ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من اختلاف الأعراض المرافقة لتهيج القولون الهضمي من شخص إلى آخر، إلا أن هذه الأعراض كفيلة بالتأثير على حياة الشخص بشكل كامل وتمنعه من ممارسة حياته اليومية بالشكل المعتاد.
إن كنت مؤخراً قد بدأت تعاني من هذه الحالة، فقد يكون الوقت قد حان للتعرف على جميع الأعراض المحتملة لتهيج القولون لديك.
الأعراض المختلفة لتهيج القولون الهضمي
يؤثر القولون الهضمي على الحالة الجسدية والنفسية بحد سواء، حيث يمكن ملاحظة الأعراض المزعجة التالية في حالة تهيجه:
الأعراض الجسدية للقولون
قد تكون لاحظت بعض التشنجات والألم في البطن منذ فترة، لكن اعلم أن هناك المزيد من الأعراض مثل:
- الحاجة المتكررة لدخول الحمام لتفريغ الأمعاء.
- وجود الغازات الزائدة والشعور بالانتفاخ.
- حدوث إسهال أو إمساك أو التناوب بينهما في بعض الأحيان.
- ملاحظة وجود مخاط في البراز (قد يبدو أبيض اللون).
- الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل بعد دخول الحمام.
ومع ذلك، قد تختلف حدة الأعراض ومدى تكرارها ونمطها باستمرار. فقد تعاني من أعراض متكررة أو دائمة، بينما في أوقات أخرى قد تعاني من أعراض على شكل نوبات غير مستمرة تتيح لك المجال للاستمتاع ببعض الوقت بين الحين والآخر. لكنها ما تلبث أن تعود فور التعرض لمحفز معين مثل تناول نوع معين من الطعام أو التعرض للتوتر.
الأعراض النفسية المرافقة للقولون الهضمي
يرتبط كل من القولون العصبي والحالة النفسية بشكل متبادل، حيث أن الحالة النفسية المتدنية تؤدي إلى تفاقم الأعراض الجسدية وتؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الدماغ تعمل على زيادة إشارات الألم في أمعائك مما قد يتسبب في تفاعل القولون. من جانب آخر فإن الأعراض المزعجة تتسبب في تراجع الحالة النفسية لدى الشخص.
فعند تفاقم أعراض القولون الهضمي، غالباً ما يشعر الشخص بالضيق والتوتر نتيجة للانزعاج والألم الذي يشعر به. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة لتجربة الحالات النفسية التالية:
- الإصابة بالاكتئاب: حيث أن خمس الأشخاص الذين يعانون من القولون الهضمي لديهم أعراض الاكتئاب.
- القلق والتوتر: من الملفت للانتباه أن ما يزيد عن نصف من تم تشخيص حالتهم على أنها متلازمة القولون العصبي تم تشخيصهم أيضاً باضطراب القلق.
- التفكير بالانتحار: إن عدم السيطرة على الحالة الصحية أو عدم القدرة على تحمل الأعراض المزعجة غالباً ما ينتج عنه يؤثر على تحقيق الأهداف، الأمر الذي ينعكس على مدى الشعور بالفشل أو الرضا عن النفس. وفي بعض الحالات قد يبدأ الشخص بالتفكير بالانتحار.
الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب ومشكلات النوم واضطراب ما بعد الصدمة.
كيفية السيطرة على أعراض القولون الهضمي؟
تعتبر حالة القولون الهضمي حالة لا يمكن علاجها بشكل نهائي أو التخلص من أعراضها تماماً، لكن من خلال بعض الإجراءات يستطيع الشخص السيطرة على أعراضه وإدارة حالته بطريقة أفضل. فما عليه في البداية إلا ملاحظة الأعراض التي يعاني منها وما محفزاتها على وجه التحديد. ومن ثم تجربة الاستراتيجيات التالية:
التغييرات الغذائية
ما أن تبدأ تعاني من أعراض القولون حتى تدرك أن الوقت قد حان لإجراء بعض التعديلات على نمط الغذاء لديك. فقد يكون ذلك من خلال ملاحظة ما يمكن أن يزيد من الأعراض سوء والابتعاد عنه أو باتباع حمية غذائية معدة من أخصائي تغذية. بالإضافة إلى ذلك، لا بد من الانتباه إلى النقاط المهمة التالية:
- تناول المزيد من الألياف (بشكل بطيء لكي يتكيف معها الجهاز الهضمي) بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب والخوخ والمكسرات.
