ما ستجده في هذا المقال:
هناك الكثير من المشكلات المجتمعية التي تحدث في جميع البيئات السكانية بغض النظر عن مدى تطورها. ويأتي في مقدمة هذه المشكلات الاعتداء الجنسي الذي يطول جميع الفئات والأجناس تاركاً خلفه ضحايا يعانون ما هو أكثر من التأثيرات الجسدية.
تعرف معنا أكثر على هذه المشكلة والتأثيرات المترتبة عليها.
ما هو الاعتداء الجنسي؟
الاعتداء الجنسي هو أي نوع من الاتصال الجنسي أو السلوك الجنسي غير المرغوب فيه والذي يحدث دون موافقة المعتدى عليه. ويشمل ذلك الكلمات والأفعال ذات الطبيعة الجنسية، حيث قد يقوم الشخص المعتدي باستخدام القوة أو التهديد أو التلاعب أو الإكراه لارتكاب فعله.
تشمل أشكال الاعتداء الجنسي ما يلي:
- الاغتصاب أو العنف الجنسي.
- الاتصال أو اللمس الجنسي غير المرغوب فيه.
- التحرش الجنسي.
- الاستغلال الجنسي والاتجار.
- عرض المعتدي أعضائه التناسلية أو جسده العاري للآخرين دون موافقتهم.
- الاستمناء في الأماكن العامة.
- مشاهدة شخص ما يقوم بأعمال خاصة دون علمه أو إذنه.
- مشاركة الصور غير اللائقة.
وعلى الرغم من أن الاعتداء الجنسي هو سلوك مرفوض أو غير مرغوب به، إلا أنه قد يتم من قبل الزوج أو أحد أفراد العائلة أو شخص مقرب يعرفه المعتدى عليه جيداً.
ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة مراهقين (74٪) الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي وقعوا ضحية شخص يعرفونه جيداً.
أسباب عدم التبليغ عن الاعتداء الجنسي
بالإضافة إلى الأذى الجسدي الذي تعرض له الشخص المعتدى عليه، ففي الكثير من الأحيان يعاني أيضاً من مشاعر سلبية مكبوتة بسبب عدم قدرة الشخص على إخبار أي شخص آخر عما حدث معه أو تبليغه السلطات الرسمية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ويعود ذلك للأسباب التالية:
- الخوف من عدم تصديقه.
- الخوف من الانتقام الشخص المعتدي.
- الخجل أو الخوف من إلقاء اللوم عليه.
- الشعور بالضغط من قبل الآخرين لعدم الحديث.
- عدم الثقة تجاه تطبيق القانون.
- الرغبة في حماية المعتدي لأسباب أخرى، مثل كون المعتدي أحد أفراد العائلة.
التأثيرات النفسية للمعتدى عليه
من الطبيعي أن تراود المعتدى عليه مجموعة متنوعة من المشاعر والأحاسيس وردود الفعل. حيث أن الموقف الذي تعرض له يتركه يتفاعل بطرق مختلفة، منها:
- الصدمة والإنكار: بحيث يشعر الشخص بعدم القدرة على قبول ما حدث بالفعل.
- الخوف: قد يشمل الخوف من الجاني أو من البقاء وحيداً أو من عدم تصديق الآخرين لما حدث معه.
- الصمت: وهو عدم القدرة على التحدث عن الاعتداء، أو وصف ما يشعر به الشخص بعد التعرض للاعتداء خوفاً من الحكم عليك.
- القلق: من الطبيعي أن يشعر هذا الشخص بعدم الأمان أو عدم القدرة على الاسترخاء.
- الاكتئاب: قد تظهر أعراض الاكتئاب كاملة بعد التعرض للاعتداء، مثل الشعور بالحزن أو اليأس أو الإحباط، أو عدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كان يستمتع بها من قبل.
- الشعور بالذنب واللوم: يبدأ الشخص بلوم نفسه لماذا ذهب إلى هناك، أو لماذا بقي منفرداً بعيداً عن الآخرين.
- تدني احترام الذات: قد يشعر الشخص بالخجل ويفقد الثقة بالنفس بالقدرة على حماية نفسه.
- العزلة: خاصة في الفترة الأولى بعد الاعتداء الجنسي، قد يرغب الشخص بالبقاء منفرداً وبعيداً عن أفراد العائلة والأصدقاء.
- رؤية الكوابيس وذكريات الماضي: غالباً ما تراود الشخص بعض الكوابيس المتعلقة بالاعتداء، كما قد يتذكر بعض الومضات عن الموقف.
