ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة تكافح من أجل النهوض اقتصادياً والنجاح في مجالها، إلا أنها غالباً ما تتجاهل عامل أساسياً في ذلك، ألا وهو الدعم النفسي المقدم للموظفين. فكلما كان الاهتمام أقل بما يشعر به الموظفين كلما تفاقمت لديهم المشكلات المزاجية والنفسية مثل القلق أو الاكتئاب بسهولة بسبب الشعور المتزايد بالتوتر والضغط، الأمر الذي انعكس سلباً على العمل.
هل الدعم النفسي للموظفين مهم؟
كلما زاد إدراك المدراء لعلامات الضغط والضيق النفسي التي يبديها الموظفين، كلما تمكنوا من مقابلتها بالشكل المناسب وداعم. حيث أن إظهار مدى التعاطف والتمكن من اكتشاف الحالة النفسية للموظف تشعره بوجوده أوه محط اهتمام من الآخرين.
ويمكن أن يساعد في ذلك توزيع استبيانات لتقيس مدى شعور الموظفين بالرضا أو الضغط النفسي. وبالتالي تأثيره على إنتاجيتهم وكفاءتهم.
يعد استخدام برنامج إدارة الموارد البشرية لتتبع أنماط الغياب والملاحظات الفردية من الأفكار الجيدة ومصدر معلومات يمكن الوصول إليه لدعم الملاحظات الفردية فيما يتعلق بالموظفين. فمن خلال زيادة الوعي بالتغيرات في الحالة المزاجية أو السلوك يمكن التعرف ما هو طبيعي بالنسبة للموظفين.
من الجيد لو تم إضافة علاج الحالة النفسية ضمن تغطية التأمين، خاصة لحالات مثل الاكتئاب أو الإدمان.
كيف يمكن دعم الصحة النفسية للموظفين؟
هناك الكثير من الأمور التي تؤثر على الوضع النفسي أو المزاج لدى الموظفين، الأمر الذي يتطلب تقديم الدعم اللازم لضمان تمتعهم بالنفسية الجيدة، وبالتالي تحقيق الأهداف والإنتاجية بالشكل المطلوب. ويمكن للإدارة توفير هذا الدعم لموظفيها من خلال:
خلق بيئة داعمة
التمتع بروح القيادة الفعّالة في العمل تزيد من شعور الموظفين بالأريحية والسعادة وتقلل من الضغوط والصعوبات في مكان العمل. لذل يجب التفكير ملياً بهذا الأمر وحاول قد الإمكان الانتباه إلى النقاط التالية:
- الاستماع الجيد للموظفين والمشاركة في نشاطاتهم والانخراط إلى بيئة العمل أكثر.
- تحديد اولويات العمل والتعامل برحمة وصبر معهم.
- الالتزام بعقد اجتماعات فردية منتظمة مع رؤساء الأقسام وتشجيعهم على القيام بنفس الشيء.
- مشاركة التجربة الشخصية مع الموظفين والتأكيد على توضيح كيف للمثابرة والمرونة أن تساعد على تحقيق النجاح. مع الإشارة إلى أن الفشل أو الاخفاقات لا تعتبر نهاية العالم.
تعزيز الرفاهية
كلما كان جدول العمل مرناً كلما صب في تعزيز الحالة النفسية للموظفين وبالتالي انعكس إيجاباً على الإنتاجية. فمثلاً عدم إلزام الموظفين على القدوم في ساعة محددة صباحاً بل إطالة الفترة التي يمكنهم القدوم فيها العمل يزيد من شعورهم بالأريحية والتقليل من الضغوط.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير مكان يمكن للموظفين الاستراحة فيه يعمل على زيادة الدعم النفسي لهم. أو حتى توفير جلسات تأمل أو يوغا للمساعدة في تخفيف التوتر لديهم خاصة في الأيام التي يزداد فيها ضغط العمل.
كما يمكن تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الموظفين من خلال التفكير بالرحلات الجماعية أو تنظيم بعض الاحتفالات خاصة في المناسبات مثل الأعياد. أو في أبسط الأشكال يجب إرسال رسائل إلكترونية للتهنئة أو المساندة الاجتماعية لجميع الموظفين. الأمر الذي يزيد من شعور الشخص بالانتماء وعدم العزلة أو الوحدة.
