ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن ألم أسفل الظهر غالباً ما يكون حقيقياً وناتجاً عن أسباب جسدية في الظهر، إلا أن كيفية الشعور بالألم لها الكثير من العوامل التي تؤثر بها. ومن ضمن هذه العوامل الحالة النفسية التي يتمتع بها الشخص.
إن كنت تعاني من ألم أسفل الظهر فتابع معنا القراءة لاكتشاف تأثير حالتك النفسية على ما تشعر به من ألم.
أسباب ألم أسفل الظهر
تسمى منطقة أسفل الظهر بالعمود الفقري القطني وتتكون من خمس فقرات تمتد ما بين الأضلع إلى الحوض، ويفصل بين هذه الفقرات أقراص دائرية مسطحة ذات محتوى هلامي تعمل على تقليل الضغط على الفقرات وتمتص الصدمات. ففي حال الشعور بألم في أسفل الظهر قد يكون ناتج عن أحد الأسباب التالية:
- الالتواءات والشد.
- الإصابات والحوادث.
- الكسور.
- الانزلاق الغضروفي.
- عرق النسا.
- ضيق القناة الشوكية القطنية.
- هشاشة العظام.
- انحناء العمود الفقري.
يبدو الألم في أسفل الظهر ألماً حاداً أو خفيفاً قد يكون مستمراً أو مرتبطاً بنشاط معين. وقد يشمل الألم منطقة الأرداف أو الوركين أو الساقين.
كيفية تشخيص ألم الظهر
إن كان الشعور بألم أسفل الظهر مستمراً أو مزمناً فلا بد من تشخيص الحالة من قبل جراح للأعصاب، والذي يعتمد على التاريخ المرضي والأعراض والفحص البدني ونتائج الفحوصات التشخيصية. في البداية يتم علاج الحالات بشكل تحفظي دون التطرق إلى العلاجات الجراحية أو الشديدة، لكن إن كانت هذه العلاجات غير فعّالة فقد يكون هناك حاجة إلى طلب بعض الفحوصات التصويرية مثل:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT أو CAT).
- ديسكوغرافيا وهو تصوير للأقراص الفقرية بالأشعة السينية بعد حقنها بمادة تباينية.
- تخطيط كهربية العضلات (EMG).
- دراسات التوصيل العصبي (NCS).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- تصوير النخاع الشوكي.
- حجب جذر العصب الانتقائي.
- الأشعة السينية.
لماذا تعتبر الحالة النفسية من أسباب عدم التعافي من ألم أسفل الظهر؟
يرتبط الشعور بالألم بالجانب الفسيولوجي وما يحدث في الجسم عضوياً ليسبب الألم والعامل النفسي وكيف يتفاعل الدماغ مع الألم على حد سواء. حيث أن ما تعاني منه موجود في حقيقة الأمر، لكن مدى الألم وما تشعر به وكيفية تأثيره على الشخص هو ما يتأثر بالحالة النفسية من مشاعر وأفكار وسلوكيات ناتجة عنها.
فمثلاً من الطبيعي أن تشعر أن ألمك قد يزداد شدة إن كنت تركز عليه أو تشعر تجاهه بالسوء، أو أن تأثير الألم سيكون كبير على جودة الحياة اليومية إن كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق.
في حقيقة الأمر أن سلوكيات التجنب التي تقوم بها للابتعاد عن الأنشطة البدنية التي تعتقد أنها تزيد من حالتك سوءاً ما هي إلا طريقة لزيادة الوقت الذي تحتاجه للتعافي.
نتيجة مما سبق، فإن هناك بعض التي تعد من أسباب عدم التعافي من ألم أسفل الظهر، ومن بينها:
- الاعتقاد بأن الألم والنشاط البدني من الأمور الضارة والتي قد تزيد من حالتك سوءاً. قد يكون الأمر صحيحاً في الحالات الحادة والتي تحتاج إلى حماية الأنسجة بشكل أكبر.
- قد تكون هذه معتقداتك الخاصة، ولكن يمكن أن يعززها أشخاص قد يحاولون حمايتك.
- أن تعاني من حالة مزاجية سيئة أو إن كنت مصاباً بالاكتئاب أو تعاني من القلق أو التوتر.
