ما ستجده في هذا المقال:
يمثل انفصال الآباء تحديًا نفسيًا كبيرًا للأطفال، حيث يمكن أن يترتب عنه آثار عميقة على نموهم العاطفي والاجتماعي. وقد يعانون من شعور بالضياع وعدم الاستقرار، مما يؤثر على صحتهم النفسية. ما تأثير الانفصال على الأطفال؟
ما هي تداعيات وتأثيرات الانفصال على صحة الأطفال النفسية؟
يمكن أن يشمل التأثير النفسي (Psychological impact) ما يأتي:
الاكتئاب
بينما قد يشعر الطفل في البداية بالإحباط أو الحزن بشأن الطلاق، تشير الدراسات إلى أن أطفال المطلقين معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب السريري:
- يعد جزء منهم معرضًا أيضًا لخطر أكبر من التهديدات أو محاولات الانتحار.
- في حين أن هذه المشكلات يمكن أن تؤثر على الأطفال في أي عمر، إلا أنها تميل إلى أن تكون أكثر بروزًا مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 عامًا وما فوق.
- قد يكون الأولاد أكثر عرضة لخطر الأفكار الانتحارية من الفتيات، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
تعد الاستعانة بمساعدة أخصائي الصحة النفسية المرخص له أمرًا بالغ الأهمية لعلاج والدعم النفسي
الشعور بالغضب
قد يشعر الأطفال بالغضب بسبب الطلاق، وقد يكون هذا نتيجة لحدوث تغير في عالمهم بالكامل، وعادة ما يكون موجودًا بشكل خاص مع الأطفال في سن المدرسة والمراهقين. وقد يكون الغضب موجهًا إلى داخل الطفل؛ حيث يلوم بعض الأطفال أنفسهم على طلاق والديهم.
الانسحاب الاجتماعي
من أبرز ما يمكن يذكره ما يأتي:
- قد تلاحظ أيضًا أن طفلك الاجتماعي أصبح خجولًا أو قلقًا للغاية.
- قد يبدو غير مهتم أو حتى خائفًا من المواقف الاجتماعية، مثل الخروج مع الأصدقاء أو حضور الأحداث المدرسية.
- ترتبط صورة الذات المنخفضة بالطلاق والانسحاب الاجتماعي، لذا فإن تعزيز ثقة طفلك مع الحوار الداخلي قد يساعده على الخروج من قوقعته مرة أخرى.
تأكد من حالة طفلك النفسية مع اختبار ADHD بالعربي أو اختبار الحالة النفسية للأطفال
قلق الانفصال
قد يظهر تأثير الانفصال على الأطفال الأصغر سنًا على شكل قلق الانفصال، مثل زيادة البكاء أو التشبث:
- يميل هذا القلق إلى البدء بين سن 6 إلى 9 أشهر ويختفي بحلول 18 شهرًا.
- قد يُظهر الأطفال الصغار أو الأطفال الأكبر سنًا علامات قلق الانفصال أو قد يطلبون الوالد الآخر عندما لا يكون موجودًا.
- قد يستجيب بعض الأطفال جيدًا للروتين الثابت بالإضافة إلى الأدوات المرئية، مثل التقويم، مع تحديد الزيارات بوضوح عليه.
صراع في العلاقات
تُظهر الدراسات أن انفصال الآباء قد يخلق فرصة للأطفال للمرور في نفس موقف البالغين:
- تكمن الفكرة هنا في أن الانقسام بين الوالدين قد يغير موقف الطفل تجاه العلاقات بشكل عام.
- قد يكونون أقل حماسًا للدخول في علاقات طويلة الأمد وملتزمة.
- يُظهر العيش في ظل الطلاق للأطفال أن هناك العديد من البدائل لنماذج الأسرة السليمة.
هل هناك تأثيرات أخرى للانفصال على الأطفال؟
يشمل تأثير الانفصال على الأطفال أيضًا ما يأتي:
- التحصيل الأكاديمي: قد يحصل الأطفال الذين يمرون بالطلاق على درجات أقل أو يواجهون معدل تسرب أعلى مقارنة بأقرانهم. وعادة تكون أكثر وضوحًا في سن 13 إلى 18 عامًا.
- العودة إلى سلوكيات سابقة: قد يعود الأطفال إلى سلوكيات مثل التشبث، أو التبول اللاإرادي، أو مص الإبهام، أو نوبات الغضب.
- تغير أنماط الأكل: تُلاحظ هذه التأثيرات (Effects) بشكل خاص لدى الأطفال الذين يعانون من الانفصال قبل بلوغهم سن 6 سنوات.
