ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من النظرة السلبية اتجاه الغيرة، ولكن كون الطفل الغيور يعتبر من الأمور الطبيعية نوعاً ما خاصة في حال توفر الظروف المسببة للأمر. وتعامل الوالدين مع الموقف يمكن أن يرجع الأمور إلى سياقها الصحيح، والاستمتاع بجو عائلي هادئ قدر الإمكان.
نصائح للتعامل مع الطفل الغيور
لا بد من التعامل مع الطفل الغيور بطريقة صحيحة وإلا قد تتفاقم الأمور ويواجه الوالدان مشكلات ناتجة عن سلوكيات هذا الطفل، حيث يمكن للوالدين ذلك من خلال:
التعرف على علامات الغيرة لدى الطفل
يمكن للغيرة أن تؤثر سلباً على الحالة النفسية للطفل، كما أن سلوكياته تصبح غير مرغوبة. لذلك فإن معرفة علامات الغيرة لديه تساعد الوالدين في تتبع المحفزات وحل المشكلات منذ ظهورها، ومن هذه العلامات:
-
- نوبات من البكاء والصراخ وإظهار العدوانية اتجاه الأطفال الآخرين سواء كانوا أشقائه أو الأقران.
- الحاجة إلى الاهتمام المفرط، حيث يرغب الطفل بشكل مستمر في عناقه والبقاء بجواره.
- إظهار عدم الشعور بالأمان من خلال التنمر والشتم والحقد على الأطفال الآخرين.
- تراجع الأداء المدرسي بسبب عدم القدرة على التركيز والتشتت باستمرار.
- حب التملك وعدم السماح بمشاركته ألعابه أو ممتلكاته الخاصة مع الآخرين.
في طور حل المشكلة، لا بد من التعرف على الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر السلبية لدى الطفل، والعمل على حلها قدر الإمكان.
تبسيط الأمر على الطفل
قد يشعر الطفل بأنه غير طبيعي لامتلاكه هذه المشاعر، وهنا يأتي دور الوالدين في شرح أن الغيرة من المشاعر الطبيعية والتي تدل على نمو الطفل وبدء نضجه. وهو بذلك يظهر مدى تعلقه واهتمامه لأمر معين. إلا أنه يجب التركيز على طريقة التعامل مع مثل هذه المشاعر، حيث لا بد من تشجيع الطفل الغيور على:
-
- كتابة اليوميات ليتمكن من التعرف على مشاعره بشكل أفضل.
- التحدث بصراحة ووضوح عن مشاعره مع والديه للتمكن من توضيح الأمور المتغيبة عنه.
- الحديث الإيجابي مع النفس.
- تعرف الطفل على نقاط القوة لديه والعمل على تحسين نقاط ضعفه.
القدوة الحسنة
يمكن لمشاعر مثل الغيرة أن تبقى ملازمة للشخص مع تقدمه بالعمر، لذلك لا يمكن إبعاد الطفل الغيور عن السلوكيات الناتجة عن غيرته ما لم نكن قدوة يمكنه الاحتذاء بها.
تحويل مسار المشاعر السلبية
غالباً ما يغار الطفل عند مقارنة نفسه بالآخرين، فمثلًا عند غيرة الطفل من علامة صديقة المرتفعة مقارنة مع علامته، يمكن إعادة توجيه تركيزه من خلال تشجيعه على الدراسة بجد أكبر ليحصل على علامة أعلى. عندها لن يفكر بالطريقة السلبية ذاته وإنما يصبح أكثر تركيز على انجازه القادم.
إعادة التفكير بالوقت الممنوح لأفراد العائلة
قد يكون الطفل على حق، حيث أنه لا يحصل على الوقت الكافي له مع والديه بسبب منح فرد آخر جل الوقت. لذلك يجب إعادة التفكير بالأمر ومنح الطفل المزيد من الوقت الخاص به بشكل فردي.
تعليم الطفل الغيور الأخلاق الحميدة
كما أن المشاعر السلبية يمكن أن تنمو، أيضاً الأخلاق الحميدة يمكن أن تعزز لدى الطفل، حيث يجب التركيز على نقاط الخير وحب الآخرين من خلال عدة نشاطات، مثل:
-
- قراءة قصص ما قبل النوم التي تركز على محبة الآخرين ومساعدتهم.
- مشاركة الطفل الغيور في النشاطات الاجتماعية التي يمكن من خلالها تقديم العون للأطفال الآخرين، مما يعزز عدم الإفراط بالاهتمام بالذات.
توفير فرص للتفاعل الاجتماعي
من خلال العلاقات الاجتماعية التي يكونها الطفل يتعرف بشكل أفضل على معاني بعض العلاقات مثل الأخوة والأصدقاء. مما يساعده على تكوين مشاعر أكثر إيجابية اتجاههم بدلاً من مشاعر الغيرة.
توزيع المهام بالتساوي
قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن توزيع المهام والمسؤوليات المنزلية تثير الكثير من المشاعر السلبية بين الإخوة في حال عدم توزيعها بالتساوي، حيث أنها:
-
- تقلل من تقدير الطفل لذاته.
