Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
الجوع العاطفي

أهم سمات الجوع العاطفي | استراتيجيات للتغلب عليه

تخيل أنك تشعر بالحزن أو الملل، فتجد نفسك تتجه تلقائيًا إلى الثلاجة بحثًا عن شيء لتأكله. هذا السلوك، الذي قد يبدو مألوفًا للكثيرين، يُعرف بالجوع العاطفي. إنه أكثر من مجرد الرغبة في تناول الطعام؛ فهو تعبير عن مشاعر عميقة قد تكون صعبة التعبير عنها. في هذا المقال، سنستكشف سمات الجوع العاطفي وكيفية التعامل معه بطرق صحية وفعالة، لمساعدتك على بناء علاقة صحية مع الطعام وجسمك.

 

ما هو الجوع العاطفي؟

الجوع العاطفي هو استجابة غير صحية لمشاعرنا السلبية، حيث نستخدم الطعام كآلية للتكيف (Coping) مع الضغوطات والمشاعر السلبية في حياتنا اليومية. بدلًا من معالجة المشكلة الأساسية، نلجأ إلى الطعام بشكل مؤقت للتخفيف من حدة هذه المشاعر، حتى في حالة عدم الجوع الجسدي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى، ويدخل الشخص في دورة مستمرة من الأكل والشعور بالندم.

ويحدث ذلك على النحو التالي:

  • تناول الطعام فقط لأن الآخرين من حولك يفعلون ذلك، حتى وإن لم تكن جائعًا.
  • تناول شيئًا لتجنب الشعور بفراغ فمك.
  • الشعور بحزن عميق عندما ترغب في تناول الطعام لكن لا تستطيع.
  • الشعور بالحاجة لتناول وجبة خفيفة أثناء التحدث في الهاتف أو مشاهدة التلفزيون.
  • مواجهة صعوبة في التوقف عن الأكل في الليل.

القلق والحالات المزاجية غالبًا ما تدفعنا إلى اللجوء إلى الطعام. فهم هذا الاضطراب وتعلم كيفية التعامل معه هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر صحة وسعادة.

 

ما هي سمات الجوع العاطفي؟ 

غالباً ما يتسم الجوع العاطفي (Emotional Hunger) بمجموعة من السمات يمكن من خلال التمييز بينه وبين الجوع الحقيقي. وهذه السمات هي:

  • يظهر فجأة وبقوة: قد تمر دقيقة واحدة لا تفكر فيها بالطعام، ثم فجأة تشعر برغبة شديدة في الأكل.
  • رغبة قوية في طعام معين: تشعر برغبة ملحة في تناول نوع معين من الطعام، ولا يشبعك أي بديل.
  • يبدأ في العقل والفم: الرغبة تظهر أولاً في التفكير بالطعام، ثم تنتقل إلى الرغبة في تذوقه.
  • حاجة ملحة وفورية: تشعر بالحاجة (Need) الملحة لتناول الطعام لتخفيف الضغط العاطفي فوراً.
  • مرتبط بالمشاعر السلبية: غالبًا ما يظهر الجوع العاطفي استجابة لمواقف مسببة للتوتر أو الحزن.
  • أكل غير واعي: قد تجد نفسك تأكل كميات كبيرة من الطعام دون أن تنتبه لذلك.
  • الإفراط في الأكل رغم الشبع: تستمر في الأكل حتى لو كنت ممتلئًا، كوسيلة لتجنب الشعور بالمشاعر السلبية.
  • الشعور بالندم والذنب: على الرغم من أن الأكل يوفر راحة مؤقتة، إلا أنه يتبعه شعور بالندم والذنب.

اكتشف حقيقة شعورك بالقلق من خلال اختبار القلق المجاني

 

ما هي استراتيجيات التغلب عليه؟

يمكنك تعلم كيفية إعادة تنظيم عاداتك الغذائية. قد يكون من المفيد استشارة أخصائي تغذية أو طبيب نفساني لمساعدتك في هذه الرحلة. وإلى أن تبدأ هذه الرحلة، إليك بعض النصائح البسيطة التي يمكنك تطبيقها الآن:

