ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يحتاجون إلى تناول حبوب الحساسية للتقليل من أعراض التحسس التي يعانون منها خاص في مواسم محددة من السنة، إلا أن الاستعمال المطول لهذه الأدوية قد يكون له تأثيرات نفسية سلبية على البعض.
تعرف معنا العلاقة على العلاقة بين أدوية الحساسية والربو وبين الأعراض النفسية، وحاول ملاحظة مدى تأثير ذلك عليك شخصياً.
تأثير حبوب الحساسية والربو على الحالة النفسية
يتأثر الأشخاص بشكل مختلف مع الأدوية التي يتناولونها، فعلى الرغم من الفائدة المرجوة من حبوب الحساسية، إلا أن البعض يعاني من تأثيرات نفسية غير مرغوبة في حال طال استخدامه لهذه الحبوب.
تظهر هذه التأثيرات النفسية حسب الفئة الدوائية لهذه الحبوب على النحو التالي:
مضادات الهيستامين
تعد هذه الفئة من حبوب الحساسية الأكثر شيوعاً واستخداماً من قبل الأشخاص. ومن الأمثلة عليها بينادريل (Benadryl) أو كلاريتين (Claritin) والتي تعتبر من الجيل القديم من مضادات الهيستامين.
ولأن المواد الفعّالة لهذه الأدوية تصل إلى الدماغ عبر الدم، فقد تسبب:
- الشعور بالنعاس.
- عدم القدرة على التركيز والتنسيق.
- الشعور بالتعب والخمول.
- الشعور بالتخدير أو التحفيز المفرط.
هذه الأعراض المزعجة قد لا يؤثر فقط على الحالة المزاجية، بل تساهم أيضاً في زيادة القلق والإصابة بالاكتئاب لدى البعض.
مزيلات الاحتقان
قد لا يبدو تأثير مزيلات الاحتقان ذات تأثير مباشر على الحالة النفسية، لكنها تؤدي إلى حدوث الأرق ومواجهة صعوبة في بقاء الشخص نائماً. وقد تم الربط بين قلة النوم أو سوء جودته وبين الصحة النفسية السيئة. حيث أنه مع مرور الوقت يصبح قلة النوم تأثيرات نفسية سلبية وتزيد من مشاعر القلق والانفعال السريع.
يمكن لقلة النوم أن يفاقم الحالات النفسية السيئة التي يعاني منها الشخص بشكل مسبق.
أدوية الربو
قد تكون حبوب الحساسية والربو هذه أكثر خطورة مما سبق، حيث ترتبط بشكل كبير بالسلوكيات الخطيرة والتغيرات المزاجية. ومن الأمثلة على هذا النوع من الأدوية مونتيلوكاست (montelukast). ومن ضمن التأثيرات النفسية السلبية لهذه الحبوب:
- الإثارة والانفعال، وإبداء بعض السلوكيات العدوانية أو العدائية.
- عدم القدرة على التركيز.
- رؤية أحلام مزعجة أو حية.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالارتباك.
- الشعور بالقلق.
- حدوث الهلاوس (رؤية أو سماع أشياء ليست موجودة بالفعل).
- مواجهة مشكلات في الذاكرة.
- ملاحظة أعراض الوسواس القهري.
- الأرق وعدم القدرة على النوم.
- المشي أثناء النوم.
- التأتأة غير المبررة.
- امتلاك أفكار انتحارية أو القيام ببعض المحاولات الحقيقية للانتحار.
وبسبب الآثار النفسية السابقة، فإن دواء المونتيلوكاست لا يتم وصفه إلا لعلاج التهاب الأنف التحسسي فقط في المرضى الذين لا يستطيعون تحمل أدوية الحساسية الأخرى أو لا يتم علاجهم بشكل فعال.
إن كنت جديد في استخدام حبوب الحساسية وأدوية الربو، فمن الأفضل الحصول على المزيد من المعلومات المتعلقة بها قبل البدء في استخدامها. تابع القراءة لمعرفة ما قد يفيدك على هذا الصعيد.
