ما ستجده في هذا المقال:
تشير الدراسات إلى أن الطلاق يعتبر أحد أكثر الأحداث المؤثرة على الصحة النفسية لجميع أفراد العائلة. فما نسبته 75% من حالات الطلاق يعانون الأشخاص فيها من اضطرابات صحة نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وهذا الرقم كفيل بأن يجعلنا نتوقف للحظة ونفكر في عمق هذا التأثير والتعرف على كيفية التعامل مع هذه المواقف.
ما هو تأثير الطلاق على الصحة النفسية على الزوجين؟
إن الطلاق تجربة مؤلمة يمكن أن تترك تأثير عميق على الصحة النفسية. العواطف المتضاربة هي جزء شائع من هذه العملية. من الضروري الاعتراف بهذه المشاعر والبحث عن الدعم المناسب لتجاوزها والوقاية من مشاكل صحية نفسية أكبر. ومن ضمن هذه المشاعر السلبية:
- القلق: يمكن أن يؤدي الطلاق إلى شعور بالقلق (جرب اختبار القلق المجاني) المزمن بشأن المستقبل، مثل كيفية تغطية النفقات والتكيف مع الحياة الجديدة. قد تظهر أعراض هذا القلق جسديًا، كالخفقان والتعرق، أو عاطفيًا، كالغضب.
- الاكتئاب: يعد الاكتئاب رد فعل شائع لدى الأشخاص الذين يمرون بالطلاق (Divorce). يشمل ذلك الشعور بالحزن، الوحدة، وفقدان السيطرة. قد يعاني هؤلاء الأفراد أيضًا من تغيرات في أنماط النوم والأكل، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق وعدم الكفاءة.
- الغضب: غالبًا ما يكون الغضب رد فعل مباشر للحزن والألم الناجم عن الطلاق. قد يتجه هذا الغضب نحو الزوج السابق، الذات، أو حتى المحيطين الذين يشعر الشخص أنهم لم يقدموا له الدعم الكافي.
- الشعور بالذنب: غالبًا ما يرافق الطلاق الشعور بالذنب، خاصة في حالات الخيانة أو المشاكل العميقة. هذا الشعور قد يؤدي إلى إرهاق نفسي وتوجيه اللوم على النفس.
يشعر الكثيرون بعد الطلاق وكأنهم منعزلون عن محيطهم الاجتماعي، مما قد يزيد من شعورهم بالوحدة والحزن، خاصة وأن الدعم الاجتماعي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الصحة النفسية.
نصائح للعناية بالصحة النفسية أثناء الطلاق أو بعده
من خلال تطبيق هذه النصائح، ستتمكن من تحسين صحتك النفسية بشكل ملحوظ والتقدم نحو التعافي:
- إعطاء الأولوية للعناية الذاتية: صحتك النفسية هي أهم ثروة لك. خلال فترة الطلاق، اهتم بها من خلال العناية بجسدك وعقلك وروحك. مارس عادات صحية مثل ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي والنوم الكافي، وقم بأنشطة تساعدك على الاسترخاء والاستمتاع بالحياة.
- التواصل مع الآخرين: لا تهمل علاقاتك الاجتماعية بعد الطلاق. إن قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تهتم بهم سيساعدك على الشعور بأنك لست وحدك وسيوفر لك الدعم العاطفي الذي تحتاجه لتجاوز هذه الفترة الصعبة.
- وضع حدود صحية: من الضروري للغاية وضع حدود واضحة مع شريكك السابق خلال فترة الطلاق. هذا يعني تحديد وقت محدد للتواصل، ومواضيع محددة للنقاش، وتجنب المواقف التي قد تؤدي إلى تأجيج المشاعر السلبية.
- التعاطف مع النفس: الشفاء من الطلاق يحتاج إلى وقت وجهد، ولكن الأمر يستحق العناء. كن صبوراً مع نفسك، واعتني بنفسك جسدياً وعاطفياً. تذكر أن لديك كل الأدوات التي تحتاجها لتجاوز هذه الفترة الصعبة.
الطلاق فترة صعبة، وقد تحتاج إلى دعم متخصص لتجاوزها. يمكن لمستشار نفسي مساعدتك في التعامل مع المشاعر المتضاربة والتحديات التي تواجهها.
ما هو تأثير طلاق الوالدين على الصحة النفسية للأطفال؟
الأطفال بحاجة إلى الدعم والحب خلال فترة الطلاق. يمكن للوالدين والمعلمين والأصدقاء مساعدتهم على التكيف مع التغيرات والتعبير عن مشاعرهم. فمن المتوقع أن يعانوا من بعض المشاكل المحتملة التي قد تشمل:
- صعوبة التركيز في المدرسة.
- الانسحاب من الأصدقاء أو أفراد العائلة.
- السلوك العدواني تجاه الأقران أو الأشقاء.
