عمل عن بعد للنساء | ما تأثيره على صحتك النفسية؟

ما ستجده في هذا المقال:

شهدت القوى العاملة العالمية تحولًا كبيرًا في السنوات الماضية. وقد تحول الكثير من العاملين إلى العمل عن بعد وجزء منهم كانت النساء. وتتميز ممارسة عمل عن بعد للنساء بالكثير من الفوائد كما لها العديد من السلبيات. فما هي أبرزها؟

ما إيجابيات العمل عن بعد للنساء؟

تشمل أبرز الإيجابيات ما يأتي:

المرونة والتوازن بين العمل والحياة

تتمثل إحدى المزايا الرئيسية للعمل عن بعد في المرونة التي يوفرها:

بالنسبة للنساء اللاتي يتحملن غالبًا غالبية مسؤوليات الرعاية، فإن القدرة على العمل من المنزل تسمح لهن بموازنة عملهن مع حياتهن الشخصية بشكل أفضل.
وذلك لأن العمل عن بعد يسمح للموظفات بمزيد من التحكم في جدول عملهن. مما قد يقلل من الضغط النفسي الناتج عن الحاجة إلى التواجد في المكتب في وقت معين.
تتيح هذه المرونة للعاملات عن بعد رعاية الأطفال أو الآباء المسنين أو أفراد الأسرة الآخرين مع الاستمرار في القدرة على العمل.

يتمتع العاملون عن بُعد بوقت إضافي لإكمال الأعمال المنزلية وممارسة الرياضة والاستمتاع بالهوايات والتمارين الشخصية.

التحيزات المعرفية

تلعب التحيزات المعرفية أو الافتراضات والأحكام اللاواعية التي تؤثر على تفكيرنا دورًا مهمًا في كيفية إدراكنا للعمل عن بعد. ومنها التحيز المعرفي:

يمكن أن يؤدي هذا التحيز المعرفي إلى اعتقاد المديرين بأن العمل المرن أو عن بعد أقل إنتاجية لأن لديهم رؤية أقل لعمل موظفيهم.
ومع ذلك، وجدت دراسة أن العاملين عن بعد كانوا أكثر إنتاجية من نظرائهم في المكتب.
يعزى ذلك إلى أن العمل عن بعد يسمح للموظفين بالتركيز على عملهم دون تشتيت انتباه بيئة المكتب. ويمكنه أيضًا تقليل الوقت أو التكاليف المرتبطة بالتنقل.

ما سلبيات العمل عن بعد للنساء؟

تشمل أبرز السلبيات المحتملة ما يأتي:

قلة التفاعلات المباشرة مع الزملاء

يعد البشر اجتماعيين بطبيعتهم، وقد تؤدي قلة التفاعلات الشخصية مع زملاء العمل إلى الشعور بالوحدة أو العزلة. فقد أفاد أكثر من ثلث العاملين عن بُعد أنهم يشعرون بالوحدة في دراسة أجريت عام 2022.

قد يساهم عمل النساء عن بعد في التنوع الجغرافي؛ إذ قد ترغب بعض الموظفات في الانتقال إلى مكان أقرب إلى العائلة والأصدقاء.

خطر الإفراط في العمل

قد تجد النساء العاملات خارج مكان العمل صعوبة في فصل وقتهن الشخصي عن وقتهن المهني. على سبيل المثال، قد تكون النساء المهتمات بالالتزام بموعد نهائي أو متابعة شكوى عميل مزعجة أكثر ميلًا إلى العمل بعد ساعات العمل.

الانفصال عن مكان العمل

قد يؤدي العمل من المنزل إلى القضاء على مجموعة متنوعة من عوامل التشتيت في مكان العمل. ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى الشعور بالانفصال عن أصحاب العمل وعدم اطلاعهم على الأحداث في مكان العمل.

يمكن أن تؤدي قلة التواصل الاجتماعي بمكان العمل أيضًا إلى تقليل دافع العاملات لبدء المهام أو إكمالها. ويمكن أن يجعلهن أيضًا أقل وضوحًا للمشرفين، مما قد يؤثر على فرصهن في التقدم.

يمكن أن يكون العمل من المنزل مفيدًا للغاية للعديد من الموظفات، ولكن اتخاذ خطوات للحفاظ على صحتهن النفسية أثناء العمل عن بعد أمر بالغ الأهمية.

