Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو هرمون الاستروجين

ما هو هرمون الاستروجين؟ وما هي تأثيراته النفسية؟

يلعب هرمون الاستروجين دوراً أساسياً وهاماً في حياة المرأة، حيث أن التغيرات التي تحصل على مستوياته لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء، لذلك فإن التعرف على ما هو تأثير هذا الهرمون يساعد في تفهم الحالة التي تمر بها المرأة بشكل أفضل.

 

ما هو هرمون الاستروجين؟

يعتبر هرمون الاستروجين من الهرمونات الجنسية والذي يتم إنتاجه بواسطة المبايض والغدد الكظرية. وهو مسؤول بشكل كبير عن تنظيم الدورة الشهرية، وتطور الأعضاء التناسلية الأنثوية مثل الثدي، وتنظيم مستويات الهرمونات الأخرى في الجسم.

لذلك فإن هذا الهرمون له تأثيرات كبيرة على الحالة الجسدية للمرأة، بالإضافة إلى ذلك يرتبط بالحالة النفسية والمزاجية بشكل معقد. فمنذ سن البلوغ يبدأ ملاحظة تأثير الاستروجين على الصحة العاطفية.

 

كيفية تأثير هرمون الاستروجين على الحالة المزاجية

تحدث تقلبات كبيرة على مستوى هرمون الاستروجين خلال فترة الدورة الشهرية، حيث أنه يكون في أعلى مستوياته قبل التبويض مباشرة، ثم يبدأ بالانخفاض تدريجياً حتى يحين موعد الدورة الشهرية التالية. الأمر الذي يؤثر على الحالة المزاجية بطرق مختلفة. منها:

التأثير على النواقل العصبية

هناك الكثير من النواقل العصبية التي تربط ما بين الخلايا العصبية الدماغ وباقي أجزاء الجسم. فمثلاً يرتبط كل من السيروتونين والدوبامين بمشاعر السعادة والرفاهية. بينما النورإبينفرين والكورتيزول يؤثران على مستويات التوتر والقلق.

ولأن هرمون الاستروجين له دور في إنتاج وتنظيم هذه النواقل العصبية، فإن التغيرات الحاصلة على هذا الهرمون تؤثر مباشرة على هذه النواقل العصبية.

فمثلاً، انخفاض الاستروجين قد يؤدي إلى انخفاض كل من السيروتونين والدوبامين مما ينتج عنه تدني الحالة المزاجية. بينما ارتفاع مستوى الهرمون ينعكس إيجاباً على هذه النواقل ويؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية بالتالي.

التأثير على الهرمونات الأخرى

لا يؤثر الاستروجين على النواقل العصبية فقط، بل إن تأثيره يمتد إلى الهرمونات الأخرى. فهو يؤثر على مستويات هرمونات الغدة الدرقية المرتبطة بشكل وثيق بالحالة المزاجية. 

بالإضافة إلى ذلك، فقد يتفاعل الإستروجين أيضاً مع محور تحت المهاد – الغدة النخامية – الغدة الكظرية (HPA)، وهو نظام ينظم استجابة للتوتر والإجهاد. يمكن أن تؤثر التغييرات في محور تحت المهاد – الغدة النخامية – الغدة الكظرية على الحالة المزاجية والرفاهية العاطفية.

 

الاضطرابات النفسية المرتبطة بهرمون الاستروجين

تكون المرأة أكثر عرضة للتغيرات الطبيعية في هرمون الاستروجين أثناء الدورة الشهرية. حيث أن التغيرات الهرمونية المتسارعة خلال سنوات الإنجاب هي التي تسبب اضطرابات المزاج والتي منها:

متلازمة ما قبل الدورة

تعتبر أعراض ما قبل الدورة مزعجة لغالبية النساء، إلا أن الأعراض الشديدة قد تدل على أن المرأة تعاني من متلازمة ما قبل الدورة. فقد تكوني من ضمن هذه الفئة إذا لاحظت:

  • ظهور الأعراض الجسدية والعاطفية قبل أيام قليلة من حدوث دورات شهرية متعددة متتالية.
  • اختفاء الأعراض بعد انتهاء الدورة الشهرية ولا تحدث في أوقات أخرى.
  • تسبب الأعراض مشاكل حياتية كبيرة تؤثر على أنشطتك في العمل أو المدرسة أو في العلاقات.
  • لا تكون هذه الأعراض ناتجة عن أدوية أو كحول أو أي حالة صحية أخرى.

وغالباً ما تشتمل الأعراض على:

  • الانتفاخ ووجود غازات في البطن.
  • تورم الذراعين أو الساقين.
  • الشعور بآلام الثدي. 
  • الشعور بالعاطفة المفرطة أو الاكتئاب أو الغضب والانفعال أو القلق.
  • الانسحاب الاجتماعي.

