Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الذهان على العلاقات

ما تأثير الذهان على العلاقات الاجتماعية والتواصل؟

هل تساءلت يومًا كيف يشعر شخص يعيش في عالم مختلف تمامًا عن عالمنا؟ عالم مليء بالأصوات والأصوات التي لا يسمعها الآخرون، والأفكار التي لا يمكن فهمها بسهولة؟ هذا هو الوضع عند الإصابة بالذهان. ما تأثير أعراض الذهان على علاقات الشخص الاجتماعية والأسرية؟ وكيف يمكن تقديم الدعم وتحسين العلاقات من جديد؟

 

ما هو الذهان؟

الذهان هو حالة نفسية تتميز بفقدان الاتصال (Communication) بالواقع، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يواجهون صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي. قد يتضمن ذلك تجارب من الهلوسة (سماع أو رؤية أشياء غير موجودة) أو الأوهام (اعتقادات غير صحيحة). 

ولأن الذهان يؤثر على التفكير والعواطف والسلوك، فإن ذلك يعوق قدرة الشخص على التفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين. لذلك تتطلب هذه الحالة عادةً تدخلًا طبيًا وعلاجًا نفسيًا لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.

 

ما تأثير الذهان على التواصل في العلاقات الاجتماعية؟

يظهر تأثير الذهان (Psychosis) بشكل كبير على التواصل في العلاقات الاجتماعية، حيث يمكن أن يسبب مجموعة من التحديات التي تجعل التواصل الفعال صعبًا. من ضمن هذه التأثيرات:

صعوبة التعبير عن الأفكار والمشاعر

يظهر كلام المصاب بالذهاب وكأنه غير مترابط أو مشوش، وذلك لعدم قدرته على تنظيم أفكاره والتعبير عنها بوضوح، وبسبب تسطح عواطفه. كما أنه يجد صعوبة في فهم اللغة المجازية أو النكات، مما يحفزه إلى:

  • تجنب التفاعلات الاجتماعية خوفًا من التعرض لمواقف تثير أعراضه.
  • الشعور بالخجل أو الوصمة بسبب مرضه، مما يجعله يفضل البقاء وحيدًا.

قد يؤدي تدهور العلاقات الاجتماعية إلى زيادة الشعور بالعزلة أو الإصابة بالاكتئاب، مما يزيد من حدة أعراض الذهان. 

الأوهام والهلاوس

من الأعراض الشائعة للذهان امتلاك بعض الأوهام والهلاوس ذات التأثير السلبي الكبير على العلاقات (Relationships) الاجتماعية. ويعود ذلك إلى:

  • تأثير الأوهام على طريقة تفسير الشخص للمواقف الاجتماعية، مما يجعله يشك في نوايا الآخرين أو يعتقد أنهم يتآمرون ضده.
  • تؤدي الهلوسات إلى تشتت انتباه الشخص أثناء المحادثات، مما يجعله غير قادر على التركيز على ما يقوله الآخرون.
  • اعتقاد الشخص أن الأصوات التي يسمعها هي تعليقات أو تهديدات من الآخرين، مما يؤدي إلى سلوكيات دفاعية أو عدوانية.
  • ظهور سلوكيات غير متوقعة أو غير مألوفة ناتجة عن الأوهام والهلاوس. هذا التغيير في السلوك يمكن أن يسبب ارتباكًا أو حتى خوفًا لدى الأشخاص المحيطين بالمصاب، مما يؤثر سلبًا على العلاقات.

صعوبة فهم الإشارات الاجتماعية

يواجه الشخص المصاب بالذهان صعوبة في فهم الإشارات غير اللفظية، مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه. أو قد يفسر الإشارات الاجتماعية بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى سوء فهم وسوء تواصل.

انخفاض الثقة بالنفس

يشعر الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الذهان بالقلق أو الخجل من حالتهم النفسية، مما ينعكس سلبًا على ثقتهم في التفاعل مع الآخرين. هذا الشعور بالنقص قد يؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية، مما يزيد من مشاعر العزلة.

 

كيف يؤثر الذهان على العلاقات الأسرية؟

تأثير الذهان على العلاقات الأسرية يمكن أن يكون عميقًا ومؤثرًا. ومن جوانب هذا التأثير:

  • سوء الفهم: الأعراض مثل الهلوسة أو الأوهام قد تؤدي إلى تفسيرات خاطئة للمواقف، مما يسبب توترات واحتكاكات بين أفراد الأسرة.
  • تغير ديناميكية الأسرية: قد ينقلب الدور التقليدي داخل الأسرة، حيث يتحمل بعض الأفراد مسؤوليات إضافية لرعاية الشخص المصاب، مما يؤثر على التوازن العائلي.
  • انخفاض الثقة: قد يشعر أفراد الأسرة بالقلق أو عدم الثقة في قدرتهم على التواصل بفاعلية مع الشخص المصاب، مما يؤدي إلى الابتعاد أو تجنب النقاشات المهمة.
  • تأثير العواطف السلبية: قد تنشأ مشاعر الإحباط، الخوف، والقلق بين أفراد الأسرة، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على الروابط الأسرية.
  • عزلة الشخص المصاب: قد يؤدي الذهان إلى شعور الشخص بالعزلة، مما يجعله يتجنب التفاعل مع أسرته، مما يزيد من الفجوة بينه وبين أفراد الأسرة.

