ما ستجده في هذا المقال:
تُعد الكتابة العلاجية واحدة من الأساليب الفعّالة التي تجمع بين التعبير الشخصي والشفاء النفسي. وهي تجربة تتيح فرصة لاستكشاف أعماق أنفسهم والتواصل مع تحدياتهم الداخلية. وتشير الدراسات إلى أنها تُسهم بشكل كبير في تقليل مستويات التوتر والقلق.
ما هي الكتابة العلاجية؟
تعرف الكتابة العلاجية (Writing Therapy) بأنها عملية لتدوين أفكارنا ومشاعرنا حول تجاربنا الشخصية:
- يسمح هذا النوع من التأمل الخاص بفرز الأحداث التي حدثت أو المشكلات التي قد نعاني منها.
- يسمح لنا بالتوصل إلى فهم أعمق لأنفسنا، مع منظور مختلف لهذه الصعوبات.
- تختلف المذكرات العلاجية عن كتابة اليوميات التقليدية، والتي تتضمن تسجيل تفاصيل الأحداث اليومية.
- تستخدم المذكرات العلاجية للتعبير عن النطاق الكامل للعواطف (Emotions) أو ردود الأفعال أو التصورات التي لدينا فيما يتعلق بالأحداث الصعبة أو المزعجة أو المؤلمة في الحياة.
- يمكن القيام به فرديًا أو بتوجيه من أخصائي الصحة العقلية، أو ممارسته في مجموعة.
يمكن أن يساعد العلاج بالكتابة على دفع نمو الشخصي للشخص، وممارسة التعبير الإبداعي، والشعور بالتمكين والسيطرة على الحياة.
ما فوائد الكتابة العلاجية للصحة النفسية؟
تقدم الكتابة العلاجية مجموعة واسعة من الفوائد المتعلقة بالصحة العقلية. ومن بين أبرز هذه الفوائد:
- التعبير عن الذات: تسمح لنا الكتابة بالتعبير عن أنفسنا بطريقة يصعب تحقيقها لفظيًا في كثير من الأحيان. ويمكن للكتابة أن تساعدنا في استكشاف واكتشاف جوانب غير معروفة من أنفسنا.
- معالجة المشاعر: وسيلة فعالة لمعالجة ثم إدارة المشاعر الشديدة. ويمكن أن تساعد هذه العملية في تقليل القلق أو التوتر أو الاكتئاب، وبالتالي تعزيز الرفاهية العاطفية.
- الوضوح العقلي: تسمح لنا الكتابة العلاجية بتحليل المواقف من وجهات نظر مختلفة ثم إيجاد حلول للمشاكل التي تؤثر علينا، ثم تعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة والواعية.
- تحسين احترام الذات: يمكن أن تعزز قبول الذات ثم التعاطف مع الذات وتقدير الذات. من خلال التعبير (Expression) عن نقاط قوتنا وإنجازاتنا وأهدافنا.
- المرونة العاطفية: يمكن أن تعمل الكتابة عن التجارب السلبية أو التحديات الشخصية على تعزيز مرونتنا العاطفية.
يمكن إجراء اليوميات العلاجية بالاحتفاظ بدفتر يوميات للكتابة عن الأحداث التي تثير الغضب أو الحزن أو القلق أو الخوف أو الفرح التي تحدث في الحياة اليومية.
كيف تبدأ في الكتابة العلاجية؟
إليك بعض النصائح الجيدة للبدء:
فكر في كيفية إعداد نفسك للنجاح
استخدم أي شكل يناسبك سواء كان مجلة كلاسيكية أو دفتر ملاحظات بسيط أو برنامج تدوين يوميات عبر الإنترنت أو مدونة:
- قم بتزيين أو تخصيص مجلتك أو دفتر ملاحظاتك أو مدونتك إذا كان ذلك يجعلك أكثر اهتمامًا بالكتابة.
- حدد هدفًا للكتابة لمدة معينة من الوقت كل يوم.
- قرر مسبقًا متى أو أين ستكتب كل يوم.
- فكر في ما يجعلك ترغب في الكتابة في المقام الأول.
اتبع الخطوات الخمس للكتابة
تشمل الخطوات الخمس التي يجب عليك اتباعها ما يأتي:
- ما الذي تريد الكتابة عنه؟ سمِّه.
- راجع أو تأمل في موضوعك، وأغمض عينيك، وتنفس بعمق، وركز.
- استكشف أفكارك ومشاعرك ثم ابدأ الكتابة واستمر في الكتابة.
- حدد وقتك، واكتب لمدة خمس إلى خمس عشرة دقيقة متواصلة.
- أنهِ الكتابة “بذكاء” من خلال إعادة قراءة ما كتبته ثم التأمل فيه.
