ما ستجده في هذا المقال:
تعد الوحدة من أكثر المشاعر تعقيدًا وتأثيرًا في حياة الإنسان. فهي حالة نفسية عميقة قد تثير مشاعر الحزن أو القلق، أو حتى التأمل والتفكير العميق. والسؤال الذي سنجيب عنه في هذا المقال هو ماذا تفعل عندما تشعر بالوحدة؟
ما هي الأسباب التي قد تدفعك إلى أن تشعر بالوحدة؟
يعزى الشعور بالوحدة إلى أسباب عديدة ومختلفة. وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر. وقد تجعلك أحداث أو تجارب معينة في الحياة تشعر بالوحدة، مثل:
- التعرض لحزن شديد أو التعرض لانفصال في علاقة.
- التقاعد أو تغيير الوظائف.
- البدء في الدراسة الجامعية أو التعرض لمشاكل الصحة النفسية.
- إنجاب طفل أو الانتقال إلى منطقة أو بلد جديد بدون عائلة أو أصدقاء أو شبكات مجتمعية.
- قد تشعر بالوحدة في أوقات معينة من العام. على سبيل المثال، في الأعياد المختلفة.
يمكن أن تؤدي الوحدة إلى اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية، والتي بدورها تؤثر على العديد من مجالات الحياة.
ما هي الأعراض التي قد تعاني منها عندما تشعر بالوحدة؟
تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
- عدم القدرة على التواصل العميق مع الآخرين.
- لا يوجد أصدقاء مقربون أو “أفضل الأصدقاء”.
- لديك أصدقاء، لكنهم أصدقاء أو معارف عابرون وتشعر أنه لا يمكنك العثور على شخص “يفهمك” حقًا.
جرّب اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب
- شعور ساحق بالعزلة (isolation) بغض النظر عن مكان وجودك أو وجود من هم حولك.
- قد تكون في مكان محاطًا بعشرات الأشخاص، ومع ذلك، تشعر بالعزلة أو الانفصال.
- في العمل، قد تشعر بالغربة أو الوحدة.
- مشاعر سلبية من الشك في الذات أو عدم تقدير الذات.
- هل تشعر دائمًا بأنك أقل من كافٍ؟ هذه المشاعر – طويلة الأمد – هي أحد الأعراض المحتملة الأخرى للوحدة المزمنة.
- عندما تحاول التواصل مع الآخرين، لا يتم الرد عليك بالمثل ولا يتم رؤيتك أو سماعك.
- الإرهاق أو الاحتراق عند محاولة المشاركة اجتماعيًا.
- إذا كنت تتعامل مع الوحدة المزمنة، فإن محاولة المشاركة أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين قد تجعلك تشعر بالإرهاق.
- يمكن أن تؤدي المشاعر المستمرة بالاستنزاف إلى مشاكل أخرى مثل مشاكل النوم، أو ضعف الجهاز المناعي، أو سوء التغذية، والمزيد.
قد يشعر بعض الناس بالوحدة في أوقات معينة فقط، لكن بعض الأشخاص قد يعانون من الشعور بالوحدة المزمنة، وهذا شعور عميق يستمر لفترة طويلة.
من هم الأكثر عرضة للمعاناة من الشعور بالوحدة؟
تشير الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للشعور بالوحدة من غيرهم. على سبيل المثال، إذا كنت:
- ليس لديك أصدقاء أو عائلة.
- منعزل عن عائلتك أو تجد صعوبة في الحفاظ على حياة اجتماعية.
- تنتمي إلى مجموعة أقلية أو تعيش في منطقة لا يوجد بها الكثير من الأشخاص ذوي الخلفية المشابهة لك.
- مستبعد من الأنشطة الإبداعية أو الاجتماعية بسبب مشاكل في الحركة.
- ليس لديك الكثير من المال لأنشطة اجتماعية معينة.
- تعزل نفسك لأنك تعاني من التمييز والوصمة بسبب الإعاقة أو مشكلة صحية طويلة الأمد.
كيف يؤثر شعورك بالوحدة على الصحة النفسية؟
يمكن أن تؤثر مشاعر الوحدة طويلة الأمد على صحتك النفسية بعدة طرق:
- قد تعرضك أعراض الوحدة المزمنة لخطر أكبر للإصابة بمشاكل طبية وعاطفية أكثر خطورة مثل؛ الاكتئاب (depression) أو القلق والكآبة.
- تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين الشعور بالوحدة والانعزال وزيادة خطر الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر.
- قد يؤدي الشعور بالوحدة أو الانسحاب (withdrawal) أو العزلة الاجتماعية على المدى الطويل إلى تقليل المهارات المعرفية، مثل القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
- يمكن أن يؤدي أيضًا إلى عدم القدرة على حل المشكلات أو حتى تغيير المعتقدات السلبية عن الذات، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى مرض الاكتئاب الشديد.
يمكن أن يؤدي الشعور بالوحدة المزمن إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الوزن أو ضعف العضلات وغيرها
كيف يمكن التغلب على الشعور بالوحدة؟
يمكنك التغلب على الشعور بالوحدة (loneliness) باتباع النصائح التالية:
- اعترف بأنك تشعر بالوحدة: وجدت الدراسات أن تسمية مشاعرك يمكن أن تقلل من شدتها.
- التواصل مع أشخاص من ماضيك: عندما تشعر بالوحدة، يكون من الأسهل أحيانًا التواصل مع الأصدقاء القدامى بدلاً من تكوين صداقات جديدة.
- انضم إلى مجموعة أو نادٍ: بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي مع أشخاص من ماضيك، قد تقرر التواصل مع أشخاص جدد أيضًا. ابحث عن الأنشطة المجتمعية التي قد تناسبك.
- اقرأ كتابًا: سيساعدك ذلك على فهم كيفية تفكير الآخرين أو يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من الاتصال.
- تعلم شيئًا جديدًا: قد يساعدك الشعور بالإثارة بشأن شيء تتعلمه – سواء كانت لغة جديدة أو مهارة جديدة – عندما تشعر بالوحدة. وهذا قد يفتح لك أبوابًا لمقابلة أشخاص جدد.
- مارس هواية: إذا لم يكن لديك أي هوايات، فاجعل من أولوياتك العثور على واحدة.
- احصل على مساعدة مهنية: إذا كنت تعاني من الشعور بالوحدة ولا تعرف ماذا تفعل، فقد ترغب في طلب المساعدة المهنية.
قد يساعدك التحدث إلى الأخصائي النفسي في إقامة علاقات أفضل مع الناس أو اكتشاف استراتيجيات للتعامل مع الشعور بالوحدة بطريقة صحية.
كيف يمكن للعلاج النفسي مساعدتك عندما تشعر بالوحدة؟
يمكن أن يساعدك المعالج والعلاج النفسي على:
- قد يساعدك التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية في إقامة علاقات أكثر جدوى مع الناس.
- قد يساعدك أيضًا في اكتشاف استراتيجيات للتعامل مع الشعور بالوحدة بطريقة صحية.
- يمكن للمعالج أن يساعدك في الكشف عن أي أسباب أساسية لوحدتك – على سبيل المثال إذا كنت تشعر بالوحدة في علاقة أو زواج، أو تشعر بالوحدة بعد الانفصال، أو إذا كنت تشعر بالوحدة والاكتئاب في نفس الوقت.
- إذا كان الاكتئاب يساهم في شعورك بالوحدة، يمكن لمتخصص الصحة النفسية أن يقترح طرق علاج مثل حضور العلاج المعرفي السلوكي لإعادة صياغة الأفكار السلبية.
- قد يقترح أيضًا تناول دواء – مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية – التي تساعد في علاج أعراضك.
- يجب عليك طلب المساعدة المهنية إذا كنت تتعامل مع الشعور بالوحدة بطريقة غير صحية مثل؛ اللجوء إلى الطعام من أجل الراحة، أو الانخراط في سلوكيات غير صحية أخرى.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من شعور الوحدة، فلا تتردد في استكشاف العلاج النفسي كخيار فعال. يقدم لك المتخصصون مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرك واكتشاف أدوات جديدة للتعامل معها. من خلال الدعم النفسي، يمكنك تحويل الوحدة إلى فرصة للتواصل مع نفسك ومع الآخرين. اتخذ الخطوة الأولى نحو حياة أكثر توازنًا وسعادة اليوم.