ما ستجده في هذا المقال:
تشير الدراسات إلى أن معظم الناس يمرون بفترات من التغيير الكبير في حياتهم، سواء كانت تغييرًا في الوظيفة، أو الانتقال إلى مكان جديد، أو فقدان شخص عزيز. التغيرات الكبرى قد تؤثر بشكل كبير في صحتنا النفسية والعقلية، ولكن معرفة كيفية التعامل والتكيف معها يساعد في إعادة السيطرة للحياة.
استراتيجيات التعامل مع التغيرات الكبرى في الحياة
قد يفضل البعض البقاء في حالة من عدم التأقلم أو التكيف مع التغيرات الحياتية بدلاً من التعايش مع الوضع الجديد، إلا أن ذلك له تأثيراته النفسية الكبيرة.
لذلك حاول التعامل مع التغيرات الكبرى التي تواجهها في الحياة بأفضل الطرق من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:
قبول الموقف
عملية رفض التغيير (Change) أو عدم الاعتراف به يساهم في تأخير التأقلم وعودة الحياة لطبيعتها، لذلك اعترف بأن الأمر قد حدث فعلاً وبدلاً من محاربته حاول قبوله.
في هذه الأثناء حاول:
- التواجد في كل لحظة، وعدم الانخراط في التفكير السلبي.
- التركيز على الأشياء التي يمكن التحكم بها.
وضع خطة
عندما نواجه تغييرات مفاجئة، من الطبيعي أن نشعر بالقلق والتوتر. ولكن بدلًا من السماح لهذه المشاعر بالسيطرة علينا، يمكننا اتخاذ خطوات عملية للتعامل مع الموقف.
أولاً، يجب علينا تحديد ما يمكننا التحكم فيه وما لا يمكننا التحكم فيه. ثانيًا، يجب علينا التركيز على ما يمكننا التحكم فيه ووضع خطة للعمل. أخيرًا، يجب علينا أن نكون مرنين وقادرين على التكيف مع التغيرات التي تحدث من خلال وضع خطة مناسبة لذلك.
جرّب اختبار الاكتئاب بنتائج مباشرة
المحافظة على الروتين
في الأوقات الصعبة، يساعدنا الالتزام بجدولنا الزمني على الشعور بالاستقرار. هذا يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع التغيرات. لذلك إذا كنت تشعر بالقلق، اكتب جدولًا يوميًا واضحًا واتبعه. هذا سيساعدك على تنظيم وقتك وتقليل التوتر.
تجنب المشاعر يؤذي صحتك، لكن التخطيط للمستقبل يحسنها. إذا كنت تشعر بالقلق، فابدأ بتنظيم أمورك الشخصية أو المهنية. هذا سيساعدك على الشعور بالسيطرة على حياتك.
ممارسة أنشطة مريحة
على الرغم من أن التنفيس عن المشاعر السلبية بالتحدث مع المقربين يعد أمراً مهماً، إلا أن الاستمرار في ذلك قد يؤثر سلباً على الأشخاص الآخرين.
بدلاً من ذلك يمكن تجربة ممارسة النشاطات المريحة معاً والانشغال بأمور أخرى قد يشتت الانتباه عن هذه المشاعر ويجعل الشخص أكثر تجدداً.
أخذ فترات من الراحة
عندما تشعر بالقلق، يصعب عليك التركيز. الحل؟ خذ استراحة قصيرة كل نصف ساعة تقريبًا للتفكير في شيء آخر. هذا سيساعدك على استعادة تركيزك وطاقتك.
فمثلاً قم بتجربة الرسم العشوائي، وتدليك نقاط الضغط، والتمدد، فهذه الأمور من شأنها تحفيز المسارات العصبية ومساعدة نصفي الدماغ على العمل معًا.
التركيز على الامتنان
طريقة سهلة وسريعة لتحسين مزاجك هي التفكير في الأشياء الجيدة في حياتك. ابدأ يومك بكتابة ثلاث أشياء تشعر بالامتنان لها، مهما كانت صغيرة بدلاً من التفكير بالأمور السلبية من حولك.
لماذا يقاوم الدماغ التغيير في الحياة؟
يعود الأمر إلى ما يعرف بالتنافر المعرفي. وهو شعور غير مريح ينتاب الشخص عند محاولة الحفاظ على معتقدين متناقضين. فعندما نواجه التغيير تصبح أدمغتنا أدوات مقاومة بدلاً من التكيف السريع.
ففي هذه الأثناء تنشط أجزاء معين في الدماغ وظيفتها استشعار الصراع أو المواقف المحفزة، مما يجعل الشخص أكثر إرهاقاً وتوتراً من الأوضاع الطبيعية.