​​قد تعاني ما يصل إلى (20 – 40)% من النساء من متلازمة ما قبل الحيض في مرحلة ما من حياتهن.

اضطراب ما قبل الدورة المزعج

إن كانت الأعراض التي تعاني منها قبل الدورة الشهرية شديدة للغاية، فأنت غالباً تعانين من اضطراب ما قبل الدورة المزعج والتي تعاني منه حوالي (3 – 9)% من النساء. 

في هذه الحالة تكون الأعراض المزاجية أكثر حدة وغالباً ما تطغى على الأعراض الجسدية. لدرجة أن الحالة المزاجية تؤثر بشكل كبير وقد تؤدي إلى مشاكل في الحياة اليومية. 

وعلى الرغم من أن مستويات هرمون الاستروجين تبدو طبيعية أثناء حدوث هذه الأعراض، إلا أن الطريقة التي يؤثر بها هذا الهرمون على الأجزاء الدماغية المرتبطة بالحالة المزاجية قد لا تكون طبيعية في هذه الأثناء. كما قد تتأثر النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض أو اضطراب ما قبل الحيض بشكل أكبر بالتقلبات الطبيعية للاستروجين أثناء الدورة الشهرية.

اكتئاب ما بعد الولادة

(10 – 25)% من النساء يعانين من اكتئاب حاد بعد الولادة في الأشهر الستة الأولى من الولادة. ويعود ذلك إلى الانخفاض المفاجئ في هرمون الاستروجين بعد الولادة على الرغم من عدم معرفة الارتباط الدقيق في ذلك.

يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة مثل أي اكتئاب آخر، باستخدام مضادات الاكتئاب أو العلاج النفسي أو كليهما. تظهر بعض الأدوية الهرمونية المتعلقة بالاستروجين نتائج إيجابية عند إضافتها للعلاجات المعروفة.

 

كيفية تحسين مستويات هرمون الاستروجين في الجسم

بعد التعرف على التأثيرات النفسية لهرمون الاستروجين، فإن المحافظة على توازن مستوياته يعد أمراً في غاية الأهمية للتمتع بمزاج جيد ورفاهية عاطفية. ويمكنك ذلك من خلال:

  • تناول نظاماً غذائيًا صحياً: بأن يكون هذا النظام غنياً بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. مع الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسكر والكحول، الأمر الذي يضمن الحفاظ على مستويات هرمون الاستروجين ويبقيها تحت السيطرة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة الرياضة في تنظيم مستويات هرمون الاستروجين وتحسين الحالة المزاجية. لذلك يجب ممارستها بشكل معتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام في الأسبوع، فمثلاً جربي المشي السريع أو ركوب الدراجات.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: بشكل عام يعمل النوم على إعادة التوازن للهرمونات في الجسم والذي من بينها هرمون الاستروجين مما تعزيز الصحة العاطفية. وللوصول إلى ذلك يجب عدم التنازل عن نوم (7 – 9) ساعات من النوم كل ليلة.
  • السيطرة على التوتر: قد يسبب التوتر المزمن اختلالاً في مستويات هرمون الاستروجين وبالتالي العمل على تغيير الحالة المزاجية. من هنا تأتي أهمية التخفيف من التوتر بممارسة بعض التقنيات، مثل التأمل أو اليوجا أو التنفس العميق.
  • العلاج بالهرمونات البديلة: إذا كانت التغيرات المزاجية مستمرة أو هناك أعراض أخرى مرتبطة بمستويات الاستروجين، فقد يكون العلاج بالهرمونات البديلة خياراً يجب التفكير به. سواء كان بتناول الاستروجين منفرداً أو مزيج من الاستروجين والبروجسترون لاستبدال الهرمونات التي لم تعد تنتجها المبايض، فهو يحسن الحالة المزاجية. 

تساعد العلاجات الهرمونية في تخفيف أعراض انقطاع الطمث وتحسين الحالة المزاجية والوصول إلى الرفاهية العاطفية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

قد تحتاج المرأة إلى المتابعة مع الطبيب المعالج لضمان تحسين مستويات هرمون البروجسترون لديها ومراقبتها خلال الخطة العلاجية. لكن في بعض الأحيان قد لا تستطيع التعامل مع حالتها النفسية والأعراض المزاجية التي بدأت تلاحظها بالتزامن مع انخفاض البروجسترون لديها. عندها يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن طلب المساعدة المتخصصة يعد الحل الأمثل للتعرف على أفضل الأساليب التي تحسن الحالة النفسية قبل تفاقمها أو تحولها إلى اكتئاب يصب التعايش معه.