- عدم الثقة بمدى نجاح الخطة العلاجية.
- الاعتماد بشكل مفرط على علاجات نسكين الألم والتي تقلل من التحمل العاطفي، مثل العلاج بمسكنات الألم أو الكمادات الساخنة والباردة أو التدليك أو العلاج الكهربائي.
- الشعور بأن الشخص أصبح عاجزاً أو تدني جودة الحياة اليومية لديه قد يسبب له الكثير من المشاعر السلبية والتي تنعكس في النهاية على الشعور بالألم من جديد.
- تهويل الألم والمبالغة فيه وبالتالي عدم الثقة بالقدرة على تجاوز ذلك. وقد تتضمن عملية التهويل لكل من التأمل وهو التفكير المفرط بالألم والحالة المرضية. ومن ثم يأتي تضخيم الأمور والخوف من حدوث أمر أخطر، والشعور بالعجز وأن ما يمر به الشخص أمر مروع.
أنواع العلاج النفسي المفيدة في حالة ألم الظهر
يساعد العلاج النفسي في تعامل مع الألم وإدارته بدلاً من التركيز على كيفية التخفيف منه خاصة في حالات الألم المزمنة. الأمر الذي يساهم في كيفية الشعور بالألم وتقبل الشخص له. ومن ضمن العلاجات النفسية الفعّالة في هذه الحالة:
- العلاج المعرفي السلوكي: من خلال هذا العلاج يمتلك الشخص طريقة جديدة ومختلفة للتفكير بشأن الألم وتطوير استراتيجيات فعّالة للقيام بالأنشطة اليومية.
- العلاج بالقبول والالتزام: يعتمد هذا النوع من العلاج النفسي على اليقظة الذهنية، حيث يساعد على قبول الحالة بدلاً من العيش مع الألم أو محاولة تجنبه. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنه يمكن أن يجعل الألم أقل حدة.
من المرجح أن يساعدك العلاج النفسي في تخفيف الألم أكثر من مجرد استخدام العلاجات الطبية القياسية والعلاج الطبيعي وحدهما.
كيفية تأثير العلاج النفسي على حالات ألم أسفل الظهر
في البداية لا بد من اكتشاف الأمور التي تسبب الألم للشخص أو تزيده سوءاً، وبالتالي:
- وضع استراتيجيات المفيدة لإدارة آلام الظهر بطريقة صحية، وقد يتضمن ذلك الابتعاد عن الأساليب غير المفيدة مثل الاعتماد بشكل مفرط على مسكنات الألم. وبدلاً من ذلك يمكن التركيز على زيادة التمارين الرياضية من جديد، مما يساعد على العودة إلى أنشطتك الطبيعية.
- تحديد أي معتقدات ومشاعر سلبية بشأن الألم الذي يشعر به الشخص، ومن ثم العمل على تغييرها بأخرى أكثر فائدة للحالة.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل تقنيات التنفس، والتي غالباً ما تساعد في تقليل التوتر في العضلات ومن ثم المساعدة في تخفيف الألم.
قد لا يؤدي العلاج النفسي إلى التخلص من الألم، لكنه قد يساعد في تقليله. كما يمكن أن يساعد العلاج النفسي في إدارة الألم، حتى تتمكن من التعافي بشكل أسرع.
كلمة من عرب ثيرابي
للتمكن من التخفيف من التأثير النفسي على ألم أسفل الظهر أو أي ألم آخر والعودة إلى الحياة الطبيعية، فلا بد من إدارة المشاعر والمعتقدات بشأن آلام، ويتم ذلك من خلال العلاج النفسي. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج النفسي يساعد في علاج حالات الألم من خلال التركيز على المجالات التالية:
- السلوكيات والأفعال: تقييم فاعلية السلوكيات المتبعة في تخفيف الألم بشكل حقيقي.
- الأفكار والمشاعر: من خلال تحديد الأفكار والمشاعر السلبية المرتبطة بالألم ومن ثم كيفية التعامل معها.
- الاستجابة الجسدية للألم: يساعد العلاج النفسي في تعلم المزيد من الاستراتيجيات لإدارة رد فعل تجاه الألم مثل تشنج العضلات.