Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
تعليم الأطفال التعامل مع المشاعر السلبية

أساليب تعليم الأطفال التعامل مع المشاعر السلبية 

تخيل طفلًا صغيرًا يصرخ ويضرب قدميه على الأرض لأنه لم يحصل على الحلوى التي يريدها. هل هذا المشهد مألوف؟ هذه الانفجارات العاطفية ليست مجرد نوبات عناد، بل هي تعبير عن مشاعر لا يعرف الطفل كيف يديرها. دعونا نتعرف على كيفية تعليم الأطفال على فهم هذه المشاعر السلبية والتعامل مع ما بداخله بطريقة صحية.

 

لماذا يجب تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المشاعر السلبية؟

إن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المشاعر السلبية التي تنتابهم هو بمثابة استثمار في صحتهم النفسية المستقبلية. حيث يعود الأمر عليهم بفوائد كثيرة منها:

  • فمن خلال تعلم كيفية تنظيم العواطف (Emotions) يقل احتمال تعرضهم للاضطرابات النفسية في المستقبل.
  • فكلما امتلاك الأطفال هذه المهارة قل تأثير مشاعرهم على سلوكهم أو قراراتهم، الأمر الذي ينعكس على مدى قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة.
  • فعندما يتعلم الأطفال الطريقة الصحيحة لإدارة مشاعرهم الكبيرة، فإن احتمالية أن يسمحوا لمشاعرهم بالسيطرة على حياتهم أو الشعور وكأن مشاعرهم تتحكم فيهم تكون أقل. 
  • يصبح الأطفال أكثر قدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين، حيث أن القدرة على فهم والتعاطف مع مشاعر الذات ومن ثم مع الآخرين هي أساس أي تواصل اجتماعي ناجح.
  • تعلم تحمل المسؤولية عن مشاعرهم، وفي هذه العملية، يتعلمون أنهم ليسوا مسؤولين عن مشاعر الآخرين. 

إن قدرة الأطفال على التمييز بين مسؤولياتهم ومسؤوليات شخص آخر تساعدهم على الحفاظ على الحدود وإنشاء علاقات صحية في وقت لاحق من الحياة.

 

نصائح لتعليم الأطفال التعامل مع المشاعر السلبية

تعليم مهارات تنظيم المشاعر هي رحلة مستمرة تبدأ من المنزل، حيث نكون قدوة لأطفالنا في كيفية التعامل مع عواطفهم. الخطوة الأولى هي تعلم التحكم في ردود أفعالنا، والاستجابة للأحداث بوعي. ومن ثم يأتي:

فهم الطفل لمشاعره

لتعلم طفلك إدارة مشاعره، يجب أن تساعده أولًا على فهمها. قد لا يكون الأطفال ماهرين في التعبير عن مشاعرهم، لذلك عليك أن تكون متيقظًا لأي إشارات تدل على وجود مشاعر مختبئة. لذلك اسأله عما يشعر به بلطف، فهذا سيشجعه على التعبير عن نفسه

إبداء الاهتمام بمشاعر الطفل

إن تجاهل مشاعر طفلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل. عندما يتعلم الأطفال أن مشاعرهم غير مهمة، قد يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية، أو التعامل مع الضغوط، أو حتى تحقيق السعادة. من الأفضل أن نعلم أطفالنا أن جميع المشاعر طبيعية وأنها تستحق الاعتراف.

حاول أن تضع نفسك مكانه، فبدلًا من قول “لا تبكي”، يمكنك أن تعبر عن الاستيعاب والتعاطف معه بقولك: “أفهم أنك تشعر بالحزن الآن، هذا الموقف يبدو صعبًا حقًا”. هذا التعبير عن التعاطف سيشجعه على التعبير عن مشاعره السلبية (Negative) بحرية. 

تعليم الأطفال كيفية فهم مشاعرهم والتعبير عنها بشكل صحيح يساعدهم على أن يكونوا أشخاصًا أكثر سعادة وصحة.

تجنب الحكم على مشاعر الطفل

عندما نستجيب لمشاعر أطفالنا بشكل سلبي، فإننا نعلمهم بشكل غير مباشر أن بعض المشاعر سيئة أو غير مقبولة. هذا يمكن أن يؤدي إلى قمعهم لمشاعرهم الحقيقية وتجنب المواقف التي تثير هذه المشاعر، أو يشعرهم بالخجل منها أو بالذنب تجاهها.

بدلاً من ذلك، يجب التركيز على تعليم الأطفال قبول جميع مشاعرهم هو جزء أساسي من تعليمهم مهارات الحياة. عندما نفهم أن المشاعر السلبية هي جزء طبيعي من الحياة، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع التحديات وتحقيق التوازن الشخصي.

إعادة صياغة المشاعر السلبية 

لتشجيع نمو طفلك العاطفي، يمكننا أن نساعده على تطوير مهارة تغيير نظرته إلى المشاعر. فبدلاً من التركيز على التخلص من المشاعر السلبية، يمكننا مساعدته على التعلم منها والنمو من خلالها والتأقلم معها (Coping).

