Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

علاج الاكتئاب بعد الفراق العاطفي | استرجع ثقتك بنفسك

تؤثر الحياة العاطفية بشكل كبير على مدى شعور الشخص بالرفاهية والعافية النفسية. لكن في حال تعرض الشخص إلى فراق أو انفصل عن شريكه فقد يكون الحزن الناتج بعد ذلك شديد لدرجة لا يستطيع التعامل معه وتحول إلى حالة اكتئاب تحتاج إلى علاج متخصص.

تعرف معنا على ما يمكنك فعله في حال تجاوزت المشاعر والأعراض التي تعاني منها الغضب والحزن والمرارة والقلق وانكسار القلب عندما تفترق عن شريكك العاطفي.

 

أعراض الاكتئاب الناتج عن الفراق العاطفي

لا يوجد أعراض موحدة لدى جميع الأشخاص الذين يمرون في فترة الفراق العاطفي، حيث أن مشاعر الحزن والأعراض التي ترافقها قد تكون خفيفة أو القوية، تبقى لفترة قصيرة أو تستمر بشكل لا يستطيع الشخص التخلص منها إلا عن طريق علاج خاصة إن تحولت إلى حالة من الاكتئاب.

ففي حال شعر الشخص أن الأعراض التي يعاني منها بدأت تشتد أو تتغير بشكل سلبي أكثر أو إذا استمرت لمدة أسبوعين متتالين دون أي تحسن. فقد يكون حزنه قد تحول إلى حالة اكتئاب حاد يحتاج إلى مساعدة علاجية متخصصة للتعامل معها. لذلك لا بد من الانتباه إلى الأعراض التي تشير إلى ذلك، ومنها:

  • الشعور باليأس أو العجز أو فقدان أمل في المستقبل.
  • التهيج والانفعال السريعين.
  • حدوث تغيرات واضحة على الوزن والشهية، سواء كان بالزيادة أو النقصان.
  • اضطراب نمط النوم المعتاد، فقد ينام الشخص أكثر أو أقل من المعتاد أو قد يبقى طوال الليل مستيقظاً وينام خلال فترة النهار.
  • فقدان الشعور بالمتعة والاهتمام بالنشاطات المعتادة.
  • الشعور بعدم القيمة والذنب.
  • الشعور بالحزن أو الفراغ.
  • التعب المستمر والخمول وفقدان الطاقة.
  • امتلاك أفكار حول الموت أو الانتحار.
  • الشعور بالحزن أو القلق المستمر.
  • مواجهة صعوبة في التفكير بوضوح أو اتخاذ القرارات.
  • البطء بشكل عام وفي الحركة أو الكلام على وجه التحديد.
  • الشكوى من الصداع أو الشعور بآلام الجسم أو مشاكل المعدة.

نظراً لأن الاستجابات العاطفية للانفصال قد تختلف بشكل كبير، فقد يكون من الصعب تحديد الوقت المناسب لطلب الدعم الإضافي

 

كم يستمر الاكتئاب بعد الانفصال العاطفي؟

بينما قد يبقى بعض الأشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب مدة لا تزيد عن شهرين، قد يبقى آخرين يعانون فترة طويلة جداً من الزمن ولا يستطيعون التخلص من هذه الحالة بعد الفراق. حيث تعتمد المدة التي يحتاجها كل شخص للتعافي من آلام الفراق والانفصال العاطفي وطول نوبات الاكتئاب هذه على:

  • طبيعة العلاقة بين الشخص وشريكه القديم.
  • الظروف التي حدث فيها الانفصال.
  • قوة شبكة دعم نفسي وفاعلية آليات مواجهة التي يمتلكها الشخص.
  • مدى التمتع بصحة نفسية جيدة قبل الانفصال.
  • مدى تمتع الشخص بالمرونة النفسية.

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية سابقة أو انفصالات صعبة بشكل خاص من نوبات اكتئاب أطول بعد الفراق.

 

علاج الاكتئاب بعد الفراق العاطفي

لا تحتاج جميع درجات الاكتئاب إلى مساعدة متخصصة، حيث أن الأعراض التي تعانيها إن كانت خفيفة أو متوسطة فقد تختفي من تلقاء ذاتها في فترة قد لا تتجاوز 6 أشهر. وغالباً ما ستشعر بالتحسن بشكل تدريجي مع مرور الوقت.

