Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الضمور القشري الخلفي

ما هو الضمور القشري الخلفي؟

تعتبر الإصابة بالضمور القشري الخلفي من الحالات النادرة، حيث أن هذه الإصابة تعود على الشخص بالكثير من المشكلات البصرية التي لا يستطيع التعامل معها، إلا أن التشخيص المبكر للحالة يساعد في التقليل من سرعة تدهور في أغلب الأحيان.

 

ما هو الضمور القشري الخلفي؟

الضمور القشري الخلفي (PCA) أو متلازمة بنسون (Benson’s syndrome) هو حالة تنكسية يعاني فيها الشخص من تلف الخلايا الموجودة في المنطقة الخلفية من الدماغ، وغالباً ما يكون السبب وراء هذه الحالة الإصابة بمرض ألزهايمر، وتؤثر هذه الحالة على:

    • الإدراك المكاني.
    • المعالجة البصرية المعقدة.
    • التهجئة والحساب.

    ويعتبر الضمور القشري الخلفي من الحالات النادرة من الخرف والتي قد يعاني حوالي (8 – 13)% من الأشخاص المصابين بألزهايمر من أعراضه.

     

    أسباب الإصابة بالضمور القشري الخلفي

    على الرغم من أن ألزهايمر هو سبب الإصابة بهذه الحالة في أغلب الأحيان حيث تتراكم بروتينات الأميلويد والتاو مشكّلة بذلك لويحات تؤدي إلى المرض، إلا أنه تم ملاحظة حدوث الحالة بسبب أنواع أخرى من الخرف مثل خرف أجسام ليوي ومرض كروتزفيلد جاكوب (Creutzfeldt-Jakob disease) ومتلازمة كورتيكو باسال (Cortico basal syndrome) والتي تتميز بزيادة الأنيسول الخماسي الكلور.

     

    هل يعتبر الضمور القشري الخلفي مرضاً وراثياً؟

    لا يعرف عوامل الخطر المحفزة للإصابة بالضمور القشري الخلفي إلى الآن، كما أن الدراسات لم تستطيع تحديد نمطاً جينياً أو وراثياً للإصابة بهذه الحالة، أي أن الأمر لا يمكن إرجاعه للعوامل الوراثية في الوقت الحاضر.

     

    أعراض الضمور القشري الخلفي

    في معظم الحالات تظهر الأعراض الأولية للإصابة بالضمور القسري الخلفي في منتصف عمر الخمسينات وأوائل الستينات، إلا أنه في بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت لظهور الأعراض حيث تبقى مخفية في البداية، ومن ضمن هذه الأعراض:

    الأعراض الأولية

    في بداية الأمر قد يصعب التعرف أو تشخيص الحالة بشكل دقيق، حيث يعاني الشخص من أعراض قد يتم التعرف عليها لحالات كثيرة، ومن هذه الأعراض:

      • عدم التمكن من الرؤية أو التعرف على الوجوه والأشياء على الرغم من امتلاك الذاكرة التي يحتاجها الشخص في ذلك نوعاً ما.
      • مواجهة صعوبة في القراءة والكتابة والقيام بالعمليات الحسابية.
      • عدم القدرة على التعرف على الأشياء الخطيرة التي يواجهها الشخص مثل الأبواب الزجاجية أو تقدير المسافات.
      • مواجهة صعوبات أثناء القيام بالمهام الحياتية الأساسية وأمور الرعاية الذاتية، مثل لبس الملابس وتزرير الأزرار.
      • الإصابة بالاكتئاب والقلق.
      • عدم القدرة على التعرف على الأجسام المتحركة.
      • الشعور بالارتباك عند النظر إلى عدة أشياء في الوقت ذاته.
      • حدوث هلاوس بصرية.
      • الشعور بالعجز.

      العلامات الأولى غالبًا ما تكون خفية، ولذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل إجراء التشخيص الرسمي.

      الأعراض المتقدمة

      مع التقدم بالمرض تصبح أعراض ألزهايمر أكثر وضوحاً، حيث يعاني الشخص في هذه الأثناء من:

        • فقدان الذاكرة، والتي غالباً ما تحصل بعد عدة سنوات من بدء الحالة لدى الشخص.
        • الشعور بالمزيد من الارتباك.

         

        الخلط بين الضمور القشري الخلفي ومشكلات العين

        قد يظن الشخص المصاب بالضمور القشري الخلفي أنه يعاني من مشكلات بصرية متعلقة بالعين مع تقدمه بالعمر، مما يجعله يلجأ إلى طبيب العيون لعلاج المشكلة أو الحصول على نظارة طبية متوافقة مع الوضع الجديد، إلا أن المشكلات التي يعاني منها الشخص في هذه الأثناء لا علاقة لها بالعين نهائياً، وإنما الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات الواصلة له من العين السليمة.

        يمكن أن تكون الرؤية طبيعية تمامًا في حالة الضمور القشري الخلفي، لكن القدرة على معرفة ما يُرى تكون ضعيفة.

