ما ستجده في هذا المقال:
هل تعتقدين أن الحمل هو فترة سعيدة خالية من أي مشاكل صحية؟ قد تفاجئك الإجابة. فإلى جانب فرحة الأمومة، هناك العديد من المخاطر التي قد تواجه الحامل، ومن أخطرها تسمم الحمل، تعرفي معنا على أعراض هذا الحالة وكيف يمكن الوقاية منها؟
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل (Preeclampsia) هو حالة تصيب بعض الحوامل، وتسبب ارتفاع ضغط الدم، وظهور بروتين في البول، وتورم في الجسم. عادة ما تبدأ في الشهور الأخيرة من الحمل، لكنها قد تظهر قبلها أو بعد الولادة مباشرة. العلاج الوحيد لتسمم الحمل هو الولادة. وحتى بعد الولادة، قد تستمر أعراض تسمم الحمل لمدة 6 أسابيع أو أكثر.
ما هي أعراض تسمم الحمل الشائعة؟
إلى جانب التورم وارتفاع ضغط الدم الذي يزيد عن 140/90، قد تعاني المرأة المصابة بتسمم الحمل من وجود بروتين في البول. بالإضافة إلى الأعراض (Symptoms) التالية:
- زيادة مفاجئة للوزن على مدار يوم أو يومين بسبب احتباس كميات كبيرة من السوائل في الجسم.
- ألم في الكتف.
- ألم في البطن، وخاصة في الجانب الأيمن العلوي.
- الشعور بصداع شديد.
- تغير في ردود الفعل أو الحالة النفسية.
- قلة التبول، وفي بعض الحالات لا تتبول المرأة على الإطلاق.
- الدوخة.
- صعوبة في التنفس.
- القيء الشديد أو الغثيان.
- حدوث تغيرات في الرؤية مثل تشوش الرؤية أو عدم وضوحها.
في بعض الحالات قد تكون المرأة مصابة بتسمم الحمل دون ظهور أي أعراض، لذا من المهم مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم واختبارات البول.
كيف يتم تشخيص تسمم الحمل؟
يمكن تشخيص (Diagnosis) تسمم الحمل في حال كانت المرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم وواحدة على الأقل من هذه العلامات الأخرى:
- وجود الكثير من البروتين في البول.
- عدم وجود ما يكفي من الصفائح الدموية في الدم.
- ارتفاع مستويات المواد الكيميائية المرتبطة بالكلى أو بالكبد في الدم.
- وجود السوائل في الرئتين.
- صداع جديد لا يختفي عند تناول الدواء.
قد يحتاج الطبيب إلى بعض الإجراءات للتأكد من ماهية الحالة. حيث غالباً ما يقوم بإجراء:
- فحوصات الدم للتحقق من الصفائح الدموية والتحقق من مستويات المواد الكيميائية في الكلى أو الكبد.
- اختبارات البول لقياس البروتينات.
- الموجات فوق الصوتية، واختبارات عدم الإجهاد.
ما هي أسباب هذه الحالة؟
على الرغم من عدم وجود إجابة قاطعة حتى الآن، يرجح الخبراء أن تسمم الحمل ينتج عن خلل في عمل المشيمة، مما يؤدي إلى نقص في تدفق الدم والأكسجين إلى الجنين. كما تشير بعض الدراسات إلى وجود عامل وراثي قد يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
بالإضافة إلى ذلك هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر التعرض لتسمم الدم، منها:
عوامل الخطورة العالية:
- تاريخ سابق في تسمم الحمل.
- حمل أكثر من طفل في المرة الواحدة (التوائم).
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- الإصابة بمرض كلوي.
- الإصابة بالسكري.
- وجود الحالات المناعية الذاتية مثل الذئبة.
عوامل الخطر المعتدلة:
- الحمل للمرة الأولى.
- الحمل بعد أكثر من 10 سنوات بعد الحمل الأخير.
- مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بتسمم الحمل.
- أن يكون عمرك 35 عامًا أو أكثر.
- وجود مضاعفات (Complications) في حالات الحمل السابقة (مثل ولادة طفل بوزن منخفض عند الولادة).
تزيد علاجات حالات العقم مثل التلقيح الصناعي (IVF) من خطر الإصابة بتسمم الحمل.
