ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن كثرة النوم قد يحدث إن تعرض الشخص لحرمان من النوم لعدة أيام، فيقوم الجسم بتعويض ذلك بالنوم بشكل مفرط لبضعة ليال متواصلة. لكن في بعض الحالات يمكن ربط كثرة النوم بأسباب أخرى، قد يكون بعضها نفسي وبعضها الآخر جسدي.
إن كنت تنام بشكل دائم لأكثر من تسع ساعات ليلاً وينتابك الفضول لمعرفة السبب وراء ذلك، فقد تجد أن هذه المقالة مفيدة لك.
أسباب كثرة النوم النفسية
يعرّف كثرة النوم على أنه النوم لأكثر من تسع ساعات متواصلة ليلاً خلال اليوم الواحد، مع الشعور المستمر بالنعاس أثناء فترة النهار. ومن الأسباب النفسية الكامنة وراء كثرة النوم:
اضطرابات النوم
كما أن الأرق يعد من اضطرابات النوم، فإن هناك اضطرابات نوم أخرى تسبب للشخص كثرة النوم. والتي من بينها:
- انقطاع التنفس أثناء النوم: توقف التنفس المؤقت خلال النوم يجعل من نوم الليل المستمر هدف صعب الوصول إليه. لذلك غالباً ما يحتاج من يعاني من هذه المشكلة إلى النوم بشكل أكبر لتعويض ما فاته من أوقات متقطعة من النوم. حيث يشعر هذا الشخص بالنعاس المفرط خلال النهار وينام ساعات أكثر خلال الليل.
- حالة الخدار: إن كنت تعاني من هذه الحالة، فغالباً ما تنام لأكثر من 10 ساعات ليلاً. ويغلبك النعاس خلال فترة النهار، لدرجة لا تستطيع مقاومة النوم. ومع أن هذه الحالة تعتبر مزمنة، إلا أنه يمكن السيطرة عليها من خلال تناول بعض الأدوية وتغيير نمط الحياة اليومي.
الاكتئاب والقلق
يعد اضطراب نمط النوم من الأعراض الشائعة للاكتئاب. حيث قد يعاني البعض من الأرق، بينما يعاني البعض الأخرى من النوم أكثر من المعتاد (غالباً ما يكون المراهقين وكبار السن المصابين بالاكتئاب يشعرون بالنعاس).
ومن جانب آخر، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يفرطون في النوم، لديهم معدلات مرتفعة للإصابة بالاكتئاب مقارنة مع الأشخاص المعتدلين في النوم.
بالإضافة إلى ذلك، يعد القلق من الأسباب الحقيقية وراء كثرة النوم لدى الشخص، حيث قد يحاول الهروب من الأفكار المزعجة التي تراوده من خلال النوم. الأمر الذي يزيد من شعوره بالضيق مع مرور الوقت.
تعتبر العلاجات النفسية (وعلى رأسها العلاج المعرفي السلوكي) بالأهمية ذاتها التي تتمتع بها الأدوية المضادة للاكتئاب في غالبية الحالات.
أسباب صحية لكثرة النوم
هناك عدد من الحالات الصحية التي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى النوم الزائد والنعاس المفرط أثناء النهار:
- الإصابة بالبدانة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري.
- الشكوى من ألم مزمن.
- قصور الغدة الدرقية.
ومع ذلك، قد لا يستطيع الأطباء أو الأخصائيين من تحديد الأسباب الكامنة وراء كثرة النوم لدى الشخص، عندها يتم تشخيص الحالة على أنها فرط نوم مجهول السبب. وما يميز هذه الحالة هو:
- النوم ما بين (14 – 18) ساعة في اليوم.
- عدم القدرة على الشعور بالراحة بعد النوم ليلاً أو القيلولة أثناء النهار.
- صعوبة الاستيقاظ والنعاس المفرط.
ولعلاج هذه الحالة يتم استخدام الأدوية ذاتها المستخدمة في علاج حالة الخدار (على الرغم من أنها لا تأتي بالنتيجة المرضية ذاتها). بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل الحد من الكحول وتجنب الأنشطة في وقت متأخر من الليل.
بدون الحصول على قسط كاف من النوم، قد يشعر الشخص بالخمول وعدم القدرة على التركيز. ومن ناحية أخرى، فإن كثرة النوم يمكن أن تؤثر أيضاً على الصحة بشكل عام.
