ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من وجود الكثير من الأسباب العضوية التي قد تسبب تساقط الشعر، مثل الجينات والهرمونات، إلا أن العوامل النفسية لها دور أيضاً في بعض الحالات.
ومن خلال التعرف على نوع تساقط الشعر الذي يعانيه الشخص، يمكن للطبيب المعالج أن يحدد السبب الحقيقي وراء ذلك والعمل على خطة محددة لضمان عدم تدهور الحالة أو معالجتها بشكل مناسب.
الأسباب النفسية لتساقط الشعر
غالباً ما يتم تبرير تساقط الشعر إلى أسباب الجينية، ومع ذلك فإن هناك عوامل متنوعة تلعب دوراً أساسياً في ذلك. فمثلاً عدم الحصول على الكمية الكافية من الفيتامينات والعناصر الغذائية، البيئة المحيطة لمكان الإقامة، الحرمان من النوم أو النوم بشكل غير كافٍ.
ومع ذلك، فإن الحالة النفسية والضغوط التي يعاني منها الشخص قد تكون هي السبب وراء فقدان الشعر دون إدراكٍ منه بذلك. ومن الحالات النفسية ذات العلاقة بفقدان الشعر:
التوتر
يعلب التوتر والإجهاد النفسي دوراً أساسياً في تساقط الشعر، حيث أن مرحلة نمو الشعر تتوقف بشكل كلي عند التعرض للمحفزات النفسية. وقد تبقى بصيلات الشعر في حالة من الخمول لمدة ثلاثة أشهر تقريباً قبل أن تتساقط في النهاية. لكن ما أن يختفي محفز التوتر حتى تعود دورة نمو الشعر إلى حالتها الطبيعية ويتوقف تساقط الشعر.
يمكن أن يلعب التوتر دوراً كبيراً في عدد من المشكلات النفسية المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والعديد من اضطرابات النوم المختلفة.
القلق
مع أن تساقط الشعر نادراً ما يحدث نتيجة القلق، إلا أنه يبقى ملاحظ خاصة في حالات القلق الشديدة أو المستمرة. فإن كان الشخص يعاني من القلق فقد يلاحظ تساقط في شعره في مرحلة معينة من حياته، ويحدث ذلك نتيجة ارتباط كلا الحالتين بالتوتر، حيث أن القلق يعد توتراً طويل الأمد ومستمر. مما يؤدي في بعض الأحيان إلى التأثير على مرحلة نمو الشعر.
كما أن هناك ارتباط آخر بين تساقط الشعر والقلق، فعندما يعاني الشخص من قلق شديد قد يصاحب هذه الحالة عادة نتف الشعر. وفيها يقوم الشخص بنتف شعره دون وعي منه. يمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى نتف كميات أكبر من الشعر وقد يؤدي إلى تساقط الشعر.
كما يمكن أن يكون التأثير باتجاه معاكس، حيث أن تساقط الشعر قد يجعل الشخص يقلق بشأن العلاقات والتجمعات. مما يجعله أكثر ابتعاداً عن التجمعات الاجتماعية والمناسبات الأخرى لتجنب أن يُرى بمظهر أصلع من قبل الآخرين.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر من قلق شديد يتعلق بأشكالهم. حيث قد لا يقتصر تساقط الشعر على الجزء العلوي من الرأس، بل قد يشمل الحاجبين والرموش وشعر الوجه وأجزاء أخرى من الجسم.
الاكتئاب
يعد الاكتئاب من أكثر المشكلات النفسية الشائعة حول العالم، وعلى الرغم من معرفة الكثير عن هذه الحالة، إلا أن الكثيرين لا يعرفون العلاقة المتبادلة بين الاكتئاب وتساقط الشعور. حيث أن الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لاحظوا تغيرات على شعورهم مثل أن يصبح أكثر جفافاً وهشاً ويمكن أن يتكسر بسهولة.
ويمكن أن يكون الاكتئاب من أسباب تساقط الشعر نتيجة لما يلي:
- التأثير الفسيولوجي:
من أعراض الاكتئاب الشائعة انخفاض الحالة المزاجية والإحباط وانخفاض احترام الذات والشعور بالاستنزاف. مما يشكل عاملاً مهماً في تقليل مرحلة نمو الشعر وبالتالي تساقطه.
