ما ستجده في هذا المقال:
هل تشعر بالراحة التامة عندما تتحدث عن أعمق مخاوفك وأسرارك؟ هل تعتقد أن مشاركة هذه التفاصيل مع معالج نفسي يمكن أن يكون خطوة شجاعة؟ بالتأكيد، العلاج النفسي هو رحلة شخصية تتطلب قدرًا كبيرًا من الثقة والانفتاح. ولكن، ما الذي يضمن لك أن هذه المعلومات ستبقى سرية؟ دعونا نستكشف معًا أهمية الخصوصية في العلاج النفسي، وكيف تساهم في نجاح هذه العملية العلاجية.
ما أهمية الخصوصية في العلاج النفسي؟
يعد الحديث الركن الأساسي والطريق لجعل الأفكار والمشاعر اللاواعية لدى الأشخاص أكثر إدراكًا، وبالتالي التمكن من التفاعل مع العمليات الدماغية بطريقة أكثر فاعلية. ومن الطبيعي أن لا يتمكن الشخص من التحدث بأريحة ما لم يشعر بالخصوصية (Privacy) الكافية. من هنا تظهر أهمية الخصوصية في العلاج النفسي.
وما يجعل الخصوصية مهمة أيضاً في العلاج النفسي أنها تتيح للشخص لما يلي:
- قول أشياء غير مقصودة.
- تغيير الرأي بسهولة.
- التناقض مع النفس.
- عدم الاكتراث لمدى الحساسية أو الأنانية أو الوقاحة.
- التعبير عن الرغبة في الموت.
- التعبير عن الأفكار المختلفة بغض النظر عن ماهيتها.
- انتقاد الأشخاص المقربين سواء كان الشريك أو حتى الوالدين.
- قول ما يجول في الذهن سواء كان خاطئًا أو صحيحًا.
- التعبير عن المشاعر المختلفة تجاه المعالج النفسي.
هل تعزز الخصوصية الثقة بين المعالج والمريض في العلاج النفسي؟
عندما يشعر الشخص بالأمان بفضل السرية (Confidentiality) والخصوصية التي تتمتع بها الجلسات العلاجية وأنه يتم التكتم عن معلوماته، يصبح أكثر استرخاءً واستعدادًا لمشاركة أفكاره ومشاعره وأحلامه. مما يساعد المعالج على تفهم تطوير خطة علاجية مخصصة تلبي احتياجاته الفردية.
متى يجب على المعالج أن يخرق الخصوصية؟
غالبًا ما تتحلى جميع الجلسات العلاجية بالخصوصية والسرية الضرورية ليتأكد الشخص من حماية معلوماته وما يصرح به. لكن في بعض الحالات يضطر المعالج النفسي إلى الإفشاء عن بعض المعلومات الضرورية وبقدر محدود. وعادة ما يقوم المريض بالتوقيع على ذلك في مرحلة مبكرة من العلاج النفسي.
ومن ضمن الحالات التي يحتاج المعالج مشاركة المعلومات فيها:
- خطر إيذاء النفس أو الآخرين: إذا أعرب المريض عن نيته أو تخطيطه لإيذاء نفسه أو شخص آخر، فقد يحتاج المعالج إلى الكشف عن هذه المعلومات لمنع حدوث الضرر.
- التعرض للإساءة أو الإهمال: في حال الاشتباه بحالات من إساءة معاملة الأطفال أو كبار السن أو بعض البالغين. فلا بد من إبلاغ هذه المعلومات إلى السلطات المختصة.
- المتطلبات القانونية: قد يُطلب من المعالج النفسي الكشف عن المعلومات استجابة لأمر المحكمة أو الاستدعاء، خاصة في حالات الجرائم أو الأهلية.
- موافقة المريض: سواء كان ذلك لأفراد العائلة أو لمقدم رعاية طبية، فإن موافقة المريض على التصريح عن معلوماته لا بد أن تكون بموافقة مكتوبة.
- الإشراف أو الاستشارة: في سبيل التطور المهني أو طلب المشورة أو التوجيه بشأن حالة ما، يجوز للمعالج النفسي مناقشة الحالات مع المشرفين أو الزملاء مع احترام (Respect) هوية العميل وكتمان المعلومات الحساسة.
- العلاج الجماعي: على الرغم من توضيح أهمية الخصوصية في العلاج النفسي الجماعي لجميع المشاركين، إلا أن طبيعة العلاج لا يضمن المحافظة على سرية المعلومات أو احترام الخصوصية.