حيث أن أساليب الرعاية الذاتية والتعامل مع النفس بطرق أكثر لطفاً والاعتماد على الأشخاص الإيجابيين أو المقربين يساعد في تجاوز الأمر بسهولة أكبر.

أما بالنسبة لحالة الاكتئاب الشديدة أو الحادة، فغالباً ما يحتاج الشخص إلى علاج متخصص للتعامل مع حزنه وأعراضه الناتجة عن الفراق العاطفي المؤلم. فقد يتضمن العلاج:

  • العلاج النفسي:

بغض النظر عن الأسلوب العلاجي المتبع سواء كان علاج معرفي سلوكي أو العلاج التبادلي أو حل المشكلات، فإن العلاج النفسي يساعد الشخص في اكتساب منظور جديد للأمور ويعالج أنماط التفكير والعواطف السلبية وتعلم مهارات تأقلم تساعد في الوقت الحاضر وفي المستقبل. 

  • الأدوية النفسية:

إذا كانت الأعراض شديدة أو لا يبدو أنها تتحسن، فقد يصف الطبيب أيضاً أدوية مثل مضادات الاكتئاب. حيث تؤثر هذه الأدوية على مواد كيميائية في الدماغ، مما ينتج عنها تغييرات في الشعور وتساعد في كيفية التعامل مع التوتر. في بعض الأحيان قد يحتاج الأمر إلى تجربة عدة خيارات للعثور على الدواء المناسب. ومع ذلك لا بد من التحلي بالصبر، فقد تحتاج هذه الأدوية إلى (2 – 4) أسابيع لتبدأ بالتأثير. 

يجب عدم التوقف عن تناول الأدوية النفسية بشكل تلقائي، فقد ينتج عنها أعراض انسحابية مزعجة. لذلك يجب التحدث مع الطبيب المعالج لتقليل الجرعة تدريجياً.

إن كنت بحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع حالتك في هذه الأثناء، فلا بد من ممارسة بعض الاستراتيجيات. تابع القراءة لمعرفة المزيد.

 

المساعدة الذاتية للتخلص من اكتئاب ما بعد الانفصال العاطفي

بغض النظر عن التشخيص الذي حصلت عليه بعد انفصالك عن شريكك، فإن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتسهيل التعامل مع الأمر بمجرد انتهاء العلاقة. حيث أن اتباع بعض الاستراتيجيات يزيد من قدرة الشخص على الصمود ومواجهة الأحداث المجهدة.

فمثلاً يمكنك تجربة ما يلي:

  • تكوين شبكة دعم اجتماعي قوية، بما في ذلك مجموعات الدعم المتواجدة عبر الإنترنت.
  • رفع مستوى الاعتناء الذاتي بالصحة والنفس.
  • تعلم المزيد من مهارات حل المشكلات، واتخذ خطوات فعّالة لحل المشكلات التي تواجهها.
  • العمل على زيادة احترامك لذاتك.
  • وضع أهداف للعمل والسعي إلى تحقيقها، مما يعطي شعوراً إيجابياً بالحياة.
  • مارس ما تشعر أنه قد يخفف من عبء المشاعر السلبية لديك، وقد يكون ذلك من خلال الفن والموسيقى والحركة والتدوين.

وقد أظهرت الأبحاث أن الكتابة عما تشعر به أو تجاربك الإيجابية يمكن أن تحسن من قدرتك على التكيف بعد الحدث الصادم.

 

كلمة من عرب ثيرابي

على الرغم من أن التغيرات التي تحصل على جميع تفاصيل الحياة بعد الانفصال العاطفي تعد تغيرات جدرية وصعبة. إلا أنها قد تكون جيدة على الصعيد النفسي والشخصي أيضاً. حيث أنها قد تؤدي إلى النمو الشخصي وتساعد الشخص للانتقال إلى علاقة عاطفية أخرى أكثر دعماً ومحبة.

لذلك اسمح لنفسك بالشعور بالحزن في البداية. لكن راقب نفسك في هذه الأثناء، حيث أن المشاعر السلبية يجب أن لا تطول كثيراً. وفي حال لاحظت أن أعراض الحزن بدأت تأخذ منحى أكثر قوة أو شدة فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن ذلك دليل على حاجتك للتعامل مع مشاعرك بشكل أكثر فاعلية. لذلك لا تتردد في اللجوء إلى المساعدة المتخصصة في أقرب وقت.