ما ستجده في هذا المقال:
يُعتقد أن اللولب هو وسيلة آمنة وفعالة لمنع الحمل، ولكن هل تعلم أنه قد يكون له آثار جانبية غير متوقعة؟ تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة محتملة بين استخدام اللولب، وخاصة اللولب الهرموني، وظهور بعض الأعراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
ما العلاقة بين اللولب والاكتئاب؟
يُعد اللولب الرحمي (IUD (Intrauterine Device)) الهرموني من وسائل منع الحمل طويلة الأمد. ولكن هناك أدلة تشير إلى أن هرمون البروجستين الاصطناعي (الليفونورجيستريل) الذي يتم إفرازه قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات المزاجية مثل القلق والاكتئاب لدى بعض النساء.
ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن اللولب يسبب الاكتئاب بشكل عام، فالتأثير يختلف من امرأة لأخرى. نظرًا لاختلاف المستويات الهرمونية الفردية، فإن تأثير هرمون البروجستيرون المنخفض الناتج عن اللولب على الحالة المزاجية يختلف من سيدة لأخرى.
يبدو أن وسائل منع الحمل بما في ذلك اللولب الهرموني الذي يحتوي على البروجسترون فقط، ترتبط بحالات الاكتئاب أكثر من الطرق التي تشمل أيضًا جرعات منخفضة من هرمون الاستروجين.
ينطبق هذا الأمر على اللولب الهرموني، والغرسة، والحبوب الصغيرة، ووسائل منع الحمل الأخرى التي تحتوي على البروجستين فقط.
هل هناك دراسات تدعم هذه العلاقة؟
على الرغم من أن العديد من الدراسات لم تجد علاقة مباشرة بين استخدام وسائل منع الحمل التقليدية والإصابة بالاكتئاب. إلا أن الأمر قد يختلف بالنسبة لوسائل منع الحمل الهرمونية مثل اللولب الهرموني الذي يعتمد على هرمون البروجستيرون. حيث أن هناك تباين كبير في نتائج الدراسات حول هذا الموضوع، مما يجعل من الصعب تحديد التأثيرات النفسية لاستخدام اللولب الهرموني بشكل قاطع.
ومن ضمن هذه الدراسات:
- أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من النساء في عمر العشرينات والثلاثينات أن اللاتي استخدمن وسائل منع حمل هرمونية تحتوي على هرمون البروجستين فقط، كن أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالنساء اللاتي استخدمن أنواعًا أخرى من وسائل منع الحمل أو لم يستخدمن أي وسيلة على الإطلاق.
- تشير الأدلة العلمية إلى أن النساء اللاتي يعانين من اضطرابات المزاج والقلق، أو اضطرابات نفسية أخرى، قد يكونن أكثر عرضة لتجربة آثار جانبية سلبية عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
- وفقًا لدراسة أجريت عام 2023، فإن هناك احتمال بنسبة 57% أن يؤدي استخدام اللولب الهرموني إلى ظهور أعراض الاكتئاب، خاصةً إذا بدأ استخدامه في سن المراهقة. هذه النسبة كانت أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالنساء اللاتي لم يستخدمن أي وسائل منع حمل هرمونية من قبل.
- يشير بعض العلماء إلى أن الأدوية الهرمونية المستخدمة في اللولب قد تكون مرتبطة بظهور آثار جانبية نفسية مثل الاكتئاب. لذلك، يرون أهمية مراقبة الحالة الصحية للمرأة بشكل مستمر خلال فترة استخدامها لللولب.
تتفاعل كل امرأة بشكل مختلف مع وسائل منع الحمل الهرمونية. لذا فمن الصعب التنبؤ بكيفية استجابة جسمك لوسيلة منع الحمل الهرمونية.
