ما ستجده في هذا المقال:
إن كنت تعاني من الأكزيما فغالباً أنت مدرك لمدى الانزعاج الذي تشعر به بسبب الرغبة الشديدة في الحكة. إلا أن الشيء الذي قد يفاجئك هو ارتباط الأكزيما بالحالة النفسية، مما يعني أن الحصول على علاج لحالتك يعني العمل على تحسين مزاجك والتقليل من الأعراض النفسية أيضاً.
تعرف معنا على العلاجات المتاحة للأكزيما ومدى ارتباط مشكلتك الجلدية بحالتك النفسية.
العلاقة بين الأكزيما والحالة النفسية
على الرغم من أن تفسير العلاقة بين المشكلات النفسية وتفاقم حالة الأكزيما لدى الشخص غير واضحة بدقة، إلا أنه من المؤكد أن كلا الحالتين تؤثران على بعضهما البعض بشكل متبادل. كما أن أعراض الأكزيما الأكثر شدة غالباً ما ترتبط بمخاوف أكثر خطورة تتعلق بالصحة النفسية.
فعند التعرض للمواقف المرهقة نفسياً والشعور بالتوتر، فإن الجسم تلقائياً ينتقل إلى استجابة القتال أو الهروب. والتي تحدث فيها إطلاق مستويات كبيرة من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول.
مستويات الكورتيزول المرتفعة هذه تعمل على تثبيط الجهاز المناعي، مما يسبب استجابة التهابية في الجلد. وقد يكون الأشخاص الذين يعانون من مشكلات جلدية مثل الأكزيما أكثر عرضة لمثل هذه التأثيرات من الأشخاص الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق بسبب الطريقة التي تعمل بها أدمغتهم خلال عند حدوث الاستجابة الالتهابية هذه.
من يعاني من الأكزيما يزداد لديه خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق بحوالي (2.5 – 3) أضعاف من لا يعاني من مشكلات جلدية. وتزداد هذه النسبة بازدياد شدة الحالة.
علاج الأكزيما
على الرغم من أن العلاجات الأولية لبدء مشكلة الأكزيما هي بالترطيب المستمر وعادات العناية الشخصية الأخرى، إلا أن بعض الحالات الشديدة تحتاج إلى علاج أكثر شدة في ذلك.
ومع ذلك، قد تكون بعض حالات الأكزيما مزمنة وبعضها الآخر يعاود الظهور بين الحين والآخر. بينما تحتاج حالات أخرى إلى شهور وحتى سنوات للسيطرة عليها.
ومن العلاجات المتاحة للتخلص من الأكزيما وعلاج الأعراض المزعجة:
الأدوية
هناك الكثير من الكريمات الدوائية التي يتم وصفها طبياً للأكزيما، إلا أنه لا بد من التأكيد على ضرورة استخدامها حسب التعليمات المرفقة بها لتجنب الآثار الجانبية مثل ترقق الجلد.
ومن الأمثلة على هذه الأدوية:
- التاكروليماس (Protopic).
- البيميكروليماس (Elidel).
كما يمكن أن يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية التي تساعد على تفادي حدوث الالتهابات والسيطرة على الأعراض. مثل الساكلوسبورين والميثوتريكسات والبريدنيزون والميكوفينولات والأزاثيوبرين.
أما في الحالات الشديدة من الأكزيما، فغالباً ما تكون الأدوية الحيوية القابلة للحقن (الأجسام المضادة أحادية النسيلة)، مثل دوبيلوماب (Dupixent) وترالوكينوماب (Adbry) خياراً فعّالاً.
علاجات أخرى
هناك طرق علاجية أخرى تفيد في علاج الأكزيما، ومنها:
- الضمادات المبللة:
تستخدم هذه الضمادات في الحالات الشديدة من الأكزيما، ويستخدم فيها مرهم يحتوي على الكورتيكوسترويدات.
- العلاج بالضوء:
غالباً ما يتم اللجوء إلى العلاج بالضوء في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الموضعية أو تظهر عليهم الأعراض بسرعة مرة أخرى بعد العلاج. وفيه يتم تعريض الجزء المصاب من الشخص إلى أشعة الشمس الطبيعية بكميات محددة. كما يمكن اللجوء إلى الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية والأشعة فوق البنفسجية B ضيقة النطاق وحدها أو مع أدوية أخرى.
- الارتجاع البيولوجي:
يساعد الارتجاع البيولوجي في معرفة الشخص أكثر حول أعراضه وكيفية تأثير المحفزات عليها (خاصة إن كانت المحفزات نفسية).
