على الرغم من النظرة السلبية اتجاه الغيرة، إلا أن كون الطفل الغيور يعتبر من الأمور الطبيعية نوعاً ما خاصة في حال توفر الظروف المسببة للأمر، إلا أن تعامل الوالدين مع الموقف يمكن أن يرجع الأمور إلى سياقها الصحيح، والاستمتاع بجو عائلي هادئ قدر الإمكان.
نصائح للتعامل مع الطفل الغيور
لا بد من التعامل مع الطفل الغيور بطريقة صحيحة وإلا قد تتفاقم الأمور ويواجه الوالدين مشكلات ناتجة عن سلوكيات هذا الطفل، حيث يمكن للوالدين ذلك من خلال:
التعرف على علامات الغيرة لدى الطفل
يمكن للغيرة أن تؤثر سلباً على الحالة النفسية للطفل، كما أن سلوكياته تصبح غير مرغوبة، لذلك فإن معرفة علامات الغيرة لديه تساعد الوالدين في تتبع المحفزات وحل المشكلات منذ ظهورها، ومن هذه العلامات:(المرجع 1)
- نوبات من البكاء والصراخ وإظهار العدوانية اتجاه الأطفال الآخرين سواء كانوا أشقائه أو الأقران.
- الحاجة إلى الاهتمام المفرط، حيث يرغب الطفل بشكل مستمر في عناقه والبقاء بجواره.
- إظهار عدم الشعور بالأمان من خلال التنمر والشتم والحقد على الأطفال الآخرين.
- تراجع الأداء المدرسي بسبب عدم القدرة على التركيز والتشتت باستمرار.
- حب التملك وعدم السماح بمشاركته ألعابه أو ممتلكاته الخاصة مع الآخرين.
التعرف على سبب الغيرة
في طور حل المشكلة، لا بد من التعرف على الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر السلبية لدى الطفل، والعمل على حلها قدر الإمكان.(المرجع 2)
تبسيط الأمر على الطفل
قد يشعر الطفل بأنه غير طبيعي لامتلاكه هذه المشاعر، وهنا يأتي دور الوالدين في شرح أن الغيرة من المشاعر الطبيعية والتي تدل على نمو الطفل وبدء نضجه، وهو بذلك يظهر مدى تعلقه واهتمامه لأمر معين، إلا أنه يجب التركيز على طريقة التعامل مع مثل هذه المشاعر، حيث لا بد من تشجيع الطفل الغيور على:(المرجع 1) (المرجع 3)
- كتابة اليوميات ليتمكن من التعرف على مشاعره بشكل أفضل.
- التحدث بصراحة ووضوح عن مشاعره مع والديه للتمكن من توضيح الأمور المتغيبة عنه.
- الحديث الإيجابي مع النفس.
- تعرف الطفل على نقاط القوة لديه والعمل على تحسين نقاط ضعفه.
القدوة الحسنة
يمكن لمشاعر مثل الغيرة أن تبقى ملازمة للشخص مع تقدمه بالعمر، لذلك لا يمكن إبعاد الطفل الغيور عن السلوكيات الناتجة عن غيرته ما لم نكن قدوة يمكنه الاحتذاء بها.(المرجع 2)
تحويل مسار المشاعر السلبية
غالباً ما يغار الطفل عند مقارنة نفسه بالآخرين، فمثلاُ عند غيرة الطفل من علامة صديقة المرتفعة مقارنة مع علامته، يمكن إعادة توجيه تركيزه من خلال تشجيعه على الدراسة بجد أكبر ليحصل على علامة أعلى، عندها لن يفكر بالطريقة السلبية ذاته وإنما يصبح أكثر تركيز على انجازه القادم.(المرجع 2)
إعادة التفكير بالوقت الممنوح لأفراد العائلة
قد يكون الطفل على حق، حيث أنه لا يحصل على الوقت الكافي له مع والديه بسبب منح فرد آخر جل الوقت، لذلك يجب إعادة التفكير بالأمر ومنح الطفل المزيد من الوقت الخاص به بشكل فردي.(المرجع 3) (المرجع 4)
تعليم الطفل الغيور الأخلاق الحميدة
كما أن المشاعر السلبية يمكن أن تنمو، أيضاً الأخلاق الحميدة يمكن أن تعزز لدى الطفل، حيث يجب التركيز على نقاط الخير وحب الآخرين من خلال عدة نشاطات، مثل:(المرجع 2)
- قراءة قصص ما قبل النوم التي تركز على محبة الآخرين ومساعدتهم.
