحية وتستخدم فيها المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ لتحسين أعراض الوسوسة.
نصائح للنجاح في علاج الوسوسة
يمكن اتباع بعض النصائح والاستراتيجيات التي تساعد المريض في علاج الوسوسة، منها:
-
- قبول المخاطر: يجب أن يكون المريض على استعداد لقبول المخاطر والمصاعب التي تمر معه في فترة العلاج. وعليه أن يتذكر دائماً أن المرض هو الخطر الأكبر.
- عدم محاربة الأفكار: قد تؤدي محاربة الأفكار والمشاعر إلى أثر عكسي. وقد أظهرت الدراسات أن الأفكار لا يمكن إيقافها أو دفعها.
- الصبر وعدم التراجع: لا تستسلم إذا عدت مجدداً إلى بعض الأفعال القهرية وإنما يجب الاستمرار. فمن الطبيعي ارتكاب الأخطاء عند تعلم مهارات جديدة خاصة إذا كانت في العلاج.
- عدم إجراء المقارنات: يجب على المريض أن لا يقارن نفسه بأحد آخر، وإنما يجب عليه التركيز أولاً ثم تنفيذ الواجبات العلاجية يومياً بيوم.
- اختيار الأصعب من بين الخيارات: إن الطريقة الوحيدة للتغلب على المخاوف هي مواجهتها، لذلك لا يوجد خيار إلا المواجهة حتى يكون العلاج جيداً.
- التحدث مع المعالج: إذا كانت المهمات المطلوبة صعبة ولم يكن المريض مستعداً لإجرائها فيمكنه الحديث مع الطبيب وإخباره بذلك. فالهدف من المهمات العلاج وليس الإرهاق.
- بدء العلاج في أسرع وقت: لا يجب الانتظار والتأجيل للبدء في العلاج.
- الإيجابية: إذا كانت المهمات الموكلة إلى المريض صعبة يجب النظر إليها نظرة إيجابية، ثم محاولة إتمامها على أكمل وجه.
إذا كانت الأعراض الجانبية غير محتملة، أو إذا رغبت في التوقف عن تناول الدواء، فاسأل طبيبك عن كيفية إيقافه حتى لا تظهر آثار جانبية أخرى أو تصاب بالانتكاس
تشخيص الوسوسة
يتضمن تشخيص الوسوسة خطوات مختلفة، من أهمها:
-
- الفحص البدني: يُجرى هذا الفحص لاستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض الوسواس القهري.
- التقييم النفسي: مثل مناقشة أفكار المريض، ومشاعره، وأعراضه، وسلوكياته لتحديد السلوكيات القهرية أو الهواجس التي يمكن أن تكون متعارضة مع الحياة اليومية.
- معايير تشخيص الوسوسة (اضطراب الوسواس القهري): قد يُستخدم الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
اعرف المزيد: الوسواس القهري الشديد | كل ما تحتاج معرفته!
أسباب الوسوسة
لا تعد أسباب الوسوسة أسباباً محددة، وإنما توجد عوامل عدة تساهم في ظهوره ثم تطوره، منها:
-
- الوراثة: إن الأشخاص الذين يملكون قريباً من الدرجة الأولى مصاباً بهذا الاضطراب فإنهم أكثر عرضة للإصابة به.
- تغيرات في الدماغ: أظهرت بعض الدراسات وجود اختلاف في القشرة الأمامية والبنى تحت القشرية من الدماغ عند مرضى الوسواس القهري.
- أمراض أخرى: ترتبط الوسوسة بأمراض أخرى مثل مرض باركنسون، أو متلازمة توريت، أو الصرع.
- التعرض للصدمات: تظهر الدراسات وجود علاقة بين الصدمات التي حدثت في مرحلة الطفولة مثل الإهمال أو سوء المعاملة مع تطور الوسواس القهري.
قد يصعب تشخيص اضطراب الوسواس القهري لتشابه أعراضه مع أعراض اضطراب الشخصية الوُسواسيَّة أو اضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
نصيحة عرب ثيرابي
يتطلب علاج الوسوسة في الغالب رعاية متخصصة، ولذلك يمكنك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، أو الاختصاصي النفسي لتقييم حالتك وعلاجها. واستعد لموعدك الأول:
- بتجهيز قائمة بالأعراض التي تعاني منها ثم كتابة الضغوط أو التغيرات الحياتية التي مررت بها.
- جمع الأدوية أو العلاجات أو الفيتامينات التي تستخدمها ثم اكتب الأسئلة التي تود أن تطرحها على الطبيب.
ويمكننا هنا في عرب ثيرابي أن نقدم لك المساعدة ونجيب على أسئلتك ونقدم الدعم الكامل لك في أي وقت، فأطباؤنا موجودون على مدار الساعة لدعمك.