ما ستجده في هذا المقال:
كما أن المحافظة على الصحة الجسدية يتطلب الحصول على القدر الكافي من العناصر الغذائية الأساسية، فإن نقص هذه العناصر والفيتامينات يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض النفسية التي تؤثر سلباً على حياة الشخص.
إن كنت مهتماً بالتمتع بالعافية النفسية وتحسين جودة الحياة لديك من خلال نظامك الغذائي، فإن السطور التالية مفيدة لك.
الأعراض النفسية نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأشخاص قادرين على الاستفادة من الفيتامينات والعناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة، إلا أن بعض الفئات ولأسباب متنوعة قد لا يتمكنوا من الحصول على القدر الكافي من هذه العناصر وبالتالي التعرض للأعراض النفسية والعاطفية المرتبطة بنقص كمياتها.
ومن أكثر المشكلات النفسية المرتبطة بنقص الفيتامينات هو التعرض للتوتر باستمرار أو عدم القدرة على إدارة المواقف المجهدة نفسياً. بالإضافة إلى زيادة الانفعال والتهيج عند التعرض للمشكلات الحياتية وضعف القدرة على التركيز.
كما يمكن أن يكون نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية سبباً في ظهور أعراض نفسية متعلقة بما يلي:
الاكتئاب
يعد الاكتئاب من الاضطرابات المزاجية التي يمكن أن تحدث بسبب نقص بعض العناصر الغذائية. ومع ذلك فهي من الحالات النفسية القابلة للعلاج من خلال خطة علاجية متكاملة تتضمن العلاج الدوائي والنفسي معاً. التي يعاني خلالها الشخص من:
- الشعور بالحزن أو امتلاك مزاج مكتئب.
- فقدان الاهتمام أو الشعور بالمتعة عند ممارسة النشاطات التي اعتاد عليها الشخص في السابق.
- ملاحظة تغيرات في الشهية، وما ينتج عن ذلك من زيادة الوزن أو فقدان بعض الكيلوغرامات بحيث لا يكون هناك علاقة للتغير في الوزن بالنظام الغذائي.
- اضطراب نمط النوم سواء كان بنوم أكثر أو أقل من المعتاد.
- فقدان الطاقة أو والشعور بالخمول المتزايد والتعب وعدم التحفيز.
- تغير في الحركة البدنية، فقد يلاحظ القيام ببعض الحركات غير المقصودة (مثل عصر اليد أو التحرك بسرعة) أو تباطؤ في الحركات والكلام بحيث يبدو الشخص لا مبالياً بما يحدث حوله. وغالباً ما يتمكن الآخرين ملاحظة مثل هذه الأعراض.
- الشعور بعدم القيمة أو بالذنب على إخفاقات الماضي.
- مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
- امتلاك أفكار تتعلق بالموت أو الانتحار.
يمكن أن يؤثر نقص التغذية على الصحة النفسية والعقلية على مقياس متدرج بدءاً من الأعراض الخفيفة إلى الأعراض التخريبية، اعتماداً على الشخص.
القلق
إن كنت تعاني من نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية، فمن الطبيعي أن تلاحظ زيادة أعراض القلق لديك. والتي من ضمنها:
- القلق المستمر والمفرط الذي يتعارض مع الأنشطة اليومية.
- الشعور بالتعب.
- عدم القدرة على النوم أو اضطراب نمط النوم أو الأرق.
- تشنج العضلات وتوترها.
اضطرابات النوم
للتمتع بالحالة النفسية والجسدية الجيدة فلا بد من الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي بشكل يومي. وهذا الأمر غالباً ما يكون صعباً في حال وجود نقص في بعض الفيتامينات.
ومع أن تحسين مستويات الفيتامينات والحصول على العناصر الغذائية الضرورية يحسن من نمط النوم، إلا أن هناك أمور أخرى لها تأثيرات إيجابية بهذا الصدد، منها:
- تناول مكملات الميلاتونين.
- تناول الأدوية المنومة.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء قبل النوم.
