أسباب القولون العصبي

أسباب القولون العصبي النفسية | وتأثيرها على العمل

تعتبر مشكلة القولون العصبي من أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعاً بين الأشخاص. وغالباً ما تبدأ في سنوات المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة، وتصيب النساء ضعف ما تصيب الرجال. ومع ذلك لم يتوصل العلماء إلى الأسباب الدقيقة لحدوث القولون العصبي لدى هذا الكم الهائل من الأشخاص. الأمر الذي يجعل السيطرة على الحالة بشكل كامل صعباً وتؤثر على جوانب الحياة الشخصية والمهنية.

تعرف معنا على كيفية تأثير النفسية على أعراض القولون العصبي لديك وما انعكاسات ذلك على مكان العمل.

 

الأسباب النفسية للقولون العصبي

يرتبط كل من الأمعاء والدماغ معاً ارتباطاً وثيقاً، لذلك فإن أي خلال في وظيفة أو تركيب إحداهما ينعكس مباشرة على الآخر ويؤثر عليه بشكل قوي. ويعود هذا الارتباط إلى:

  • النواقل العصبية دائمة الانتقال بين الدماغ والأمعاء، وأي خلل في طبيعة الانتقال (مثل الانتقال أسرع أو أبطأ من المعتاد) يؤدي إلى التأثير سلباً على الأمعاء.
  • توجد في الأمعاء كميات أكبر من الخلايا العصبية الموجودة في باقي الجسم. كما أن الأمعاء تحتوي على أكبر كمية من السيروتونين المسؤول عن المزاج والسعادة.

لذلك، فإن كانت حالة الأمعاء جيدة فالحالة النفسية غالباً ما تكون جيدة، والعكس صحيح. حيث الخلل في هذه النواقل يؤدي إلى اضطرابات نفسية (مثل الإصابة بالاكتئاب والقلق) والتي تعد من أسباب تهيج القولون العصبي.

 

كيف يعد التوتر في مكان العمل من أسباب القولون العصبي؟

من ضمن الحالات النفسية التي تؤثر على القولون وتسبب في تهيجه التوتر والقلق والناتج عن العمل. فعند الشعور بالتوتر يفرز الجسم كميات أكبر من هرمون التوتر (الكورتيزول) المسؤول عن استجابة القتال أو الهروب في المواقف التي تهدد الحياة.

ونتيجة لذلك، يحدث مجموعة من التغيرات التي ترتبط في النهاية بالأمعاء وتؤثر عليه، مما يسبب تهيج القولون لدى الشخص. حيث أن استجابة القتال أو الهروب تؤثر على مستويات الهرمونات والعديد من العمليات الجسدية للمساعدة في التعامل مع التهديد. ويتضح الأمر على النحو التالي:

  • التأثير على عملية الهضم، ولهذا السبب يمكن أن يسبب التوتر الإمساك أو الإسهال المرتبط بالقولون العصبي. فعند التعرض لموقف يسبب التوتر، ليس من المهم المحافظة على العملية الهضمية، بل يتم تحفيز أجهزة أخرى في الجسم وتوفير الطاقة اللازمة لمساعدته في إدارة الموقف.
  • المستويات المرتفعة من الكورتيزول يمكن أن تسبب تشنج القولون. هذه التشنجات يمكن أن تجعل الشخص يعاني من الشعور بعدم الراحة التي تؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي.
  • يؤثر الكورتيزول أيضاً على مستويات البكتيريا الجيدة في الأمعاء وتقللها مما يسبب القولون العصبي. كما أنه يؤثر على وظائف الأعضاء الأخرى التي تدعم الأمعاء الغليظة.

قد يكون التوتر ليس سبباً مباشراً لمتلازمة القولون العصبي، إلا أنه يؤدي إلى ظهور أعراضها وتفاقمها.

 

تأثير القولون العصبي في مكان العمل

لكل شخص مصاب بمرض القولون العصبي له تجربته الخاصة مع الأعراض، والتي قد تؤثر بشكل كبير على سير الحياة اليومية والعملية. حيث تشتمل هذه الأعراض على:

  • الشعور بآلام أو تشنجات في المعدة والتي قد تزداد سوءاً بعد تناول الطعام.
  • الانتفاخ ووجود الغازات.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الشعور بالتعب.
  • آلام الظهر.
  • الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد.

يعتبر مرض القولون العصبي حالة مزمنة تميل أعراضها إلى الظهور والاختفاء. لكن عند التعرض المستمر لضغوط العمل تبقى الأعراض المزعجة لفترات أطول.