أمور مهمة يجب معرفتها قبل البدء في تناول حبوب الحساسية والربو
من الجيد معرفة بعض المعلومات المتعلقة بحبوب الحساسية وأدوية الربو قبل البدء في تناولها، الأمر الذي يضمن الحصول على الاستفادة المرجوة. ومن أهم هذه المعلومات:
- مضادات الهيستامين هي الحبوب الأكثر شيوعًا المستخدمة لعلاج حالات الحساسية المتنوعة مثل حمى القش وحبوب اللقاح. فهي تعمل على منع إنتاج المزيد من الهستامين (المادة الكيميائية التي يتم إنتاجها وإطلاقها في تفاعلات الحساسية التي تسبب العديد من أعراض الحساسية).
- يوجد أنواع من مضادات الهيستامين غير المهدئة والتي تقل احتمالية تسببها للنعاس في حال استخدامها وفقاً للتعليمات.
- غالباً ما تبدأ فاعلية جميع مضادات الهيستامين بالظهور بسرعة لتخفيف أعراض الحساسية، فبعد تناول جرعتين فقط من الدواء قد تلاحظ التحسن. وعلى الرغم من ذلك قد تكون مضادات الهيستامين غير المسكنة أبطأ قليلاً في التأثير، ولكن مفعولها يستمر لفترة أطول من الزمن.
- يمكن الاعتماد على بخاخات الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid) الأنفية المضادة للالتهابات في علاج حساسية الأنف، فهي فعالة جداً سواء تم استخدامها منفردة يومياً أو مع مضادات الهيستامين. فهي تعمل على العديد من أعراض الحساسية، بما في ذلك سيلان الأنف والاحتقان.
- إن كانت أعراض الحساسية خفيفة ولا تتجاوز الحكة واحتقان الأنف، فإن استعمال رذاذ الأنف الملحي غالباً ما يكون كافياً. حيث أن له تأثير مهدئ عند رشه في الأنف ويساعد على تفتيت المخاط في الممرات الأنفية.
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية، يجب عليهم البدء في استخدام مضادات الهيستامين أو بخاخات الكورتيكوستيرويدات الأنفية قبل فترة الحساسية المتوقعة للحصول على أفضل النتائج. في حين أن بعض هذه الأدوية يمكن أن تخفف الأعراض بسرعة، فإن فعاليتها على المدى الطويل تتراكم ببطء. إن بدء تناول الدواء قبل موسم حبوب اللقاح النشط يمكن أن يقلل من معظم الأعراض المزعجة.
- تعتبر بخاخات الأنف المضادة للاحتقان فعالة في التقليل من الأعراض على المدى القصير. لكن يجب عدم استخدامها لأكثر من خمسة أيام متتالية، وإلا فإن مفعولها يصبح عكسياً وتساهم في زيادة الاحتقان.
ومع ذلك، لا بد من التفكير في كيفية التقليل من الآثار النفسية المترتبة على استخدام هذه الأدوية، والعمل على تجنب التعرض لها. لذلك حاول مناقشة طبيبك المعالج.
التفكير في التقليل من آثار حبوب الحساسية النفسية
إن تتوقع أن استخدامك لحبوب الحساسية وأدوية الربو قد يطول لفترة طويلة من الزمن بسبب مواسم التحسس المختلفة، فلا بد من التفكير في تحقيق التوازن بين الراحة التي ستحصل عليها من تخفيف أعراض الحساسية لديك وبين الآثار النفسية الجانبية المحتملة.
فعند التحدث مع طبيبك المعالج ومناقشة هذه التأثيرات، فقد يقترح علاجات بديلة، أو تعديلات الجرعة، أو دعم إضافي لإدارة الآثار النفسية المحتملة.
يوصى بالمراقبة المستمرة للصحة النفسية أثناء استخدام حبوب الحساسية على المدى الطويل.
نصيحة عرب ثيرابي
قد تكون المستويات المنخفضة من القلق أو التشتت التي تسببها حبوب الحساسية طبيعية ولا تثير الخوف، فغالباً ما يستطيع الشخص التعامل مع المواقف بشكل ذاتي.
لكن في حال لاحظت المزيد من التأثيرات النفسية السلبية أو أن كان قلقك لا تستطيع التعامل معه، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بالحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
فقد يكون الأمر لا يتعلق بتناول هذه الأدوية، بل لها ارتباطات نفسية سابقة يجب التعامل معها قبل تفاقم تأثيرها.