تأثير الحالة النفسية على الجسم

تأثير الحالة النفسية على الجسم | علاقة لا يمكن فصلها

دائماً ما ينظر إلى الحالة النفسية والجسدية على أنهما منفصلتين، إلا أن الدراسات والأبحاث أثبتت عكس ذلك كاملاً، حيث أن ما ما يعانيه الشخص نفسياً له تأثير على باقي الجسم.

اكتشف كيف يمكن لحالتك النفسية السيئة أن تؤثر سلباً على صحتك، وحاول الاعتناء بذاتك بشكل أفضل.

 

سبب تأثير الحالة النفسية على الجسم

لا تسبب الحالة النفسية السيئة أو الاضطرابات النفسية في التقليل من قدرة الشخص من الاستمتاع بحياته اليومية فقط، بل هذه الحالة لها تأثير واضح على الجسم مثل الإصابة بأمراض القلب. وترتبط الحالة النفسية بالوضع الصحي من خلال عدة عوامل مثل:

  • الوراثة: هناك جينات محددة تلعب دوراً في زيادة احتمالية الإصابة بالمشكلات النفسية، وهي ذاتها التي تزيد من خطر التعرض للمشكلات الصحية أيضاً.
  • فقدان الدافع: كون الشخص يعاني من حالة نفسية سيئة أو اضطراب محدد، فهذا كفيل لتراجع حافزه الشخصي في الاعتناء بنفسه. كما يمكن أن يصبح تناول الأدوية الموصوفة أمراً في غاية الصعوبة.
  • صعوبة في التركيز: بعض الحالات النفسية السيئة لها تأثير على تركيز الشخص. الأمر الذي ينعكس على قدرته على الالتزام أو حضور المواعيد الطبية.
  • السلوكيات غير الصحية: قد يحاول الشخص في بعض الأحيان التعامل مع المواقف المسببة للتوتر أو حالته النفسية بأساليب غير صحية مثل تناول الكحول أو فرط التدخين. الأمر الذي يؤثر سلباً على صحته ويزيد من احتمالية تعرضه للأمراض. 
  • عدم المتابعة الدورية: قد تتشابه بعض الأعراض الجسدية التي ترافق الحالات النفسية السيئة مع أعراض بعض المشكلات العضوية. مما يقلل الاهتمام بالحالة الصحية باعتبار الأعراض تابعة للمشكلة النفسية. 

الأشخاص الذين يعانون من حالة نفسية سيئة هم أقل قابلية لإجراء الفحوصات الروتينية (مثل ضغط الدم والوزن والكوليسترول). وبالتالي عدم اكتشاف الأمراض في وقت مبكر.

 

كيفية تأثير الحالة النفسية على صحة الجسم

لا يمكن الفصل بين الصحة النفسية والجسدية نهائياً، فكون الشخص يتمتع بحالة نفسية جيدة فهذا كفيل في التقليل من الأمراض العضوية الخطيرة التي قد تصيب الجسم. فمثلاً تقل مخاطر حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية بشكل كبير. أما الإصابة بإحدى الاضطرابات النفسية فهذا يعني ضعف الصحة البدنية.

ويمكن ملاحظة هذه التأثيرات السلبية من خلال:

  • الشكوى من الصداع والتعب ومشاكل الجهاز الهضمي والأرق واضطراب نمط النوم عند الإصابة بالاكتئاب.
  • اضطراب الجهاز الهضمي وزيادة أعراض القولون العصبي عند الشعور بالقلق.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الفصام.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري والربو والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل. حيث ربطت الدراسات بين الإصابة بالاكتئاب والأمراض المزمنة وحتى زيادة معدل الوفيات الناتجة عن عن هذه الأمراض.

يمكن للحالات النفسية السيئة أن تجعل التعامل مع المرض المزمن أمراً صعباً. 

