ما ستجده في هذا المقال:
تسبب الكثير من الحالات الصحية العضوية أو النفسية بعض الألم في الرأس، إلا أن الألم الناتج عن التوتر يبقى الأكثر شيوعاً بين الأشخاص لما نتعرض له خلال حياتنا اليومية من ضغوط وصعوبات معيشية.
ويبدأ الصداع الناتج عن التوتر غالباً في عضلات الرقبة والكتفين، بعد ذلك ينتقل الألم إلى الجبهة بشكل خفيف ليتم وصفها وكأن شخصاً ما يمسك الرأس بين يديه. ويبدو أن هذا الألم يحدث بشكل مستمر أو متقطع في بعض الأحيان.
إن كنت تعاني من هذا الألم فإن معرفة الأسباب وطرق العلاج المتاحة له غالباً ما يهمك.
أسباب ألم الرأس الناتج عن التوتر
هناك الكثير من الأسباب وراء هذا الألم حيث يمكن تقسيمها على النحو التالي:
الأسباب النفسية
يمكن لأي من الأسباب النفسية التالية أن تكون سبباً محتملاً لألم الرأس الذي تعاني منه:
- الإجهاد والتوتر، حيث يعد السبب الأكثر شيوعاً للصداع الناتج عن التوتر.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- الضغط النفسي أو الشعور بالتعب باستمرار.
- الضغط العاطفي.
يمكن لاضطرابات النوم مثل عدم القدرة على النوم سواء كان بسبب توقف التنفس أثناء النوم أو الأرق أن تكون سبباً أساسياً في صداع التوتر.
أسباب أخرى
يمكن أن يحدث ألم الرأس لأسباب أخرى غير مرتبطة بالحالة النفسية، مثل:
- تشنج الرقبة نتيجة النظر إلى الأسفل للقراءة أو حمل الهاتف الخلوي.
- إجهاد العين نتيجة التحديق في شاشة الكمبيوتر أو المستندات لفترة طويلة دون أخذ فترات راحة.
- اضطراب الفك الصدغي أو التهاب المفاصل التنكسية في الرقبة.
- جفاف العين.
- التدخين.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.
- عدم شرب كمية كافية من الماء أو تخطي بعض الوجبات.
قد تختلف أعراض الصداع المرافق للتوتر من شخص إلى آخر اعتماداً على السبب أو الشخص نفسه.
أعراض ألم الرأس
على الرغم من أن العرض الرئيسي في هذه الحالة هو الألم المستمر الخفيف أو المتوسط، حيث قد يستمر الألم لنحو 30 دقيقة في بعض الأحيان، بينما يستمر لمدة أسبوع كامل في حالات أخرى. وفي هذه الأثناء قد يعاني الشخص من أعراض أخرى مثل:
- الشعور وكأن شيئًا ما يضغط على جانبي الرأس في وقت واحد.
- ألم أو تشنج في عضلات الرقبة أو عضلات الكتف.
- الحساسية المفرطة للضوء أو الصوت.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- الشعور بالتعب أو التهيج.
تشخيص الصداع التوتري
في حالات الصداع المستمر قد يحتاج الأمر إلى تشخيص دقيق للتأكد من طبيعة الحالة. فغالباً ما يقوم الطبيب بالإجراءات التالية:
التعرف على طبيعة الألم
للبدء في توجيه التشخيص إلى جانب من الجوانب لا بد من معرفة المزيد عن الحالة، وفي سبيل ذلك يحتاج الطبيب إلى سؤال المريض عدة أسئلة تتضمن:
- هل الألم حاد أو خفيف؟ أو هل الألم مستمر أم يختفي مع الوقت؟
- ما مدى شدة الألم وتأثيره على القدرة على العمل أو النوم؟
- ما هو مكان الألم على وجه التحديد؟ هل هو في كامل الرأس أم في جانب من الجوانب؟
الإجراءات التصويرية
في الوقت ذاته قد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الصور التشخيصية للتأكد من أن الحالة لا علاقة لها بأمر خطير. ومن ضمن التصاوير المحتمل إجرائها إما التصوير بالرنين المغناطيسي لإعطاء صور كاملة للدماغ أو التصوير المقطعي المحوسب لتوفير عرض تفصيلي للدماغ.