ما هي الآثار الجانبية المحتملة للولب منع الحمل؟
بجانب التقلبات المزاجية المحتملة، قد يرتبط باستخدام اللولب بآثار جانبية شائعة ومختلفة الشدة، مثل الألم والتقلصات في البطن بعد وضع اللولب وآلام أسفل الظهر لعدة أيام . وتلاحظ نزيف غير منتظم أو أكثر غزارة من المعتاد وأعراض حيض أكثر حدة. ومع ذلك، فإن هذه الأعراض عادة ما تكون مؤقتة وتخف مع مرور الوقت.
يمكن أن تساعد المسكنات الشائعة، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، في تخفيف الألم والتقلصات التي قد تحدث بعد تركيب اللولب. ولكن، إذا كان الألم شديدًا أو مستمرًا، أو إذا كان النزيف غزيرًا بشكل غير طبيعي، فمن المستحسن مراجعة الطبيب لتقييم حالتك في أقرب وقت ممكن.
من الممكن أن يسبب اللولب مشاكل أخرى غير الألم، مثل وقف الدورة الشهرية تمامًا، أو التهابات، أو حمل خارج الرحم، أو ظهور تكيسات في المبيض.
الفوائد المحتملة من استخدام لولب منع الحمل الهرموني
وفقًا للخبراء، اللولب هو من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث يمنع الحمل بنسبة تزيد عن 99%. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يحتاج إلى متابعة يومية، ويوفر حماية طويلة الأمد. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من فترات طمث غزيرة أو مؤلمة، فإن اللولب الهرموني يمكن أن يخفف من حدة هذه الأعراض (Symptoms)، على العكس من اللولب النحاسي.
إذا رغبتِ في الحمل، يمكن لطبيبك إزالة اللولب الرحمي بسهولة في أي وقت. حيث أن تأثير اللولب الهرموني على منع الحمل يتوقف بعد إزالته بقرابة الشهر.
مدة فعالية اللولب الهرموني تعتمد على العلامة التجارية المستخدمة. بشكل عام، يمكن أن يوفر هذا النوع من اللولب حماية فعالة ضد الحمل لمدة تتراوح بين (3 – 7) سنوات.
ما هي خيارات علاج اكتئاب لولب منع الحمل؟
في حالة تدهور الحالة المزاجية للمرأة بشكل ملحوظ بعد تركيب اللولب الهرموني، قد يكون من الضروري إزالته وتقييم الخيارات العلاجية الأخرى لمنع الحمل. وقد يشمل ذلك العلاج النفسي أو الأدوية المضادة للاكتئاب (Depression) لتخفيف الأعراض المصاحبة للاضطرابات المزاجية. ومن بين هذه العلاجات:
العلاج النفسي
يلعب العلاج النفسي دورًا هامًا في تمكين المرأة من اكتساب رؤى أعمق لأفكارها ومشاعرها وسلوكياتها. مما يساعدها على تحدي الأنماط الفكرية غير المتكيفة وتطوير مهارات جديدة للتعامل مع الضغوط وتحسين الصحة النفسية.
الأدوية
في العديد من الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب كجزء من خطة العلاج. يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك استجابة المريضة للعلاجات النفسية الأخرى، والأدوية التي تتناولها حاليًا، والتفضيلات الشخصية للمريضة.
إن كنت تشعرين بأعراض الاكتئاب، فمن الجيد التفكير بإجراء اختبار الاكتئاب بشكل مبدئي.
تغييرات نمط الحياة
تعد التغييرات البسيطة في نمط الحياة اليومي، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، من العوامل الأساسية في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر. كما أن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا تلعب دورًا هامًا في تعزيز الصحة النفسية (Mental Health).
يعد العلاج بالضوء والمكملات العشبية من العلاجات البديلة التي يمكن استخدامها كعلاج مساعد للاكتئاب.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تشعر بالتوتر أو الاكتئاب بسبب استخدام لولب منع الحمل، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم النفسي من خلال معالجين مؤهلين. حيث يمكنك الحصول على جلسات علاجية مريحة وسهلة عبر الإنترنت. استعدي لاستعادة صحتك النفسية ورفاهيتك. تواصلي معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء!