ما ستجده في هذا المقال:
تعد متلازمة تكيس المبايض من الحالات الهرمونية المعقدة والتي تعاني منها الكثير من النساء، وعلى الرغم من ذلك لا تعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية أو الدقيقة لحدوث هذه الحالة، لكن العلماء والأطباء يرجحون ارتباطها ببعض الحالات الصحية الأخرى، كما أن الوراثة قد تزيد من احتماليتها.
تعرفي معنا على الأسباب المحتملة لهذه الحالة وما هي الأعراض الجسدية التي قد تلاحظينها.
أسباب تكيس المبايض
على الرغم من عدم معرفة الأسباب الدقيقة للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، إلا أنه يمكن الربط بينها وبين الحالات التالية:
مقاومة الأنسولين
يعتبر الأنسولين الهرمون الذي تنتجه البنكرياس للتحكم في كمية السكر في الدم. ويعمل هذا الهرمون على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، حيث يتم تكسيره لإنتاج الطاقة. وعند حدوث مقاومة الأنسولين فإن أنسجة الجسم تقاوم تأثيرات الأنسولين، وفي هذه الحالة يحتاج الجسم إلى المزيد من الأنسولين لتعويض النقص في الخلايا. وتظهر العلاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض من خلال:
- ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم يؤدي إلى إنتاج الكثير من هرمون التستوستيرون، مما يقف عائقاً أمام نمو الجُريبات وتطور البويضات. بمعنى آخر تمنع مقاومة الأنسولين إنتاج البويضات بشكل طبيعي.
- ترتبط الإصابة بمقاومة الأنسولين بزيادة الوزن، حيث غالباً ما يرفق الحالة زيادة غير مقصودة في الوزن مما يجعل متلازمة تكيس المبايض أسوأ. كما أن الدهون المتراكمة غالباً ما تحفز على إنتاج المزيد من الأنسولين. الأمر الذي يدخل المرأة في حلقة مفرغة من الأعراض المترابطة.
من مؤشرات مقاومة الأنسولين ظهور بقع داكنة مخملية الملمس في الجزء السفلي من الرقبة أو الإبطين أو تحت الثديين. بالإضافة إلى زيادة الشهية للطعام وزيادة الوزن.
اختلال التوازن الهرموني
أظهرت الكثير من الدراسات أن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يعني حدوث خلل في مجموعة من الهرمونات، منها:
- هرمون التستوستيرون: على الرغم من أنه الهرمون الجنسي الأساسي للذكور، إلا أن المبايض لدى المرأة تقوم بإفرازه وإن كان بمستويات قليلة. وعند الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض قد يكون من أسباب ذلك ارتفاع مستويات هرمون الذكورة هذا.
- هرمون الملوتن (LH): يعمل هذا الهرمون على تحفيز المبايض لإنتاج البويضات. لكن في حال كان هناك ارتفاعاً في مستوياته فقد تكون تأثيراته غير طبيعية.
- بروتين الجلوبيولين: وهو بروتين مرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG)، فعندما يرتبط بهرمون التستوستيرون فإنه يقلل من تأثيره. لكن في حالة متلازمة تكيس المبايض قد تكون مستويات هذا البروتين منخفضة.
- هرمون البرولاكتين: ترتبط بعض الحالات بزيادة إفراز الغدد الثديية لهرمون البرولاكتين. الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج الحليب دون وجود حالة حمل أو رضاعة.
يتوقع البعض أن المشكلة قد تبدأ في المبيض نفسه، أو في الغدد الأخرى التي تنتج هذه الهرمونات، أو في جزء الدماغ الذي يتحكم في إنتاجها.
علم الوراثة
في بعض الأحيان، قد لا يكون هناك سبباً عضوياً أو حالة مرضية تؤدي إلى الإصابة بتكيس المبايض. بل أن الأسباب الوراثية البحتة هي العامل الأساسي في هذه الحالة. فمثلاً كون والتد أو إحدى أخواتك أو خالاتك أو أي من قريباتك مصابة بتكيس المبايض، فإن ذلك عامل خطر يزيد من احتمالية حدوث الأمر ذاته لديك. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تحديد الجينات المحددة المرتبطة بهذه إلى الآن. لكن لا بد من وجود مثل هذه الجينات ليتم تناقل الحالة ورائياً في العائلة.
