ما ستجده في هذا المقال:
تصور أنك تستيقظ في الصباح لتجد علبة شوكولاتة فارغة بجانب سريرك، ورغم أنك تتذكر أنك ذهبت إلى السرير جائعًا، إلا أنك لا تتذكر أنك أكلت شيئًا. هذا هو بالضبط ما يعيشه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل أثناء النوم.
ما هو اضطراب الأكل أثناء النوم؟
اضطراب الأكل أثناء النوم هو حالة طبية تتضمن تناول الطعام أثناء النوم دون وعي. يحدث ذلك عادة في فترات النوم العميق، حيث يقوم الشخص بتناول الطعام أو القيام بحركات مرتبطة بالطعام دون أن يكون واعيًا لذلك ولا يتذكر الأمر عند استيقاظه.
قد تشمل الأعراض تناول كميات كبيرة من الطعام، والقيام بأنشطة غير منسقة. هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن واضطرابات النوم عند استمراره.
ما هي أسبابه المحتملة؟
هناك أسباب متعددة وراء هذه الحالة، ومن بينها:
الإصابة باضطرابات النوم
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل أثناء النوم. حيث أن هذه الاضطرابات تؤثر على جودة النوم (Sleep) وتزيد من احتمالية حدوث سلوكيات تناول الطعام غير الواعية.
التاريخ العائلي
إذا كان هناك أفراد في العائلة، مثل الوالدين أو الأشقاء، يعانون من هذا الاضطراب، فإن ذلك يزيد من احتمالية إصابة الآخرين في العائلة. العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في تحديد قابلية الشخص للقيام بمثل هذه السلوكيات.
القلق والتوتر المفرطين
الضغوط النفسية والعاطفية قد تفاقم مشكلة اضطراب الأكل أثناء النوم. فقد يلجأ الشخص الذي يعاني من القلق أو التوتر باستمرار إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية حتى أثناء النوم.
تظهر الدراسات أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين (30 – 50) عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
الاضطرابات النفسية
الأفراد المصابون باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل أثناء النوم. هذه الحالات النفسية قد تؤثر على نمط الأكل والسلوكيات الغذائية بطرق غير صحية.
جرب إجراء اختبار الاكتئاب وتحقق من حالتك النفسية
تناول بعض الأدوية
بعض الأدوية قد تؤثر على أنماط النوم والسلوكيات الغذائية، فهي تسبب تغييرات في الشهية أو تحفز السلوكيات التي تؤدي إلى تناول الطعام أثناء النوم. وتعد الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو اضطرابات النوم من ضمن هذه الأدوية.
ما هي طرق العلاج المتاحة لاضطراب الأكل أثناء النوم؟
طرق علاج اضطراب الأكل أثناء النوم قد تتضمن:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يُعتبر هذا العلاج النفسي (Therapy) من أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد الشخص على تغيير نمط تفكيره وسلوكياته المتعلقة بالطعام والنوم.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب أدوية تساعد في تحسين جودة النوم أو تقليل القلق، مما ينعكس إيجابًا على أعراض اضطراب الأكل أثناء النوم.
- التغذية الصحية: تحسين النظام الغذائي خلال النهار يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في تناول الطعام أثناء النوم. يشمل ذلك تناول وجبات متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية.
- الحصول على التوجيه والدعم من الأطباء والمختصين: يمكن أن يساعد الأطباء المتخصصون في اضطرابات النوم والأخصائيون النفسيون في وضع خطة علاج مناسبة ومراقبة التقدم.
إن علاج الحالات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، والمرتبطة بهذا الاضطراب غالبًا ما يكون مفيدًا لمن يقوم بمثل هذه السلوكيات.
هل هناك تأثيرات نفسية مرتبطة باضطراب الأكل أثناء النوم؟
بكل تأكيد هناك تأثيرات نفسية ترتبط باضطراب الأكل أثناء النوم. ويمكن أن تشتمل على:
- الاكتئاب: قد يرتبط اضطراب الأكل أثناء النوم بزيادة مستويات الاكتئاب، حيث يمكن أن يؤدي الشعور بالذنب أو الخجل من تناول الطعام أثناء النوم إلى تفاقم الحالة.
- القلق: الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب (Disorder) قد يعانون من مستويات أعلى من القلق، مما قد يؤدي إلى تفاقم السلوكيات غير الصحية.
- انخفاض الثقة بالنفس: قد يشعر الأفراد بالحرج أو الخجل من سلوكياتهم، مما يؤثر على تقديرهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم.
- التوتر: التوتر النفسي الناتج عن القلق بشأن النوم أو تناول الطعام قد يساهم في تفاقم المشكلة.
- اضطرابات النوم: قد يؤدي عدم الحصول على نوم صحي إلى تفاقم المشاعر السلبية، مثل التوتر والقلق، مما يعزز الحلقة المفرغة بين اضطرابات النوم واضطرابات الأكل (Eating).
- التأثيرات الاجتماعية: يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى العزلة الاجتماعية، حيث قد يتجنب الأشخاص المواقف الاجتماعية خوفًا من تناول الطعام بشكل غير واعٍ أمام الآخرين.
- مشاكل في العلاقات: قد تؤثر السلوكيات المرتبطة باضطراب الأكل أثناء النوم على العلاقات الشخصية، حيث قد يشعر الشركاء أو الأصدقاء بالقلق أو الإحباط.
ما هي أفضل النصائح للتعامل مع اضطراب الأكل أثناء النوم؟
إن كنت تعاني من هذا الاضطراب فلا تتردد في الحصول على العلاج. بالإضافة إلى ذلك ساهم في رحلة التعافي من خلال:
- إنشاء روتين نوم منتظم: حاول النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم. يساعد هذا في تحسين جودة النوم وتقليل الاضطرابات.
- تجنب المنبهات: تجنب تناول الكافيين والنيكوتين قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة النوم.
- تحديد وجبات الطعام: تناول وجبات منتظمة ومتوازنة خلال اليوم لتقليل الرغبة في تناول الطعام أثناء النوم. حاول تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق قبل النوم، حيث يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تقليل التوتر وتهيئة الجسم للنوم.
- تدوين الملاحظات: احتفظ بمذكرة لتدوين سلوكيات تناول الطعام أثناء النوم. قد يساعد ذلك في تحديد الأنماط ومراقبة الأنماط السلوكية (Behavior) المحتملة.
- تجنب الأكل في السرير: حاول تناول الطعام في مناطق مخصصة مثل المطبخ، مما يقلل من احتمالية تناول الطعام أثناء النوم.
- مراقبة الأدوية: إذا كنت تتناول أدوية تؤثر على النوم، تحدث مع طبيبك حول الخيارات البديلة أو التعديلات اللازمة.
إن الاهتمام ببيئة النوم من شأنه أن يساعد في النوم. لذلك اجعل غرفة نومك مريحة ومظلمة وهادئة. استخدم الستائر الثقيلة أو قناع النوم إذا لزم الأمر.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من اضطراب الأكل أثناء النوم، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك دعمًا نفسيًا مخصصًا من معالجين مؤهلين. نحن هنا لمساعدتك على استعادة توازن حياتك وتحسين صحتك النفسية. انضم إلينا اليوم، وابدأ رحلتك نحو التعافي في بيئة مريحة وآمنة. صحتك النفسية هي أولويتنا!
