ما ستجده في هذا المقال:
هرمون الذكورة أو التستوستيرون هو هرمون يتم إنتاجه في الغدد التناسلية (الخصيتان أو المبايض) بشكل أساسي. ومن اسمه فمن الطبيعي أن يكون بمستويات أعلى لدى الذكور منه عند الإناث. ولأن أي خلل يحصل على مستويات الهرمونات يؤثر بشكل مباشر على وظيفة الهرمون الأساسية، فلا بد من معرفة المزيد عن هذا الهرمون وما تأثيراته المختلفة في الجسم.
ما هو هرمون الذكورة؟
هرمون الذكورة أو ما يسمى بالتستوستيرون هو هرمون تنتجه الغدد التناسلية بشكل أساسي، حيث تقوم الخصيتين لدى الذكور بإفرازه. كما أن للغدة الكظرية أيضاً دوراً في ذلك، فهي تنتج هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA)، والذي يعمل الجسم على تحويله إلى هرمون التستوستيرون.
ولهرمون التستوستيرون أدواراً مختلفة في مراحل الحياة الذكور، بدأً من مرحلة نمو الجنين إلى ما بعد البلوغ. حيث يقوم هذا الهرمون على:
تطور الجنين
مع حلول الأسبوع السابع، يعمل الجين المرتبط بالكروموسوم Y لدى الجنين بتطوير الخصيتين، ومن ثم يبدأ إنتاج هذا الهرمون الذي يعمل على تحفيز نمو الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية للذكور أثناء نمو الجنين.
مرحلة البلوغ
خلال فترة البلوغ، يلعب هرمون الذكورة دوراً أساسياً في حدوث العديد من التغييرات لدى الأطفال الذكور. حيث يظهر ذلك على النحو التالي:
- زيادة الطول.
- بدء نمو شعر الجسم والعانة.
- إكمال نمو الأعضاء التناسلية (القضيب والخصيتين وغدة البروستاتا) وتكبيرها.
- توليد الرغبة الجنسية.
- خشونة الصوت أثناء البلوغ.
- إظهار حجم العضلات والعظام وزيادة قوتها.
- إنتاج الحيوانات المنوية.
على الرغم من أن هرمون التستوستيرون يعمل على ظهور شعر الوجه والعانة ابتداءً من سن البلوغ، إلا أنه مع التقدم بالعمر يلعب هذا الهرمون دوراً في حدوث الصلع.
هرمون التستوستيرون في حياة الذكور البالغين
على الرغم من أن الجميع يظن أن دور هرمون التستوستيرون هو إنتاج الحيوانات المنوية، إلا أنه مهم أيضاً لأمور أخرى في حياة الرجل، حيث يعمل على:
- إرسال الإشارات المحفزة لإنتاج خلايا دم حمراء جديدة.
- ضمان بقاء العظام أو العضلات قوية.
- يعزز الرغبة الجنسية والشعور بالرفاهية.
بالنسبة للإناث فإن هرمون التستوستيرون يعمل على تعزيز الرغبة الجنسية لديهن. ومع ذلك، يتم تحويل غالبية هرمون التستوستيرون إلى هرمون الجنس الأنثوي الأساسي استراديول.
مستويات هرمون الذكورة الطبيعية لدى الذكور
من الطبيعي أن لا تكون مستويات هرمون الذكورة هي ذاته لدى الذكور طوال فترة حياتهم، ويتضح ذلك على النحو التالي:
- أقل من سنة حتى عمر 5 سنوات: تكون مستويات هرمون التستوستيرون أقل من 12 نانوجرام/ديسيلتر.
- في عمر (6 – 10) سنوات: تزداد مستويات الهرمون إلا أنها تبقى أقل من 25 نانوجرام/ديسيلتر.
- بين (11 – 15) سنة: ترتفع مستويات هرمون الذكورة لكنها تبقى أقل من 830 نانوجرام/ديسيلتر.
- في عمر (16 – 17) سنة: غالباً قد تصل إلى ذروتها، حيث تكون ما بين (102 – 1010) نانوجرام/ديسيلتر.
- بعد عمر 18 سنة: تتراوح مستويات الهرمون بين (193 – 824) نانوجرام/ديسيلتر
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون لدى الأطفال الذكور عند الولادة إلى البلوغ المبكر، حيث قد يبلغ الطفل قبل عمر 9 سنوات.