- المحافظة على بيئة النوم الصحية والمناسبة، بالإضافة إلى اتباع روتين نوم محدد قدر الإمكان.
تساهم اضطرابات النوم في حالات الصحة النفسية أو تؤدي إلى تفاقمه، كما يمكن أن تكون أحد أعراض حالات الصحة النفسية الأخرى.
أهم حالات نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية ذات الأعراض النفسية
يمكن أن تنتج اضطرابات النفسية عن عوامل مختلفة، مثل العوامل النفسية والبيولوجية والوراثية والبيئية والظرفية. وعلى الرغم من أهميته، إلا أن نقص التغذية يعد العنصر البيولوجي الأكثر إغفالاً لضمان الصحة النفسية لدى الأشخاص. ومن أهم حالات النقص هذه:
- فيتامين د:
يرتبط فيتامين د عن حوالي 1000 جين يعمل على تنظيم المزاج والقدرة على النوم. كما يعد هذا الفيتامين مهماً لحماية وتركيب الخلايا العصبية. وتظهر أهمية فيتامين د في الصحة النفسية من خلال تواجده في المناطق التي تؤثر على المزاج واليقظة والتحفيز والذاكرة والمتعة. لذلك فإن نقصه قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والتهيج والتعب.
- فيتامين ب 12:
بالإضافة إلى تكوين الخلايا العصبية، فإن فيتامين ب 12 له دور في تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ التي تعزز الحالة المزاجية مثل السيروتونين والدوبامين، وكذلك هرمونات التوتر مثل النورإبينفرين. كما تم ملاحظة دور هذا الفيتامين في التخلص من سم الهوموسيستين، وهو سم عصبي للدماغ يرتبط بالاكتئاب. أما في نقصه، فهو مسؤول عن ضبابية الدماغ، والشعور بالخدر والوخز، وضيق التنفس.
- فيتامين ب 6:
تظهر التركيزات الكبيرة من فيتامين ب 6 في الدماغ مدى أهميته للصحة النفسية والعقلية. فهو عامل مساعد في إنتاج المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة في الدماغ، بما في ذلك السيروتونين والدوبامين وGABA. ويعد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو مشاكل سوء الامتصاص هم الأكثر عرضة لنقص فيتامين ب 6.
- الزنك:
يلعب الزنك دوراً مهماً في الوظائف الدماغية، حيث أنه يساعد فيتامين ب 6 في إنتاج السيروتونين والدوبامين المسؤولين عن الشعور بالسعادة. أما الأعراض الناتجة عن نقص الزنك فهي تتمثل بفقدان الشهية أو التذوق، وتدني الحالة المزاجية والاكتئاب، ومواجهة صعوبات في التعلم.
- المغنيسيوم:
يعد المغنيسيوم ضرورياً في تنظيم الاستجابة للتوتر والمواقف المجهدة، كما يعتبر أحد مثبتات الحالة المزاجية الطبيعية. وعلى الرغم من أنه من غير الشائع حدوث نقص في هذا العنصر الغذائي، إلا أنه قد يحدث فعلاً، عندها قد تلاحظ الشعور بالتعب والغثيان وفقدان الشهية وتغيرات المزاج.
وقد وجدت الأبحاث أن بعض أوجه القصور يمكن أن تساهم تفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية المحددة، مثل اضطراب الوسواس القهري والاضطراب ثنائي القطب.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن ما يقوم الأشخاص بتناوله خلال الوجبات الغذائية يؤثر وبشكل كبير على الحالة النفسية، إلا أن الأمر لا ينحصر على ذلك. حيث أن هناك الكثير من العوامل والأسباب التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية والعقلية.
لذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون إجراء الفحوصات المخبرية وتتبع الأدوية التي يتناولها الشخص قبل البدء في تناول المكملات الغذائية والفيتامين. فقد يكون سبب المشكلة النفسية التي يعاني منها الشخص:
- الآثار الجانبية للأدوية.
- وجود خلل في الغدة الدرقية.
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
- اضطرابات الغدة الكظرية.