- التقليل من تناول الأطعمة المحتوية على اللاكتوز مثل الجبن والحليب، ومحاولة تعويض العناصر المهمة في هذه الأغذية من مصادر أخرى.
- الابتعاد عن الأطعمة المسببة للغازات مثل الفاصوليا وكرنب بروكسل والملفوف. حيث أن هذه الخطوة لها نتائج فورية وملموسة في تحسن الأعراض.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي الغلوتين، مع ضرورة تعويض العناصر والمعادن الموجودة في هذه الأطعمة المحتوية من مصادر غذائية أو مكملات..
- شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً (2 لتر). حيث يحافظ الماء على ترطيب الجهاز الهضمي ويقلل من الإمساك المرافق لحالتك أو يقي منه.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية والعلكة التي قد تسبب الغازات.
- تتبع النظام الغذائي وتسجيل الأطعمة المزعجة في مذكرات تسمح لك العودة إليها قبل تناول الطعام لمعرفة ما إذا كانت تسبب أي من أعراض القولون الهضمي.
تشير الدراسات أن تناول الأطعمة المحتوية على البروبيوتك له فاعلية كبيرة في الحد من أعراض القولون، فهو يحسن نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
تغييرات في النمط الحياتي
النمط الحياتي الجيد له تأثيره الصحي على جميع الجوانب الحياتية للشخص، فهو لا يحسن الحالة الصحية فقط، بل يمتد تأثيره ليطول الحالة النفسية أيضاً والتي بدورها تؤثر على العافية الجسدية. لذلك قد يساعدك في إدارة حالتك القيام بما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً لخمسة أيام في الأسبوع.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق. حيث أنها تساهم في التخلص من التوتر وتهدئة الجهاز الهضمي وبالتالي الأمعاء.
- الحصول على قدر كافي من النوم للتقليل من التوتر وبالتالي الحد من أعراض القولون المرتبطة به. لذلك لا تتنازل عن نوم 7 ساعات ليلاً.
العلاج الدوائي
تساعد بعض الأدوية في التحكم أكثر بالأعراض المزعجة التي يعاني منها الشخص، فمثلاً قد يصف لك الطبيب:
- أدوية لتخفيف الإمساك، بما في ذلك مكملات الألياف والملينات.
- أدوية للحد من الإسهال.
- أدوية تساعد في علاج التشنجات المعوية.
- الأدوية المخصصة للقولون، مثل ديسيكلومين (Dicyclomine)، هيوسيكامين (Hyosycamine)، لوبيبروستون (Lubiprostone)، ليناكلوتيد (Linaclotide).
تذكر أن ما قد يفيد الآخرين في إدارة أعراض القولون لديهم قد لا يعود بالنتائج ذاتها على حالتك. لذلك حاول باستمرار تجربة النصائح المختلفة.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما تستغرق الخطة العلاجية المتبعة للتخلص من أعراض القولون الهضمي وقتاً طويلاً لملاحظة النتائج الإيجابية. ومع ذلك، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج النفسي دائماً ما يساعد في إعطاء المزيد من السيطرة من خلال تحسين الحالة النفسية والتقليل من تأثيراتها على الحالة الجسدية. ومن أفضل الأساليب المتبعة في هذه الحالة:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
- العلاج بالتنويم المغناطيسي.
- الارتجاع البيولوجي.