هرمون الذكورة والمرأة
كما هو الحال لدى الذكور، فإن جسم الأنثى ينتج أيضاً هرمونات الذكورة وإن كانت بمستويات أقل، حيث تلعب هذه الهرمونات دوراً أسباباً أيضاً لديها ولها تأثيرات مهمة على:
- وظيفة المبيض.
- تقوية العظام.
- السلوك الجنسي بما في ذلك تعزيز الرغبة الجنسية الطبيعية.
- الوظائف الدماغية مثل الحالة المزاجية أو الوظيفة الإدراكية.
يعد التوازن الصحي بين هرمون التستوستيرون (إلى جانب الأندروجينات الأخرى) وهرمون الاستروجين مهم لإبقاء المبايض تعمل بشكلها الطبيعي.
التأثيرات السلبية لزيادة هرمون التستوستيرون لدى الرجال
على الرغم من أهمية هذا الهرمون لدى الرجال، إلا أن ارتفاع مستوياته بشكل غير طبيعي يرتبط ببعض المشكلات والأمراض، مثل:
- بعض المشكلات الجنسية مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وانكماش الخصيتين وحدوث العجز الجنسي.
- تلف عضلة القلب وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الإصابة بجلطات الدم.
- تضخم البروستاتا الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التبول.
- مرض الكبد.
- ظهور حب الشباب.
- احتباس السوائل والذي يظهر على شكل تورم الساقين أو القدمين.
- زيادة الوزن، قد يعود ذلك إلى زيادة الشهية.
- ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو كليهما.
- حدوث أرق أو صعوبة بالنوم.
- الصداع.
- زيادة كتلة العضلات.
- توقف النمو عند المراهقين.
- سلوك الذكر سلوكاً عدوانياً غير معتاد.
- حدوث حالات نفسية غريبة مثل تقلبات المزاج، أو الانفعال، أو ضعف الحكم، أو حتى الأوهام.
معززات هرمون التستوستيرون الطبيعية
قد تكون المكملات الغذائية جيدة في تعزيز مستويات هرمون الذكورة المنخفضة، إلا أن التغيرات في نمط الحياة اليومية يعد أمراً مهماً أيضاً على هذا الصعيد. إن كنت مهتماً فركز على:
- ممارسة الرياضة: من أفضل أنواع التمارين الرياضية لزيادة مستويات هرمون الذكورة هي رفع الأثقال والتدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT). حيث أن بناء كتلة العضلات يحفز الجسم على إنتاج المزيد من هرمون التستوستيرون. ومن جانب آخر، فإن تمارين التحمل مثل ركوب الدراجات لساعات أو الجري يمكن أن تقلل في الواقع من مستويات هرمون التستوستيرون.
- المحافظة على وزن صحي: يرتبط كل من السمنة وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون مع بعضهما البعض. فكلما كان الرجل أكثر سمنة كلما انخفض لديه مستوى الهرمون.
- تناول نظام غذائي متوازن: لتعزيز الهرمون فلا بد أن يكون اتباع نظام غذائي خالي من الدهون المشبعة، والاعتماد بشكل أكبر على الدهون الصحية والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة ومعززات التستوستيرون الطبيعية الزنك (المحار ولحم البقر والشوفان) والمغنيسيوم (المكسرات والبذور والسبانخ والفاصوليا) وفيتامين د (الأسماك الدهنية والحليب المدعم).
- النوم بشكل كافٍ: بسبب إنتاج هرمون التستوستيرون خلال فترة النوم فإن الحصول على قدر كافي من النوم يومياً يعد أمراً مهماً. حيث تُظهر الأبحاث أن ذروة الإنتاج تحدث بعد 3 ساعات من النوم العميق، لذا يجب التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم المتواصل للاستفادة من هذه الزيادة الطبيعية.
إن التقدم بالعمر 10 سنوات يعمل على خفض هرمون التستوستيرون 36%، إلا أن زيادة حجم الخصر بحوالي 10سم يمكن أن يقلل مستويات الهرمون بنسبة 75%.
كلمة من عرب ثيرابي
تؤثر الحالة النفسية بشكل مباشر على الهرمونات في الجسم. حيث أن ارتفاع مستوى التوتر يؤدي إلى إفراز المزيد من الكورتيزول الذي يعمل ضد هرمون التستوستيرون. حيث أن العلاقة بين الكورتيزول والتستوستيرون علاقة عكسية. لذلك إن كنت تسعى إلى تحسين مستويات هرمون الذكورة لديك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بتعلم المزيد من الأساليب والمهارات التي تمكنك من إدارة توترك ويبقيك في حصة نفسية أفضل قدر الإمكان.