- تقلبات المزاج: التقلبات النفسية من أكثر الأمور شيوعاً في هذه الحالة، حيث يتغير المزاج بسرعة من الغضب إلى البكاء واليأس، ثم يعود مرة أخرى.
- فقدان الحافز: قد تجد نفسك غير قادر على العمل أو الدراسة، فتشعر أن الحياة أصبحت أكثر قتامة بعد التعرض للاعتداء الجنسي.
- فقدان الثقة بالآخرين: بالرغم من أن المعتدي قد يكون شخص غريب، إلا أن المعتدي عليه قد يفقد الثقة بمن حوله أيضاً.
- الصدمة النفسية: بعد فترة من الوقت قد تجد نفسك تواجه مجموعة معينة من ردود الفعل مثل إعادة إحياء الحدث الصادم بأفكار أو ذكريات متطفلة، أو الشعور بالخدر العاطفي. هذا بالفعل ما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة.
قد تشمل الآثار النفسية طويلة المدى التي قد يواجهها الشخص اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب الشديد، والعزلة.
تأثير العنف الجنسي
لا يتوقف تأثير الاعتداء الجنسي على المعتدى عليه فقط، بل أن الأمر يطول الأشخاص المقربين والبيئة المحيطة. ومن ضمن هذه التأثيرات:
التأثير على المعتدى عليه
لكل شخص معتدى عليه طريقته الخاصة في التفاعل نفسياً مع الموقف المؤلم الذي تعرض له. الأمر الذي يؤثر على جميع جوانب حياته اليومية. فبالإضافة إلى التأثيرات النفسية السابقة، يمكن ملاحظة التأثيرات التالية:
- الجسدية: الإصابات الشخصية، أو المخاوف بشأن الحمل، أو خطر الإصابة بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- الاقتصادية: النفقات الطبية وغيرها، بالإضافة إلى أشياء مثل الإجازة من العمل.
التأثير على المقربين
يحاول المقربون فهم حقيقة ما حصل لأحبائهم، حيث يواجه الوالدين أو الأصدقاء أو الزوج ردود فعل نفسية مشابه لما قد يواجهه المعتدى عليه. فقد يشعرون بما يلي:
- الخوف على أحبائهم من التعرض مرة أخرى لموقف مشابه.
- الشعور بالذنب لعدم القدرة على حمايتهم..
- لوم الذات لتركهم لوحدهم.
- الشعور بالغضب والرغبة في الانتقام.
الفرق بين الاغتصاب والاعتداء الجنسي
على الرغم من استخدام المصطلحين بشكل متبادل أو للدلالة على الشيء ذاته في أغلب الأحيان. إلا أنهما يشيران إلى أمرين مختلفين في حقيقة الأمر. حيث يظهر الفرق بينهما على النحو التالي:
- الاغتصاب هو إيلاج القضيب أو أي شيء عمداً في المهبل أو فتحة الشرج أو الفم دون موافقة الشخص المعتدى عليه. ويعتبر الاغتصاب شكلاً من أشكال الاعتداء الجنسي. وغالباً ما يكون العنف مرافقاً لحالات الاغتصاب.
- بينما الاعتداء الجنسي فهو القيام بالانتهاك الجسدي والنفسي والعاطفي في شكل فعل جنسي، بحيث يلحق الأذى بالشخص المعتدى عليه دون موافقته. يمكن أن يشمل إجبار شخص ما أو التلاعب به ليشهد أو يشارك في أي أفعال جنسية. ولا تنطوى جميع الحالات هنا على عمليات عنف أو التسبب بإصابات جسدية أو تترك علامات واضحة.
يسبب الاعتداء الجنسي ضائقة شديدة وأذى عاطفيًا وإصابات لا يمكن رؤيتها، والتي قد تستغرق وقتًا طويلاً للتعافي منها.
كلمة من عرب ثيرابي
تسبب جميع المواقف الجنسية التي يتم إجبار الشخص عليها الكثير من الأذى النفسي، حيث أن الضائقة النفسية التي يمر بها الشخص تحتاج إلى وقت كبير لتجاوزها والاستمرار بالحياة بشكل طبيعي من جديد.
إن كنت قد مررت بموقف كهذا ولم تتعامل معه بالشكل الصحيح، فقد تلاحظ أن بعض الذكريات قد ظهرت بين الحين والآخر. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة التعافي التام من ذلك لضمان التمتع بالحياة اليومية وعدم ترك ترسبات في داخل تؤثر عليك مستقبلاً.