ترمي الحياة بظلالها على الشخص، فتزيد من توتره الناتج عن ضغوطاتها، مما يسبب الإحتراق النفسي للشخص، وتتركه يعاني من مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، فما هو الإحتراق النفسي وما هي مراحله.
الإحتراق النفسي
الإحتراق النفسي (Burnout) هو حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي الناتج عن التعرض المطول والمفرط للإجهاد، ويحدث عندما لا يتمكن الشخص من تلبية المتطلبات المسؤولة منه ويشعر بالإرهاق والاستنزاف العاطفي.(المرجع 1)
أعراض الإحتراق النفسي
على الرغم من أن الإحتراق ليس اضطراباً نفسياً، إلا أنه يؤثر على جميع جوانب حياة الشخص، لذلك لا بد من الانتباه إلى أعراضه بشكل مبكر، والتعامل مع الأمر بالطريقة الصحيحة، ومن أعراضه:
الأعراض الجسدية
يمكن ملاحظة الأعراض الجسدية التالية عندما يعاني الشخص من الإحتراق:(المرجع 1) (المرجع 2)
- شعور الشخص بالتعب والإرهاق واستنزاف قوته معظم الوقت.
- إصابة الشخص بصداع شديد بشكل متكرر.
- الشعور بألم بالعضلات بشكل دائم.
- انخفاض مناعة الشخص، والإصابة بالأمراض بشكل متكرر.
- تغييرات جوهرية على نمط كل من النوم والشهية.
- الشكوى بشكل متكرر من المشكلات المعوية.
- ارتفاع ضغط الدم لدى الشخص.(المرجع 3)
الأعراض النفسية
يشعر الشخص عندما يعاني من الإحتراق بمجموعة من المشاعر منها:(المرجع 1) (المرجع 2)
- شعور الشخص بالفشل، أو شكه بمدى قدراته.
- فقدان الشخص الدافعية والتحفيز للقيام بالأمور.
- شعور الشخص بالعجز.
- شعور الشخص بالإنفصال والوحدة.
- امتلاك الشخص نظرة تشاؤمية نحو الأمور بشكل دائم.
- شعور الشخص بعدم الإنجاز، وبالتالي عدم الرضا الذاتي.
- تعبيرات الشخص الساخرة من الأمور.
- ضعف التركيز.(المرجع 3)
- الشعور بانعدام القيمة.(المرجع 3)
- المزاج المتقلب والمكتئب لدى الشخص.(المرجع 3)
- فقدان الشخص الإحساس بمتعة القيام بالأشياء المفضلة.(المرجع 3)
- توارد الأفكار الانتحارية.(المرجع 3)
الأعراض السلوكية
غالباً ما يمكن ملاحظة قيام الشخص في هذه الحالة بمجموعة من السلوكيات، منها:(المرجع 1) (المرجع 2)
- التهرب من المسؤوليات.
- إنسحاب الشخص والابتعاد عن الآخرين.
- في معظم الأوقات يقوم بتأجيل الأمور وتسويفها، مما يتطلب وقت أطول لإنجازها.
- اتباع أساليب غير صحية للتأقلم، مثل نمط الأكل الخاطئ أو تعاطي المخدرات وتناول الكحول.
- الإنفجار بالآخرين لتفريغ الشعور بالإحباط.
- عدم الالتزام بمواعيد العمل، حيث يذهب الشخص إلى العمل متأخراً ويغادر مبكراً.
- انخفاض الأداء المهني والإنتاجية.
أسباب الشعور بالإحتراق النفسي
تتنوع الأسباب الكامنة وراء شعور الشخص بالإحتراق النفسي، حيث يمكن توضيحها بالشكل التالي:
ضغوطات العمل
تسبب بيئات العمل والمهام الموكلة الكثير من الضغوط التي قد تؤدي إلى شعور الشخص بالإحتراق، ومن ضمن المسببات:(المرجع 2) (المرجع 4)
- شعور الشخص بأنه لا يمتلك السيطرة على العمل.
- عدم تقدير العمل الجيد، سواء كان التقدير معنوي أو مادي.
- أن تكون متطلبات العمل مفرطة أو توقع نتائج غير واقعية أو عدم وضوح الأدوار.
- قيام الشخص بالأعمال الرتيبة أو الصعبة.
- العمل في بيئة فوضوية، أو ذات ضغط عمل عالي.
- الحدود الزمنية المجحفة، بحيث يبقى الشخص تحت ضغط العمل للتمكن من إنهاء المهام في الوقت المحدد.
- عدم توفر الدعم والتواصل مع إدارة العمل.
- التعرض للمعاملة غير العادلة في العمل.
أسباب حياتية
غالباً ما يرتبط الإحتراق النفسي بالعمل، إلا أنه يمكن للأشخاص غير العاملين أن يعانوا من الأمر ذاته، سواء كانت ربة منزل أو أي شخص آخر، ومن الأسباب الحياتية المسببة للأمر:(المرجع 2)
- تعدد المهام الموكلة للشخص دون التمكن من التواصل الاجتماعي أو الشعور بالاسترخاء.
