ما ستجده في هذا المقال:
يشعر الكثير منا بالإرهاق والقلق دون سبب واضح. قد يكون السبب هو الضغوط التي تواجهنا في حياتنا اليومية، سواء كانت في العمل أو الدراسة أو العلاقات الشخصية. دعنا نستكشف سويًا ما مدى تأثير الضغوط اليومية على الصحة النفسية وكيف يمكننا التعامل معها.
هل كل الضغوط اليومية سيئة؟
نتعرض جميعنا للإجهاد النفسي في حياتنا اليومية، وعلى الرغم من تأثيراته القوية على الصحة النفسية، إلا أنه قد يكون مفيدًا في بعض الأحيان. فهذا الإرهاق العاطفي يحفز على تحقيق الأهداف ويزيد من التركيز ويحسن الأداء.
ولكن، من المهم التمييز بين الإجهاد المفيد والإجهاد الضار. الإجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية والنفسية. من هنا تظهر ضرورة تعلم كيفية إدارة الإجهاد والعثور على التوازن الصحي.
ما تأثير الضغوط اليومية على الصحة النفسية؟
التوتر الناتج عن الضغوط اليومية (Daily stressors) ليس مجرد شعور مؤقت، بل هو حالة فسيولوجية تترك تأثير على الجسم والصحة النفسية بشكل كامل. حيث يقوم الجسم بإنتاج المزيد من هرمونات التوتر التي تؤثر على العديد من الأجهزة والأنظمة في الجسم. وقد ينتج عن ذلك:
سرعة الانفعال
عندما يشعر الشخص بالتوتر، يصبح أكثر عرضة للغضب والعصبية حتى لأبسط المواقف. هذا الانفعال قد يعيق القدرة على التركيز ويؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجية. كما أنه قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة.
مشاكل الذاكرة
التوتر النفسي يعمل كحاجز يقف بينك وبين قدرتك على التعلم والتذكر. عندما تكون متوترًا، يركز عقلك على مصدر التوتر، مما يقلل من قدرته على تكوين روابط عصبية جديدة ضرورية لتخزين المعلومات. الأمر الذي يصعب رؤية الأمور بوضوح ويؤثر سلبًا على قدرتك على التعلم واسترجاع المعلومات.
الأرق
من الطبيعي أن يواجه الشخص بين الحين والآخر أوقات لا يستطيع النوم فيها، إلا أن التعرض للضغوط النفسية اليومية المستمرة يعد سبباً حقيقياً في حدوث الأرق، الأمر الذي ينعكس أيضاً على مدى الإرهاق النفسي.
عندما لا تتمكن من النوم جيدًا أو لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، فإن تأثير لك يظهر من خلال:
- سوء الحالة المزاجية.
- تدني القدرات الإدراكية.
- زيادة الانفعال.
- الخمول أثناء النهار.
- صعوبة في اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء.
الإجهاد العاطفي (Emotional strain) له تأثير نفسي يمكن أن يتجلى في العدوانية أو الشعور بفقدان السيطرة أو الحزن أو البكاء.
هل يمكن أن تسبب الضغوط اليومية مشكلات نفسية؟
على الرغم من قدرة الجميع بشكل عام على التعامل مع الإجهاد العقلي (Mental stress)، إلا أن المستويات المرتفعة منه أو المستمرة قد تسبب بعض المشكلات النفسية مثل:
الإصابة بالاكتئاب
التوتر المزمن هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالاكتئاب. عندما نتعرض لضغوط يومية مستمرة، يصبح من الصعب علينا الحفاظ على نظرة إيجابية للحياة. عندها نشعر باليأس، ونفقد الاهتمام بالأشياء التي كنا نحبها، ونواجه صعوبة في التركيز والنوم. هذا الاكتئاب يمكن أن يؤثر سلبًا على جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك علاقاتنا مع الآخرين، وأدائنا المهني أو الأكاديمي وحتى على صحتنا الجسدية.
التعرض للقلق
يعد التوتر أيضاً سبباً للقلق. فالشعور بالضغط المستمر يمكن أن يجعلك تشعر بالقلق بشكل دائم، مما يعيق قدرتك على التركيز على مهامك اليومية المتنوعة. هذا القلق قد يظهر أيضًا على شكل أعراض جسدية مزعجة تزيد بدورها من الشعور بالقلق.
