Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

ألم في الصدر | عندما يكون القلق سبباً في ذلك

إن آلام الصدر من الأحاسيس المزعجة للغاية، فهي تثير الخوف من حدوث حالة طارئة وشيكة، مثل النوبة القلبية. ولكن هل لألم الصدر دائمًا سبب جسدي؟ أم أن الحالات الصحية العقلية، مثل القلق، قد تسبب آلام الصدر؟ لقد لجأنا إلى أطبائنا النفسيين للحصول على إجابات.

 

هل يمكن أن يسبب القلق ألم في الصدر؟

بكل تأكيد يمكن لمستويات القلق المرتفعة أن تكون سبباً في حدوث ألم في الصدر، ويعود ذلك للأسباب والعوامل التالية:

  • خلال نوبة القلق فإن هناك مجموعة من التغيرات التي تحدث في الجسم، حيث أن تنشيط الجهاز العصبي الودي في هذه الأثناء يؤدي إلى حدوث استجابة القتال أو الهروب. والتي بدورها تعمل على رفع ضغط الدم زيادة ضربات القلب. 
  • كما أن ارتفاع هرمونات الكورتيزول والأدرينالين إلى مستويات عالية خلال هذه الاستجابة يؤدي إلى فرط تنفس الذي يسبب ألم في الصدر بحد ذاته. 
  • بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقلق أن يسبب تشنجات عضلية في الصدر أو المريء، والتي يكون ألمها مشابهاً لألم الصدر أو ضيق الصدر.

يمكن للعديد من الحالات النفسية أن تسبب أعراضاً جسدية. فمثلاً غالباً ما يعاني المصابون بالاكتئاب من النعاس المفرط أو الأرق أو التعب. يعاني الأشخاص المصابون بفرط الحركة ونقص الانتباه من تغيرات في الشهية.

 

أعراض مرافقة لألم الصدر الناتج عن القلق

على الرغم من أن القلق حالة نفسية، إلا أن لها الكثير من الأعراض الجسدية بالإضافة إلى ألم الصدر، والتي تختلف في شدتها وطريقة ظهورها إما كان ذلك بشكل مفاجئ أو تدريجي، أو إن كانت مستمرة أو تختفي من تلقاء ذاتها. ومن ضمن هذه الأعراض المزعجة:

  • خفقان شديد في القلب والتنفس بشكل أسرع.
  • الإحساس بوخز أو خدر يحدث عادة في اليدين والقدمين.
  • الشعور بألم مستمر.
  • ضيق في الصدر.
  • الإحساس بألم في البطن
  • الاستفراغ والغثيان.
  • حدوث إسهال متكرر.
  • الإحساس بحرقان داخل الجسم أو على الجلد.
  • الصداع وتشنج العضلات.
  • الارتعاش.

 

متى تختفي آلام الصدر الناتجة عن القلق؟

لا يمكن تحديد مدة زمنية لاختفاء أعراض القلق الجسدية، حيث أن ذلك يختلف من شخص إلى آخر بناءً على تاريخ الشخص في الأمر. لكن عادةً إذا كان ألم الصدر ناتجاً عن القلق، فإن التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء الأخرى تعمل على تخفيفه بعد بضع دقائق.

 

الأدوية العلاجية لحالات القلق

بناءً على الأعراض التي يعاني منها الشخص خلال نوبات القلق، قد يصف الطبيب المعالج تناول الأدوية كجزء من الخطة العلاجية التي غالباً ما تتضمن أيضاً العلاج النفسي. ومن الأدوية الفعّالة في علاج الأرق:

  • مضادات الاكتئاب:

على الرغم من أن هذه الأدوية مخصصة لعلاج حالات الاكتئاب، إلا أنها أثبتت فاعليتها لعلاج القلق أيضاً. ما على المريض إلا الالتزام على تناولها لملاحظة التحسن على حالته، حيث قد يحتاج الأمر إلى بضعة أسابيع لحدوث ذلك.

  • الأدوية المضادة للقلق:

مثل البنزوديازيبينات والتي توصف للحالات الشديدة من القلق، ومع أنها ذات فاعلية سريعة في علاج الذعر والتوتر والقلق، إلا أنها لا تستخدم لفترات طويلة لاحتمالية تعود الشخص عليها وإدمانها. 

