ما ستجده في هذا المقال:
لماذا نخجل من الاعتراف (Acknowledgment) بأننا نشعر بالحزن أو القلق أو الاكتئاب؟ هل من الطبيعي أن نبتسم ونؤكد أن كل شيء على ما يرام، بينما بداخلنا عالم من العواطف المضطربة؟ تعرف على أهمية التحدث عن المشاكل النفسية وعدم كبتها.
سبب أهمية التحدث عن المشاكل النفسية وعدم كبتها
وجد الباحثون أن الأشخاص التحدث عن المشاكل النفسية والمشاعر السلبية التي تنتابهم في هذه الحالات وعدم كبتها له تأثيرات إيجابية. منها:
المساعدة على التحسن
يساعد تحدث الشخص عما يعاني منه من مشاكل نفسية في في نمو الشخصي، حيث دفعته إلى اكتشاف الأدوات والاستراتيجيات التي تساهم في تعافيه. الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير نظرته إلى نفسه وإلى الصحة النفسية بشكل إيجابي. وخلال ذلك يتين له أن الأمر يتطلب العناية المستمرة والاهتمام بشكل أكبر للوصول إلى التعافي.
تقبل الذات
يعد البدء في تقبل الذات وتغيير طريقة النظر إلى النفس من أهم الأمور التي يمكن الوصول إليها. حيث يستطيع الشخص من الفصل بين هويته الشخصية وبين المشكلة النفسية التي يعاني منها.
هذا التقبل للذات يساهم في جعل الشخص أكثر لطفاً مع نفسه، الأمر الذي ينعكس بالإيجابية على علاقته مع الآخرين ولطفه تجاههم.
عند التحدث عن المشكلة النفسية يشعر الشخص بالمزيد من الرفاهية والثقة بالنفس، كما يتكون لديه هدف خاصة إن قام بنقل تجربته للآخرين.
التخلص من وصمة العار
من المعروف أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من المشاكل النفسية يشعرون بالخجل والعار تجاه ما يعانون منه. لكن ما أن يشعر الشخص بالانفتاح والقدرة على الحديث عن مشكلته حتى يتخلص من الوصمة المرافقة للأمراض النفسية.
زيادة التواصل (Communication)
يحتاج الجميع إلى أذن صاغية عند مواجهة مشكلة ما، هذا الأمر يزيد أهميته عندما الإصابة بمشكلة نفسية. الأمر الذي يساعد في التفريغ من المشاعر السلبية والشعور بالانتماء.
قد يكون التحدث أكثر أهمية وفاعلية عندما يكون مع أشخاص يعانون من المشاكل النفسية ذاتها التي يعاني منها الشخص. حيث أن الاستفادة من تجارب الآخرين ومعرفة أنه ليس وحده من يعاني من الأمر يساعده في تجاوز ما يواجهه بسهولة أكبر.
الاستعداد لطلب الدعم
إن التحدث مع الآخرين حول المشكلة النفسية التي تواجهها تشجعك على طلب الدعم (Support) والمساعدة النفسية التي تحتاجها. كما أنها تزيد من وعيك حول ما تحتاجه في هذه الأثناء، وإلى أن يجب التوجه على وجه التحديد.
كيف يؤثر كبت المشاعر على الصحة النفسية؟
على عكس الفائدة المتوقعة من الحديث عن المشكلة النفسية التي يواجهها الشخص، فإن كبت المشاعر النفسية وعدم التحدث عما يعاني منه قد يكون ضاراً بشكل خاص. حيث قد يؤدي إلى:
- التعرض للتمييز.
- عدم تفهم أفراد أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الآخرين لما تعاني منه.
- عدم امتلاك الفرص الكافية للعمل أو الدراسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- التعرض للتنمر أو العنف الجسدي أو حتى التحرش.
- فقدان الثقة بالنفس والاعتقاد بعدم القدرة على النجاح أبدًا في مواجهة تحديات معينة أو في تحسين الوضع.
كلما امتنع الشخص عند الحديث عن المشاكل النفسية التي يواجهها وحاول كبتها، فإن احتمالية حصوله على العلاج أو المساعدة اللازمة تقل.
إن الأمراض النفسية قابلة للعلاج، ويمكن للأشخاص المصابين بها أن يعيشوا حياة مرضية ومنتجة وسعيدة. ولكن كلما طالت مدة عدم العلاج كلما أصبحت أكثر خطورة.