عندما يشارك المرضى في دراسات بحثية، قد تُستخدم معلوماتهم لتحليل البيانات. يجب على الباحثين الحصول على موافقة خطية وصريحة مع ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الخصوصية.
كيفية تأكيد الخصوصية في العلاج النفسي
إن التحدث عن الخصوصية خلال العلاج النفسي يعد ضروريًا لطمأنة المريض من أن معلومات ستبقى سرية، ويتم ذلك من خلال:
تقديم شرح واضح
للبناء على علاقة ثقة قوية، لا بد في أولى جلسات العلاج شرح مفهوم السرية والتأكيد أن المعلومات المشاركة ستبقى سرية، إلا في حالات محددة.
مناقشة حدود السرية
من الضروري توضيح أن السرية ليست مطلقة. هناك بعض الاستثناءات القانونية والأخلاقية التي قد تتطلب مني كسر السرية، مثل عندما يكون هناك خطر وشيك على سلامة المريض أو أي شخص آخر.
قد يهمك: اختبار الاكتئاب
استخدام نماذج الموافقة المكتوبة
لتعزيز الشفافية والثقة المتبادلة، يتم تزويد المريض بنموذج موافقة مكتوبة يوضح بوضوح نطاق السرية والاستثناءات المتعلقة بها، مما يوفر مرجعًا قانونيًا ويضمن فهمهم الكامل لطبيعة العلاقة المهنية.
معالجة مخاوف المريض
إن كان لدى المريض أي تساؤلات أو مخاوف بشأن الخصوصية فلا بد من التعامل معها بشكل مبكر. شجع العملاء على طرح الأسئلة أو التعبير عن أي مخاوف قد تكون لديهم بشأن السرية. إن معالجة هذه الأمور بصراحة يضمن مشاركته المعلومات الحساسة.
من المهم أن مراجعة فهم اتفاقية السرية باستمرار، خاصةً في ظل تطورات الأحداث أو ظهور أي تحديات جديدة.
كيفية ضمان الخصوصية في العلاج عن بعد
إن التواجد في عيادة العلاج النفسي تعطي المزيد من الخصوصية للمريض، وعند مقارنتها بالجلسات عن بعد قد لا يتولد الشعور ذاته لدى المريض. مما ينعكس على قدرته على التحدث بالشفافية والوضوح اللازمين. لكن من خلال النقاط التالية غالبًا ما يتم التغلب على هذه المعضلة:
- توفير المساحة الخاصة: التواجد في غرفة يمكن إغلاق الباب فيها، الأمر الذي يمنع سماع الآخرين ما يتم الحديث عنه. كما يمكن الاعتماد على أحد الأشخاص في المنزل مثلاً لإبعاد الأطفال خلال فترة الجلسة.
- المحافظة على أريحية المكان: ضع في مكان عقد الجلسة مع يساعد على الاسترخاء سواء كانت البطانيات والوسائد والإضاءة الخاصة أو الكرسي المريح لجعل المكان الآمن مريحًا وجذابًا.
- صنع ضوضاء بيضاء: بواسطة مروحة أو تشغيل تطبيق على الهاتف وبصوت مرتفع عند الباب يمكن صنع ضوضاء تحجب الأصوات الأخرى.
- اختيار الوقت المناسب: إن كان هناك روتينياً محددًا في المنزل بحيث يقوم كل شخص بالمهام الخاصة به، يمكن استغلال انشغال الآخرين بما لديهم وإجراء الجلسة العلاجية في هذه الأثناء.
- وضع عزل للصوت عند الباب: إن وجود بعض الفجوات أسفل الأبواب يسمح بمرور الصوت. يمكن منع ذلك بوضع منشفة ملفوفة تحته.
لا يحتاج العلاج النفسي أونلاين إلى مكان مخصص، لذلك إن فشلت في توفير الخصوصية اللازمة في المنزل يمكنك الخروج إلى أي مكان أو حتى إجراء الجلسة من السيارة.
كلمة من عرب ثيرابي
اكتشف عالم العلاج النفسي الذي يجمع بين الجودة والخصوصية عبر خدماتنا المتميزة في عرب ثيرابي. انطلق في رحلة التغيير والشفاء مع فريقنا المحترف من المعالجين النفسيين المؤهلين، حيث تكون الخصوصية واحترام السرية أساس عملنا. ابدأ اليوم واستعد لتحسين جودة حياتك ورفاهيتك النفسية بأمان وثقة.