ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن ظهور حبوب الوجه أكثر شيوعاً بين الشباب والمراهقين بسبب التغيرات الهرمونية التي يمرون بها، إلا أنه قد يصيب أي شخص ضمن أي فئة عمرية لأسباب مختلفة والتي من ضمنها الحالة النفسية السيئة.
تعرف معنا على العلاقة بين حبوب الوجه وبين الحالة النفسية وكيفية كسر الرابط بينهما.
أسباب ظهور حبوب الوجه النفسية
الحالة النفسية السيئة لا تؤدي إلى ظهور الحبوب من العدم، بل تؤدي الحالة النفسية إلى تهيج البثور فقط في حال كان الشخص يعاني منها بشكل مسبق. أي أنها تعمل كعامل محفز في ذلك وتعد من الأسباب التي تفاقم المشكلة. حيث أن هذه الحالة النفسية تقلل من اهتمام الشخص بنفسه مما يساهم في تراكم الخلايا الميتة وتسبب انسداداً للمسامات. في الوقت ذاته تنتج خلايا الوجه الكثير من الزيوت لدى هؤلاء الأشخاص مما يحفز البكتيريا على النمو داخل هذه المسامات المغلقة.
ومع ذلك، لم يوضح العلم كيفية التأثير الدقيق بين الحالتين. ولكن قد تكون أسباب تفاقم ظهور حبوب الوجه:
- عند التعرض للمواقف المجهدة نفسياً، فإن إحدى الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية والذي يسمى (الجلوكوكورتيكويدات Glucocorticoids) يتم إفرازه بشكل نشط كاستجابة للتوتر. بالإضافة إلى ذلك يزيد إنتاج الزيت حيث أن كلاهما يؤدي إلى تفاقم حب الوجه.
- قد يقوم من يعاني من القلق أو الاكتئاب بفقع حبوب الوجه. مما يؤدي إلى إبطاء عملية الشفاء وزيادة الندبات وانتشار العدوى.
- يعتبر تناول بعض الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب والقلق من أسباب ظهور المشاكل الجلدية أو تفاقمها. وتشتمل هذه الأدوية الليثيوم (Lithium) واللاموتريجين (Lamotrigine) وبعض مضادات الاكتئاب.
- الاختلالات الهرمونية في كل من السيروتونين والتستوستيرون قد تسبب بعض الأعراض المرتبطة بالاكتئاب، مثل التهيج والحزن والقلق. بالإضافة إلى ذلك قد تتفاقم حبوب الوجه في هذه الأثناء.
- الأكل العاطفي من الأمور الشائعة بشدة في نوبات الاكتئاب. حيث يبدأ الشخص في تناول الأطعمة التي تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة، وتجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات. وبالتالي تدهور حالة حبوب الوجه.
يتخلى الشخص المكتئب عن الكثير من أنشطة الروتينية والتي من ضمنها الاعتناء ببشرته ونظافته الشخصية. مما يؤدي إلى ظهور بثور الوجه بشكل أكبر.
كيف يؤثر حب الشباب على الصحة النفسية؟
لا تؤثر الحالة النفسية فقط على حبوب الوجه، بل ظهور مثل هذه البثور له انعكاسه الكبير على شعور الشخص تجاه نفسه وتفاعله مع الآخرين. فمن الشائع أن يعاني الشخص في هذه الحالة من:
- الإصابة بالاكتئاب والقلق:
ربطت الدراسات بين الاكتئاب أو القلق وحبوب الوجه. حيث أنها أثبتت أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحبوب سواء كانوا مراهقين أم بالغين هم أكثر عرضة للاكتئاب أو القلق بثلاث مرات من الأشخاص الآخرين.
على الرغم من أن فقط 5% ممن يعاني من حبوب الوجه والاكتئاب يفكرون بالانتحار، إلا أن هذه النسبة تبقى أعلى من الحالة الطبيعية.
- انخفاض احترام الذات:
بغض النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي لها الشخص الذي يعاني من حبوب الوجه، فإنه يواجه مشكلة في احترامه لذاته. وقد تبدو هذه المشاعر أكثر وضوحاً لدى الإناث أو الأشخاص الذين يعانون من حبوب الوجه الشديدة. مما يشعرهم بالإحراج الشديد والإحباط والغضب ويزيد من وعيهم الذاتي.