  • سجل كل ما تأكله: احتفظ بدفتر يوميات لتسجيل كل ما تتناوله من طعام وشراب طوال اليوم. اكتب الكمية، الوقت، ومشاعرك أثناء الأكل.
  • ابحث عن الأنماط: حاول ربط بين الأطعمة التي تتناولها ومشاعرك. هل تشعر برغبة شديدة في تناول الحلويات عندما تكون متوترًا؟ هل تأكل أكثر عندما تشعر بالملل؟
  • كسر الدائرة: بمجرد أن تكتشف نمطًا معينًا يربط بين طعامك ومشاعرك، حاول تغييره تدريجيًا. مثلاً، إذا كنت تأكل الشوكولاتة عندما تشعر بالحزن، حاول استبدالها بنشاط آخر مثل المشي أو قراءة كتاب.
  • تخلص من المشتتات: عندما تتناول الطعام، خصص وقتًا لذلك بعيدًا عن التلفزيون أو الهاتف. استمتع بطعامك وركز على مذاقه وقوامه.
  • قيم ثم قِضم: قبل تناول أي وجبة خفيفة، اسأل نفسك: هل أنا جائع حقًا؟ إذا كنت تشك، اشرب كوبًا من الماء أولاً. العطش غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين الجوع.
  • ابدأ ببطء: لا تحاول تغيير كل عاداتك الغذائية دفعة واحدة. ابدأ بتغييرات صغيرة وواقعية، مثل تناول وجباتك على الطاولة بدلًا من تناولها وأنت واقف.
  • كن لطيفًا مع نفسك: تغيير العادات يستغرق وقتًا وجهدًا. لا تقسِ على نفسك إذا لم تنجح في كل مرة.
  • احصل على الدعم: شارك أهدافك مع صديق أو فرد من العائلة. قد يكون وجود شخص يدعمك أمرًا مفيدًا.

التغذية الصحية لا تعني التخلي عن الأطعمة التي تستمتع بها. حاول إيجاد بدائل صحية للأطعمة التي تحبها.

 

كيف يمكن التمييز بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي؟

التمييز بين الجوع الجسدي والعاطفي هو الخطوة الأولى لعلاج مشاكل الأكل. فكل نوع من الجوع يتطلب استجابة مختلفة. وللتمكن من ذلك لا بد من ملاحظة الفروق التالية:

الجوع الجسدي

  • يشعر الشخص بالجوع الجسدي تدريجيًا نتيجة استهلاك الطاقة، ويمكن تأجيل إشباعه لفترة محددة دون تأثير كبير على الصحة. على سبيل المثال، يمكن تأجيل وجبة الغداء أثناء العمل دون تعب شديد.
  • يمكن أن يسبب الجوع الجسدي مشاعر التعب والتهيج، لكنها تختفي بعد تناول وجبة متوازنة. يتوقف الشخص عن الأكل بشكل طبيعي عند الشعور بالشبع، حيث يكون الهدف هو تزويد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية.
  • بعد إشباع الجوع، يشعر الشخص بالرضا (Fulfilment) والارتياح، دون شعور بالذنب، لأن الأكل كان استجابة لحاجة بيولوجية.

عند الشعور بالشبع الكامل، يتوقف الجسم بشكل طبيعي عن طلب الطعام، حيث يكون قد حصل على الطاقة اللازمة.

الجوع العاطفي

  • يظهر الجوع العاطفي بشكل مفاجئ وكأنه رغبة قهرية في تناول الطعام، على عكس الجوع الجسدي الذي يتزايد تدريجيًا. قد يشعر الشخص برغبة شديدة في نوع معين من الطعام، غالبًا غير صحي، بغض النظر عن آخر مرة تناول فيها الطعام.
  • يستخدم الأشخاص الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل الحزن أو القلق. حتى بعد تناول كميات كبيرة، قد لا يشعرون بالشبع إذا كان الجوع عاطفيًا، لأنه لم يلبي حاجة الجسم الفسيولوجية.
  • بعد نوبة الأكل العاطفي، يشعر الشخص بالذنب والندم، خاصة إذا كان يعلم أن هذا السلوك غير صحي، مما يعكس إدراكه بأن الأكل لم يكن بسبب جوع حقيقي، بل كان محاولة للتعامل مع المشاعر السلبية.

علاج شخصي، استشارة نفسية، دعم نفسي

 

كلمة من عرب ثيرابي

في ختام رحلتك نحو فهم الجوع العاطفي، تذكر أن الدعم (Support) النفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. في عرب ثيرابي، نقدم لك العلاج النفسي عالي الجودة عبر الإنترنت مع معالجين مؤهلين. انطلق نحو حياة أكثر توازنًا وسعادة. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء النفسي واكتشف كيف يمكننا مساعدتك!