- الشعور بعدم التساوي في محبة الوالدين للأطفال.
لا يمكن تحفيز طفل من خلال مقارنة إنجازه بإنجاز أطفال آخرين، بل هذا الأمر يعمل على زيادة غيرته من البقية، لذلك يجب تقدير الإنجاز مهما كان مستواه.
تغيير نظرة الطفل اتجاه الأمور المادية
إن امتلاك الأطفال الآخرين لبعض الأشياء المحببة للطفل قد تولد لديه مشاعر الغيرة، لذلك يجب توضيح أن الأشياء المكلفة يفضل ربحها أو استحقاقها بدلاً من الحصول عليها كهدية.
نمذجة السلوك المرغوب
في بعض الأحيان لن يفهم الطفل مدى تأثير مشاعر الغيرة التي يمتلكها، إلا أن اتباع أسلوب لعب الأدوار يساعد الطفل في فهم أفضل لتبعيات الأمر.
الطفل الغيور والتبعيات النفسية
تعتبر الغيرة من العواطف السلبية التي قد تؤثر سلباً على نفسية الطفل الغيور في حال عدم التعامل مع الأمر بالشكل الصحيح، وبالتالي ظهور النتائج التالية:
-
- الإفراط في عدوانية الطفل والتأثير على المحيطين بشكل كبير.
- تحول الطفل إلى متنمر مع مرور الوقت.
- لجوء الطفل إلى الابتعاد عن الآخرين وعزل نفسه عنهم.
- قد تقل ثقة الطفل بنفسه ويشعر بالمزيد من العجز.
الطفل الغيور وأخطاء الآباء
تساعد الطريقة التي يربي بها الوالدين الطفل إلى تطور مشاعر الطفل الإيجابية والسلبية. إلا أن عدم الانتباه لبعض النقاط قد يكون السبب الحقيقي وراء غيرة الطفل، ومن ضمن هذه النقاط:
التدليل المفرط
التدليل المفرط يعني إعطاء معظم الاهتمام للطفل وتصرفه كما يحلو له، وعند وجود طفل آخر يتولد لدى الطفل الغيور شعور بعدم الأمان، وبالتالي:
-
- تعرض الطفل للإصابة بالاكتئاب مع استمرار الوضع على ما هو عليه.
- يكون الطفل الغيور عقدة النقص في المستقبل.
الحماية المفرطة
يجب على الوالدين حماية طفلهما بقدر محدد، حيث أن الإفراط في الحماية ومن ثم تركه ليتحمل مسؤولية نفسه قد يشعره بالخجل. عندها يشعر بالغيرة عند رؤيته لطفل واثق من نفسه ويتصرف بشكل صحيح.
المقارنة مع الآخرين
مقارنة الوالدين لأطفالهم بعضهم ببعض لا يأتي بثماراً جيدة، حيث ينتج عن ذلك:
-
- الغيرة.
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالحسد أو الضغينة للطفل الآخر.
عند تعرض الطفل لتربية حازمة مع إجباره على اتباع التعليمات المنزلية دون مناقشتها فإن الطفل سيقارن نفسه مع أصدقائه مما يشعره بالمزيد من الغيرة اتجاههم.
علامات الغيرة عند الأطفال
نذكر فيما يلي أبرز علامات الغيرة عند الأطفال:
- الاهتمام غير المرغوب فيه: الأطفال الذين يظهرون الغيرة غالبًا ما يصبحون متشبثين ويطالبون بالاهتمام. فقد يطلبون المزيد من العناق أو لا يريدون مغادرة الغرفة.
- عدم الأمان: غالبًا ما يشعر الأطفال الغيورون بعدم الأمان وسيعبرون عن ذلك من خلال السلوك السلبي مثل الشتائم أو التنمر أو الحقد تجاه الآخرين.
- ضعف التركيز: إذا كان الطفل يشعر بالغيرة فقد يجد صعوبة في التركيز على المهام أو الواجبات المدرسية.
- التملك: قد يظهر الطفل الغيور سلوكًا تملكيًا على ألعابه أو ممتلكاته، وينزعج إذا أراد شخص آخر شيئًا يخصه.
- العدوان: سيظهر بعض الأطفال الغيورين عدوانًا تجاه الأشقاء أو أقرانهم بشأن أمور تبدو تافهة بسبب مشاعر الغيرة الكامنة لديهم وعدم الأمان بشأن فقدان انتباه البالغين أو الأقران على حدٍ سواء.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كان طفلك غيورًا فلا بأس في طلب الدعم من الأصدقاء أو الأقارب الموثوقين لضمان حصول طفلك على الاهتمام. لذلك تواصل مع الآخرين الذين يمكنك الاعتماد عليهم في رعاية الطفل الجديد حتى تستطيع أن تقضي وقتًا أطول مع الطفل الأكبر سنًا. وإذا أرت الدعم المختص فتواصل مع المختصين في عرب ثيرابي الموجودين على مدار الساعة.