عندما يكون أحد أفراد الأسرة مصابًا بالذهان، تصبح المحادثات اليومية متوترة أو مليئة بالتحفظ، مما يؤدي إلى نقص في التواصل الفعّال.

 

كيف يمكن تحسين العلاقات الاجتماعية بعد الإصابة بالذهان؟

يمكن للشخص المصاب بالذهان تحسين علاقاته الاجتماعية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات، والتي تتضمن:

  • الحصول على الدعم النفسي: العمل مع معالج نفسي يمكن أن يساعد على فهم المريض لحالتك وطرق تحسين التفاعل الاجتماعي.
  • التواصل المفتوح: تحدث المريض بصراحة مع الأصدقاء والعائلة حول مشاعره وتجاربه. هذا يساعد على بناء الثقة ويعزز الفهم المتبادل.
  • تحديد أهداف صغيرة: البدء بخطوات صغيرة لتوسيع الدائرة الاجتماعية، مثل الانضمام إلى مجموعات دعم أو أنشطة اجتماعية.
  • تطوير مهارات التواصل: تعلم مهارات مثل الاستماع الفعّال والتعبير عن المشاعر بشكل صحي يمكن أن يساعد في تحسين التفاعلات.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: محاولة المريض الانخراط في الأنشطة الممتعة له، سواء كانت رياضية أو ثقافية، فهذا يسهل التواصل مع الآخرين.
  • طلب الدعم من الأصدقاء: يجب عدم التردد في طلب المساعدة أو الدعم من الأصدقاء المقربين، فيمكنهم أن يكونوا مصدرًا هامًا للتشجيع.

يجب تجنب الانقطاع عن التواصل الاجتماعي، حتى في الأوقات الصعبة. التواصل مع الآخرين يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالوحدة.

 

كيف يمكن للأسرة المساعدة في التعافي من الذهان؟

يمكن للأسرة أن تلعب دورًا حاسمًا في دعم التعافي من الذهان بطرق متعددة، وذلك من خلال:

  • التثقيف حول الذهان ومن ثم فهم طبيعة الحالة وأعراضها.
  • تقديم الدعم العاطفي، حيث أن الشعور بالفهم والقبول يمكن أن يعزز القدرة على التعافي.
  • تجنب إلقاء اللوم والانتقاد للمريض، بل العمل على تقليل مشاعر العزلة (Isolation) أو القلق.
  • تشجيع الالتزام بالعلاج سواء كان دوائيًا أو نفسيًا.
  • توفير بيئة منزلية هادئة للتقليل الضغوط النفسية وتعزيز الشعور بالأمان.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وممارسة الهوايات وتشجيع الشخص المصاب على ذلك أيضًا، لتحسين مزاجه وتعزيز الروابط الأسرية.

إن كنت تشعر بالقلق باستمرار، فمن الجيد التحقق من حالتك النفسية بإجراء اختبار القلق

 

هل هناك علاجات فعالة لتخفيف أعراض الذهان؟

نعم، هناك عدة علاجات فعالة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الذهان وتحسين جودة الحياة. حيث قد تتضمن الخطة العلاجية:

  • العلاج الدوائي: تستخدم مضادات الذهان للحد من الأعراض مثل الهلوسة والأوهام. كما يمكن وصف مضادات الاكتئاب إذا كان هناك اضطراب نفسي مصاحب مثل الاكتئاب.
  • العلاج النفسي: العلاج المعرفي السلوكي يساعد الشخص على فهم أفكاره وسلوكياته وتغيير الأنماط السلبية. ومن المفيد أيضًا تبادل التجارب من خلال العلاج الجماعي.
  • الدعم الأسري: يشمل تعليم أفراد الأسرة حول الذهان وكيفية تقديم الدعم (Support) المناسب للشخص المصاب، مما يعزز من بيئة الدعم.

علاج شخصي، استشارة نفسية، دعم نفسي

 

كلمة من عرب ثيرابي

إذا كنت تبحث عن دعم نفسي موثوق ومهني، فإن عرب ثيرابي هو خيارك المثالي. نحن نقدم خدمات علاج نفسي عالية الجودة من خلال معالجين مؤهلين، مما يضمن لك الراحة والخصوصية. لا تدع الذهان يؤثر على حياتك الاجتماعية، اتصل بنا اليوم وابدأ رحلة التعافي مع الدعم الذي تحتاجه لتستعيد توازنك النفسي.