وكما قلنا، فإن التعرض للتوتر والضغط النفسي المتزايد يزيد الأمر سوءاً. فغالباً مريض القولون العصبي الذي يعاني من ضغط العمل تكون أعراض حالته متفاقمة باستمرار. الأمر الذي قد يؤثر على الشخص على النحو التالي:

الشعور بالإحراج

من الطبيعي أن تحتاج إلى الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر عند تهيج أعراض القولون لديك، وهذا فعلياً ما لا ترغب به في أوقات العمل. حيث أن الاضطرار إلى ترك الاجتماعات أو فريق الزملاء عند العمل على مهمة ضرورية يجب إنهائها بشكل متكرر والذهاب إلى الحمام يسبب الكثير من الحرج. كما أن البقاء في الحمام لفترات طويلة قد ينظر إليه على أن الشخص يتجنب العمل.

الأمر الذي ينعكس على الأعراض من جديد ويسبب في تفاقمها، والدخول في حلقة مفرغة من التوتر والأعراض المزعجة.

زيادة القلق

غالباً ما يشعر الشخص المصاب بالقولون العصبي بالقلق تجاه دخول الحمام خاصة إن كانت غير مجهزة بالشكل الجيد أو كانت لا توفر الخصوصية بالشكل المطلوب. لذلك فهو يحاول تجنب تناول الطعام والشراب بشكل كامل لتفادي الحاجة إلى استخدام الحمامات. 

لكن ظروف العمل غير المتوقعة وطرق التواصل والمتطلبات المهنية لبعض الوظائف تجعل تجنب تناول الطعام أمراً غير وارد. مما يجعل الشخص يشعر بالمزيد من القلق بشأن حالة أمعائه، وبالتالي التأثير السلبي عليها.

التأثير على الأداء المهني

من الأعراض الشائعة للقولون العصبي الشعور بالتعب، الأمر الذي ينعكس على مستوى الطاقة لدى الشخص وقدرته على الوصول في الأوقات المحددة للعمل. كل ذلك له انعكاسات سلبية على أدائه المهني وقدرته على إنجاز ما هو مطلوب منه في الوقت المحدد.

يمكن أن يؤثر القولون العصبي على إنتاجيتك، لأن الأعراض يمكن أن تجعلك تشعر بالتشتت وعدم الراحة في العمل.

تدني الحالة المزاجية

تتأثر الحالة المزاجية بما يحصل مع الشخص المصاب بالقولون العصبي لأسباب متنوعة. فمثلاً:

  • عدم القدرة على إتمام العمل يؤثر على قيمتك الذاتية في مكان العمل، وبالتالي تدني تقديرك لذاتك.
  • الآلام والأعراض المزعجة التي يعاني منها الشخص خلال نوبة تهيج القولون تؤدي إلى انخفاض الحالة المزاجية.
  • التأثير على العلاقات في مكان العمل، حيث قد يرى البعض أن هذا الشخص يتهرب من العمل ويلقي المهام عليهم.

 

كيفية إدارة القولون العصبي في العمل؟

لا تعد أعراض القولون العصبي سبباً في ترك العمل أو التغيب عنه. لذلك فإن تعلم كيفية إدارة الأعراض في مكان العمل يساعد في جعل الأمر أكثر سهولة. ولتتمكن من ذلك اتبع النصائح التالية:

  • أخذ الأدوية الخاصة بالقولون العصبي إلى مكان العمل لتناولها عند الحاجة إليها.
  • الاحتفاظ بالمستلزمات الأساسية في درج المكتب لاستخدامها عند الحاجة. فقد تصعب السيطرة على حالات الإسهال، لذلك فقد تحتاج إلى مناديل مبللة وملابس داخلية احتياطية.
  • الاستيقاظ مبكراً قبل العمل بما يكفي لإتاحة الوقت لتناول الإفطار والذهاب إلى الحمام.
  • أخذ استراحة غداء مناسبة.
  • إعداد وجبات الطعام ذاتياً لمعرفة محتوياتها.
  • شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء والمشروبات غير المحتوية على الكافيين لتفادي الإمساك أو الجفاف.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لضغوط العمل الكثير من التأثيرات على الحياة المهنية والشخصية. فمثلاً المهام الكثيرة أو العمل لساعات متأخرة أو عدم تقدير الجهود، جميعها ينعكس نفسياً وجسدياً على الشخص.

لذلك، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن تعلم المهارات اللازمة للتعامل مع ضغوط العمل يساعدك في إعادة السيطرة لحياتك ويقلل من التأثيرات السلبية. فمثلاً حاول أن:

  • ترتيب أولويات المهام لديك.
  • عدم نقل العمل إلى المنزل.
  • وضع الحدود الشخصية في العمل لمنع إلقاء المزيد من المهام عليك.