- القلق (Anxiety) أو الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل، أو تعاطي المخدرات، أو غيرها من السلوكيات المدمرة للذات.
- انخفاض احترام الذات أو انخفاض التحصيل الدراسي.
كيف يمكنك مساعدة الطفل على التكيف مع مرحلة الطلاق؟
من الضروري فهم التحديات التي قد تواجهها صحة أطفالك النفسية بعد الطلاق حتى تتمكن من مساعدتهم على تجاوز هذه الفترة الصعبة. إليك بعض النصائح التي قد تفيدك في رعاية أطفالك:
- إنشاء بيئة منزلية آمنة: يعاني الأطفال من الكثير من القلق والارتباك خلال فترة الطلاق. يمكننا مساعدتهم على التكيف بشكل أفضل من خلال توفير بيئة منزلية هادئة ومنظمة.
- تشجيع التواصل المفتوح: من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال الكثير من الأسئلة والمخاوف حول الطلاق. لذلك، يجب على الآباء أن يكونوا مستعدين للإجابة على أسئلتهم وتقديم الدعم (Support) العاطفي الذي يحتاجونه.
- الحفاظ على علاقة إيجابية مع الوالد الآخر: إن الحفاظ على علاقة أبوية مشتركة إيجابية يقلل من التوتر والقلق الذي يشعر به الأطفال نتيجة الطلاق. كما أنه يساعدهم على بناء علاقات صحية مع الآخرين في المستقبل.
- تشجيع العناية الذاتية: عندما يرى الأطفال آبائهم يهتمون بصحتهم ويمارسون عادات صحية، فإنهم يميلون إلى تقليد هذا السلوك. وهذا بدوره يساعدهم على الشعور بالرضا عن أنفسهم وتحسين صحتهم النفسية.
ما هي أهمية علاجات الصحة النفسية بعد الطلاق؟
من فوائد العلاج (Therapy) النفسي بعد الطلاق: فهم أسباب الطلاق، قبول الخسارة، بناء علاقات صحية جديدة، تحسين تقدير الذات، وتطوير مهارات جديدة للحياة. بالإضافة إلى ذلك فهو يساعد في:
- معالجة التأثيرات العاطفية: ستكتشف أن مشاعرك طبيعية ومفهومة تمامًا. سيعمل معالجك معك على فك شفرة هذه المشاعر ومعالجتها بشكل تدريجي، مما يساهم في شفائك النفسي والعاطفي.
- تحديد حدود واضحة: بعد الطلاق، تحتاج إلى إعادة بناء حياتك بطريقة صحية. يمكن للمعالج مساعدتك في تحديد الحدود الواضحة مع شريكك السابق، وحماية مساحتك الشخصية.
- تعزيز النمو الذاتي: يمكن للعلاج أن يساعدك على استيعاب تجربة الطلاق بشكل أفضل، وتحليل العلاقة السابقة، والتعرف على الدروس المستفادة منها.
- التخطيط للمستقبل: بعد أن تستقر عاطفياً، يمكن للمعالج أن يساعدك في رسم صورة واضحة لمستقبلك، وتحديد أهدافك وطموحاتك الجديدة.
بدء علاقة جديدة بعد الطلاق مباشرة قد يعيق عملية الشفاء العاطفي ويمنعك من بناء علاقة صحية في المستقبل. من الأفضل أن تستثمر هذا الوقت في التعرف على نفسك واحتياجاتك.
أنواع الأساليب العلاجية في علاج الطلاق
تختلف خطة العلاج النفسي من شخص لآخر، حيث يتم تصميمها خصيصًا لتناسب ظروفك وظروف علاقتك السابقة وأهدافك المستقبلية. فقد يأخذ العلاج النفسي شكلاً من الأشكال التالية:
- العلاج التعاوني في تربية الأبناء: عبر جلسات العلاج، يمكن للوالدين تطوير مهارات التواصل الفعال، وحل النزاعات بطريقة بناءة، وبناء علاقة تعاونية تركز على رفاهية الأطفال.
- العلاج الفردي للصحة العاطفية: الطلاق تجربة صعبة قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية (Mental health)، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل نفسية سابقة. العلاج الفردي يمكن أن يوفر الدعم والمساعدة التي تحتاجها للتغلب على هذه الصعوبات.
- العلاج الأسري للشفاء وإعادة بناء العلاقات: الطلاق يؤثر بشكل كبير على الأسرة بأكملها، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. العلاج الأسري يمكن أن يساعد جميع أفراد الأسرة في التكيف مع هذا التغيير ومن ثم التغلب على التحديات التي قد يواجهونها.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام رحلتك نحو التعافي، تذكر أن الصحة النفسية أولوية. مع عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم الذي تحتاجه لتجاوز آثار الطلاق واستعادة توازنك. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نعمل على توفير تجربة علاج مريحة وسهلة عبر الإنترنت. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو حياة أفضل. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء!
