Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
قواعد لتربية الأطفال

القواعد الذهبية لتربية الأطفال

لا تعتبر عملية تربية الأطفال أمراً سهلاً أو تلقائياً، فلو كانت كذلك فإن النتيجة الحتمية نشأة أطفال دون قيم أو مبادئ يسيرون عليها، لذلك لا بد من انتباه الوالدين إلى مجموعة من القواعد الذهبية التي ترشدهم إلى تكوين جيل يتحلى بالأخلاق والقيم الرفيعة.

 

القواعد الذهبية لتربية الأطفال أخلاقياً

لضمان الوصول إلى الأخلاق المرجوة من التربية، لا بد من التقيد ببعض القواعد الأساسية في تربية الأطفال، فمن خلال تطبيق هذه القواعد على جميع أطفال الأسرة يمكن للوالدين وضع حجر الزاوية الذي يمكن الاعتماد عليه في نشأتهم، ومن ضمن هذه القواعد:

الاتساق في المواقف

لا يمكن للوالدين التلاعب بآرائهم فيما يخص الأمور المهمة والمبادئ الحياتية الأساسية، فهذا يؤدي إلى:

    • عدم تكوّن آراء ثابتة لدى الأطفال حول الأمور بل وجود آراء متناقضة ومتخبطة.
    • عدم التمكن من توقع ردود أفعال الوالدين عند القيام بأمر معين، وبالتالي تجرأ الأطفال على تخطي الكثير من الحدود.

    من القواعد المهمة الواجب التركيز عليها أنه في حال قطع الوعود أو تحديد العقوبات لا بد من الالتزام بما تم تحديده، وإلا فلن يصدق الأطفال والديهم من جديد.

    القدوة الحسنة

    لضمان استجابة الأطفال لما يتم ترسيخه من أخلاق، لا بد أن يلتزم الوالدين بهذه الأخلاق ليصبحان القدوة التي يحتذى بها من قِبل الأطفال.

     

    القواعد الذهبية لتربية الأطفال نفسياً

    تنعكس الأمور النفسية بشكل كبير على سلوكيات الأطفال في المستقبل، فما يمكن أن يعزز منذ الصغر يبقى مع الطفل ويشكل البنى الأساسية في شخصيته، لذلك لا بد أن يركز الوالدين في تربية الأطفال على القواعد النفسية التالية:

    تعزيز الثقة بالنفس

    يحتاج الطفل إلى الشعور بالثقة بالنفس، والتي تنتج من نظرات الوالدين والكلمات التي يوجهانها له، حيث يساعد في ذلك:

      • توجيه المدح على الانجازات.
      • ترك الطفل يفعل بعض الأمور بمفرده مما يشعره بالمزيد من القوة والقدرة.
      • الانتقاد دون توجيه الكلمات اللاذعة أو المحبطة.

      على الرغم من ارتكاب جميع الأطفال للأخطاء فإن إدراك الطفل أن الجميع يخطئ وأن هذا الأمر لن ينعكس على محبة الوالدين له يعزز من ثقته بنفسه.

      ملاحظة النقاط الإيجابية

      بعض الآباء لا يركزون إلا على النقاط السلبية ويقومون بانتقاد أبنائهم باستمرار، مما يترك الطفل في حالة من اليأس وقلة التحفيز للقيام بالأمور الإيجابية، لذلك يفضل دائماً:

        • ملاحظة أبسط الأمور الإيجابية التي يقوم بها الطفل ومدحه عليها أمام الجميع.
        • تقديم بعض المكافآت بين الحين والآخر في حال كانت السلوكيات الإيجابية كبيرة.
        • يمكن مقابلة السلوكيات الجيدة بقبلة أو احتضانة، الأمر الذي يزيد من احتمالية تكرار السلوكيات في المرات القادمة.

        الابتعاد عن المقارنات

        في محاولة من الوالدين لتحفيز أطفالهم، فإنهم يقومون بمقارنتهم مع الأطفال الآخرين المتميزين، إلا أن الأمر يعود بالنتائج السلبية غير المتوقعة، حيث يشعر الطفل بما يلي:

          • تدني مستواه عمن سواه، وبالتالي تدني نظرته الذاتية لنفسه.
          • الغيرة والحقد على الأطفال الآخرين أو على من يتم مقارنته بهم وإن كانوا إخوة.
          • عدم امتلاك الدافعية لتجربة النجاح مرة أخرى بسبب خيبة أمل الوالدين أو الشعور بالخوف من الفشل.

          فصل المشكلات الزوجية

          قد يظن الوالدان أن الأطفال لا يمكنهم فهم المشاجرات الزوجية لذلك لا يهتمون بإخفائها عن أطفالهم، إلا أن الأمور على عكس ذلك في الحقيقة، حيث أن:

            • الطفل الصغير يمكنه الشعور بعدم الأمان والتوتر بسبب هذه المشكلات.
            • قد يحمّل الطفل الكبير نفسه المسؤولية اتجاه المشكلات بين والديه ويبدأ بلوم نفسه.

            لا يمكن أن يستمر الوالدان بالأساليب التربوية ذاتها، لأن نمو الطفل يحتم عليهما التحلي بالمرونة لتتناسب أساليب التربية مع ما يحتاجه الطفل خلال مراحل نموه.

             

            القواعد الذهبية لتربية الأطفال سلوكياً

            يمكن تعزيز بعض المهارات لدى الأطفال لتصبح القاعدة التي يسلكونها  مع تقدمهم بالعمر، ومن ضمن هذه المهارات:

            حل المشكلات

            لن يتمكن الأطفال في المنزل من حل النزاعات بينهم بسهولة ودون تدخل الوالدين في بداية، لذلك يجب تدريب الأطفال على:

              • كيفية احترام خصوصيات البعض.
              • التعبير عن المشاعر دون مهاجمة الطرف الآخر أو الإساءة له.
              • عدم اللجوء إلى الوالدين كونهما حكماً بل للمساعدة على تعلم كيفية التعامل.

