ما ستجده في هذا المقال:
تعد بيئة العمل مرآة تعكس تنوع المجتمعات الحديثة، حيث يساهم مرضى التوحد في العمل في إثراء هذه البيئة بطرق فريدة. والتوحد ليس مجرد تحدٍ، بل هو مجموعة من المهارات والآراء التي يمكن أن تضيف قيمة حقيقية لأي فريق. والسؤال المهم كيف يمكن تهيئة أماكن العمل لتناسبهم؟
ما هو التوحد؟
يعرف اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum) بأنه مجموعة واسعة من الحالات التي تتميز بتحديات في المهارات الاجتماعية أو السلوكيات المتكررة أو الكلام أو التواصل غير اللفظي:
- توجد مجموعة متنوعة من الأنواع الفرعية من التوحد، ولكل شخص مجموعة خاصة به من التحديات.
- يمكن تشخيص التوحد عندما يبلغ الطفل 18 شهرًا، وتظهر الأعراض عادةً في سن 2-3 سنوات.
- يمكن للتدخل المبكر أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في وقت لاحق، ويشار إلى أن التوحد عادة يستمر مدى الحياة.
يعد مرضى التوحد موظفين جيدين وقيمين بسبب اهتمامهم بالتفاصيل، وقدرتهم على التركيز، ومهارات التفكير الإبداعي
كيف يؤثر التوحد على العمل؟
قد يكون البحث عن وظيفة لمريض التوحد أمرًا صعبًا:
- قد تشعر بالثقة في مهاراتك الوظيفية ولكنك تخشى عملية التوظيف والمقابلة، والتي غالبًا ما تكون اختبارًا للمهارات (Skills) الاجتماعية.
- يمكن أن تواجه تحديات إضافية بمجرد حصولك على وظيفة في البقاء موظفًا مع الحفاظ على شعورك بالرفاهية.
- قد تجد نفسك في بيئات غير مريحة أو ينتهي بك الأمر بالعمل جنبًا إلى جنب مع أشخاص يسيئون فهمك.
- قد يجعلك عدم العمل في وظيفة ثابتة تشعر بعدم الإنتاجية أو يعيق استقلاليتك المالية في مقابل الإحباط الذي قد تواجهه داخل بيئات العمل.
- يمكن مع ذلك أن تجد أصحاب عمل منفتحين، وغالبًا ما يعملون على تلبية احتياجاتك، ونتيجة لذلك، ستستفيد أعمالهم من مهاراتك أو خبراتك الفريدة.
كيف يمكن إنشاء مكان عمل مناسب لمرضى التوحد؟
فيما يلي بعض النصائح المفيدة التي يمكن لأصحاب العمل اتباعها عند دعم الموظفين المصابين بالتوحد:
تثقيف وتدريب الموظفين الآخرين
قد لا يفهم الموظفون الآخرون في كثير من الحالات كيفية التعامل مع الأشخاص المصابين بالتوحد. لهذا السبب فإن التعليم والتدريب مهمان للغاية.
يمكن أن يساعد تدريب الفريق بأكمله على فهم كيفية العمل معًا والتعامل مع سوء التفاهم المحتمل الذي قد يحدث مع مريض التوحد.
توفير توجيهات واضحة
يجب تزويد الموظفين المصابين بالتوحد بتوجيهات أو إرشادات واضحة وموجزة لأداء وظائفهم. يجب على مدير العمل شرح ما هو متوقع منهم بدقة. وقد يكون من المفيد تقديم تعليمات مكتوبة لهم حتى يكون لديهم شيء للرجوع إليه لاحقًا إذا لزم الأمر.
استقدام الدعم الخارجي
تتوفر مجموعة متنوعة من خدمات دعم التوظيف لمرضى التوحد للموظفين وأصحاب العمل:
- تشمل هذه الخدمات توفير مدربين وظيفيين في الموقع يمكنهم توجيه أو مراقبة الموظف.
- يمكن لمدربي الوظائف أيضًا تقديم دعم إضافي للتوظيف، مثل العثور على وسيلة نقل إذا كان الشخص لا يقود.
تعيين مرشد أو صديق
قد يكون من المفيد جدًا للشخص المصاب بالتوحد أن يكون لديه مرشد في المكتب يمكنه الذهاب إليه إذا كان قلقًا أو مرتبكًا أو متوترًا. يجب أن يكون لدى المرشد تدريب خاص حتى يعرف كيفية مساعدة أو دعم زميله في العمل.