وعلى الرغم من ذلك يعد أمرًا طبيعيًا، إلا أنه في الوقت ذاته هو رد فعل أولي يقوم الدماغ من خلاله بمعالجة ما يواجهه، وما يلبث أن يتأقلم بعد مدة زمنية.
ما دور الدعم النفسي في التعامل مع التغيرات الكبرى في الحياة؟
أظهرت الأبحاث أن الدعم (Support) الاجتماعي هو عامل حاسم للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. ويمكن الحصول على هذا الدعم من خلال التحدث مع الأشخاص المقربين ومشاركة التجارب والقيام بأنشطة ممتعة معًا.
لذلك يجب أن يكون التواصل جزءًا روتينيًا من الحياة اليومية، سواء كان ذلك من خلال مكالمة هاتفية أو رسالة نصية أو حتى مجرد قضاء وقت ممتع معًا.
يمكن اللجوء إلى شبكة الدعم النفسي هذه عند الشعور بالضغط النفسي المرافق للتغيرات الكبرى. حيث أن المساعدة المادية والنفسية المقدمة في هذه الحالة تعمل على الشعور بالتحسن.
إن لم تجد من يمكنك الاعتماد عليه، فإن المعالجين النفسيين المتخصصين يمكنهم تقديم ما تحتاجه من مساعدة نفسية والاستماع إلى مشاعرك دون إصدار الأحكام.
تأثيرات التغيرات الكبرى على الحالة النفسية والجسدية
تؤثر النظرة الذاتية للحياة في الطريقة التي يتعامل فيها الشخص مع التغيرات الكبرى. فمثلاً امتلاك نظرة سوداوية قد تولد مشاعر سلبية وتؤدي إلى صعوبة الاستجابة أو التحلي بالمرونة (Resilience) اللازمة لمواجهة التحديات الطارئة. الأمر الذي يزيد من حدة التوتر والقلق يصعب عملية التخطيط بالشكل الصحيح.
حتى وإن كانت هذه التغيرات الكبرى إيجابية، فإن تؤدي إلى تغير في نمط أو أسلوب الحياة وتخرج الشخص من منطقة الراحة الخاصة به، مما يجعل التعامل مع التغيير أكثر صعوبة.
فإن كانت مستويات التوتر مرتفعة، فقد يلجأ الشخص إلى آليات تأقلم غير صحية للتعامل مع التغيرات أو التقليل من الشعور بالضغط. الأمر الذي يظهر على هيئة مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية ومنها:
- الإصابة بالصداع.
- مواجهة مشاكل في النوم أو الأرق.
- اضطراب الجهاز الهضمي وآلام المعدة.
- تشنج العضلات وآلام الظهر.
- ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- التهيج والانفعال على أبسط الأمور.
- اللجوء إلى تناول الكثير أو القليل من الطعام.
- الإكثار من تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.
عدم اليقين الذي يرافق التغيرات الكبرى في الحياة يجعل العقل تلقائياً يرى الأمور بطريقة سلبية. مما يؤثر على عملية اتخاذ القرار ويزيد المشاعر السلبية.
كم من الوقت يستغرق التكيف مع التغيرات الكبرى في الحياة؟
من الشائع أن تبدأ ملامح عدم التكيّف (Adaptation) من التغييرات الكبرى في الحياة الشخصية في غضون ثلاثة أشهر، وعادة ما يستمر الأمر حتى ستة أشهر. لكن يجب ملاحظة أن استمرار التعرض للضغوط، فقد يحول الأمر إلى حالة مزمنة، ويزداد خطر تطوره إلى اكتئاب حاد أو اضطرابات نفسية أخرى.
في الوقت ذاته، لا بد من الإشارة إلى أنه من السهل الخلط بين صعوبة التكيف وأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق. هذه الحالة منتشرة جداً خاصة بين الأشخاص الذين يعالجون مشاكل نفسية، ويجب أخذها على محمل الجد لأنها قد تؤدي إلى نتائج خطيرة مثل التفكير بالانتحار.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام رحلتك مع التغيرات الكبرى، تذكر أن الدعم النفسي يمكن أن يكون المفتاح لتجاوز الصعوبات. في عرب ثيرابي، نقدم لك خدمات علاج نفسي عالية الجودة عبر الإنترنت، مع معالجين محترفين لمساعدتك على التكيف والنمو. لا تتردد في التواصل معنا لتحقيق الاستقرار النفسي الذي تستحقه. ابدأ رحلتك نحو الشفاء اليوم!