أعراض كثرة النوم
تختلف حاجة كل شخص من النوم كل ليلة باختلاف العادات والأنشطة النهارية والصحة البدنية وأنماط النوم الخاصة بالشخص. فمثلاً يحتاج كبار السن إلى النوم حوالي 6 ساعات في الليل، بينما يحتاج الأشخاص الرياضيين إلى أكثر من ذلك.
كما أن ظروف محددة مثل السفر أو العمل على المشاريع المتعبة قد تجعل الشخص ينام أكثر من المعتاد. ومع ذلك، إن كنت تشعر أن إضافة ساعة إلى جدول نومك تساعدك في البقاء نشيطاً وأكثر قدرة على التعامل مع الحياة اليومية، فلا تتوانى من القيام بذلك.
ولمعرفة ما إذا كنت تعاني من كثرة النوم، فقد تلاحظ بالإضافة إلى النوم أكثر من تسع ساعات في الليلة ما يلي:
- الحاجة المفرطة إلى أخذ قيلولة خلال النهار.
- الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار.
- الإصابة بالصداع.
في المتوسط، يحتاج معظم البالغين إلى سبع ساعات من النوم على الأقل ليلاً. حيث أن النوم الجيد ليلاً يعزز الصحة العامة واليقظة العقلية.
آثار الجانبية لكثرة النوم
إن النوم لساعات طويلة وبشكل مفرط لا تقل خطورة عن قلة النوم. حيث تشير الدراسات إلى أن كثرة النوم قد تكون سبباً في:
- إضعاف الجهاز المناعي وزيادة حدة الالتهابات في الجسم.
- ارتفاع احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.
- البدانة.
- الإصابة بالاضطرابات النفسية بشكل متكرر.
- الإصابة بمرض القلب التاجي.
- مرض السكري.
- حدوث سكتة دماغية.
نصائح لإدارة حالة النوم الزائد
إن كنت متأكداً من أنك تفرط بالنوم وبغض النظر عن سبب في ذلك، فإن القيام ببعض الإجراءات والتحسينات من شأنها المساعدة التحكم بشكل أكبر وأفضل في حالتك وبالتالي تحسين عاداتك النومية. وللوصول إلى ذلك ما عليك إلا:
- تحديد جدول نوم منتظم: اذهب إلى السرير واستيقظ في نفس الوقت كل يوم. يساعد هذا على تجنب الحرمان النوم أو تراكم الحاجة للنوم.
- إنشاء روتيناً محدداً قبل النوم: حيث أن ما تقوم به قبل النوم مباشرة له التأثير الكبير في نومك. لذلك اتبع روتيناً محدداً للاسترخاء في هذا الوقت، وابتعد عن الضوء الصادر من الأجهزة الإلكترونية في الساعات التي تسبق موعد النوم، لأن هذا الضوء يمكن أن يؤخر بداية الدخول بالنوم.
- الاهتمام بيئة النوم: يجب أن تكون غرفة نومك ذات درجة حرارة باردة وخالية من الضوء والضوضاء الزائدة.
- المحافظة على النشاط: تساعدك التمارين اليومية والتعرض لأشعة الشمس على النوم جيداً أثناء الليل. لكن انتبه من أن تفرط في ممارسة الرياضة عند اقتراب وقت النوم.
- أخذ قيلولة مبكرة: إن كنت بحاجة إلى قيلولة فلا بد أن تكون في وقت قبل الظهيرة. حيث أن أخذ قيلولة في وقت متأخر يمكن أن يصعب النوم في الوقت المحدد ليلاً.
شرب الكحول يمنع نوم حركة العين السريعة، وهي الفترة التي يستعيد الجسم بها توازنه. حاول التقليل أو الابتعاد عن تناوله قدر الإمكان.
كلمة من عرب ثيرابي
إن بدأت بالنوم أكثر من المعتاد بشكل متكرر دون وجود سبب محدد لذلك، فلا بد من التحدث مع طبيبك المعالج حول ذلك في أقرب وقت.
لكن في البداية يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه يتوجب عليك الاحتفاظ بمذكرة خاصة بالنوم لديك. بحيث تقوم بتسجيل أوقات نومك واستيقاظك أثناء الليل، بالإضافة إلى أي قيلولة تأخذها خلال النهار، بالإضافة إلى ما قمت به قبل الذهاب للنوم مباشرة والمحفزات التي تعرضت لها خلال اليوم.