Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هي متلازمة ستوكهولم؟ وكيف تتطور؟

ما هي متلازمة ستوكهولم؟ وكيف تتطور؟

تخيل أنك محتجز رهينة في مكان مظلم، مهدد بالقتل في أي لحظة. وبعد فترة، تجد نفسك تشعر بالتعاطف مع المختطف، تدافع عنه، وترفض المساعدة للخروج من هذا الوضع. فما هي متلازمة ستوكهولم، تلك الظاهرة النفسية الغامضة التي تحير العلماء والباحثين على حد سواء.

 

ما هي متلازمة ستوكهولم؟

لا تعتبر متلازمة ستوكهولم تشخيصاً نفسياً، بل هي ظاهرة نفسية تحدث عندما يشعر الشخص الذي يتعرض للأذى أو الأسير (Captive) بمشاعر إيجابية تجاه من يؤذيه. ليتطور الأمر لديه تدريجياً مع مرور الوقت، حيث يبدأ بالتعاطف مع المعتدي، وقد تصل إلى حد الدفاع عنه.

حيث تعد هذه الاستجابة آلية تأقلم وطريقة لفهم كيف يستجيب بعض الناس للمواقف الصعبة، مثل الأسر أو الإساءة. فبدلاً من الشعور بالخوف بشكل تلقائي، يبدأ الشخص بالتعاطف مع المعتدي وإيجاد التبريرات لسلوكياته هذه وحمايته من الشرطة.

قد يهمك: اختبار الاكتئاب المجاني من عرب ثيرابي

 

ما هي أسباب ظهور هذه المتلازمة؟

هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الشعور على عكس ما هو متوقع في المواقف الصعبة. فمثلاً قد نرجع متلازمة ستوكهولم إلى:

  • رغبة الضحية في البقاء على قيد الحياة، حيث تجد نفسها تتبع هذه الآلية للتعامل مع المواقف المتطرفة أو المرعبة.
  • استجابة تلقائية نتيجة التواجد في موقف عاطفي لفترة طويلة.
  • مشاركة المعتدي أو الجاني بعض الظروف السيئة مثل قلة الطعام، أو ضيق المساحة.
  • شعور الرهينة (Hostage) بالاعتمادية على المُحتجز في تلبية احتياجاتها الرئيسية.
  • الشعور بحنان المعتدي نتيجة عدم تنفيذه التهديدات التي تفوه بها، أو عدم إلحاق الأذى بها.
  • التعامل مع الضحية أو الرهينة بإنسانية وما لذلك من تأثير عاطفي (Emotional impact).
  • التعرض للعنف المنزلي سواء كان الجسدي، أو العاطفي، أو الجنسي.
  • قضاء الكثير من الوقت مع المعتدي.
  • التفاعل والتعامل بين الضحية والمُعتدي التي تزيد من الترابط بينهما.
  • ظهور التعاطف والتعاون من المُعتدي على الضحية.
  • امتلاك الرهينة مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو أي شخص قد يحاول الإنقاذ.

علاج نفسي، جلسات نفسية، علاج شخصي

 

ما هي علامات وأعراض متلازمة ستوكهولم؟

بناءً على مجموعة من الأعراض والعلامات يمكن معرفة ما إذا الضحية قد طورت متلازمة ستوكهولم لديها. ومن ضمن هذه العلامات والأعراض:

  • لدى الضحية المشاعر الإيجابية تجاه المُعتدي، أو قد تشفق عليه وتشعر بأن المعتدي هو ذاته ضحية أيضاً، مما قد يولد لديها رغبة في إنقاذه.
  • دعم سلوكيات المُعتدي أو تبرير اعتدائه.
  • شعور الضحية إنسانية المُعتدي، والاعتقاد بأن لديهما الإثنين الأهداف أو القيم ذاتها.
  • عدم الاكتراث بالهرب أو إطلاق السراح، أو عدم الانخراط بأي سلوكيات قد تدل على الرغبة بالتخلص من الموقف الحالي. وإن أتيحت لها الفرصة للهرب فلن تترك المعتدي بأي شكل كان.
  • الشعور بشكل سلبي تجاه الشرطة أو من يحاول مساعدة الضحية في الابتعاد عن المعتدي. بالإضافة إلى قد تبدي الضحية رفضاً للتعاون مع أي أحد ضد المعتدي.

قد تشعر الضحية بالصدمة في حال تحدثت مرة أخرى عن الموقف أو التجربة التي مرت بها.

