Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
كيفية التعامل مع الانتكاسات النفسية بعد العلاج

كيفية التعامل مع الانتكاسات النفسية بعد العلاج

تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يتعافون من اضطرابات نفسية يواجهون انتكاسات. هذه الحقيقة قد تكون محبطة، لكنها أيضًا تذكرنا بأن الانتكاس جزء طبيعي من عملية الشفاء. في هذا المقال، سنناقش أسباب وأفضل طرق التعامل مع الانتكاسات النفسية التي تحدث خلال أو بعد العلاج.

 

ما هي الانتكاسة النفسية؟

الانتكاس (Relapse) هو عثرات طبيعية يواجهها الشخص في طريقه نحو الشفاء النفسي. هذه العثرات قد تكون ناجمة عن عوامل متعددة، مثل الضغوط اليومية أو الأحداث المؤلمة أو المحفزات الشخصية. وتؤدي إلى تأخير مؤقت في التقدم نحو الشعور بالرفاهية النفسية. فقد تسبب هذه الانتكاسات:

تأثيرات عاطفية

تترك الانتكاسات أثرًا عميقًا على صحتنا النفسية وتؤدي إلى استثارة استجابات عاطفية سلبية. حيث قد يشعر الشخص بالإحباط الشديد وخيبة الأمل والحزن وحتى اليأس. لذلك من الضروري التعامل مع هذه الانتكاسات النفسية بشكل صحي لتفادي تدهور الحالة وضمان الاستمرار على خطة العلاج.

بغض النظر عن الحالة النفسية التي تعاني منها، فإن الشعور بتدهور الأعراض بعد تحسنها قد يكون سبباً في الإصابة بالاكتئاب. قم بإجراء اختبار الاكتئاب وقم بتقييم حالتك ذاتياً قبل التحدث مع معالجك النفسي.

أعراض جسدية

بسبب الأفكار والذكريات المتطفلة وغير المرغوب فيها، أو في بعض الأحيان رؤية شيء كنت تعتقد أنك اعتدت عليه، قد يؤدي إلى الشعور بضيق الصدر أو ضيق التنفس. كما أنه من الشائع الشعور بالعرق البارد كرد فعل عصبي.

أو يكون ذلك بسبب  الرغبة الشديدة التي لا يمكن تصديقها والتي لا مفر منها .

إن الانتكاسات أو النوبات التي تصيب الصحة النفسية هي حقيقة مؤسفة ولا مفر منها تقريبًا في مواجهة أي مشكلة النفسية

 

كيف يمكن التعامل مع الانتكاسات النفسية بعد العلاج؟

للتعامل مع الانتكاسات النفسية أثناء العلاج بنجاح، عليك أن تعتمد مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك على إدارة مشاعرك وتجاوز التحديات (Challenges). ومن الاستراتيجيات التي ينصح بها:

  • التأمل الذاتي: خصص بعض الوقت للتفكير في الانتكاسة التي مررت بها وحاول فهم الأسباب الكامنة وراءها. قد يساعدك هذا على اكتشاف الجوانب التي تحتاج إلى تحسين..
  • التحدث الإيجابي مع النفس: تحدث إلى نفسك بألفاظ إيجابية لمواجهة الأفكار السلبية والمشاعر المؤلمة. تذكر أنك قوي بما يكفي للتغلب على هذه الانتكاسة وأنها مجرد مرحلة مؤقتة. بدلاً من انتقاد نفسك، عاملها بلطف وشجعها.
  • القدرة على التكيف: تعلّم كيف تتأقلم مع التغييرات، واعتبر النكسات فرصًا للنمو والتطور. وتحلى بالمرونة النفسية (Resilience) اللازمة في خططك واستراتيجياتك لتتمكن من مواجهة التحديات بنجاح.
  • آليات التأقلم الصحية: لتخفيف التوتر وتحسين حالتك المزاجية، مارس أنشطة تساعدك على الاسترخاء مثل ممارسة الرياضة، التأمل، أو كتابة اليوميات. هذه الأنشطة ستساعدك على نسيان الانتكاسات مؤقتًا.
  • تقسيم الأهداف إلى خطوات أصغر: جعل أهداف التعافي قابلة للتحقيق سيجعلك تشعر بالتحكم في رحلة تعافيك. كل خطوة صغيرة تخطوها هي خطوة نحو حياة أفضل، واحتفل بأي استجابة إيجابية تحرزها لتشعر بالمزيد من التحفيز والأمل.

تختلف تجربة الانتكاسات من شخص لآخر. قد تكون قصيرة أو طويلة، خفيفة أو شديدة. المهم هو أن تتذكر أنك لست وحدك وأن هناك أملًا في التحسن.