وهو نوع من الأدوية يستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. تعمل حاصرات بيتا على منع عمل بعض الهرمونات مثل الأدرينالين المسبب الرئيسي في الأعراض الجسدية الحادة للقلق، مثل تسارع ضربات القلب والارتعاش والرعشة.

غالباً ما يحتاج الأمر إلى تجربة أكثر من دواء إلى أن يصل الشخص إلى ما يناسبه ويقلل من أعراض القلق. فما قد يناسب بعض الحالات قد لا يناسب حالات أخرى.

 

التمييز بين حالات القلق والنوبة القلبية

على الرغم من أن الكثيرين يخشون من النوبة القلبية فور الشعور بألم في الصدر ناتج عن القلق، إلا أن هناك الكثير من الفروق التي تساعد في التمييز بين الحالتين. حيث يميز النوبة القلبية:

  • يميل الألم إلى أن يكون أكثر شدة من الضغط، فمثلاً قد يشعر الشخص أن جملاً ثقيلاً موضوع على صدره، أو أن هناك شيء يضغط بشدة على الصدر. وفي الكثير من الأحيان يكون الألم مصحوباً بشعور بالحرقان، وقد يخلط البعض بينه وبين حرقة المعدة.
  • في حالة النوبة القلبية فإن الألم يتفاقم تدريجياً ولا يتحسن مع مرور الوقت.
  • يبدأ مكان الألم في الصدر، ولكن ما يلبث أن ينتشر إلى الرقبة والفك والكتف وأحد الذراعين أو كلتيهما أو الجزء العلوي من الظهر أو الجزء العلوي من البطن.
  • يمكن أن يصاحب ألم الصدر التعرق والغثيان والدوار، خاصة عند النساء أكثر من الرجال.
  • يحدث ألم الصدر أثناء القيام بمجهود بدني مثل رفع صندوق ثقيل أو إزالة الثلج لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الكامنة. وليس عند التعرض للتوتر أو الشعور بالقلق.
  • تستمر الأعراض لفترة أطول ولا تختفي بسهولة، وفي الكثير من الأحيان تترك تأثيرات ضارة غالباً ما تكون دائمة.

في حين أن العديد من أعراض مثل ضيق التنفس، والتعرق، والغثيان والقيء، وتسارع ضربات القلب تحدث خلال القلق والنوبة القلبية، إلا أن الأخيرة لا يسبقها التعرض للقلق

 

متى يجب زيارة الطبيب عند الشعور بألم في الصدر؟

قد لا يكون الأمر بسيط كما تتوقع في بعض الأحيان، حيث أن ملاحظة بعض الأعراض يحتم على الشخص اللجوء للمساعدة الطبية المتخصصة في أقرب وقت. ومن هذه الأعراض:

  • إذا لم يكن هناك قلق يسبق ألم الصدر.
  • حدوث الألم فجأة دون أي تفسير مثل ممارسة نشاط بدني مجهد.
  • صعوبة حقيقية وشديدة في التنفس.
  • الشعور بأن الألم يتحرك ويمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • الشعور باقتراب فقدان الوعي.
  • إن حدث ارتباكاً أو تشوشاً.
  • ملاحظة بعض الأعراض الأخرى مثل التعرق أو تسارع النبضات أو عدم انتظامها أو الغثيان والتقيؤ.

 

نصيحة عرب ثيرابي

قد لا يحتاج الأمر إلى أدوية أو أي طرق علاجية أو متابعة مع طبيب، فقط يستوجب الأمر للمحافظة على قلبك من التأثر بأعراض القلق الذي تعاني منه بعض الإجراءات البسيطة. فمثلاً ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الاهتمام أكثر بما يلي:

  • ممارسة أي نوع من تقنيات الاسترخاء بما فيها تمارين التنفس بشكل منتظم يومياً.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخاصة التمارين القلبية الوعائية والتمارين الهوائية. مما يساعد في التقليل من وتحسين الحالة المزاجية وتعزيز الثقة بالنفس بشكل عام.
  • تجنب تناول الكافيين والتدخين والإفراط في تناول الكحول، لأن هذه الأمور قد تؤدي إلى تفاقم القلق.
  • المحافظة على مستويات السكر في الدم مما يمنع التعرض لنوبات القلق. لذلك يجب تناول وجبات صحية منتظمة ومتوازنة.