الإصابة بالتهاب منخفض الدرجة
الالتهاب منخفض الدرجة هو التهاب ناتج عن إنتاج خلايا الدم البيضاء بسبب الإصابة بجرح أو عدوى. وتُظهر الأبحاث أن المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات يُصبن بنوع من الالتهاب منخفض الدرجة طويل الأمد يجعل المبايض متعددة الكيسات تفرز الأندروجينات (مثل التستوستيرون). وقد يؤدي ذلك إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية أيضاً.
ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض؟
تختلف أعراض متلازمة تكيس المبايض من امرأة إلى أخرى ومن وقت لآخر لدى المرأة ذاتها من حيث الشدة ونوع الأعراض التي تعاني منها. فقد تعاني بعضهن من مشكلات الدورة فقط أو لا تستطيع الحمل، بينما قد تواجه بعضهن أعراضاً كثيرة مثل:
- مشكلات الدورة الشهرية: ويظهر ذلك من خلال اختفاء بعض الدورات أو عدم حدوث دورة شهرية نهائياً. في بعض الأحيان قد تحدث الدورة الشهرية بنزيف كثيف أو خفيف جداً.
- نمو شعر الجسم الزائد: أو ما يسمى الشعرانية، حيث تعاني 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض من نمو غير طبيعي للشعر في أماكن مختلفة من الجسم. فمثلاً يمكن أن تلاحظ المرأة وجود شعر في منطقة الصدر أو البطن والظهر أو الأرداف أو الوجه.
- زيادة الوزن: فئة كبيرة من النساء المصابات بتكيس المبايض (40 – 80%) يواجهن صعوبة في الحفاظ على وزنهن الصحي أو يعانين من وزن زائد.
- زيادة حب الشباب أو البشرة الدهنية: في هذه الحالة لا ترتبط هذه البثور بفترة المراهقة فقط، بل تنتشر البثور خاصة على الظهر والصدر والوجه. وعندها تواجه المرأة صعوبة في علاج بشرتها.
- تساقط الشعر: قد تفقد المرأة في هذه الحالة بقعاً من الشعر على رأسها أو يصبح شعرها أكثر ترققاً.
- العقم: تعد متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعاً للعقم أو صعوبة الحمل. ويعود ذلك إلى عدم انتظام الإباضة أو عدم حدوثها بشكل متكرر.
- علامات الجلد: ويظهر من خلال قطع صغيرة من الجلد الزائد على الرقبة أو الإبطين أو تحت الثديين أو على الفخذين. أو وجود بقع جلدية داكنة أو سميكة على الجزء الخلفي من هذه الأماكن من الجسم.
غالباً ما يكون في حالة تكيس المبايض المبيضين أكبر أو يحتويان على العديد من الجريبات (كيسات كيس البيض) على الموجات فوق الصوتية.
المضاعفات المحتملة لتكيس المبايض
تشمل مضاعفات متلازمة المبيض متعدد الكيسات ما يلي:
- السكري الحملي أو ارتفاع ضغط الدم نتيجة الحمل.
- الإجهاض التلقائي أو حدوث الولادة المُبكرة.
- التهاب الكبد بسبب تراكم الدهون، وتعتبر هذه الحالة من الحالات الحادة.
- المتلازمة الأيضية، وهي متلازمة تضم مجموعة من الحالات المَرَضية مثل ارتفاع كل من ضغط الدم ومستويات السكر في الدم والكوليسترول الضار أو مستويات الدهون الثلاثية.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- انقطاع النفس أثناء النوم.
- الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل.
- الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
كلمة من عرب ثيرابي
هناك الكثير من التأثيرات النفسية المتعلقة بتكيس المبايض، والتي من أهمها الإصابة بالاكتئاب. لكن من خلال اللجوء إلى العلاج النفسي يساعد على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحية.
وعلى الرغم من أن هناك أنواع عديدة من العلاج النفسي، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون باتباع أسلوب العلاج المعرفي السلوكي (CBT).