- تغير أنماط النوم: يواجه الأطفال في معظم الفئات العمرية مشاكل في النوم، مما قد يساهم في زيادة الوزن أو الكوابيس أو الإيمان بالوحوش التي تثير مشاعر القلق حول وقت النوم.
- الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر: مثل إساءة استخدام المواد أو السلوك العدواني وغيره.
بحلول الوقت الذي يصبح فيه أطفالك في سن المراهقة، من المرجح أن يفهموا المشاعر الأساسية التي تؤدي إلى الطلاق أو الانفصال.
ما التأثيرات المحتملة للانفصال على الأطفال في مختلف الأعمار؟
قد يتعامل الأطفال من مختلف الأعمار مع عملية الطلاق بشكل مختلف:
- قد لا يفهم الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات تمامًا سبب تغير ديناميكيات أسرهم، وقد يربكهم هذا الأمر بشأن سبب وجوب الانتقال بين منزلين مختلفين.
- يمكن أن يقلق الأطفال الأكبر سنًا قليلاً الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا والذين لديهم والدان مطلقان من أن انهيار أسرهم هو خطأهم.
- قد يعبر المراهقون عن مشاعرهم بشكل مختلف؛ ومن المرجح أن يفهموا ما يحدث، وقد يعبرون عن مشاعرهم بشأن الموقف من خلال الغضب أو السلوك المتمرد.
ما هو دور الأهل في دعم الأطفال خلال الانفصال؟
تشمل بعض النصائح لمساعدة الأطفال على التأقلم:
- شجع طفلك على التحدث إليك ثم استمع جيدًا لأي شيء يقوله.
- افهم أن كل الأطفال يتعاملون مع التغيير بشكل مختلف.
- انتبه لأي تصرفات أو إشارات أخرى تراها، وغيّر نهجك وفقًا لذلك.
- حاول القضاء على الصراع بينك وبين شريكك السابق إذا أمكن (وقد لا يكون ذلك ممكنًا دائمًا).
- اطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها.
- إذا بدأ طفلك في إظهار بعض علامات التحذير، فاتصل بطبيب الأطفال أو الطبيب النفسي.
- كن لطيفًا مع نفسك وكن قويًا ومع ذلك من المستحسن إظهار المشاعر أمام أطفالك.
اعترف بمشاعر الأطفال واجعلهم يعرفون أن الشعور بالحزن أو الغضب أو الارتباك أمر جيد
ما النصائح الممكنة لكيفية إخبار الأطفال بالانفصال؟
يقدم المتخصصون النصائح التالية لتجنب التأثير السلبي (Negative impact):
- اطرح الموضوع قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء أي انفصال؛ إذ يمنح هذا الأطفال بعض الوقت لمعالجة الموقف.
- قم بالمحادثة مع طفلك في مكان هادئ خالٍ من التشتيت.
- ركز على نقاط معينة، مثل كيف لم تتوصل أنت وشريكك إلى القرار بسهولة.
- طمئن طفلك أن الانفصال ليس ناجمًا عن سلوكه.
- تأكد من إعطاء طفلك مساحة للشعور بما يحتاج إلى الشعور به.
هل يحتاج الأطفال إلى دعم نفسي خاص بعد الانفصال؟
قد يحتاج بعض الأطفال إلى دعم إضافي أثناء الطلاق أو بعده. ويمكن للوالدين طلب المساعدة من طبيب أطفال أو معالج نفسي متخصص في العمل مع الأطفال والأسر. ويمكنك طلب المساعدة إذا لاحظت:
- استمرار الضائقة العاطفية الشديدة عند طفلك.
- صعوبات أكاديمية.
- الانسحاب من الأنشطة أو الأصدقاء.
- الانحدار في الشخصية أو تغيرات سلوكية شديدة.
لا يرى جميع الأطفال آثارًا سلبية للطلاق؛ إذ قد يرى الأطفال الذين يعيشون في بيئات مليئة بالصراعات الانفصال أمرًا إيجابيًا.
نصيحة عرب ثيرابي
مع علاجنا النفسي للأطفال، نصنع جسوراً من الأمل والتآلف لتحقيق شفاء شامل. نحن هنا لنساعد الأطفال على تجاوز تأثيرات التحديات النفسية بأساليب مبتكرة ومخصصة، نعيد بناء ثقتهم بأنفسهم ونمنحهم الأدوات لبناء مستقبل مشرق. انضموا إلينا في رحلة تحولية نحو سعادة وتوازن داخلي للأجيال القادمة!