- الأدوية:
من ملاحظة أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مثل بروزاك (Prozac) أو دواء السيرترالين (Sertraline) يمكن أن يكون لها آثار جانبية يمكن أن تسبب تساقط الشعر. لكن من الملاحظ أن التوقف عن تناول هذه الأدوية غالباً ما يعيد نمو الشعر إلى طبيعته خلال فترة أسبوعين فقط.
- التوتر المفرط:
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابين بالاكتئاب من مستويات مرتفعة من التوتر. مما قد يساعد في تفسير تساقط الشعر بشكل أفضل.
إذا كنت تعاني من الاكتئاب ولاحظت تساقط الشعر وكان الأمر يثير قلقك، يمكنك زيارة طبيبك العام لمعرفة ما إذا كان من الممكن تعديل دوائك.
أنواع تساقط الشعر النفسي
بعد التعرف على الأسباب النفسية لتساقط الشعر، فلا بد من معرفة الأنواع المختلفة من مشكلة الشعر هذه والمرتبطة بالحالة النفسية. حيث أن هناك ثلاثة أنواع محددة من تساقط الشعر هي:
- تساقُط الشعر الكربي:
وفيه يتسبب الضغط النفسي الشديد في دخول الكثير من جُريبات الشعر في مرحلة خمول. وفي غضون بضعة أشهر، قد يتساقط الشعر المصاب فجأة أثناء تمشيط الشعر أو غسله.
- هوس نَتف الشعر:
يعد هوس نَتْف الشعر حالة نفسية يعاني فيها الشخص من رغبة ملحة لا يمكنه مقاومتها لنزع شعره من فروة الرأس أو الحاجبين أو مناطق أخرى من الجسم. وقد يلجأ إلى ذلك كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية أو غير المريحة. مثل الضغط النفسي أو التوتر أو الشعور بالوحدة أو الملل أو الإحباط.
- الثعلبة البقعية:
يعتقد أن الضغط النفسي الحاد من العوامل الشائعة لحدوث الثعلبة البقعية (Alopecia areata). فعند الإصابة بالثعلبة البقعية، يهاجم الجهاز المناعي جُريبات الشعر مسبباً تساقُط الشعر.
من المفروض ألا يكون الضغط النفسي وتساقُط الشعر مشكلتين دائمتين. فإذا تمكنت من السيطرة على الضغوطات النفسية التي تتعرض لها، فقد ينمو الشعر مرة ثانية.
أسباب أخرى لتساقط الشعر
بالإضافة إلى التأثير النفسي على نمو الشعر، فإن الجانب العضوي غالباً ما يكون ذو التأثير الأبرز والأوضح. فقد يفقد الشخص شعره في الحالات التالية أيضاً:
- التقدم بالعمر.
- الإصابة ببعض الأمراض والولادة.
- العلاجات الكيميائية والإشعاعية لحالات السرطان.
- منتجات العناية بالشعر.
- أمراض الشعر مثل عدوى فروة الرأس.
- تسريحات الشعر وسحبه باستمرار.
- عدم انتظام الهرمونات وما ينتج عنها من حالات مرتبطة بها، مثل تكيس المبايض.
كلمة من عرب ثيرابي
في البداية لا بد من التحدث مع الطبيب المعالج فور ملاحظة تساقط للشعر بشكل غير اعتيادي خلال تمشيطه أو عند غسله. فقد يكون الأمر مرتبطاً بحالة طبية وتحتاج إلى علاج محدد.
وسواء كان تساقط الشعر ناتج عن أسباب نفسية أو عضوية، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون ضرورة الاعتناء بالحالة النفسية في هذه الأثناء. حيث قد يعاني الشخص في هذه الحالة من:
- الاكتئاب أو الشعور بعدم الأمن بسبب مظهره الخارجي.
- القلق المتزايد حول تدهور المظهر الخارجي بشكل كبير.
- الشعور العام بالقبح، وحتى في بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى اضطراب تشوه الجسم.