Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

الألم النفسي | هل يفيد مسكن الألم في علاجه؟

عندما يعاني الشخص من ألم لا ينجم عن أمراض جسدية واضحة، فغالباً ما يكون سببه نفسياً. حيث لاحظ الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو القلق وجود آلام متنوعة في جميع أنحاء أجسامهم دون وجود سبب عضوي لذلك. ومع أن مسكن الألم التقليدي صمم لعلاج المشكلات الجسدية، إلا أنه يستخدم في علاج هذا النوم من الآلام أيضاً.

 

ما الذي يسبب الألم النفسي؟

على الرغم من أن هذا الألم النفسي هو حالة حقيقية يعاني منها الكثير من الأشخاص، إلا أنه لا يوجد طريقة محددة لتحديد ما إذا كان ما يعاني منه الشخص هو أمراً نفسياً. ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تسبب إثارة هذا الألم أو تفاقمه. ومن ضمن هذه العوامل:

  • المواقف المحيطة:

المواقف التي يمر بها الشخص أو الأماكن التي يتواجد بها لها تأثيرها في كيفية شعوره بالألم. فمثلاً كون الشخص في مكان قد يتوقع منه التسبب بألم، فإن الدماغ يزيد من مستوى الألم الذي يشعر به.

  • التجارب الشخصية والذكريات:

بسبب طبيعة الدماغ في عملية التعلم، فإن يساعد في تخزين المواقف من خلال ربطها بالمشاعر المتولدة خلالها. مما يساعده في تجنب الألم أو توقعه.

  • الحالة النفسية:

تعتبر المناطق الدماغية المسؤولة عن المشاعر السلبية هي ذاتها المسؤولة عن الشعور بالألم. لذلك فإن الطريقة التي ينظم بها الشخص عواطفه لها دور كبير في كيفية شعوره بالألم. فمثلاً مشاعر مثل الحزن أو القلق أو الاكتئاب تسبب نشاطاً مفرطاً في هذه المناطق الدماغية. وهذا يعني أنه من الأسهل الشعور بالألم.

  • العوامل الاجتماعية:

جميع ما يمر به الشخص من البيئة الاجتماعية والتنشئة والمواقف الصادمة يؤثر على طريقة شعوره بالألم.

يمكن أن يكون الألم الناتج عن الحالة النفسية السيئة أكثر شدة. لكن يسهل تجاهله عندما يكون هناك تشتيت ذهني.

 

أعراض الألم النفسي التي تحتاج إلى مسكن

بسبب عدم وجود خلل عضوي يؤدي إلى مثل هذه الحالة، فإن الألم النفسي قد يظهر بعدة أشكال وأعراض الأمر الذي يستدعي العلاج أو الحصول على مسكن يخفف حدة هذه الآلام. ومن ضمن هذه الأعراض:

  • آلام العضلات وتشنجها.
  • ألم في المعدة أو البطن.
  • آلام الظهر المزعجة.
  • الصداع.
  • الشعور بألم في أجزاء متفرقة من الجسم.

ويمكن أن تلعب بعض العوامل في زيادة الشعور بالألم النفسي، فمثلاً تعزيز إدراك الألم أو انخفاض عتبته لها تأثيرها في كيفية شعور الشخص بأعراض حالته النفسية.

 

كيفية تشخيص الألم النفسي

لا يوجد طريقة محددة أو فحوصات تثبت تشخيص الحالة، ومع ذلك يقوم الطبيب بإجراء فحوصات متنوعة لمعرفة ما إذا هناك أي سبب جسدي أو عصبي لما يعاني منها الشخص. فإن لم يجد نهائياً أو بالشكل الكافي فغالباً ما تعزى هذه الأعراض إلى العامل النفسي.

حيث يحتاج الطبيب المعالج إلى معرفة تاريخك المرضي وجميع الجوانب النفسي للتعرف على السبب النفسي الكامن وراء الحالة، وبالتالي التمكن من علاجها.