 

كيفية الاعتناء بالصحة النفسية والبدنية في آن واحد

لا تقلق على نفسك، فمن خلال بعض الطرق تستطيع التحكم والسيطرة على صحتك بشكل عام بما فيها الصحة النفسية والجسدية. فما عليك إلا اتباع ما يلي:

  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تعتبر الرياضة مهمة لكل من لياقتك البدنية والنفسية وتحسين حالته المزاجية. يكفي فقط المشي لمدة 10 دقائق يومياً، فهو قد يزيد من يقظتك الذهنية ويتركك نشيطاً وفي مزاج جيد.
  • اتباع نظاماً غذائياً صحياً: من السهل تناول الوجبات السريعة في حال كنت تعاني من مشكلة نفسية أو عضوية. لكن لتحسين صحتك بشكل عام اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات وقليل من السكريات أو الدهون المصنعة. 
  • الابتعاد عن الكحول والمخدرات: غالباً ما يشعر الشخص بالتحسن المؤقت عند تناوله الكحول أو تعاطيه المخدرات. إلا أن هذا التحسن ما هو إلا شعور مؤقت يلحقه تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية والنفسية.
  • الحصول على قسط كاف من النوم: أي حوالي (7 – 9) ساعات يومياً من النوم الليلي الجيد. كما يمكن لنصف ساعة من القيلولة خلال النهار تزيد من شعورك باليقظة.
  • ممارسات تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا، فهي تساعد في الحد من التوتر اليومي.
  • زيادة اللطف مع الذات: ويكون ذلك من خلال التركيز على المشاعر والأحداث الإيجابية بدلاً من السلبية.
  • الحصول على شبكة دعم نفسي: يمكن الاعتماد على الأصدقاء والمقربين عند الشعور بالتوتر أو الانزعاج. كما أن طلب المساعدة ممن حولك في المواقف الصعبة يقلل من العبء الذي تشعر به. 
  • التوقف عن التدخين: التدخين له تأثير سلبي على الصحة النفسية والجسدية. فعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأن التدخين تخفف من الأعراض النفسية، إلا أن هذا الأمر مؤقت وينعكس في النهاية.
  • التفريغ العاطفي: المشاعر السلبية المتراكمة داخلك تزيد من حدة حالتك النفسية وتسبب أعراض جسدية مثل تشنج العضلات والصداع والتعب بشكل عام. حاول التعبير عن مشاعرك بالشكل الصحيح دون أن تضر الآخرين.
  • تطوير المرونة النفسية: تساعد المرونة النفسية في التعامل مع المواقف المختلفة بطرق فعالة ودون التأثير على الحالة النفسية وحدوث أعراض جسدية مزعجة.

يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) في تعلم أفضل الطرق لزيادة المرونة النفسية. استشر الأخصائي النفسي واكتشف كيف يمكنه أن يساعدك.

 

أعراض الحالة النفسية السيئة

تم الربط بين الحالة النفسية السيئة وضعف الجهاز المناعي لدى الشخص. فهو يصبح أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والالتهابات المختلفة في الجسم خلال الأوقات العاطفية الصعبة. 

كما أن القلق والانزعاج يجعل الشخص أقل اهتماماً بنفسه ورعاية الأمور الصحية المختلفة من رياضة وغذاء متوازن والنوم الجيد. بل والأسوأ، يفرط في الممارسات غير الصحية والتي تزيد من حالته الصحية سوءاً. 

إن كنت تعاني من حالة نفسية سيئة فقد تلاحظ الأعراض الجسدية التالية:

  • ألم في الظهر.
  • تغير في الشهية وما يتبعها من زيادة أو خسارة الوزن.
  • ألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.
  • اضطراب الجهاز الهضمي وحدوث إمساك أو إسهال واضطراب المعدة.
  • جفاف الفم.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • الشكوى من الأوجاع والآلام العامة.
  • الصداع.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الأرق  (صعوبة في النوم).
  • الشعور بالدوار.
  • الشعور بالخفقان (أو تسارع ضربات القلب).
  • حدوث مشكلات جنسية.
  • تصلب الرقبة.
  • التعرق المفرط.

 

كلمة من عرب ثيرابي

تسبب الحالات النفسية السيئة الكثير من المشاعر السلبية القوية التي قد يجد الشخص صعوبة في التخلص منها. إن كانت هذه المشاعر مستمرة أو تزداد حدة مع الوقت فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة النفسية المتخصصة.

قد تجد صعوبة في البدء بالحديث عن مشاعرك وأفكارك، لكن تذكر أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي دائماً موجودين لمساعدتك في التعرف على ما قد يكون سبباً في مشاعرك التي لا تستطيع السيطرة عليها.