Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
المخدرات والذهان: هل تعاطي المخدرات يسبب الذهان؟

المخدرات والذهان: هل تعاطي المخدرات يسبب الذهان؟

تُعد المخدرات من القضايا الصحية والاجتماعية المعقدة التي تؤثر على العديد من الأفراد والمجتمعات. يرتبط استخدام المخدرات بزيادة خطر الإصابة بالذهان، وهو اضطراب نفسي (Mental Disorder) يتسم بفقدان الاتصال بالواقع. في هذه المقالة، سنستعرض العلاقة بين المخدرات والذهان بشكل مفصل.

 

ما هي المخدرات؟ وما هو الذهان؟

يمكن التعرف بداية على المخدرات والذهان (Psychosis) كما يأتي:

ما هي المخدرات؟

تعرف المخدرات (Drugs) بأنها مواد كيميائية يمكن أن تغير طريقة عمل جسمك وعقلك. وهي تشمل الأدوية الموصوفة أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو الكحول أو التبغ أو المخدرات غير المشروعة.

ما هو الذهان؟

تعد الاضطرابات الذهانية مجموعة كبيرة من الحالات الصحية العقلية التي تشترك في علامات وأعراض مماثلة:

  • يمكن أن تستمر هذه الحالات لساعات أو أيام أو شهور أو حتى سنوات.
  • يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى مؤلمة للغاية.
  • تنطوي الاضطرابات الذهانية عادة على مزيج من الهلوسة والأوهام.
  • تعرف الهلوسة بأنها رؤية أو سماع أو الشعور بأشياء ليست موجودة حقًا. إذ يمكن لبعض الأشخاص حتى أن يشموا أو يتذوقوا أشياء غير موجودة.
  • تعرف الأوهام بأنها معتقدات حول شيء غير صحيح، وقد تؤدي إلى الشك الزائد أو الإصابة بجنون العظمة.

يمكن أن تؤدي حالات الصحة العقلية المختلفة إلى أعراض ذهانية؛ إذ قد يعاني المصاب بالاكتئاب الشديد أو الاضطراب ثنائي القطب من الذهان.

 

كيف تؤثر المخدرات على الدماغ؟

تستهدف العقاقير التي قد تسبب الإدمان (Addiction) نظام المكافأة في الدماغ:

  • تزيد المخدرات من هرمون المكافأة المسمى بالدوبامين. وهذا يثير شعورًا بالمتعة الشديدة. حينها يستمر الشخص في تناول العقار لملاحقة هذا الشعور.
  • يعتاد الدماغ بمرور الوقت على الدوبامين الإضافي؛ لذا فقد تحتاج إلى تناول المزيد من العقار للحصول على نفس الشعور الجيد.
  • قد يتسبب استخدام العقاقير لفترة طويلة في حدوث تغييرات في أنظمة أو دوائر كيميائية أخرى في الدماغ أيضًا.

علاج الاكتئاب - الاكتئاب - استشارة نفسية - المخدرات والذهان: هل تعاطي المخدرات يسبب الذهان؟

 

كيف يرتبط الذهان بالمخدرات؟

يمكن أن ينشأ الذهان عند تناول المخدرات:

  • يحدث الذهان الناجم عن المخدرات عندما تعاني من نوبات الذهان، مثل الأوهام أو الهلوسة، كنتيجة مباشرة لتعاطي المواد.
  • يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقم أو إثارة ظهور أمراض نفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب لأو الفصام، والتي يمكن وصفها بأعراض الذهان.
  • يحدث الذهان الناجم عن المخدرات غالبًا بسبب تناول كمية كبيرة من عقار معين، بحيث يؤدي مستوى سميته إلى إثارة جنون العظمة أو النوبات الذهانية.
  • يمكن أن يحدث أيضًا إذا كان لديك رد فعل سلبي من خلط مواد مختلفة، أو الانسحاب من عقار، موصوف أو غير ذلك. 

قد يظهر الذهان الناجم عن المواد بسرعة، ثم يتلاشى، ولا يعود أبدًا، وقد يختفي ثم يعود مرة أخرى، أو قد يؤدي إلى اضطراب طويل الأمد مثل مرض الفصام.

 

ما هي أعراض الذهان الناتج عن المخدرات؟

تكون أعراض الذهان الناجم عن المخدرات غالبًا تدريجية، حيث تزداد سمية الدواء خطورة مع زيادة وتيرة وجرعة الدواء مع الإدمان. تتضمن بعض الأعراض (Symptoms) ما يلي:

  • جنون العظمة أو الأوهام.
  • الهلوسة السمعية أو البصرية أو الهلوسة الشمية (الرائحة).
  • السلوك المعادي للمجتمع أو نوبات الهلع.
  • الارتباك.

إذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية كامنة، فإن استخدام العقاقير المؤثرة على العقل من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض لديك، مما يؤدي إلى تسريع ظهور الاضطرابات الذهانية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام. 

يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للمخدرات أو الكحول أيضًا إلى ظهور أعراض الذهان حتى لو لم يتم تشخيصك بمرض نفسي مصاحب. 

 

كم يستمر الذهان الناجم عن المخدرات؟

في كثير من الحالات، لا تستمر الأعراض الذهانية إلا أثناء وجود المادة في الجسم. بعد التسمم والانسحاب، سيعود الجسم إلى أدائه الطبيعي، وستتلاشى جميع الأعراض مثل؛ الهلوسة والأوهام والأعراض الأخرى.

ومع ذلك، في حالات أخرى، قد تستمر الأعراض. ​​فقد وجدت دراسة تناولت بعض الأشخاص الذين يستخدمون الميثامفيتامين (methamphetamine):

  • رأى 60٪ من الأشخاص أن أعراضهم الذهانية قد اختفت في أقل من شهر.
  • رأى 30٪ أن أعراضهم قد انتهت بين 1 و 6 أشهر.
  • أشار 10٪ إلى أنهم عانوا من الأعراض لأكثر من 6 أشهر. 

هناك خطر كبير لعودة الأعراض عند إعادة استخدام الدواء، لذا فإن ​​أفضل طريقة لضمان اختفاء الأعراض نهائيًا هي عدم استخدام المواد.

 

كيف يمكن التعافي من الذهان الناجم عن المخدرات؟

إذا تم تشخيصك بالذهان الناجم عن المخدرات، فسوف يكون غالبًا جزءًا من مرض مصاحب أو تشخيص إدمان المواد مع مرض نفسي كامن:

  • يجب معالجة هذه المشكلات كقضايا منفصلة للمساعدة في التعافي الفعال أو تقليل الأعراض.
  • يعني هذا أنه من المحتمل أن تحتاج إلى الخضوع لبرنامج إزالة السموم بمساعدة طبية من أجل أن تصبح مستقرًا طبيًا وتدير أعراض الانسحاب من المخدرات.
  • إذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية كامنة مثل القلق أو مرض الاكتئاب والتي دفعتك إلى استخدام المخدرات، أو تم تشخيصك باضطراب ذهاني موجود فستحتاج إلى علاج إضافي.
  • يكون الذهان الناجم عن المخدرات أكثر وضوحًا عندما تتلاشى أعراضك بعد التوقف عن تعاطي المخدرات.
  • إذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية كامنة تتميز بنوبات ذهانية كأحد أعراضها، فقد يوصى بمضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو أدوية أخرى.

قد يكون بعض المصابين باضطرابات ذهانية أكثر عرضة للعنف والعدوان، ولكن بالتأكيد ليس الجميع

 

ما هي طرق العلاج المتاحة للذهان الناجم عن المخدرات؟

يجب أن تتضمن الخطوة الأولى نحو التعافي وعلاج الذهان الناجم عن المخدرات إزالة جميع آثار المخدرات من الجسم:

  • يمكن أن يساعدك العلاج العملي وحل المشكلات، أو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، على معرفة المزيد عن الأفكار التي تمر بها قبل حدوث النوبات الذهانية.
  • يساعدك هذا على إدارة عواطفك أو جنون العظمة أو الوعي بالمحفزات.
  • يمكن أيضًا استخدام العلاج الأسري الذي يشمل أقرب الأشخاص إليك أثناء العلاج نظرًا للطبيعة الخطيرة للذهان الناجم عن المخدرات والحالات الذهانية المصاحبة.
  • يساعد هذا في ضمان حصولك على الدعم في المنزل لمنع الانتكاس وإدارة أعراضك، مما يقلل من الحاجة إلى العلاج المكثف في المستشفى. 

يمكنك إجراء اختبار الشخصية أو فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

إذا كنت أو تعرف شخصًا يعاني من الذهان الناجم عن تعاطي المخدرات، فالعلاج النفسي هو الطريق نحو التعافي. يوفر لك الدعم المهني والأدوات اللازمة لفهم حالتك والتغلب على التحديات. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو حياة جديدة. ابدأ رحلة الشفاء اليوم مع معالجين مختصين، واستعد لاستعادة السيطرة على حياتك!