ما ستجده في هذا المقال:
في الوقت الذي لا تخلو به الحياة من المواقف المسببة للعصبية لدى الشخص، إلا أنها غالباً ما تعتبر من الحالات النفسية الطبيعية التي يمكن أن يمر بها الشخص خلال يومه، ومع ذلك قد يتساءل البعض عن مدى اعتبار العصبية من الأمراض النفسية، أما لا يجب القلق بشأن هذا الأمر؟
هل العصبية مرض نفسي؟
لا تعتبر العصبية مرضاً نفسياً، فهي رد فعل عاطفي مؤقت للكثير من المواقف الحياتية المثيرة للقلق أو الخوف سواء كانت مواقف جيدة أو سيئة، وفي بعض الأحيان ترافق هذه الحالة النفسية بعض الأعراض الجسدية ما تلبث وأن تختفي بمجرد السيطرة على الموقف المحفز من جديد، إلا أنه يجدر القول إن التعصيب لا يمكن أن يعيق الحياة اليومية للشخص أو يجعله يتجنب المواقف الحياتية المستقبلية.
تعتبر مشاعر الغضب التي لا تعطل حياتك اليومية أمرًا طبيعيًا.
كيف تحدث العصبية؟
عند التعرض لموقف محفز، يتعامل العقل معه على أنه تهديداً فتبدأ استجابة القتال أو الهروب بالسيطرة على الشخص، مما ينتج عنها إفراز المزيد من هرمونات التوتر، عندها يبدأ الشخص بالشعور بما يلي:
-
- زيادة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة اليقظة.
- تعرق راحة اليد.
- جفاف الفم.
- الشعور بالدوار.
يمكن أن تكون مشاعر العصبية علامة على القلق، لكن العصبية تميل إلى أن تكون خفيفة وتظهر بسبب مواقف معينة.
الفرق بين العصبية واضطرابات القلق
على الرغم من أن العصبية واضطرابات القلق قد تتشابه بالأعراض الجسدية والمعرفية التي تنتج عنهما، وفي الكثير من المرات تكون العصبية عارض من أعراض القلق، إلا أن الفرق بينهما يتضح على النحو التالي:
طول فترة الحالة
دائماً ما يختفي التعصيب من خلال السيطرة على الموقف أو التعامل معه بطريقة أخرى، إلا أن القلق لا يمكن أن يختفي بل يستمر على الرغم من انخفاض حدته ونوباته.
شدة الحالة
مهما كانت شدة العصبية والتي لا تتعدّى الشدة المتوسطة غالباً، إلا أنها لا تمنع الشخص من القيام بنشاطاته، أما القلق والذي تتراوح شدته ما بين المتوسطة والخطيرة فغالباً ما يؤثر على جودة اليوم لدى الشخص ويمنعه من القيام بالكثير من الأمور الحياتية.
قد يهمك: اختبار القلق المجاني | اعرف إذا كنت تعاني من القلق
أعراض قبل الحالة
في معظم الأحيان يشعر الشخص بالتوتر قبل دخوله في حالة العصبية، أما في حالة القلق فقد تحدث بأي وقت دون إنذار مسبق.
مسبب الحالة
في الوقت الذي تنتج فيه العصبية بسبب حدث معين، فإن القلق يمكن أن يكون دون سبب محدد بل معمم، بالإضافة إلى وجود بعض العوامل التي تتحكم به مثل:
-
- العامل الوراثي.
- اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
- أحداث الحياة المتنوعة.
من خلال أساليب الرعاية الذاتية يمكن للشخص التحكم بالعصبية، أما القلق فقد يحتاج الشخص إلى علاجاً نفسياً في الحالات المتطورة.
هل تتحول العصبية إلى اضطراب قلق؟
كما قلنا التعصيب من الأمور الطبيعية للشخص، إلا أن الشعور بشكل مستمر بالعصبية فهذا دليل على أنها لم تعد عصبية طبيعية، بل تحولت إلى عارض من أعراض اضطرابات القلق، والتي يمكن أن يرافقها:
-
- عدم قدرة الشخص على التركيز في الأمور الموكلة إليه أو التشتت بسرعة.
- مواجهة صعوبة على مستوى الذاكرة.
- البدء بالتفكير بشكل سلبي أو الشك الذاتي.
- الشعور بفقدان السيطرة على الأمر.
- تبدد الشخصية أو الشعور بالانفصال عن الواقع.
- الأرق أو مواجهة صعوبات النوم.
- سرعة الانفعال على الرغم من بساطة المواقف.
- عدم القدرة على الشعور بالاسترخاء.
- شعور الشخص كأنه مريض.
- فقدان الشهية.
- اضطراب المعدة والحاجة إلى دخول الحمام بشكل متكرر.
- ألم في الصدر والإصابة بالصداع.
تحفيز النفس للتفكير بإيجابية، حيث أن تذكير الشخص ذاته أن الأمر سيمضي ولن تسوء الأمور من أهم الأمور الواجب اتباعها في هذه المواقف.
متى تكون العصبية مشكلة؟
كما قلنا، فإن الغضب يعد من المشاعر الطبيعية في الحياة اليومية. لكن في بعض الأحيان يصبح يشكل مشكلة بحد ذاته، خاصة في الحالات التالية:
- عدم القدرة على التحكم أو إعادة السيطرة على النفس.
- التعبير عن الغضب بأساليب خاطئة، مثل العنف أو إيذاء النفس.
- القلق من أن يصبح السلوك خلال نوبات الغضب مسيئاً.
- تأثير الغضب على بقية تفاصيل الحياة اليومية، حيث تناول التأثيرات السلبية العلاقات والدراسة أو العمل والهوايات.
- انزعاج الآخرين من الطريقة التي يظهر بها الشخص غضبه.
- التفكير بحالة الغضب طوال الوقت.
- قول أو فعل أمور تشعر الشخص بالندم بعد مرور الوقت.
- تأثير الغضب على الصحة الجسدية والنفسية للشخص.
- الشعور بالسوء تجاه النفس والحياة بشكل عام بسبب الغضب.
نصيحة عرب ثيرابي
للتقليل من العصبية والاستمتاع بحياة يومية يطفو عليها السعادة والعافية النفسية بشكل كبير، ننصح في عرب ثيرابي اتباع استراتيجيات معينة وبالتالي التمكن من ملاحظة الفرق، وهذه الاستراتيجيات هي:
-
- عدم الخوف من التعصيب أو التوتر، حيث أنها تدل على تجربة موقف جديد تُخرج الشخص من دائرة الراحة لديه، مما يساعد في تطوير صلابته النفسية.
- الاستعداد بشكل جيد، فغالباً ما تكون العصبية ناتجة عن الخوف من خوض تجربة جديدة، لذلك فإن التدريب المسبق على ممارسة هذه التجربة يحد بشكل كبير من الشعور بالعصبية اتجاهها.
- التنفس بشكل عميق، حيث أنه عند الشعور بالتوتر تشتد العضلات في الجسم ويحبس الشخص نفسه، لذلك يساعد التنفس العميق في إيصال كميات أكبر من الأوكسجين إلى الدماغ، وبالتالي التفكير بشكل أفضل والحد من الشد العضلي، كما يمكن لتقنيات الاسترخاء المتنوعة أن تفيد في هذه الحالة..
- التحدث مع أحد المقربين عن الأمر يقلل من الشعور بالتوتر اتجاه الموقف، بالإضافة إلى أنه يساعد في الاستعداد المسبق الجيد.