كيف يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟
للحماية من تسمم الحمل، قد يصف لك الطبيب حبوب الأسبرين بجرعة منخفضة. لكن لا تبدئي بتناول أي أدوية جديدة دون استشارته. كما أن اتباع نظام حياة صحي مهم جدًا للحفاظ على صحتك أثناء الحمل. فمثلاً من المهم التركيز على النقاط التالية:
- فقدان بعض الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.
- الإقلاع عن التدخين أو التقليل منه قدر الإمكان.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- السيطرة على مستوى ضغط الدم والسكري.
تسمم الحمل واضطراب ما بعد الصدمة
أظهرت العديد من الدراسات أن النساء اللواتي عانين من تسمم حمل شديد قد يعانين من مشاكل نفسية بعد الولادة، مثل الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق (تحققي من حالتك من خلال إجراء اختبار القلق). لذلك، يجب على الأطباء أن يكونوا على دراية بهذه المشكلة وأن يقدموا الدعم النفسي اللازم لهن.
الإجهاد الشديد الناجم عن الحمل والولادة، خاصة إذا كانت مصحوبة بمضاعفات، قد يتجاوز قدرة المرأة على التأقلم، مما يجعلها عرضة للإصابة باضطرابات نفسية مختلفة.
كيفية التعامل مع أعراض تسمم الحمل نفسياً
يمكن أن يساعد المرأة في هذه الحالة:
- التحلي بالصبر: كل شخص يتعافى بطريقته الخاصة بعد فقدان الحمل. من المهم أن تطلب المساعدة إذا كنتِ تشعرين بأنكِ بحاجة إليها.
- فهم تجربة الحمل الخاصة: لا تترددي في طرح أي أسئلة على طبيبتك. من المهم أن تفهمي كل شيء عن حالتك حتى تتمكني من اتخاذ أفضل القرارات لصحتك ولصحة طفلك.
- المحافظة على التواصل: لا تخفي مشاعرك عن أحبائك. التواصل معهم سيساعدك على الشعور بدعم أكبر.
- البحث عن هواية ممتعة: لا تخافي من تجربة أشياء جديدة. قد تكتشفي مواهب واهتمامات لم تكني تعرفينها من قبل. هذا يمكن أن يكون طريقة رائعة لإعادة اكتشاف نفسك.
- الاحتفاظ بالمذكرات: تدوين الملاحظات طريقة رائعة للاسترخاء أو التركيز على نفسك. اجعلي من عادة كتابة بضع كلمات كل يوم، حتى لو كانت عن الأشياء البسيطة التي شغلت ذهنك.
تكون معدلات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أعلى في حالة عانت المرأة من تجربة حمل مؤلمة.
كيف تؤثر هذه الحالة على الجنين؟
يمكن أن يسبب تسمم الحمل مضاعفات نادرة على الجنين ولكنها خطيرة تشمل:
- الولادة المبكرة قبل الأسبوع 37، والتي تزيد من خطر تعرض الطفل لمشاكل صحية مثل صعوبات في التنفس والتغذية، ومشاكل في الحواس (الرؤية والسمع)، وتأخر في النمو البدني والعقلي، وحتى الإصابة بالشلل الدماغي. لحسن الحظ، يمكن للرعاية الطبية المتخصصة أن تساعد في تقليل هذه المخاطر.
- تسمم الحمل يقلل من كمية الدم التي تصل إلى المشيمة، مما يحرم الجنين من الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لنموه بشكل طبيعي. هذا يؤدي إلى حالة تسمى تقييد نمو الجنين، والتي ترتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة ومواجهة الطفل لمشاكل صحية مثل صعوبات التعلم أو الشلل الدماغي، وصغر حجمه عند الولادة وعدم نموه بشكل طبيعي.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم الصحة النفسية، نؤمن بأن كل فرد يستحق الدعم والرعاية المناسبة. إذا كنت تبحثين عن مساعدة في التعامل مع تحدياتك النفسية، فإن عرب ثيرابي هنا من أجلك. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نقدم لك علاجاً (Treatment) مريحاً وسهلاً عبر الإنترنت. لا تترددي في اتخاذ الخطوة الأولى نحو الشفاء. تواصلي معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الصحة النفسية.