              وضع القوانين والقواعد المنزلية

              من خلال القوانين التي يضعها الوالدان للمنزل يتعلم الأطفال كيفية ممارسة السلوكيات المقبولة والتمكن من ضبط النفس وتحمل المسؤولية مع مرور الوقت، ولتكون هذه القوانين ذات فائدة لا بد أن تكون معروفة من قبل الأطفال ويتبعها نظام من التحذير والعقوبات المناسبة. ومن ضمن هذه القوانين المنزلية:

                • عدم مشاهدة التلفاز أو استخدام الشاشات الإلكترونية قبل الانتهاء من الواجبات المنزلية.
                • احترام بقية أفراد العائلة.
                • منع ممارسة السلوكيات غير المرغوبة مع أفراد العائلة مثل الضرب أو الشتم.

                الاستقلالية

                غالباً ما يحاول الوالدان توجيه الأطفال ويتوقعان الاستجابة المباشرة، إلا أن الأمر قد يؤدي إلى شعور الأطفال باليأس لعدم امتلاكهم مساحة كافية يمكنهم التعبير بها عن استقلاليتهم.

                لذلك لا بد أن تتاح للطفل فرصة الاختيار من مجموعة من الاختيارات في الأمور البسيطة ليشعر بالمزيد من التحكم في حياته، الأمر الذي يقلل من سلوكياته العنيدة أو المتمردة.

                التحكم بالغضب

                قد يقوم الطفل بالكثير من السلوكيات الخاطئة أثناء غضبه، لذلك يجب تعليمه كيفية التحكم بالغضب من خلال:

                  • تحكم الوالدين في غضبهما أثناء حل المشكلات، وبذلك يكتسب الطفل هذه المهارة مع مرور الوقت.
                  • تعليم الطفل كيفية التعبير عن الغضب بأساليب متنوعة، مثل مناقشة الأمر المزعجة أو تفريغ الغضب في رسالة بدلاً ما الصراخ.
                  • تعليم الطفل أساليب الاسترخاء المناسبة له للتقليل من حدة التوتر والغضب.
                  • مساعدة الطفل في اكتشاف المواقف المحفزة لغضبه وطرق التعامل معها.

                  قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال

                  على الرغم من الضغوط والمهام اليومية المرمية على عاتق الوالدين، إلا أن ذلك لا يمنع منح الأطفال المزيد من الوقت للاهتمام بهم والاستمتاع معهم، مما يعطيهم درساً في الأولويات وتمتين العلاقات الأسرية على حد سواء.

                  ما تفعله يحدث فرقًا، أطفالك يراقبونك، لا تتصرف بشكل وليد اللحظة فحسب، اسأل نفسك: ما الذي أريد تحقيقه، وهل من المحتمل أن يؤدي هذا إلى تلك النتيجة؟

                   

                  الأخطاء التربوية التي يجب تجنبها

                  يمكنك تجنب بعض الأخطاء التربوية الشائعة وبذلك ستكون على بعد خطوة واحدة من أن تصبح والدًا أكثر فعالية، ومن أبرزها نذكر لك:

                  • إهمال إصلاح المشكلات: قد يهمل بعض الآباء إصلاح مشكلات أطفالهم مثل الاستيقاظ المتكرر ليلًا لأنهم يرون أنه لا يمكن حلها أو لا يستطيعون ذلك. ولذلك استعن بالطبيب لمواجهة مثل هذه المشكلات.
                  • المبالغة في تقدير المشكلات أو التقليل منها: قبل أن تحاول حل المشكلات عليك أن تعرف حجمها ولا تبالغ في تقدير المشكلات التي تواجهها مع أطفال ولا تقلل من شأنها.
                  • تجنب الحدود: قد تظن أنك تقدم معروفًا لأطفالك من خلال السماح لهم بفعل ما يريدون لكن معظم الأطفال وخاصة الصغار منهم، يجدون صعوبة في العيش بدون أي إرشادات.
                  • وجود توقعات غير واقعية: إذا كانت لديك توقعات غير واقعية لما يجب أن يفعله أطفالك فيمكنك بهذا خلق المشاكل لذلك كن منطقيًا بشأن التوقعات.
                  • فشل القيادة بالقدوة: إن كونك نموذجًا جيدًا يسمح للأطفال بتعلم السلوكيات الإيجابية. لذلك حاول أن تكون قدوة حسنة لأطفالك.
                  • الفشل في الاستماع للطفل: عند الاستماع إلى طفلك، فإنك تتحقق من صحة أفكاره ومشاعره. ويساعد على بناء علاقة أقوى بينكما. 
                  • إنقاذ الطفل قبل ارتكاب الخطأ: يحتاج الأطفال إلى ارتكاب الأخطاء حتى يتعلموا ويكبروا لذلك فإن إنقاذ أطفالك باستمرار يمنعهم من التعلم.

                  إن الدافع نفسه نحو الاستقلال الذي يجعل طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات يقول “لا” طوال الوقت هو ما يحفزه على التدريب على استخدام المرحاض

                   

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  الانخراط في تربية الأطفال مهمة صعبة، بما في ذلك من قوانين وقواعد يجب أن على جميع أفراد الأسرة السير عليها بما في ذلك الوالدين، مما يسبب لهما المزيد من الضغوط والقلق ويجدان أنفسهما يتحملان أعباءً إضافية لا يمكنهما التعامل معها، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الدعم النفسي المناسب للتمكن من تفريغ المشاعر المتراكمة داخلياً.