ما هي تقنيات التعبير عن المشاعر؟
التعبير (Expression) عن مشاعرك هو مفتاح لتحقيق التوازن العاطفي. فمن خلال التخلص من العبء العاطفي المتراكم، يمكنك اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وتحسين جودة حياتك. وهناك العديد من الطرق البسيطة والفعالة للتعبير عن مشاعرك، مثل:
- ممارسة الأنشطة والأشياء التي تزيد الشعور بالسعادة، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة.
- كتابة المشاعر، سواء كان ذلك بكتابة اليوميات أو التعبير عما يجول في العقل من أفكار عشوائية.
- الابتعاد عن المواقف التي قد تسبب التوتر أو الغضب.
- التحدث مع النفس بشكل إيجابي، والابتعاد عن أنماط التفكير السلبية بشكل واعٍ.
- ممارسة التأمل.
- مارس الرياضة أو أي نشاط بدني.
- ممارسة النشاطات اليدوية والفنية، سواء كان ذلك رسماً أو طهي وجبة طعام.
- العزف أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص.
كيف يساعد التحدث في العلاج النفسي في تحسين الحالة النفسية؟
إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو أي اضطراب مزاجي آخر، فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية. فالعلاج النفسي هو استثمار في صحتك النفسية، وسيمنحك الأدوات التي تحتاجها لتحقيق التوازن العاطفي. وستلاحظ تحسنًا ملحوظًا في مزاجك وأفكارك بعد فترة قصيرة من بدء العلاج (Therapy).
إن بدأت بملاحظة بعض أعراض الاكتئاب مثل الانسحاب من الحياة الاجتماعية وعدم الاهتمام بالنشاطات المفضلة، فمن الجيد إجراء اختبار الاكتئاب واكتشاف حالتك قبل التحدث مع المعالج.
الأهم نصائح للتحدث عن الصحة العقلية
التحدث عن صحتك العقلية هو خطوة شجاعة، ونحن هنا لمساعدتك. إذا كنت تجد صعوبة في فتح هذا الموضوع، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
- كتابة رسالة إن كان التحدث وجهاً لوجه صعباً.
- التحدث إلى شخص غريب مثل المعالج أو الطبيب النفسي إذا كان التحدث إلى أحد المقربين يزيد الشعور بعدم الراحة.
- كخطوة أولى يمكن كتابة المذكرات ثم الانتقال إلى التحدث.
- التدرب على التحدث أمام المرآة قبل أن التحدث إلى شخص ما.
- تحفيز النفس من خلال تذكر أن التحدث عن المشاكل النفسية وعدم كبتها دائماً ما يخفف من المشاعر السلبية.
كيف تختار معالج نفسي مناسب للتحدث معه؟
ما يحكم ما إذا كان المعالج النفسي مناسب لك وتستطيع التحدث معه عن مشاعرك ومشكلة النفسية هو مدى راحتك في الجلسة الأولى.
حيث أن الجلسة الأولى هي فرصة لرؤية شعورك أثناء وجودك مع المعالج والحصول على فكرة عن كيفية عمله وما إذا كان من الممكن أن تعملوا بشكل جيد معًا.
في نهاية هذه الجلسة قد ترغب في المغادرة والتفكير فيما إذا كنت ترغب في العمل مع المعالج أم لا. حيث تشمل الأشياء التي يجب التفكير فيها ما يلي:
- مدى الشعور بالارتياح مع المعالج.
- القدرة على بناء علاقة ثقة مع المعالج النفسي للتمكن من الانفتاح والتحدث بأريحية.
- مدى الشعور بالأمان مع المعالج.
- الأسلوب الذي يتبعه المعالج والقدرة على الاستفادة منه.
- قابلية المعالج النفسي للاستماع بشكل فعّال.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم يتزايد فيه الضغط النفسي، لا تتردد في اتخاذ خطوة نحو الصحة النفسية. عرب ثيرابي هنا لدعمك عبر معالجين نفسيين مؤهلين يقدمون لك العلاج بطريقة مريحة وسهلة. ابدأ رحلتك نحو الشفاء والتوازن اليوم، واجعل من التحدث عن مشاكلك خطوة أولى نحو حياة أفضل. صحتك النفسية تستحق الاهتمام. انضم إلينا الآن!