كشفت الأبحاث التي أجريت أن 47% من موظفي الشركات الصغيرة والمتوسطة أفادوا بمعاناتهم من التوتر، بالإضافة إلى حصول 12% منهم على إجازة مرضية نتيجة لذلك.
تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية
إن تشجيع الموظفين على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة أمر بالغ الأهمية. ويمكن للمديرين القيام بذلك من خلال تحديد مواعيد نهائية واقعية، والحد من ساعات العمل الطويلة، ودعم ترتيبات العمل المرنة. كما أن إدراك أهمية الإجازات وتشجيع الموظفين على الاستفادة من إجازاتهم كاملة من خلال عدم ترحيلها إلى السنوات القادمة يمكن أن يساهم أيضاً في تحسين الصحة النفسية.
ما فوائد الدعم النفسي للموظفين؟
على الرغم من الفوائد الكثيرة لتقديم الدعم النفسي للموظفين، إلا أن الكثير من الشركات لا تأخذ الأمر على محمل جدي. فمن هذه الفوائد:
- زيادة الإنتاجية:
أظهرت الأبحاث أن ما يقرب من 86% من الموظفين الذين عولجوا من الاكتئاب أفادوا بتحسن أدائهم في العمل. وقد أظهرت دراسات أخرى أن علاج الاكتئاب يقلل من التغيب والحضور إلى العمل بنسبة (40 – 60)%.
- زيادة الاحتفاظ بالموظفين:
في الكثير من الأحيان قد لا يستطيع الشخص الذي يعاني من مشكلة أو ضغوط نفسي المواظبة على الدوام أو الاستمرار في العمل. حيث أن الدراسات تظهر أن ما يزيد عن نصف الموظفين الذين يعانون من مشكلة نفسية غالباً ما يتركون وظائفهن.
- انخفاض تكاليف الرعاية الصحية:
تزداد الأمراض المزمنة أو الحالات الصحية المتدهورة الضعف لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة نفسية. لذلك فإن الاهتمام بمزاج الموظفين وتقديم الدعم النفسي الكافي لهم يقلل من تكاليف التأمين الصحي أو التكاليف المالية.
ما علاقة الاحتراق الوظيفي في الدعم النفسي للموظفين؟
كما يمكن أن يقدم الموظف الدعم النفسي لنفسه في حال لاحظ علامات الاختراق الوظيفي أو شعوره بعدم الرضا. فما عليه إلا اتباع الاستراتيجيات التالية:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، لأن قلة النوم تعتبر من العوامل الأساسية للإصابة بالاحتراق الوظيفي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأنها تقلل من التوتر كما تحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
- ممارسة تمارين اليوغا، حيث أنها تقي من الإصابة في التوتر أو الإرهاق العاطفي.
- التنفس بعمق وبطء عند الشعور بالضغط أو التوتر في مكان العمل، مع التركيز على تهدئة النفس أو على التأكيدات الإيجابية.
- الخروج للمشي في أماكن طبيعية يعتبر طريقة رائعة للتخفيف من الشعور بالتوتر بسبب الاحتراق الوظيفي.
- تخصيص وقت للرعاية الذاتية بعيدًا عن العمل وضغوطات العمل، وذلك من خلال فعل أي أمور تزيد من شعور الشخص بالاسترخاء.
- التعاطف مع النفس وتقدير ما يمر به الشخص، والاهتمام بالنفس جيدًا عند التعامل مع الاحتراق الوظيفي وضغوطات العمل.
يساعد التحدث إلى أحد الأشخاص المقربين الداعمين أو إلى مختص حول ما يشعر به الشخص في التقليل من هذه المشاعر السلبية.
كلمة من عرب ثيرابي
لا يؤثر الاحتراق الوظيفي فقط على الحياة المهنية للموظفين، بل يمتد الأمر لجميع الجوانب الحياتية. لذلك لا بد أن يتم إتقان الأساليب الصحيحة للتعامل مع ضغوط العمل. وفي حال عدم التمكن من ذلك يفضل اللجوء إلى العلاج النفسي. إن كنت ممن يعاني من الضغط والاحتراق الوظيفي فلا تتردد في طلب الدعم النفسي والمساعدة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي فقد يكون العلاج بسيطاً من خلال:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- الحد من التوتر القائم على اليقظة.
- العلاج الجماعي.
- العلاج الجدلي السلوكي.
- علاج القبول والالتزام.