كيفية علاج ألم الرأس الناتج عن التوتر
هناك الكثير من الطرق العلاجية سواء كانت الذاتية أو المتخصصة أو البديلة. في البداية يفضل الاعتماد على الأساليب غير الدوائية ومن ثم الانتقال إلى الأدوية إن لم تأتي الطرق السابقة بالنتيجة المرجوة.
الأدوية العلاجية
يمكن تناول بعض الأدوية دون وصفة طبية بينما بعضها الآخر يحتاج إلى استشارة طبيب متخصص قبل البدء بها. فمثلاً قد تشتمل الأدوية على:
- مسكنات الألم: تعد الأسبرين (Aspirin)أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)من مسكنات الألم الأولية لعلاج أو التقليل آلام الصداع.
- الأدوية المركبة: في الحالات الشديدة من الألم يمكن الاعتماد على الأدوية المركبة التي تحتوي على أكثر من نوع من مسكنات الألم، مما يعني زيادة فاعلية الدواء فيها.
- دواء التريبتان (Triptans): يمكن أن يخفف التريبتان بشكل فعال آلام الصداع النصفي أو الصداع التوتري.
- الأدوية الوقائية: تعتبر مضادات الاكتئاب من الأدوية الوقائية للصداع، ومن الأمثلة عليها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تحتاج إلى عدة أسابيع لتتراكم في الجسم وتعطي النتيجة المطلوبة.
- الأدوية المضادة للتشنجات ومرخيات العضلات: قد تساعد هذه الأدوية في منع آلام الصداع والتقليل من حدة تشنج عضلات الرقبة والكتفين.
إذا أردت علاج الصداع التوتري فاطلب المساعدة من الطبيب لأن الاستخدام المتكرر لمسكنات الألم يمكن أن يسبب صداعًا آخر يُعرف بصداع الإفراط في استخدام الأدوية.
العلاج البديل
في الكثير من الأحيان تكون الطرق غير التقليدية أو استخدام العلاج البديل حلاً مناسباً للتخلص من ألم الرأس الناتج عن التوتر. فمثلاً يمكن اللجوء إلى:
- الوخز بالإبر الصينية: غالباً ما يخف ألم الصداع المزمن بشكل مؤقت عند استخدام هذه الإبر. لكن لا بد من الانتباه إلى ضرورة اللجوء إلى معالج متخصص في الأمر.
- التدليك: يساعد التدليك على تقليل التوتر وتخفيف حدته خاصة إن كان مرتبطاً بآلام العضلات المشدودة في مناطق الظهر والرأس والرقبة والكتفين.
- الارتجاع البيولوجي: تساعد العلاجات السلوكية والارتجاع البيولوجي والتنفس العميق في التأقلم من حالات الصداع هذه والتقليل من التركيز عليها.
هل يمكن منع الصداع الناتج عن التوتر؟
بالطبع يمكن ذلك من خلال التحكم بمستويات التوتر قدر الإمكان. ومن أكثر الطرق فاعلية في ذلك هو اتباع نمط حياة صحي من ممارسة التمارين الرياضية والنوم بشكل كافي والاعتماد على نظام غذائي متوازن.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن معظم حالات ألم الرأس الناتجة عن التوتر قابلة للإدارة بشكل ذاتي، إلا أن هناك بعض الأعراض التي يفضل أن ينصح الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي رؤية الطبيب المعالج لها. والتي قد تشير إلى وجود مشكلة أكثر خطورة. ومن ضمن هذه الأعراض:
- حدوث تصلب في الرقبة.
- ألم في الفك عند المضغ أو في الصدغ.
- حمى مرتفعة ولا تختفي.
- الصداع الذي يبدو مختلفاً أو يحدث بشكل متكرر أكثر من المعتاد، خاصة إن كان عمر الشخص 50 سنة أو أكثر.
- صداع موضعي يحدث فقط عند الاستلقاء أو الوقوف.
- وجود حالة صحية مثل السرطان أو أحد أمراض المناعة الذاتية.
- الشعور بالخدر أو الضعف.