ما ستجده في هذا المقال:
من المعروف أن للحزن الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية والتي قد تؤثر على الحياة اليومية للشخص. ومن ضمن هذه الأعراض قد يتسبب الحزن بشعور الشخص بوجع في القلب قد يستمر معه لبعض الوقت أو ما يسمى متلازمة القلب المكسور.
إن لم تمر بتجربة شديدة الألم فأنت غالباً لا تدرك عما نتحدث عنه. لذلك تابع القراءة لتتعرف على المزيد عن هذه الحالة.
هل يسبب الحزن وجع في القلب؟
من الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص عندما يشعر بالحزن الإحساس بوجع في القلب، أو ما يسمى (متلازمة القلب المكسور”. حيث أن التعرض لضغط نفسي شديد أو إجهاد عاطفي يصيب عضلة القلب بالضعف والوهن المفاجئ ومؤقت. لكن الخبر السار أن معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة يتعافون خلال شهرين.
ومن المواقف التي قد تسبب هذه الحالة:
- تلقي أخبار سيئة.
- الخوف أو الغضب الشديدين.
- وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الشريك.
- وقوع حادث خطير أو التواجد في أماكن الكوارث الطبيعية أو الحروب.
- الدخول في جدال عنيف.
- التعرض لخسارة غير متوقعة مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة.
- الإصابة بمرض مفاجئ.
يمكن للتعب والإجهاد الجسدية الشديد أن يتسبب أيضاً في حدوث متلازمة القلب المكسور.
تفسير الشعور بوجع في القلب عند الحزن
على الرغم من أن العلماء لم يجدوا التفسير العلمي للأمر، إلا أن التعرض لموقف مؤلم يسبب الحزن للشخص يؤدي إلى إطلاق المزيد من هرمونات التوتر في الدم. يعتقد أن هذه الهرمونات تتداخل مؤقتاً مع وظيفة القلب وتسبب هذا الوجع.
ومن الملاحظ أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث هذه المتلازمة لدى الشخص. ومن ضمن هذه العوامل:
- كون الشخص يعاني من إحدى المشكلات النفسية، مثل القلق أو الاكتئاب.
- وجود اضطراب عصبي لدى الشخص، مثل النوبات أو السكتة الدماغية.
- إذا كان عمر الشخص أكثر من 50 عاماً.
يمكن أن تحدث متلازمة القلب المكسور في أي عمر لدى كل من الرجال والنساء، ولكنه يؤثر في الغالب على النساء الأكبر سناً.
ما هي أعراض متلازمة القلب المكسور؟
قد يشعر الشخص مباشرة أو بعد التعرض للموقف المجهد أو الحزن بعدة ساعات بأعراض تشبه أعراض الأزمة القلبية، بسبب تأثير الكم الهائل من هرمونات التوتر على القلب.
وليتم تشخيص الشخص بمتلازمة القلب المكسور لا بد أن يلاحظ الأعراض التالية:
- ألم مفاجئ وشديد في الصدر (الذبحة الصدرية).
- ضيق في التنفس.
- حدوث إغماء.
كما يمكن أن يشعر أيضاً بأعراض أخرى مثل:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بخفقان القلب.
التفريق بين متلازمة القلب المكسور والأزمة القلبية
بسبب التشابه الكبير في الأعراض التي يعاني منها الشخص في متلازمة القلب المكسور والأزمة القلبية، فقد يختلط الأمر عليه. لكن من خلال التشخيص وقيام الأطباء بالإجراءات الطبية غالباً ما يتمكنون من إعطاء التشخيص الصحيح وبالتالي الحصول على العلاج المناسبة.
حيث أن يكمن الفرق بين الحالتين في:
- يحدث في الأزمة القلبية انسداد في الشرايين التاجية، وعادةً ما يلاحظ حدوث تلف دائم في القلب.
- في حالة متلازمة القلب المكسور لا يعاني الشخص من الأعراض السابقة، كما أنه عادةً ما يتعافى بشكل سريع وكامل.
