Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
تكوين صداقات جديدة

كيفية تكوين صداقات جديدة | استراتيجيات فعّالة

هل تشعر بالوحدة أحيانًا رغم وجودك بين الناس؟ هل تتمنى لو كان لديك المزيد من الأصدقاء؟ قد يبدو تكوين صداقات جديدة في سن البلوغ أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك في توسيع دائرة معارفك وبناء علاقات قوية.

 

ما هي فوائد تكوين الصداقات الصحية؟

إن تكوين صداقات جديدة ليس مجرد هواية، بل هو استثمار في صحتنا وسعادتنا. دعونا نستكشف الأسباب الكامنة وراء أهمية هذه العلاقات وكيف يمكن أن تساهم في تحسين جودة حياتنا.

  • إن إقامة صداقات عميقة بين البالغين لا يقتصر على تكوين روابط اجتماعية، بل يتعدى ذلك إلى بناء شبكة دعم (Support) عاطفي قوي، مما يساهم في التغلب على الصعوبات الحياتية وتحسين نوعية الحياة.
  • إن مكافحة الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية تأتي من خلال خلق الروابط. 
  • أكدت العديد من الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الوطيدة، لا سيما الصداقات، تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الصحة العامة والعمر المديد. فالأشخاص الذين يحيطون أنفسهم بأصدقاء داعمين يعيشون حياة أطول وأكثر صحة.
  • تعد الصداقات في مرحلة البلوغ بمثابة درع واقي لحماية قلبك. تشير الدراسات العلمية إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بشبكة اجتماعية قوية يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، وذلك بفضل الآثار الإيجابية للصداقة (Friendship) على الصحة النفسية والفيزيولوجية.
  • تلعب الصداقات دورًا حاسمًا في تنظيم استجاباتنا للتوتر. فوجود شبكة اجتماعية داعمة يساعدنا على التعامل مع الضغوطات الحياتية بفعالية أكبر. (إن كنت تشعر بأعراض القلق يمكنك تجربة اختبار القلق).
  • تعد الصداقات هي ركيزة أساسية لتعزيز اللياقة العقلية، حيث توفر بيئة محفزة للتطور والنمو الذهني. من خلال التفاعل (Interaction) مع أصدقاء يشاركوننا اهتماماتنا وطموحاتنا، نستطيع تبادل الأفكار والخبرات، مما يعزز الابتكار والإبداع ويزيد من مرونتنا وقدرتنا على التعامل مع التحديات.

 

كيف يمكن تكوين الصداقات الجديدة؟

بناء الصداقات يحتاج إلى وقت وجهد، ولكن من خلال بعض الخطوات البسيطة يمكنك تعزيز هذه العلاقات. ومن هذه الخطوات:

  • عندما تتلقى دعوة، استغل هذه الفرصة لتقوية علاقتك بالآخرين. لا تتردد في قبولها، ورد الجميل بدعوة صديق أو زميل لقضاء وقت ممتع معًا.
  • خذ زمام المبادرة. فأنت لا تحتاج إلى انتظار أي شخص ليتواصل معك ويتخذ الخطوة الأولى. بدلاً من ذلك، كن المبادر اللطيف، حتى لو كنت انطوائيًا.
  • عندما تتواجد مع شخص ترغب في التعرف عليه بشكل أفضل، ابدأ الحديث. مثلًا حاول مشاركة (Engagement) شيئًا عن نفسك، ودعه يشاركك أيضًا شيئًا عن حياته.
  • حتى لو كنت تقابل شخصًا جديدًا، يمكنك جعله يشعر بالراحة من خلال طرح الأسئلة المناسبة والاستماع الجيد. استخدم أسئلة مفتوحة لتشجيعه على الانفتاح، مثل: “أخبرني المزيد”.
  • حافظ على التواصل البصري وابتسم. فالابتسامة مع التواصل البصري الجيد تخلق تأثيرًا إيجابيًا على الشخص الآخر، مما يجعله يشعر براحة أكبر واهتمامًا بالمحادثة.
  • مع تقدم المحادثة، حاول مشاركة بعض التفاصيل الشخصية البسيطة. يقول جروسمان: “إذا كنت منفتحًا، فإن ذلك يمنحهم الإذن ليكونوا صريحين معك”، لكن احرص على عدم المبالغة، وكن تدريجيًا.
  • الأفعال الصغيرة اللطيفة يمكن أن تعزز الألفة والتواصل. لا تحتاج إلى أن تكون كبيرة، بل مجرد لفتة بسيطة يمكن أن تخلق شعورًا جيدًا.

عند التعرف على شخص جديد، تبادلوا أرقام الهواتف. تواصل معه لاحقًا واستفسر عما إذا كان يرغب في اللقاء مرة أخرى. فالبقاء على اتصال أمر ضروري.