- افتقار الشخص للعلاقات القوية والداعمة.
- عدم الحصول على المساعدة من قبل الآخرين عند تراكم المسؤوليات.
- عدم الحصول على القدر الكافي من النوم.
أسباب الشخصية
إن اتصاف الشخص ببعض السمات الشخصية تكون محفز لشعوره بالاحتراق النفسي، ومن ضمن هذه السمات الشخصية:(المرجع 2)
- رغبة الشخص للوصول إلى الكمال في العمل وفي جميع النواحي الحياتية، حيث أنه يحاول التمكن من القيام بجميع الأمور بدرجة منهكة.
- امتلاك الشخص النظرة السوداوية أو المتشائمة نحو الذات والعالم المحيط.
- رغبة الشخص في السيطرة على جميع الأمور المحيطة به.
- رغبة الشخص بالتمييز والقيام بإنجازات عالية.
أنواع الإحتراق النفسي
تم التعرف على أنواع محددة من الإحتراق النفسي، بحيث أن لكل منها مسبباته الخاصة، وهذه الأنواع هي:(المرجع 4)
- الاحتراق النفسي الزائد: ويحدث عندما يسعى الشخص إلى النجاح والتمييز في العمل، بحيث يحمّل نفسه فوق استطاعتها، لدرجة الإستعداد لخسارة الصحة والحياة الشخصية للشعور بالنجاح.
- الاحتراق النفسي لقلة التحدي: وفيه لا توفر بيئة العمل الظروف المناسبة للتعلم أو التقدم الوظيفي، فيشعر الشخص بعدم القيمة أو الملل ويبتعد مع مرور الوقت عن المسؤوليات.
- الإستخفافي: ويحدث عندما يشعر الشخص بعدم كفاءته للعمل، والشعور بالعجز، أو عندما يشك الشخص بقدراته.
الفرق بين الإحتراق النفسي والتوتر
قد ينتج الإحتراق النفسي بسبب شعور الشخص بالتوتر المستمر وطويل الأمد، إلا أن الإختلاف بين المفهومين يكمن في:(المرجع 1) (المرجع 5)
- الارتباط بالعمل: في الوقت الذي يشعر الشخص خلال توتره بزيادة المسؤوليات الموكلة إليه، إلا أن ارتباطه بها لا يتزعزع، أما في حالة الإحتراق فإن الشخص لا يرتبط بمهامه ويحاول الابتعاد عن المسؤولية قدر الإمكان.
- النتيجة: ينتج عن التوتر إلحاح وفرط نشاط للقيام بباقي المهام، أما في الإحتراق فينتج عنه الشعور باليأس والعجز.
- الفقدان: يفتقد الشخص طاقته وقوته عند تعرضه للتوتر، أما في الإحتراق فإنه يفتقد للأمل والتحفيز والمثل.
- الاضطرابات النفسية: قد يؤدي التوتر للإصابة باضطرابات القلق، أما الإحتراق فقد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب أو الإنفصال.
- الضرر: غالباً ما يكون الضرر جسدياً في حالة التوتر، أما في حالة الإحتراق فإن الضرر يرتبط بالمشاعر.
مراحل الإحتراق النفسي
لا يحدث الإحتراق النفسي مرة واحدة، بل يوجد مجموعة من العلامات والدلالات المبكرة، ويمر هذات الإحتراق بمجموعة من المراحل، وهي:(المرجع 5) (المرجع 6)
- الدافع المفرط: عندما يبدأ الشخص عملاً جديداً أو توكل إليه مهمة، فإنه يندفع عليه بشكل مفرط، حيث تكون الفترة الاولى مليئة بالإنتاجية.
- بداية الإجهاد: حيث أن الشخص قد يشعر بين الفترة والأخرى بمستويات متفاوتة من الإجهاد، لكن الأمر ليس كذلك في جميع الأيام.
- التوتر المفرط والمزمن: عند هذه المرحلة تبدأ مشاعر اللامبالاة تنتاب الشخص، ولا يستطيع إكمال أعماله، وتبدأ مشاعر الغضب والانفعال تتنقل مع الشخص بين العمل والمنزل.
- مرحلة الإحتراق النفسي: في هذه المرحلة، تبدأ المشكلات في العمل، وتظهر الأعراض الجسدية بالظهور بشكل ملاحظ على الشخص، من ألم في المعدة وشد العضلات.
- مرحلة الاعتياد على الإحتراق: عند عدم إيجاد الحلول المناسبة، يصبح الأمر جزءاً من حياة الشخص اليومية، وقد يؤدي في النهاية للإصابة بالقلق والاكتئاب، وقد ينتج عنه إرهاق جسدي ونفسي مزمن.