ما ستجده في هذا المقال:
تعتبر متلازمة القولون العصبي من المشكلات الحقيقية التي تؤثر على الحياة اليومية للشخص بشكل كبير، لكن ما أن يتم معرفة المهيجات والمحفزات التي تساهم في تفاقم الأعراض، حتى يستطيع السيطرة على الأعراض والتعامل مع الحالة بفاعلية أكبر.
تعرف معنا على المهيجات المحتملة لأعراض قولونك العصبي واستعيد السيطرة على حياتك من جديد.
مهيجات القولون العصبي
تختلف حالة القولون العصبي بأعراضها من شخص لآخر، وبالتالي فإن المحفزات والمهيجات التي تعمل على تفاقم هذه الأعراض أيضاً تختلف. لكن من خلال ملاحظة كيفية تفاعلك جسمك مع المحفزات المحتملة تستطيع اتخاذ الإجراءات المناسبة والوقاية قدر الإمكان.
ومن ضمن مهيجات القولون العصبي الشائعة:
النظام الغذائي المسبب للإمساك
إن كان الإمساك من ضمن أعراض القولون العصبي لديك، فإن بعض الأطعمة من شأنها أن تزيد من حدة الإمساك وتجعل البراز أكثر تماسكاً وصلابة. ومن هذه الأطعمة:
- الخبز والحبوب المصنوعة من الحبوب المكررة (وليست الكاملة).
- الأطعمة المصنعة مثل رقائق البطاطس أو البسكويت.
- تناول الكثير من القهوة والمشروبات الغازية أو الكحول.
- الأطعمة الغنية بالبروتين.
- منتجات الألبان وخاصة الجبن.
النظام الغذائي المسبب للإسهال
أما إن كانت متلازمة القولون العصبي لديك مرتبطة بحالات الإسهال المتكررة، فقد تكون هذه الأطعمة من المهيجات القوية لأعراضك:
- المحتوية على الكثير من الألياف، وخاصة الموجود في قشور الفواكه والخضروات.
- الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الشوكولاتة أو الكحول أو الكافيين أو الفركتوز أو السوربيتول.
- المشروبات الكربونية.
- تناول وجبات الطعام الكبيرة والدسمة.
- الأطعمة المقلية.
- منتجات الألبان، خاصة إن كان الشخص لا يستطيع هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب.
- الأطعمة التي تحتوي على القمح، خاصة إن كان الشخص لديه حساسية من الغلوتين.
التوتر والقلق
المواقف المسببة للتوتر والقلق تجعل أعراض القولون العصبي سيئة حقاً، بغض النظر عن نوع هذه المواقف أو مسبباتها. فقد تكون هذه المواقف مرتبطة بما يلي:
- ضغوط العمل.
- الأزمات المرورية.
- المشكلات والصراعات في المنزل.
- المشكلات المالية.
إن كان الشخص يعاني من متلازمة القولون العصبي وكان يشعر أن الأمور الحياتية خارجة عن سيطرته، فذلك سبباً كافياً في تفاقم أعراض حالته الصحية.
بعض الأدوية
جميع الأدوية لديها آثار جانبية مزعجة، ومن بين هذه الآثار التسبب بالإمساك أو الإسهال. إن كان الشخص المتناول لهذه الأدوية يعاني من أعراض القولون العصبي كمشكلة أساسية لديه، فإن تناول إحدى الأدوية التالية غالباً ما تساهم في تهيج الأعراض لديه:
- المضادات الحيوية.
- بعض مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المصنوعة من السوربيتول مثل شراب السعال.
التغيرات الهرمونية الجنسية الأنثوية
أظهرت الدراسات أن التغيرات الحاصلة على الهرمونات الجنسية الأنثوية خلال فترة الحيض والحمل وانقطاع الطمث من العوامل الأساسية التي تؤثر على أعراض القولون العصبي لدى النساء. ويظهر هذا التأثير من خلال:
- تكون أعراض القولون العصبي أسوأ خلال فترة الدورة الشهرية أو قبلها بقليل. حيث أن هرمون الاستروجين يؤثر على مجموعة متنوعة من الوظائف المتعلقة بالهضم، بما في ذلك حركية الأمعاء ووظيفة الحاجز المعوي (كيفية منع بعض المواد من المرور إلى مجرى الدم)، بالإضافة إلى تنشيط الجهاز المناعي في بطانة الأمعاء لتوفير الحماية من أي بكتيريا أو فيروسات ضارة تدخل الأمعاء.
- يرتبط الحمل بارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون. الأمر الذي ينعكس على القولون العصبي من خلال تفاقم الإمساك.