 

أمور يجب الابتعاد عنها عند البدء في صداقة جديدة

إليك بعض الأمور التي يجب الابتعاد عنها عند بدء صداقة جديدة:

  • التظاهر: كن على طبيعتك، ولا تتغير لمجرد التكيف مع الآخرين.
  • التفاخر: التفاخر يمكن أن يترك انطباعًا سلبيًا لدى الآخرين ويكون مزعجًا.
  • العدوانية: التحدث بشكل مبالغ فيه قد ينفر الناس منك. حاول أن تبدأ بمحادثات ودية قبل اقتراح لقاء لتناول القهوة أو ممارسة الرياضة.
  • توقع نتائج سريعة: إن تكوين رابطة قوية يستغرق وقتًا، لذلك ابذل جهدك، لكن حافظ على توقعاتك منخفضة. تشير الأبحاث إلى أنه قد يستغرق من 10 إلى 15 محادثة لتشعر وكأنك صديق.

 

لماذا يواجه الكبار صعوبة في تكوين صداقات جديدة؟

يواجه الكبار صعوبة في تكوين صداقات جديدة لعدة أسباب، منها:

  • ضيق الوقت: يواجه العديد من البالغين تحديات في تحقيق توازن بين العمل، ومسؤوليات الأسرة، والالتزامات الأخرى، مما يترك لهم وقتًا قليلًا للتواصل الاجتماعي ورعاية صداقات جديدة.
  • فرص محدودة: على عكس البيئات المدرسية أو الجامعية، يفتقر البالغون إلى أماكن طبيعية تعزز التفاعلات العفوية والمشاركة، وهي عناصر أساسية لتكوين صداقات حقيقية.
  • مشكلات الثقة: أظهرت الدراسات أن غياب الثقة يعد من الأسباب الرئيسية التي تعيق البالغين عن تكوين صداقات، حيث يصبحون أكثر حذرًا عند الانفتاح على أشخاص جدد مع تقدمهم في العمر.
  • دوائر اجتماعية راسخة: بحلول مرحلة البلوغ، يكون العديد من الأشخاص قد أنشأوا مجموعاتهم الاجتماعية الأساسية، مما يجعل من الصعب على الوافدين الجدد الاندماج فيها.
  • الخوف من الرفض: قد يتردد البالغون في بدء صداقات جديدة بسبب الخوف من الرفض أو الظهور بمظهر ضعيف.
  • زيادة الانتقائية: مع تقدم العمر، يصبح الأفراد أكثر انتقائية بشأن الأشخاص الذين يقضون الوقت معهم، مما يجعل تكوين صداقات غير رسمية أكثر صعوبة.

في غياب القواسم المشتركة التي توفرها المدرسة أو المؤسسات المماثلة، قد يجد البالغون صعوبة في العثور على اهتمامات أو خبرات مشتركة للتواصل.

 

ما هي علامات الصداقة الحقيقية؟

إليك بعض علامات الصداقة الحقيقية:

  • يبدأ الشخص الآخر بالتواصل معك: يتولى الشخص الآخر زمام المبادرة من خلال الاتصال (Connection) بك أو إرسال رسالة.
  • تشعر بالراحة معهم: تشعر بأن الأجواء طبيعية ومريحة عند التواجد معهم.
  • تشارك دون تردد: لا تتردد في المشاركة أو القيام بأي نشاط أمامهم.
  • استجابة متعاطفة: تتعامل معهم بتعاطف، ويبادلونك نفس الشعور.

تبدأ الصداقة عادةً بإيماءات صغيرة للتقدير، مثل رسائل نصية أو دعوات، ثم تتعمق مع مرور الوقت لتصل إلى مرحلة الصداقة الحقيقية.

 

ماذا عن الصداقات عبر الإنترنت؟

تعتبر الصداقات عبر الإنترنت منصة رائعة للتعارف على أشخاص جدد، لكنها تتطلب تقييمًا متأنٍ. فمن ناحية، تتيح لنا الوصول إلى شبكة واسعة من الأشخاص، ومن ناحية أخرى، قد تواجه تحديات مثل المسافة الجغرافية وعدم التكافؤ العاطفي في العلاقة.

وعلى الرغم من أن تكوين صداقات جديدة عبر الإنترنت يفتح آفاقًا واسعة، ولكن من المهم تحديد حدود واضحة لحماية خصوصيتك والحفاظ على توازن صحي بين العلاقات الافتراضية والحياة الواقعية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في عالم يتسم بالانشغال، تظل الصداقات الجديدة مفتاحًا للسعادة والدعم النفسي. من خلال عرب ثيرابي، يمكنك تعزيز مهاراتك الاجتماعية وبناء علاقات قوية مع معالجين نفسيين مؤهلين. لا تتردد في الانضمام إلينا، حيث نقدم لك الدعم والمشورة اللازمة لتكوين صداقات جديدة تعزز من صحتك النفسية وتفتح أمامك أبوابًا جديدة من الفرص.

علاج شخصي، استشارة نفسية، دعم نفسي