يمتلك العديد من مرضى التوحد قدرات أعلى من المتوسط في أشياء مثل التقنيات الناشئة أو تحليلات البيانات أو التفكير الإبداعي
توفير أماكن إقامة معقولة
تتمثل إحدى أفضل الطرق التي يمكن لأصحاب العمل من خلالها دعم الموظفين المصابين بالتوحد في توفير أماكن إقامة معقولة. وتتضمن هذه الأمور ما يلي:
- توفير سماعات الرأس التي تقلل الضوضاء إذا كانت حساسية الضوضاء تشكل مشكلة.
- إطفاء أو تعتيم الأضواء العلوية إذا كانت حساسية الضوء تشكل مشكلة.
- تجنب الاتصال البصري إذا كان هذا يجعل الشخص المصاب بالتوحد غير مرتاح.
- احترام المساحة الشخصية أو استخدام الثناء اللفظي لإظهار اللطف، بدلاً من اللمس.
- عقد اجتماعات فردية مع الشخص لتقليل الفوضى الاجتماعية أو التشتيت.
- السماح للفرد باتباع جدوله الزمني المنظم لتقليل قلقه وتوتره.
- تقديم معلومات حول التغييرات في المهام أو مكان العمل قبل وقت كافٍ.
تقديم ملاحظات متسقة وبناءة
تعد تقييمات الأداء المتسقة مفتاحًا لتحسين ثم نجاح أي موظف. ومع ذلك، فهي مهمة بشكل خاص للأشخاص المصابين بالتوحد. يجب على أصحاب العمل إجراء مراجعات متكررة وقصيرة حيث يقدمون ملاحظات لطيفة (ولكن مباشرة) حول أداء الفرد.
يجب على أصحاب العمل تسليط الضوء على معرفة الموظف مريض التوحد ومهاراته الشخصية ومعاملته تمامًا مثل أي موظف آخر.
ما هي التحديات لمرضى التوحد في بيئة العمل؟
تشمل التحديات الشائعة المرتبطة بالعمل التي يواجهها الموظفون المصابون بالتوحد ما يلي:
- صعوبة إدارة الوقت أو فرط الحساسية الحسية.
- أسلوب تواصل غير نمطي.
- القلق أو التوتر عند الاستجابة للمهام أو التغييرات غير المتوقعة.
- تحديات بناء العلاقات مع زملاء العمل.
كيف يمكن لمريض التوحد التعامل مع التحديات الشائعة في العمل؟
يمكن لمريض التوحد أن يتعامل مع التحديات بالنصائح التالية:
- تحسين مهاراتك الاجتماعية والتواصلية.
- إدارة وقتك بشكل أفضل.
- إدارة المشاكل الحسية التي تعاني منها.
- التعامل مع القلق والتوتر الذي قد ينجم خلال ساعات العمل.
- التعامل مع النكسات التي قد تحدث في العمل.
يمكنك إجراء اختبار الشخصية أو اختبار القلق أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
كيف يتعامل الزملاء مع مرض التوحد في العمل؟
فيما يأتي نصائح للزملاء قد تفيدهم في التعامل مع زميلهم المصاب بالتوحد:
- التوعية والفهم: من الضروري أن يكون لدى الزملاء فهم جيد لمرض التوحد وخصائصه لتقليل سوء الفهم.
- التواصل الفعال: يُفضل استخدام لغة واضحة ومباشرة، وتجنب التعقيد أو المجاز يمكن أن يسهل الفهم والتواصل (Communication).
- توفير بيئة مريحة: العمل على خلق بيئة عمل خالية من الضغوط الحسية مثل الضوضاء العالية أو الأضواء الساطعة، مما يساعد الموظف على الشعور بالراحة.
- المرونة والدعم: تقديم خيارات مرنة مثل ساعات العمل المرنة أو العمل عن بُعد والذي يمكن أن يساعد في تلبية احتياجات الأفراد ذوي التوحد.
- تعزيز التعاون: تشجيع العمل الجماعي وبناء علاقات ثقة بين الزملاء، مما يسهل التواصل ثم يعزز من روح الفريق.
- تقديم الدعم (Support) الفردي: توفير دعم نفسي ومشورة عند الحاجة، مما يساعد في تعزيز الثقة بالنفس أو القدرة على أداء المهام.
الاعتراف بإنجازات الأفراد ذوي التوحد مهما كانت صغيرة، يمكن أن يعزز من روح الفريق ثم يشجعهم على المزيد من الأداء الجيد.
نصيحة عرب ثيرابي
امنح مرضى التوحد الدعم الذي يحتاجونه مع خدمات الاستشارة النفسية المتخصصة. نحن نقدم بيئة آمنة ومحفزة تساعدهم على تجاوز التحديات وتحقيق إمكاناتهم الكاملة. من خلال جلسات مخصصة، نعمل على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الاجتماعية. استثمر في صحتهم النفسية، وكن جزءًا من رحلتهم نحو تحقيق النجاح والسعادة.