 

ما هي أسباب الانتكاسات النفسية خلال العلاج؟

تمامًا كما يؤثر التوتر على الصحة الجسدية، فإنه يؤثر أيضًا على الصحة النفسية. فالأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية هم أكثر عرضة لتأثيرات التوتر. 

لذلك فمن المهم إدراك أن هذا أمر طبيعي وضرورة طلب المساعدة عند الحاجة. كما أم تعلم استراتيجيات للتعامل مع التوتر وإدارة أعراض الأمراض العقلية بشكل أفضل لا يقل أهمية من طلب الاستشارة والدعم.

 

علاج نفسي، علاج الاكتئاب، جلسات نفسية

 

كيف يمكن تعزيز المرونة النفسية؟

من خلال تقوية المرونة النفسية يستطيع الشخص حماية نفسه من الانتكاسات النفسية، كما تساعده في التعامل مع أي تغيرات سلبية طارئة خلال العلاج بأسرع وقت. ولتعزيز هذه المرونة النفسية يجب:

  • تنمية التعاطف مع الذات: تعامل مع نفسك كما تعامل صديقًا عزيزًا. كن صبورًا وتفهمًا، وشدد على نقاط قوتك بدلًا من التركيز على أخطائك.
  • البحث عن الدعم: تذكر أنك لست وحدك. التحدث مع الآخرين عن ما تمر به سيساعدك على الشعور بالارتباط والانتماء. لا تتردد في طلب المساعدة.
  • ملاحظة التقدم: لا تنسَ الاحتفال بانتصاراتك الصغيرة والكبيرة. كل خطوة تخطوها هي خطوة نحو صحة نفسية أفضل.
  • تطوير آليات التكيف: جرب أنشطة جديدة واستكشف ما يناسبك. قد تجد أن ممارسة اليوجا أو الرسم أو حتى الكتابة تساعدك على الاسترخاء والتعبير عن مشاعرك.
  • تحديد أهداف واقعية: عندما تواجه تحديات، راجع أهدافك وقم بتعديلها لتناسب وضعك الحالي. حدد أهدافًا صغيرة وواقعية لتحقيق إحساس بالإنجاز المستمر.

 

ما هي أهمية الاستمرارية في العلاج على الرغم من الانتكاسات النفسية؟

الشعور بالإحباط بعد الانتكاسة أمر شائع. التحدث مع معالجك النفسي يمكن أن يمنحك الدعم والتشجيع الذي تحتاجه لمواصلة رحلة العلاج. لكن من خلال الاستمرار بالعلاج يستطيع الشخص اكتشاف:

  • كيفية الاستفادة من الانتكاسة، فهي لا تشكل نهاية للطريق، بل هي فرص للتعلم والتطور يجب استغلالها لمواجهة التحديات.
  • أهمية العناية بالنفس، فهي مفتاح الحفاظ على التقدم العلاجي.
  • دور شبكة الدعم الاجتماعي في رحلة العلاج. حيث أن وجود شبكة دعم قوية سيمنحك القوة والشجاعة لمواجهة التحديات، وسيجعل رحلة التعافي أكثر متعة.
  • ضرورة الاستعانة بمعالج نفسي هو قرار حكيم. يمكن للمتخصصين مساعدتك على فهم مشاعرك وتطوير استراتيجيات صحية للتغلب على الصعوبات.

 

كيف يمكن الوقاية من الانتكاسات النفسية خلال رحلة العلاج؟

قد يكون منع الانتكاسات أمرًا صعبًا، لكن يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف الضغط والانتباه لأي علامات تحذيرية. ومن هذه الخطوات:

  • استمر في العلاج حتى في حال الشعور بالتحسن.
  • تعلم كيفية إدارة التوتر بشكل جيد وفعّال.
  • تعلم آليات التكيف الأكثر صحة.
  • تخصيص المزيد من الوقت لممارسة الهوايات والاهتمامات.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا.
  • تقييم العادات الغذائية ومن ثم محاولة تناول الأطعمة المتوازنة.
  • طلب الشخص من أصدقائه البقاء متيقظين لأي تغيرات تطرأ على حالته.
  • الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية.

الاعتراف بأن هذه الانتكاسات أمرًا واقعية يساعد بشكل كبير في مواجهة الحالة والحماية من الانهيار. لذلك حاول طلب الدعم النفسي (Support) فور ملاحظة التغير.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في ختام رحلتك نحو التعافي (Recovery)، تذكّر أن الانتكاسات النفسية جزء طبيعي من العملية. مع عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم والمساعدة من معالجين نفسيين مؤهلين، لضمان استمرارية تقدمك. لا تتردد في التواصل معنا اليوم، واستعد لاستعادة توازن حياتك النفسية بطريقة مريحة وسهلة. صحتك النفسية تستحق العناية، ونحن هنا من أجلك!