ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر هرمون الحليب من الهرمونات المهمة، حيث أنه يحفز عملية الرضاعة، كما يلعب دوراً في نمو الغدد الثديية وتنظيم الدورة الشهرية عند الإناث وإنتاج الحيوانات المنوية عند الذكور. وعلى الرغم من أن ارتفاع مستويات هرمون الحليب خلال الحمل والرضاعة الطبيعية يعد أمراً طبيعياً، إلا أن ارتفاعه خارج هذه الحالات يدل على وجود خلل ويسبب أعراض مختلفة.
تعرف على الأعراض المحتمل ظهورها عند وجود خلال في هذا الهرمون بالإضافة إلى تأثيراته النفسية أيضاً.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الإناث
تعد مشكلة ارتفاع هرمون الحليب من المشاكل الشائعة لدى النساء، حيث تشير الدراسات أن 3 نساء من 5 لا يستطعن الإنجاب يعانين من ارتفاع في مستويات هرمون الحليب وعندها قد تلاحظ المرأة الأعراض التالية:
- عدم انتظام الدورة الشهرية، وفي بعض الأحيان غياب بعضها.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- ادرار الحليب حتى وإن لم تكن المرأة حاملاً أو مرضعة.
- العقم بسبب عدم حدوث تبويض.
- حدوث الهبات الساخنة.
- جفاف المهبل.
- زيادة في الوزن.
- الشعور بألم في الثدي.
- ظهور حب الشباب.
- نمو الشعر الزائد بشكل مفرط على الجسم والوجه.
- الصداع ومشاكل الرؤية أو كلاهما.
أعراض ارتفاع هرمون البرولاكتين عند الذكور
على الرغم من أن هذه الحالة أكثر انتشاراً لدى النساء، إلا أنها قد تحدث أيضاً لدى الرجال. وعندها قد يصعب التعرف على أعراضها. ومع ذلك قد يلاحظ الرجال:
- فقدان الرغبة الجنسية.
- الضعف الجنسي.
- العقم أو عدم القدرة على الإنجاب نتيجة انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية.
- تضخم الثدي بشكل غير طبيعي.
- إفراز الحليب، على الرغم من أنه غير شائعاً، لكنه قد يحدث في بعض الحالات.
- انخفاض كتلة العضلات واختفاء الشعر من الجسم.
تأثيرات ارتفاع هرمون البرولاكتين على الحالة المزاجية
ترتبط الحالة النفسية بشكل كبير ومباشر سواء كان ذلك سبباً أو نتيجة بأي تغير يحصل في الهرمونات في الجسم، بما في ذلك الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون. كما تلعب هذه الهرمونات دوراً في التأثير على هرمون الحليب أيضاً.
حيث أن مستويات هرمون الحليب قد ترتفع بسبب أمراض المبيضين أو الخصيتين اللاتي تنتج هذه الهرمونات الجنسية. كما أنه يمكن أن يحدث اختلال في توازنها بسبب خلل قد يحدث في منطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية أو الغدد الكظرية، مما يؤدي إلى تأثر بعض الهرمونات الدماغية مثل هرمون الدوبامين نتيجة لذلك.
فمن الملاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع هرمون الحليب لديهم أيضاً تغيرات مزاجية واضحة، وتميل هذه الأعراض إلى الزيادة مع زيادة مستوى هرمون الحليب ومدة عدم اتزانه.
فمن الشائع أن يعاني الشخص في هذه الحالة من:
- الشعور بالقلق.
- الإصابة بالاكتئاب.
- سرعة الانفعال وإبداء العدوانية.
- الشعور بالضائقة النفسية وما يصاحبها من أعراض جسدية مثل الصداع وألم الصدر وآلام الظهر والغثيان والتعب.
- الذهان وفقدان الاتصال بالواقع.
كيف يحدث ارتفاع مستوى هرمون الحليب؟
يعتمد هرمون الحليب (والذي يفرز بواسطة الغدة النخامية) في تنظيم مستوياته على هرمونين أساسيين وهما:
- الدوبامين: وهو هرمون تنتجه الغدد الكظرية ويعمل على إبطاء إنتاج هرمون البرولاكتين.