- مشاركة الطفل الغيور في النشاطات الاجتماعية التي يمكن من خلالها تقديم العون للأطفال الآخرين، مما يعزز عدم الإفراط بالاهتمام بالذات.
توفير فرص للتفاعل الاجتماعي
من خلال العلاقات الاجتماعية التي يكونها الطفل يتعرف بشكل أفضل على معاني بعض العلاقات مثل الأخوة والأصدقاء، مما يساعده على تكوين مشاعر أكثر إيجابية اتجاههم بدلاً من مشاعر الغيرة.(المرجع 1)
توزيع المهام بالتساوي
قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن توزيع المهام والمسؤوليات المنزلية تثير الكثير من المشاعر السلبية بين الإخوة في حال عدم توزيعها بالتساوي، حيث أنها:(المرجع 4)
- تقلل من تقدير الطفل لذاته.
- الشعور بعدم التساوي في محبة الوالدين للأطفال.
الابتعاد عن المقارنات
لا يمكن تحفيز طفل من خلال مقارنة إنجازه بإنجاز أطفال آخرين، بل هذا الأمر يعمل على زيادة غيرته من البقية، لذلك يجب تقدير الإنجاز مهما كان مستواه.(المرجع 4)
تغيير نظرة الطفل اتجاه الأمور المادية
إن امتلاك الأطفال الآخرين لبعض الأشياء المحببة للطفل قد تولد لديه مشاعر الغيرة، لذلك يجب توضيح أن الأشياء المكلفة يفضل ربحها أو استحقاقها بدلاً من الحصول عليها كهدية.(المرجع 4)
نمذجة السلوك المرغوب
في بعض الأحيان لن يفهم الطفل مدى تأثير مشاعر الغيرة التي يمتلكها، إلا أن اتباع أسلوب لعب الأدوار يساعد الطفل في فهم أفضل لتبعيات الأمر.(المرجع 1)
الطفل الغيور والتبعيات النفسية
تعتبر الغيرة من العواطف السلبية التي قد تؤثر سلباً على نفسية الطفل الغيور في حال عدم التعامل مع الأمر بالشكل الصحيح، وبالتالي ظهور النتائج التالية:(المرجع 5)
- الإفراط في عدوانية الطفل والتأثير على المحيطين بشكل كبير.
- تحول الطفل إلى متنمر مع مرور الوقت.
- لجوء الطفل إلى الابتعاد عن الآخرين وعزل نفسه عنهم.
- قد تقل ثقة الطفل بنفسه ويشعر بالمزيد من العجز.
الطفل الغيور وأخطاء الآباء
تساعد الطريقة التي يربي بها الوالدين الطفل إلى تطور مشاعر الطفل الإيجابية والسلبية، إلا أن عدم الانتباه لبعض النقاط قد يكون السبب الحقيقي وراء غيرة الطفل، ومن ضمن هذه النقاط:(المرجع 2) (المرجع 5)
التدليل المفرط
التدليل المفرط يعني إعطاء معظم الاهتمام للطفل وتصرفه كما يحلو له، وعند وجود طفل آخر يتولد لدى الطفل الغيور شعور بعدم الأمان، وبالتالي:
- تعرض الطفل للإصابة بالاكتئاب مع استمرار الوضع على ما هو عليه.
- يكون الطفل الغيور عقدة النقص في المستقبل.
الحماية المفرطة
يجب على الوالدين حماية طفلهما بقدر محدد، حيث أن الإفراط في الحماية ومن ثم تركه ليتحمل مسؤولية نفسه قد يشعره بالخجل، عندها يشعر بالغيرة عند رؤيته لطفل واثق من نفسه ويتصرف بشكل صحيح.
المقارنة مع الآخرين
مقارنة الوالدين لأطفالهم بعضهم ببعض لا يأتي بثماراً جيدة، حيث ينتج عن ذلك:
- الغيرة.
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالحسد أو الضغينة للطفل الآخر.
التربية الاستبدادية
عند تعرض الطفل لتربية حازمة واستبدادية مع إجباره على اتباع التعليمات والقوانين المنزلية دون مناقشتها أو إظهار الأسباب، فإن الطفل غالباً ما يقارن نفسه مع أصدقائه في هذه الحالة مما يشعره بالمزيد من الغيرة اتجاههم.