لذلك علّم طفلك أن المشاعر السلبية تدل على أن الجسد يتواصل معك بطريقته الخاصة. فمثلاً المشاعر السلبية التالية تدل على:

  • الخوف: الحاجة إلى أخذ الاحتياطات الصحيحة ومن ثم تحمي نفسك من الخطر.
  • الغضب: يساعد في التعرف على الظلم أو معرفة ما يهمك.
  • الحزن: قد يدل على خسارة أو خيبة أمل.
  • الغيرة: يشير إلى شيء تعجب به في الآخرين أو تريده لنفسك.

تشجيع الطفل على التحكم في مشاعره 

يمكننا أن نعلم أطفالنا أنهم قد لا يستطيعون تغيير ما يحدث لهم، لكنهم يستطيعون تغيير الطريقة التي يستجيبون بها لمشاعرهم. بمجرد أن يتعرف طفلك على مشاعره، يمكننا مساعدته على فهم أن لديه القدرة على التحكم في كيفية تأثير هذه المشاعر عليه. فمثلاً شجع طفلك على سؤال نفسه:

  • ماذا أحتاج إليه الآن؟
  • ما الذي قد يجعلني أشعر بتحسن في هذه اللحظة؟ 

قد تكون الإجابات بسيطة لكن مفعولها كبير في السيطرة على المشاعر غير المرغوبة. هذا الأمر يزيد من ثقة الطفل بذاته على قدرته على تفريغ مشاعره بالطريقة الصحيحة.

العلاج النفسي، الأطفال

 

ما دور الأهل في سيطرة الطفل على مشاعره؟

إن الطريقة التي يتعامل بها الأهل مع أطفالهم عند إبداء ردود الفعل غير السليمة على المشاعر السلبية له تأثير كبير. لذلك ينصح في هذه الحالات:

تهدئة نفسك، حيث أن انفعالات الطفل الكبيرة غالباً ما تسبب التوتر والقلق. 

  • الاستفادة من السيطرة على المشاعر الذاتية اللحظية في هذه المواقف ليتعلم منها الأطفال.
  • الاعتراف بمشاعر الطفل، مع تجنب تجاهلها أو معاقبته عليها.
  • تجنب إعطاء الطفل الأجهزة الذكية في محاولة لإلهائه عن مشاعره.
  • كثيراً ما ارتبطت الأساليب الصارمة الدكتاتورية في تربية الأبناء بالاكتئاب أو القلق أو انخفاض احترام الذات لدى الأطفال. لذلك ابتعد عنها في تربية أطفالك.

إن كنت تشعر بالقلق حيال مشاعر طفلك وطرق تعبيره عنها، فمن الأفضل أن تلجأ للمساعدة المتخصصة، بالإضافة إلى عدم إهمال نفسك. قم بإجراء اختبار القلق وسيطر على نفسيتك.

 

هل المشاعر السلبية ضارة للأطفال؟

نحن جميعًا نفضل المشاعر الإيجابية كالسعادة والفرح، ولكن المشاعر السلبية هي جزء لا يتجزأ من تجربتنا الإنسانية. قد نرغب في تجنبها، لكن فهمها والتعامل معها بشكل صحي يساعدنا على مواجهة التحديات الحياتية بمرونة أكبر.

ولكي يفهم الطفل معنى الحزن أو الغضب أو الملل أو الخوف أو التعاسة، لا بد أن يشعر بهذه المشاعر بنفسه. هذه التجارب الشخصية، وإن كانت صعبة، تساعده على النمو والتطور.

 

تعليم الطفل استراتيجيات للتعبير عن المشاعر الصعبة

هناك العديد من الطرق للتعبير عن المشاعر، وكل طفل يجد طريقة تناسب شخصيته. شجع طفلك على تجربة طرق التالية ليكتشف ما يناسبه أكثر:

  • للتعبير عن حزنه، يمكن لطفلك أن يجد ملاذه الصغير في احتضان دمية محببة، أو القراءة، أو التحدث. تذكره أنك موجود دائمًا للاستماع إليه.
  • عندما يشعر طفلك بالخوف، احتضنه بحرارة وشجعه على التحدث عن مخاوفه. لا يهم ما يخيفه، سواء كان شيئًا حقيقيًا أو مجرد خيال، فوجودك بجانبه سيساعده على الشعور بالأمان.
  • عندما يغضب طفلك، يمكنه تجربة طرق مختلفة لتهدئة نفسه، مثل أن يأخذ أنفاسًا بطيئة وعميقة، أو يضرب وسادة، أو يرمي كرات ورقية، أو يكتب على قطعة من الورق.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في عالم مليء بالتحديات، نحن في عرب ثيرابي هنا لدعم أطفالكم في رحلتهم لفهم مشاعرهم. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نقدم لكم خدمات علاج نفسي عالية الجودة عبر الإنترنت. ساعدوا أطفالكم على بناء مهارات التعامل مع المشاعر السلبية بطرق سهلة ومريحة. انضموا إلينا اليوم وامنحوا أطفالكم الأدوات اللازمة لنمو نفسي سليم.