 

كيف يمكن التعامل مع شخص يعاني من متلازمة ستوكهولم؟

يحتاج الشخص الذي يعاني من متلازمة ستوكهولم إلى معاملة خاصة للتقليل لضمان عدم شعوره بمشاعر سلبية أو إثارة التجربة مرة أخرى بداخله. حيث يجب مراعاة:

الاستماع بشكل فعّال

في حال أرادت الضحية التحدث عما حدث معها فلا بد من الاستماع إليها باهتمام أكبر وإبداء التأكيد لصعوبة ما تشعر به. مع ضرورة عدم إصدار الأحكام أو الانتقادات في هذه الفترة.

عدم محاولة تغيير وجهات النظر

لا يحتاج الأمر في هذا الوقت إقناع الضحية بأفكار معاكسة لما لديها. فمثلاً التحدث عن الصفات السيئة للمعتدي لن يأتي بنتائج إيجابية الآن، بل قد يمنعها هذا الحديث من التعبير عن تجربتها للآخرين.

تعزيز ثقة الضحية بنفسها

غالباً في هذه المواقف ما تشعر الصحية بالتلاعب العاطفي بها (Psychological manipulation). لذلك فإن العمل على تعزيز ثقتها بنفسها وتشجيعها على الاستمرار يعد أمراً غاية في الأهمية.

يجب أن يشعر الضحية بالقدرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، لذلك لا بفضل تقديم النصائح لها إلا في حالة طلبها لذلك.

 

تأثير متلازمة ستوكهولم النفسي

على الرغم من التعلق العاطفي الذي تبديه الضحية، إلا أنها قد تدرك في النهاية أن العلاقة المضطربة. حيث قد تظهر عليها مجموعة من الأعراض النفسية بعد أن يتم انقاذها من الأسر أو من الاعتداء. فقد تشعر بما يلي:

  • الشعور بالذنب أو الارتباك.
  • محاولة إنكار ما حدث بشكل تلقائي.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • الشعور بالتوتر المزمنة أو القلق، وحتى الدخول في نوبة من الاكتئاب.
  • الإحساس بالفراغ أو اليأس.
  • الرغبة بالاعتماد المفرط على الآخرين.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة السابقة التي اعتادت الضحية الاهتمام بها.
  • الشعور بالحرج بسبب مشاعرها تجاه المُعتدي.
  • الشعور بالفزع أو الخوف بسهولة.
  • امتلاك مشاعر عدم الثقة أو الانفصال عن الواقع.
  • الانخراط في ذكريات الماضي.
  • الانفعال بسرعة وسهولة.
  • رؤية الكوابيس أو الإصابة بالأرق.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.

ومع كل الأعراض السابقة قد لا ترغب الضحية بالابتعاد عن المعتدي، وفي بعض الأحيان قد تشعر الضحية بالولاء للمعتدي أكثر من الولاء للنفس.

 

دور العلاج النفسي في علاج متلازمة ستوكهولم

غالباً ما تشعر الضحية بصعوبة العودة إلى الحياة اليومية والتكيف بعد الصدمة، أو التحدث عن التجربة الشخصية، حيث أن ذلك من شأنه أن يعيد التجربة في ذهنها بكامل المشاعر الداخلية. 

لكن من خلال التحدث مع معالج نفسي متخصص قادر على جعل الضحية تتحدث عن مشاعرها وتجربتها الخاصة دون التعرض للمشاعر السلبية، يعد أمراً مهماً للتخلص من هذه الحالة. كما أن تلقي العلاج النفسي (وعلى وجه الخصوص العلاج المعرفي السلوكي) يساهم في:

  • التخلص من المشكلات النفسية الناتجة عن المشكلة، مثل واضطراب ما بعد الصدمة أو القلق أو الاكتئاب.
  • تعلم آليات التأقلم وبالتالي معرفة كيفية التعامل مع المشاعر، ومعرفة كيفية المضي قدماً في الحياة الشخصية.
  • إعادة تعيين المواقف والعواطف لفهم متلازمة ستوكهولم باعتبارها آلية بقاء يتم استخدامها لتجاوز تجربة صعبة.

قد يرى الطبيب النفسي أنه من المناسب وصف بعض الأدوية للمساعدة في التحكم أكثر في الأعراض النفسية والجسدية في المرحلة الأولى من الصدمة.

 

كلمة عرب ثيرابي

اكتشف الطريق نحو الشفاء والتحرير النفسي مع الدعم النفسي. دع فريقنا المتخصص من المعالجين النفسيين المؤهلين يرافقك في رحلة التغلب على متلازمة ستوكهولم وغيرها من التحديات النفسية. انطلق نحو حياة أفضل وأكثر توازنًا اليوم. ابدأ رحلتك نحو الشفاء والتجدد النفسي الآن مع عرب ثيرابي.