الإجراءات المتبعة لتشخيص ما إذا كان وجع القلب بسبب الحزن أم لا؟
للتأكد من أن ما تشعر به من وجع في القلب هو بسبب الحزن ولا علاقة له بالأزمة القلبية، فإن الطبيب سيقوم بعدة إجراءات واختبارات لتحديد السبب. والتي من ضمنها:
- تخطيط كهربية القلب (ECG): وفيه يتم تسجيل حركة القلب كهربائياً.
- فحص الدم: للتأكد من أن أنزيمات القلب طبيعية ولا تشير إلى وجود أي تلف عضلته.
- مخطط صدى القلب (ECO): وهو فحص القلب بالموجات فوق الصوتية لملاحظة شكل القلب والبحث عن أي حركات غير طبيعية في غرفة الضخ الرئيسية فيه.
- تصوير الأوعية التاجية: للتحقق من تدفق الدم عبر الأوعية الدموية في القلب (الشرايين التاجية).
طريقة علاج متلازمة القلب المكسور
يتم استخدام بعض الأدوية لعلاج عضلة القلب، حيث أن الخطة العلاجية غالباً ما تستمر لما يقارب الشهرين. لكن في معظم الأحيان يبدأ التحسن خلال (2 – 4) أسابيع من بدء العلاج.
ومن الأدوية المستخدمة في هذه الحالة:
- الأسبرين لتحسين الدورة الدموية ومنع تجلط الدم.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو (ARBs) (حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين) لخفض ضغط الدم ومكافحة الالتهاب.
- حاصرات بيتا لإبطاء معدل ضربات القلب.
- مدرات البول لتقليل تراكم السوائل.
قد يحتاج البعض إلى المتابعة المنتظمة باستخدام مخطط صدى القلب للتأكد من عافية القلب.
من المهم إدارة أي إجهاد جسدي أو عاطفي قد أدى إلى حدوث الحالة. لذلك فإن تعلم كيفية التعامل مع المواقف المجهدة يعد أمراً في غاية الأهمية للمحافظة على صحة القلب بعد التعافي.
في حالات نادرة قد يحتاج القلب إلى مساعدة في الضخ، فقد تحتاج إلى مضخة بالونية داخل الأبهر أو جهاز مساعدة البطين الأيسر.
ما هي مضاعفات عدم علاج وجع القلب الناتج عن الحزن؟
على الرغم من ندرة حدوث مضاعفات لهذه الحالة، إلا أن احتمالية حدوث بعض الأمور يبقى وارداً. ومن ضمن المضاعفات المحتملة:
- وذمة رئوية.
- تمزق البطين الأيسر من القلب.
- انسداد تدفق الدم من البطين الأيسر.
- حدوث سكتة قلبية.
- حدوث جلطة دموية في جدار البطين الأيسر.
- انخفاض ضغط الدم.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- حدوث صدمة قلبية.
- ارتفاع خطر الموت.
قد يحدث ردود فعل تحسسية تجاه الأدوية المستخدمة في علاج متلازمة القلب المكسور، أو التفاعلات بين هذه الأدوية والأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
الوقاية من متلازمة القلب المكسور
لا توجد طرق معروفة للوقاية من متلازمة القلب المكسور. ومع ذلك، فإن تعلم إدارة التوتر وتقنيات حل المشكلات يمكن أن يساعد في الحد من التوتر الجسدي والعاطفي.
يمكن أن تكون تقنيات الاسترخاء مفيدة أيضاً. حاول قدر الإمكان التقليل من الإجهاد النفسي والجسدي من خلال:
- ممارسة اليوجا أو التأمل أو كتابة اليوميات أو اليقظة الذهنية.
- أخذ حمام دافئ.
- إضاءة الشموع المعطرة.
- التنفس بعمق عدة مرات في اليوم خاصة بعد التعرض للمواقف المزعجة.
كلمة من عرب ثيرابي
الحزن والغضب والتوتر الشديد من المشاعر السلبية التي نمر بها يومياً. لكن عدم امتلاك المرونة النفسية الكافية يجعل من هذه المشاعر سبباً في التعرض للكثير من الأعراض الجسدية غير المرغوبة.
لذلك، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن تعلم طرق إدارة التوتر والغضب واكتساب المزيد من أساليب التكيف للتعامل مع المواقف المختلفة.