دع الأمور تسير على ما يرام . لا تقلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها، مثل الطقس.
علامات وأعراض الضغوط اليومية
هناك العديد من علامات الجسدية والسلوكية التي يمكن تشير إلى أن الشخص يعاني من التوتر والتعب العقلي (Mental fatigue)، ومنها:
- الشعور بالقلق.
- الشكوى من آلام الظهر أو تشنج العضلات.
- حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال.
- ارتفاع معدل ضربات القلب (أو عدم انتظامها).
- الشعور بالتعب.
- الصداع.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مواجهة مشاكل في العلاقات.
- ضيق في التنفس.
- تصلب الرقبة أو الفك.
- مشاكل النوم أو الأرق.
- زيادة الوزن أو خسارته.
أفضل الطرق لتخفيف الضغوط اليومية وإدارتها
قد يكون من المستحيل تجنب التعرض للضغوط اليومية والتوتر الناتج عنها، لكن يمكن من خلال بعض الاستراتيجيات أن تعمل على تخفيف الأعراض والتأثير السلبي على الصحة النفسية. ومن هذه الاستراتيجيات:
- حاول ممارسة أي نشاط بدني ما أن تشعر بأعراض التوتر الجسدية. هذا من شأنه أن يعيد الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعي أو يساعد على تحسين المزاج. قد يكون كافياً المشي لفترة قصيرة.
- توجيه الدماغ للتفكير بالأمور الإيجابية والابتعاد عن السلبيات بشتى أنواعها.
- وضع أهداف قصيرة واضحة ومحددة يساعدك في امتلاك رؤية ويساهم في الشعور بالمزيد من التحكم بالحياة اليومية. هذا الأمر يقلل من التشتت ومن ثم يعطي شعوراً بالإنجاز.
- الهدف من التأمل هو الوصول إلى حالة من الهدوء والتركيز الذهني. ويمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من الوسائل، سواء كانت حركية أو ثابتة، ذهنية أو جسدية. المهم هو أن تجد الطريقة التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف.
- استغل وقت فراغك في تجارب جديدة وممتعة. مارس رياضة تحبها، أو اكتشف هواية جديدة، أو قضِ وقتًا ممتعًا مع من تحب.
- لا تهمل وجباتك، التوتر قد يجعلك تفقد شهيتك، لكن تناول وجبات صحية منتظمة مهم جدًا في هذه الفترة.
- لا تقلق بشأن الأمور الصغيرة. قم بحل المشكلات الصغيرة. يمكن أن يساعدك هذا في اكتساب شعور بالسيطرة.
إن كنت تشعر بالكثير من التوتر والضغط النفسي (Psychological pressure) فقد يكون الأمر تحول إلى قلق. قم بإجراء اختبار القلق وابقى مراقباً لحالتك عن كثب.
متى يجب التحدث إلى معالج نفسي بشأن الضغوط اليومية؟
في بعض الحالات قد يصعب على الشخص التعامل مع الضغوط اليومية بشكل ذاتي، بل يحتاج إلى مساعدة من المعالج النفسي. لا تتردد بطلب الدعم النفسي في حال:
- الشعور بالإرهاق النفسي المستمر.
- التأثير على الصحة الجسدية.
- عدم فاعلية أي وسيلة من وسائل إدارة التوتر في التقليل من الأعراض النفسية أو الجسدية أو السلوكية.
- اللجوء إلى أساليب غير صحية للتأقلم، مثل تعاطي المخدرات أو الإدمان على الكحول.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالضغوطات اليومية، تهتم عرب ثيرابي بصحتك النفسية. اكتشف الطريق نحو السلام الداخلي والتوازن من خلال خدماتنا الاستثنائية. دع فريقنا المتميز من المعالجين النفسيين يرشدك خطوة بخطوة. ابدأ رحلتك نحو الشفاء والارتياح النفسي اليوم مع عرب ثيرابي، حيث تكمن بداية حياة أفضل وأكثر إشراقًا.