يمكنك إجراء اختبار الشخصية أو اختبار القلق أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
ضع ما يلي في الاعتبار أثناء تدوين اليوميات
تشمل هذه الأمور ما يأتي:
- لا بأس من كتابة بضع كلمات فقط، ولا بأس من كتابة عدة صفحات.
- اكتب بالسرعة التي تناسبك.
- لا تقلق بشأن ما تكتب عنه.
- ركز فقط على تخصيص الوقت للكتابة وإعطائها انتباهك الكامل.
- لا تقلق بشأن مدى جودة كتابتك.
- الشيء المهم هو تدوين ما هو منطقي ويأتي بشكل طبيعي بالنسبة لك.
- تذكر أنه لا أحد يحتاج إلى قراءة ما كتبته، وسيساعدك هذا على الكتابة بصدق وتجنب “التظاهر”.
- قد يكون البدء صعبًا، لكن الخطوة الأولى هي الأصعب دائمًا.
ما هي أبرز أنواع الكتابة العلاجية التي يمكن تجربتها؟
هناك طرق أو أنواع مختلفة للكتابة العلاجية يمكن استخدامها لتحسين الصحة النفسية والرفاهية العاطفية. تتضمن بعض الممارسات الأكثر شيوعًا ما يلي:
- المذكرات الشخصية: يعد الاحتفاظ بمذكرات شخصية طريقة بسيطة وفعالة لممارسة الكتابة العلاجية.
- الرسائل غير المرسلة: يمكن أن تكون كتابة رسائل غير مرسلة لأشخاص مهمين في حياتنا طريقة قوية للتعبير عن المشاعر غير المعبر عنها وشفاء الجروح العاطفية.
- الكتابة الإبداعية: مثل الشعر أو السرد أو كتابة القصة القصيرة، ويمكن أن تساعدنا على استكشاف خيالنا وإبداعنا (Creativity).
- الكتابة التأملية: تتضمن مراجعة وتأمل تجاربنا الماضية والحالية والمستقبلية.
يمكن لأخصائيي الصحة العقلية، مثل علماء النفس والأطباء النفسيين والمستشارين دمج الكتابة العلاجية في تدخلاتهم العلاجية بطرق مختلفة
من يمكنه ممارسة الكتابة العلاجية؟
أثبت العلاج بالكتابة فعاليته في علاج حالات وأمراض نفسية مختلفة، بما في ذلك:
- اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق.
- مرض الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري.
- الحزن أو الخسارة.
- قضايا الأمراض المزمنة أو تعاطي المخدرات.
- اضطرابات الأكل أو قضايا العلاقات الشخصية.
- قضايا مهارات الاتصال أو انخفاض احترام الذات.
ما أبرز التمارين أو الأفكار التي قد تساعد على البدء بالكتابة العلاجية؟
يمكن أن تساعدك أفكار التالية على البدء:
- ابدأ في الكتابة عن المكان الذي أنت فيه في حياتك في هذه اللحظة.
- ابدأ الكتابة لمدة خمس إلى عشر دقائق.
- اعمل على تنمية موقف الامتنان من خلال الاحتفاظ بقائمة يومية للأشياء التي تقدرها، بما في ذلك الاقتباسات المبهجة.
- ابدأ حوارًا مع نفسك من خلال الكتابة.
- احتفظ بسجل للنجاحات.
- إذا كان هناك شيء تكافح من أجله أو حدث يزعجك، فاكتب عنه بضمير الغائب.
يقترح الأخصائيون النفسيون أن تكتب لمدة ست دقائق فقط دون الانتباه إلى القواعد النحوية أو الإملائية أو تصحيح الأخطاء المطبعية – فقط اكتب.
ما هي الاعتبارات الأخلاقية في الكتابة العلاجية؟
من المهم أن نضع في الاعتبار بعض الاعتبارات الأخلاقية عند استخدام الكتابة العلاجية في الممارسة السريرية:
- السرية: من الضروري ضمان سرية المعلومات التي يكتبها العملاء في السياق العلاجي.
- الموافقة المستنيرة: قبل قبل البدء في أي تمرين في الكتابة العلاجية، من المهم الحصول على موافقة العميل المستنيرة. يتضمن شرحًا للأهداف والفوائد والمخاطر المحتملة المرتبطة بممارسة الكتابة العلاجية.
- الاحترام والتعاطف: يجب على المعالجين إظهار الاحترام والتعاطف تجاه التجارب والعواطف التي يعبر عنها العملاء في كتاباتهم.
نصيحة عرب ثيرابي
استعد لاستعادة توازنك النفسي مع العلاج النفسي المتخصص، نقدم لك بيئة آمنة وداعمة تساعدك على استكشاف مشاعرك وتحدياتك. من خلال جلسات مخصصة، سنساعدك على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الضغوط والقلق. لا تنتظر أكثر، انطلق في رحلتك نحو حياة أكثر صحة وسعادة. اتصل بنا اليوم لتبدأ التغيير.