- الرهاب الاجتماعي:
من الطبيعي أن يصاب الشخص الذي يعاني من حبوب الوجه الشديدة من اضطراب القلق الاجتماعي ورهاب الخلاء.
- التوتر:
يؤثر كل من التوتر وحبوب الوجه على بعضهما البعض. حيث أن إحداهما تعمل على مفاقمة الأخرى، مما يصعب التعافي ما لم يتم علاج كلا الحالتين.
الارتباط بين الاكتئاب وبثور الوجه أقوى لدى البالغين لأنها تعتبر حالة خاصة بالمراهقين، مما له تأثير أكبر على احترامهم لذاتهم.
علاج حبوب الوجه عند الإصابة بالقلق أو الاكتئاب
لضمان التمتع ببشرة نضرة وحالة نفسية مستقرة، فلا بد أن يخضع الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أو القلق وحبوب الوجه إلى خطة علاجية توفر علاجاً لجانبي الحالة في الوقت نفسه. حيث أن الأدلة جميعها تشير إلى أن علاج حبوب الوجه بشكل فعّال يساعد في التغلب على المشاعر السلبية التي يعاني منها الشخص تجاه نفسه.
ويعتمد اختيار طريقة علاج حبوب الوجه على نوع البثور التي يعاني منها الشخص ومدى شدتها والعلاجات التي تم تجربتها في الماضي.
ومن أكثر الخيارات العلاجية شيوعاً في علاج هذه الحبوب العلاجات الأدوية التي تعمل على:
- مكافحة البكتيريا وتقليل الالتهابات مثل البنزويل بيروكسايد (Benzoyl Peroxide) والمضادات الحيوية.
- تعزيز نمو الجلد الصحي:مثل التريتينوين (Tretinoin) والريتينويدات الأخرى.
- تثبيت مستويات الهرمونات مثل حبوب منع الحمل الفموية وسبيرولاكتون (Spironolactone).
إن محاولة البقاء صحياً قدر الإمكان يساعد في حل المشكلة النفسية والجلدية في ذات الوقت. لذلك قلل من تناول السكريات، واشرب المزيد من الماء ومارس الرياضة لإبقاء مسامات الوجه مفتوحة.
الحاجة إلى المساعدة في حالة الاكتئاب المرافق لحبوب الوجه
إن لم تكن قادراً على تحمل مشاعرك السلبية أو بدأت تنظر إلى نفسك بسوداوية أكثر، أو لاحظت تفكيرك بالانتحار أو الموت فأنت بحاجة إلى مساعدة متخصصة في أقرب وقت ممكن.
ولضمان عدم الوصول إلى ذلك، حاول زيارة الطبيب المعالج في الحالات التالية:
- لقد جربت علاجات لا تحتاج إلى وصفة طبية ولم تساعد.
- لديك بثور على وجهك بشكل كبير.
- تؤثر هذه البثور بشكل خطير على حالتك المزاجية أو جودة حياتك.
العلاج النفسي الجلدي
يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج عندما يعاني الشخص من أشكال مختلفة من المشكلات النفسية والجلدية في آن واحد، حيث تؤثر كل منها على الأخرى بشكل كبير ومباشر.
ويجمع العلاج النفسي الجلدي بين علم الأمراض الجلدية وعلم النفس من خلال تقديم نهج مصمم خصيصاً يهدف إلى شعور المريض بالرفاهية النفسية والجسدية بشكل عام. حيث يستخدم المتخصصون في هذا المجال منتجات العناية بالبشرة والأدوية وأشكال مختلفة من العلاج لمعالجة الجوانب الجسدية والنفسية لحالات الجلد.
كلمة من عرب ثيرابي
قد لا يزول الاكتئاب أو القلق الذي تعاني منه باختفاء حبوب الوجه، لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن طلب الاستشارة المتخصصة يساعد في تعرف الشخص بشكل أدق على سبب مشاعره السلبية تجاه نفسه.
كما أنهم غالباً ما ينصحون بالتقليل من القلق والتوتر من خلال:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- المشاركة في جلسات اليوغا أو التأمل.
- المحافظة على نمط حياة صحي.