 

تأثيرات الألم النفسي غير المعالج

من الطبيعي أن يؤثر أي نوع من الألم على جودة الحياة اليومية والحالة الصحية بشكل عام لأي شخص، وهذا ما يحدث حقاً في الألم النفسي، حيث غالباً ما يلاحظ في الحالات غير المعالجة:

  • تغيب الشخص الذي يعاني من الألم النفسي عن عمله باستمرار.
  • الحاجة إلى زيارة الأطباء سواء العاميين أو النفسيين في محاولة لمعرفة كيفية علاج الألم.
  • يمكن للألم النفسي أن يساهم في إساءة استخدام مسكن الألم والاعتماد عليه.

 

علاج الألم النفسي

غالباً ما يكون علاج الألم النفسي أصعب من علاج الألم الناتج عن الألم الحسي أو الألم العصبي. حيث تم إنتاج مسكن الألم التقليدي للتخلص من ألم المشكلات الجسدية مثل الالتهاب أو خلل الأعصاب وليس للحالات النفسية. ومع ذلك يبقى الأشخاص يعتمدون عليها في الكثير من الحالات.

وفي سبيل علاج الألم النفسي، لا بد أن يعمل كل من الأخصائي النفسي مع الطبيب العام لوضع خطة علاجية والتي قد تتضمن:

دواء مسكن للألم 

إن كان أعراض الألم النفسي التي يعاني منها الشخص في حدود الألم الخفيف أو المتوسط، فإن الدواء المسكن للألم والمتوفر دون وصفة طبية غالباً ما يكون فعّالاً. حيث تعتبر هذه الأدوية الخط العلاجي الأول للكثير من الأشخاص ضمن هذه الحالة. وغالباً ما تكون الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) أو الأسيتامينوفين (Acetaminophen).

أما الأدوية المسكنة للألم من فئة الأدوية الأفيونية فهي أدوية لا تصرف إلا بوصفة طبية وتكون مناسبة لحالات الألم الشديد. لكن يجب الحذر وذلك بسبب خطر الإدمان والآثار الجانبية الأخرى المرتبطة باستخدام المواد الأفيونية على المدى الطويل.

تميل علاجات الألم غير الدوائية، مثل التحفيز الكهربائي العصبي عبر الجلد وتشتيت الانتباه، إلى أن تكون أكثر فعالية في تقليل الألم النفسي مقارنة بمسكنات الألم التقليدية.

الأدوية النفسية

إن كانت هذه الأعراض ناتجة عن الاكتئاب أو القلق فإن الأدوية النفسية لها تأثير جيد في التخلص من هذه الأعراض. ومن ضمن الأدوية المستخدمة:

  • مضادات الاكتئاب:

سواء كانت من فئة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية (SNRIs). فهي تعمل على تعديل إشارات الألم وتحسين الحالة المزاجية، كما أنها تعالج الحالة المرضية المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق. وقد تكون هذه الأدوية مفيدة بشكل خاص عندما يتواجد عامل عصبي للألم.

  • مضادات القلق:

في حالات اضطرابات القلق، فإن هذا النوع من الأدوية يساعد في الحد من الألم ويحسن الحالة. لكن لا بد من الانتباه إلى أن الاستخدام الطويل لها قد يسبب الاعتمادية.

الأدوية المضادة للاختلاج

على الرغم من أن مضادات الاختلاج لها فاعلية في علاج الألم العصبي، بما في ذلك الجابابنتين (Gabapentin) أو البريجابالين (Pregabalin)، إلا أنها تعمل على تقليل الألم وتحسين النوم من خلال تثبيت النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الأعصاب.

مرخيات العضلات

كان للألم النفسي أعراض تتعلق بالعضلات وتشنجها، ففي هذه الحالة يتم وصف أدوية مرخية للعضلات. فهي تساعد على تخفيف الألم المرتبط بالعضلات وتعزيز الاسترخاء.

بسبب الأعراض الجسدية للألم النفسي فإن العلاج الطبيعي غالباً ما يفيد الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة على التعافي من الأعراض الجسدية أو التكيف معها.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن كنت تعاني من الألم النفسي المزمن، فإن العلاج النفسي غالباً ما يكون مفيد في مثل هذه الحالات. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن علاج المكونات العاطفية والسلوكية والاجتماعية للشخص الذي يعاني من الألم النفسي تساعده في:

  • معالجة العوامل النفسية الكامنة.
  • تعديل إدراك الألم.
  • تحسين مهارات التأقلم.
  • معالجة الحالات النفسية المصاحبة.
  • تحسين القدرة على إدارة الذات.