إذا كنت تشعر بالخجل أو الإحباط بسبب حالة جلدك، فيمكن أن يفيدك التحدث مع أحد الاستشاريين النفسيين حول ذلك.
استراتيجيات تساعد في علاج الأكزيما
لن نقول أن التخلص من التوتر الحياتي هو علاج فعّال للأكزيما، لكن القدرة على التحكم بحالتك النفسية والسيطرة على انفعالاتك والتقليل من حدة توترك يساعدك بكل تأكيد في التخفيف من أعراض الأكزيما التي تعاني منها.
وللوصول إلى هذه النقطة، فلا بد من القيام ببعض الاستراتيجيات التي تضمن ذلك، مثل:
القدرة على الاسترخاء
هناك الكثير من الأساليب التي قد تساعد في استرخائك، فما عليك إلا اكتشاف نفسك واختيار ما تجده فعالاً بالنسبة لك. فمثلاً يمكنك تجربة:
- ممارسة تمارين التنفس.
- الاستماع إلى الموسيقى وأصوات الطبيعة.
- ممارسة تمارين اليوغا أو التاي تشي.
- قراءة كتاب مفضل.
- قضاء المزيد من الوقت في العناية بحيوانك الأليف.
- التنزه بالأماكن الطبيعية.
- ممارسة هواية مفضلة.
قم بإلهاء نفسك والابتعاد عن التفكير السلبي من خلال الأنشطة الإبداعية التي يمكنك القيام بها بيديك، مثل الكتابة أو الرسم أو الحياكة أو الطهي أو لعب الشطرنج.
النوم الكافي
لن تستطيع الحصول على ما يكفي من النوم ما دمت تعاني من الحكة القوية بسبب الأكزيما، الأمر الذي يفاقم من حدة توترك وانفعالك في اليوم التالي. حيث تظهر الدراسات أن ما نسبته 74% ممن يعاني من الأكزيما يعانون من اضطراب نمط نومهم أيضاً. لكن من خلال تناول مضادات الهيستامين، فقد تجد نفسك غير قادر على الاستيقاظ، بالوقت ذاته فإن الاستجابة للحساسية لديك تنخفض. كما يمكن أن تستفيد من:
- الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم.
- وضع الكريمات المرطبة على بشرتك.
من خلال جعل غرفة النوم أكثر تعتيم وبرودة وهدوء تستطيع أن تحصل على القدر الكافي من النوم. لا تنسى أن تترك هاتفك قبل النوم بساعة على أقل تقدير.
ممارسة التمارين الرياضية
للرياضة تأثير كبير على الصحة النفسية، حيث أن تحارب كل من التوتر والقلق والاكتئاب والمشاعر السلبية الأخرى. حيث أن التمارين الرياضية تحفز بعض الناقلات العصبية والهرمونات والتي بدورها تحسن الحالة المزاجية بشكل كبير. لذلك فأنت بحاجة إلى ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني كل أسبوع، سواء كان مشي أو جري أو سباحة أو ملاكمة.
لكن انتبه، إذا كان العرق هو سبب تفاقم أعراض الأكزيما لديك، فتذكر أن تستحم بماء بارد أو فاتر بعد التمرين مباشرة وأن تغير ملابسك.
الاهتمام بالنظام الغذائي
بسبب الحالة التحسسية المصاب بها من يعاني من الأكزيما، فإن هناك بعض الأطعمة التي قد تزيد من ردود التحسس لديهم. ومن هذه الأطعمة:
- منتجات الألبان.
- الغلوتين.
- المكسرات.
- الأسماك.
- الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة والسكريات.
لذلك، فإنه من المهم الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن، والانتباه جيداً لما يعتبر كمحفز لأعراض الحساسية لديك. بالإضافة إلى هذا، فإن هناك بعض الأطعمة التي من شأنها أن تزيد من حدة توترك حاول تجنبها قدر الإمكان.
نصيحة عرب ثيرابي
ترتبط الحالة النفسية بالوضع الجسدي بشكل وثيق، فإن بدأت بملاحظة أن الأكزيما لديك تسبب لك أعراضاً نفسية، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بعدم التردد بطلب المساعدة النفسية المتخصصة، خاصة إن استمرت الأعراض التالية لمدة تزيد عن أسبوعين:
- الشعور بالحزن والقلق.
- الشعور باليأس.
- فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة الأخرى.
- انخفاض الطاقة، والشعور بالتعب في كثير من الأحيان.
- صعوبة في التركيز.
- الأرق.
- مشكلات في النوم.
- تغير الوزن الناتجة عن تغيرات في الشهية.
- امتلاك أفكار حول الموت أو الانتحار.