كيف يؤثر العمل عن بعد على الصحة النفسية للنساء؟

تشمل أبرز الآثار على الصحة النفسية ما يأتي:

الاكتئاب من آثار العمل عن بعد للنساء

هناك حاجة إلى أبحاث أكثر لتحديد ما إذا كان العمل من المنزل يسبب الاكتئاب. ومع ذلك، فإن العمل عن بعد يزيل التفاعلات النموذجية بين زملاء العمل أو الحدود بين العمل والحياة، والتي قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية:

قد يؤدي العمل من المنزل إلى تفاقم العوامل التي تؤدي إلى مرض الاكتئاب.
يزيل العمل عن بعد التفاعلات العشوائية التي تحدث بين زملاء العمل في بيئة المكتب. مما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالعزلة والوحدة.
قد تكافح العديد من الموظفات أيضًا لفصل حياتهن المهنية والشخصية وتمديد ساعات عملهن، مما يؤدي إلى الإرهاق والحرمان من النوم.
قد تؤثر تحديات أخرى أيضًا على رفاهية الموظفات؛ فقد تشعر بعض النساء بالقلق بشأن أمنهن الوظيفي أو أوضاعهن المالية.

ضعف علاقات العمل من آثار العمل عن بعد للنساء

يمكن أن يفرض العمل من المنزل ضغطًا على علاقات العمل:

أشارت دراسات إلى أن 22% من الموظفين والموظفات أشاروا إلى أن العمل بجوار صديق في العمل يجعلهم أكثر إنتاجية أو متساوين.
أشار 21% منهم إلى أن ذلك يجعلهم أكثر إبداعًا.
يمكن للتواجد في نفس الغرفة أن يعزز التعاون بين الموظفين، ويشجع الناس على تبادل الأفكار ثم بناء روابط أقوى.
لا يعني العمل عن بعد نهاية هذه العلاقات، لكنه يمكن أن يقللها إذا لم يكن لدى الشركات خطة لإبقاء الموظفين والموظفات عن بعد على اتصال ببعضهم.

لا يمكن أن يساعد هذا فقط في تخفيف إجهادهن وتقليل قلقهن وتحسين إحساسهن العام بالعافية. ولكنه قد يزيد أيضًا من رضاهن الوظيفي.

الإرهاق والتعب من آثار العمل عن بعد للنساء

إذا لم تستطع الموظفات وضع حدود بين العمل والحياة، فقد يصبح العمل من المنزل مصدر ضغط كبير:

لا تعد مستويات الطاقة المستنفدة أو أيام العمل الطويلة جزءًا من الروتين الطبيعي وغالبًا ما تكون بمثابة علامات حمراء للإرهاق.
يمكن للعمل عن بُعد أن يبقى مصدر تأثير مرهق حتى إذا قصرت الموظفات جداول عملهن على ساعات العمل العادية.
فقد يحدث الإرهاق النفسي والجسدي عندما يتعين على الفرق الجلوس في اجتماعات افتراضية طويلة وكثيرة جدًا دون وقت كاف بينها للتعافي وأخذ الاستراحات.

نصائح لتحسين الصحة النفسية أثناء العمل عن بعد للنساء

يمكن لهذه الخطوات أن تاعدكِ على إبقاء نفسك في صحة نفسية جيدة أثناء عملك عن بعد:

البحث عن طرق للتواصل مع الزملاء: يمكنك أن تكوني استباقيية في إيجاد طرق للتفاعل مع زملاء العمل، مثل جدولة وجبات الغداء الجماعية.
إنشاء مساحة عمل مخصصة: إن إنشاء مساحة عمل مخصصة مثل المكتب المنزلي أو ركن العمل.و يمكن أن يساعدك على الابتعاد عن العمل في نهاية يوم العمل.
الالتزام بجدول العمل قدر الإمكان: يجب عليك إنشاء روتينات جديدة لبدء ثم إنهاء يوم عملك. مثل تحضير القهوة قبل البدء ثم الذهاب للمشي بعد العمل عندما ينتهي اليوم.
التواصل مع الأصدقاء والعائلة: من المهم الحفاظ على الروابط الاجتماعية ثم الخروج من المنزل في المساء وعطلات نهاية الأسبوع.
إضافة النباتات إلى مساحة العمل: ترتبط العديد من الفوائد النفسية بإضافة النباتات إلى مساحة العمل. فقد ثبت أن النباتات تقلل من القلق، وتعزز العناية الذاتية، وتحسن المشاعر الإيجابية والسعادة.