- هرمون الثيروتروبين: وهو هرمون يتم إنتاجه بواسطة منطقة تحت المهاد والذي يعمل على زيادة إنتاج هرمون البرولاكتين.
ففي حالة ارتفاع هرمون الحليب لمستويات أكثر من الطبيعية، فإن ذلك يعود إما إلى انخفاض إنتاج الدوبامين أو زيادة إنتاج هرمون الثيروتروبين أو كليهما، سواء كان ذلك ناتجاً عن أمراض أو اضطرابات تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر عليها.
أسباب ارتفاع هرمون البرولاكتين في الدم
هناك الكثير من الأسباب الكامنة وراء حدوث هذه الحالة، ومنها:
- أورام المخ الحميدة: تشمل الأورام غير السرطانية مثل أورام الغدة النخامية والتي تعد الأكثر شيوعاً، وورم البلعوم الأنفي، وورم السحايا.
- التعرض لإصابة: مثل الإصابات التي تحدث أثناء الجراحة أو العلاج الإشعاعي للغدة النخامية أو الغدد الكظرية أو منطقة ما تحت المهاد.
- قصور الغدة الدرقية: يحدث هذا عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية.
- متلازمة كوشينغ: وهي اضطراب يحدث بسبب ارتفاع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول بشكل غير اعتيادي.
- الأمراض الجهازية: وهي أمراض تصيب الجسم مثل مرض الكلى المزمن وأمراض الكبد التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على النظام الغدد الصماء.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية لها آثار جانبية متعلقة برفع مستويات هرمون الحليب. ومن ضمن هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والأفيونيات، وأدوية هرمون الإستروجين، وحاصرات الهيستامين، وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
- ضخامة الأطراف: وهو اضطراب هرموني تقوم فيه الغدة النخامية بإنتاج الكثير من هرمون النمو، مما يؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات الأخرى.
- التهاب الغدة النخامية الليمفاوي: وهو مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب الغدة النخامية.
- كيس راثكي: هو عبارة عن نمو مملوء بالسوائل يتضخم بين أجزاء الغدة النخامية.
- حالات السرطان: يشمل ذلك الورم الجيني (نوع من سرطان المبيض) أو السرطانات التي تنتشر إلى المخ.
لا يشكل ارتفاع مستوى هرمون الحليب خطراً على الحياة، إلا أنه قد يشير إلى وجود حالة صحية خطيرة. وعادة ما تكون التوقعات لارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين جيدة.
كيف يتم علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين؟
من الطبيعي أن يعتمد علاج فرط هرمون الحليب على السبب الكامن وراء الحالة، فعلى الرغم من أن البعض لا يحتاج إلى علاج، إلا أن الحالات المتضمنة على أورام يتم علاجها من خلال:
- الأدوية الموصوفة: تعمل هذه الأدوية على خفض مستويات هرمون الحليب في الدم. وغالباً ما تكون فعّالة لدى الجميع.
- العلاج الجراحي: يتم اللجوء إلى الجراحات في حال كانت الأدوية دون فائدة، حيث يتم استئصال الورم المسبب في ارتفاع هرمون الحليب.
- العلاج الإشعاعي: إذا لم تنجح الجراحة والأدوية، يتم استخدام الإشعاع مما يساعد في انكماش الورم.
يمكن لبعض الحالات أن توصف بعض الأدوية التي من خلالها يتم التحكم في مستويات هرمون الحليب.
نصيحة عرب ثيرابي
لا بد من الانتباه جيداً إلى الحالة النفسية والأعراض التي قد يلاحظها الشخص عند ارتفاع هرمون الحليب لديه. الأمر الذي يساهم في بقاء الشخص مدركاً لوضعه النفسي والمزاجي ويعمل على اتباع أفضل الأساليب للتحكم بحالته.
إن بدأت الأعراض تخرج عن السيطرة فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن بضرورة المتابعة مع أحد المعالجين النفسيين لضمان السيطرة على الحالة وضمان عدم تفاقمها، وبالتالي التمتع برفاهية النفسية اللازمة.