         

        الفرق بين الضمور القشري الخلفي مرض ألزهايمر

        تختلف الإصابة بمتلازمة بنسون والإصابة بألزهايمر من عدة جوانب على الرغم من اعتبار كلا الحالتين من أنواع الخرف، ويظهر هذا الاختلاف على النحو التالي:

        المنطقة الدماغية المتأثرة

        تؤثر كلا الحالتين على المناطق الدماغية وتعمل على تلف الخلايا فيها، لكن تختلف هذه المناطق باختلاف المرض، بحيث:

          • غالباً ما يؤثر مرض ألزهايمر على المناطق الجانبية من الدماغ.
          • يعاني المصاب بمتلازمة بنسون من تلف في الخلايا الدماغية الواقعة في المناطق الخلفية من الدماغ.

          التأثيرات المتوقعة

          اعتماداً على المنطقة المتضررة من الدماغ فإن النتائج المترتبة على الأمر أيضاً تختلف، فغالباً ما يعاني الشخص من:

            • فقدان الذاكرة في حالة الإصابة بمرض ألزهايمر.
            • مشكلات بصرية والتعرف على الأشياء.

             

            كيفية تشخيص الإصابة بالضمور القشري الخلفي

            قد يعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من تغييرات إدراكية وسلوكية ناتجة بشكل تلقائي من عدم القدرة على التعرف على الأشياء، لذلك يحتاج الطبيب المعالج إلى إجراء الكثير من الفحوصات البدنية والاختبارات التشخيصية وملاحظة الأعراض بدقة كبيرة، حيث غالباً ما يحتاج إلى إجراء:

            الفحص البدني

            من خلال هذا الفحص يتم التعرف على مدى قدرة العضلات والأعصاب على التعامل مع النشاطات اليومية والتناسق بين الحركات المختلفة، فقد تكون جميعها طبيعية في هذه الحالة إلا أن عدم الإدراكي البصري يجعل الأمر أكثر صعوبة لدى المريض.

            الفحص البصري

            لا بد من القيام بهذا الفحص للتأكد من عدم وجود أي مشكلة بصرية تؤدي إلى عدم الإدراك البصري الذي يعاني منه الشخص.

            فحص عصبي نفسي

            تساعد الاختبارات التي يخضع لها المريض في هذا الفحص من التأكد من حالة الذاكرة لديه ومدى ارتباطها بمشكلات نفسية تؤدي إلى تدهورها.

            التصوير الدماغي

            من خلال التصوير الدماغي يمكن ملاحظة أي خلال أو ضمور في المناطق الدماغية، كما يظهر في بهذه التصاوير الأماكن المتضررة من السكتات الدماغية أو الإصابات الرضية، حيث يتم إجراء إحدى التصاوير التالية:

              • التصوير المقطعي SPECT.
              • التصوير بالرنين المغناطيسي.
              • التصوير المقطعي.
              • التصوير المقطعي البوزيتروني.

              يتم إجراء فحوصات دم شاملة بالإضافة إلى تتبع عملية الأيض في الجسم، حيث أن بعض المشكلات الصحية من شأنها أن تتسبب في العديد من الأعراض المشابهة.

              البزل الشوكي

              هي عملية يتم فيها إدخال إبرة إلى النخاع الشوكي لجمع عينة من السائل الشوكي لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من عدوى أو التهاب مثل التصلب المتعدد.

               

              علاج الضمور القشري الخلفي

              على الرغم من عدم وجود علاج محدد يمكن من خلاله علاج هذه الحالة، إلا أن العلاج الطبيعي والمهني غالباً ما يأتي بنتائج إيجابية. بالإضافة إلى ذلك فإن لاستخدام بعض الأدوية التأثير الإيجابي في التقليل من الأعراض التي يعاني منها المريض، ومن ضمن هذه الأدوية:

                • مثبطات الكولينستيراز المستخدمة في مرض ألزهايمر والتي تعمل على تعزيز وظيفة خلايا الدماغ للتعويض عن الأضرار الناجمة عن مرض الزهايمر. ومن الأمثلة عليها دواء دونيبيزيل (Donepezil) أو ريفاستيجمين (Rivastigmine) أو جالانتامين (Galantamine).
                • مضادات الاكتئاب في حالة كان المريض يعاني من أعراض الاكتئاب والتهيج وفقدان الثقة بالنفس والإحباط.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                تعتبر هذه الحالة من الحالات النادرة والصعبة. وبسبب الحاجة المساعدة المهنية في الحياة اليومية نتيجة عدم التمكن من إتمام الأمور بشكل ذاتي أو زيادة خطر التعرض للإصابات، فإن الأمر ينعكس أيضاً على الحالة النفسية للمريض ذاته وللأشخاص الذين يقدمون له الرعاية والاهتمام.

                لذلك، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الحصول على المساعدة والدعم النفسي يعد أمراً مهماً للتمكن من التأقلم مع الحالة ومواصلة تقديم ما يلزم من دعم دون التأثر نفسياً.