- على الرغم من أن بعض النساء يقلن أن انقطاع الطمث يؤدي إلى تقليل أعراض القولون العصبي بشكل عام (ما عدا الإصابة بالإمساك)، إلا أن الدراسات أخرى وجدت أن النساء يميلن إلى الإصابة بأعراض القولون العصبي الأكثر حدة بعد انقطاع الطمث والتي لا يمكن إرجاعها إلى عامل السن. وذلك لأن الرجال لا يعانون من الأمر ذاته.
أن التأثير التفاعلي بين التغيرات الهرمونية والضغوطات الخارجية أو النفسية قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي لدى بعض النساء.
مهيجات أخرى لأعراض القولون العصبي
بغض النظر عن النظام الغذائي، فإن هناك مجموعة من العوامل التي تعمل على تهيج أعراض القولون العصبي لدى الشخص والتي ترتبط بنمط حياته اليومية. ومن هذه المهيجات:
- السفر: يعتبر السفر تغيير كبير في الروتين اليومي للشخص. حيث أن التواجد في منطقة زمنية أخرى وتغير النمط الغذائي وعدم إتاحة الدخول إلى الحمام عند الحاجة أو استخدام حمام مشترك، كل ذلك من المهيجات التي تؤثر على أعراض القولون وقد تسبب الإصابة بالإمساك. قد يكون من المناسب تناول الملينات خلال فترة السفر أو على المدى القصير حلاً جيداً في هذه الحالة.
- الخمول: قلة الحركة لا تسبب خمولاً في حركة الأمعاء فقط، بل أن ذلك له تأثير على مستويات التوتر والقلق لديك، وبالتالي زيادة أعراض القولون العصبي. لذلك، قم بممارسة نشاط بدني تستمتع به وتستطيع المحافظة عليه. أما إن كان لديك وظيفة مكتبية، فحاول النهوض والتحرك أو التمدد مرة واحدة على الأقل كل ساعة.
- الإفراط في استخدام الملينات: تعتبر الملينات مفيدة للاستخدام العرضي أو قصير الامد، لكن في حال تناولها لفترات طويلة غالباً ما يأتي بنتائج سلبية.
- عدم اتباع روتين خاص لاستخدام الحمام: إن جعل دخول الحمام لتفريغ الأمعاء روتيناً محدداً يتم في الوقت ذاته يومياً يساعد في التقليل من الإمساك. ومن ثم لا تحاول تجاهل رغبتك في استخدام الحمام مهما كنت منشغلاً. لذلك اختر وقتاً من اليوم (من الأفضل أن يكون صباحاً) للجلوس على المرحاض لمدة تتراوح (10 – 15) دقيقة. لا تحاول التبرز ولا تشعر بالإحباط إذا لم يحدث ذلك. الهدف هو فقط تدريب جسمك على الروتين.
إن كنت تتناول الطعام بسرعة أو تتناول العلكة بشكل مفرط، فإن ذلك قد يسبب في تفاقم أعراض القولون العصبي لديك.
كيفية التعامل مع مهيجات القولون العصبي
بناءً على مهيجات القولون العصبي لديك، فإن اتباع بعض الاستراتيجيات والقيام ببعض التغيرات في نمط حياتك اليومي يساعد في السيطرة على الأعراض التي تعاني منها أو يمنع تفاقمها. والتي من ضمنها:
- إن كنت تعاني من الإمساك، قم بزيادة كمية الألياف في طعامك، واشرب المزيد من الماء. واستخدم بذور الكتان المطحونة (يمكنك رشه على السلطات أو الخضروات المطبوخة).
- إن كنت تعاني من الإسهال، قلل من تناول الألياف، لا تتناول الطعام ذو درجات الحرارة المتفاوتة في الوقت ذاته. وحاول الابتعاد عن الأطعمة المسببة للغازات، واجعل وجباتك الغذائية صغيرة الحجم ولا تتناول الماء خلالها.
- التحدث مع الطبيب المعالج عن أنواع الأدوية التي قد تزيد من حدة أعراض القولون العصبي.
- استشارة الطبيبة المعالجة حول تناول موانع الحمل المركبة أو اللولب النحاسي. حيث أظهرت الدراسات دور هذه الأساليب في التقليل من أعراض القولون العصبي.
كلمة من عرب ثيرابي
يؤثر التوتر والقلق على جوانب كثير من حياة الشخص، لذلك فإن التحكم بمستويات التوتر وتعلم كيفية التعامل مع المواقف المختلفة يساعد بشكل كبير في التقليل من التأثيرات السلبية.
وفي سبيل ذلك، يرى الاخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الأمور التالية تساعدك في تقليل توترك:
- اختيار عادات صحية، مثل تناول نظاماٍ غذائياً متوازناً، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- ممارسة النشاطات المفضلة.
- تعلم طرقاً أفضل للتهدئة من خلال اللجوء إلى العلاج السلوكي.
- اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي لمعرفة أسباب التوتر المستمر.